أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد السعيدي - تركيا الغادرة... هل تعمدت تركيا افشال الوساطات مع النظام السوري ؟














المزيد.....


تركيا الغادرة... هل تعمدت تركيا افشال الوساطات مع النظام السوري ؟


سعد السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 02:55
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في ال 19 من هذا الشهر وفي لقاء خاص مع الاعلام العراقي المرئي عن موقع شفقنا كشف السوداني رئيس الوزراء عن تفاصيل محاولة الوساطة العراقية بين تركيا وسوريا في وقت سابق، وما حال دون ذلك.

وقال السوداني بان كلي الجانبين كانا موافقان على عقد اجتماع في بغداد على مستوى وزراء الخارجية على الرغم من انه كانت لكل منهما شروطه. ويستمر السوداني بكشفه قائلا بانه قد كرر المحاولة مع الأسد 3 مرات لعقد اجتماع ببغداد على مستوى وزراء الخارجية مع موافقة الجانب التركي. وقد اشترط الاخير عودة النازحين واللاجئين على أراضيه من السوريين ومواجهة الإرهاب. بينما الجانب السوري الذي ابدى موافقة مبدئية على عقد الاجتماع قد قال بانه يشترك مع شروط تركيا حول عودة النازحين ولكن يجب مواجهة الإرهاب بشكل عام سواءً على PKK أو الفصائل المسلحة الأخرى وكانت هذه هي نقطة الخلاف. ثم يضيف انه بعد هذه المحاولات الثلاث تعذر جلوس تركيا وسوريا على طاولة واحدة. وفي مكان آخر من الخبر قال السوداني بانه غير مقبول لتركيا أن تتدخل في الشأن السوري أو تكون على أراضيها.

لدينا ملاحظاتا حول ما ذكره السوداني. وما سنورده هنا هو ليس دفاعا عن انظمة استبداد وحشي منهارة او اخرى قائمة، بل التوضيح للمستقبل. فما جرى اعلاه قبل سقوط النظام السوري سيتكرر مستقبلا وسيعاد طرحه في سوريا بنفس الصيغة ربما، ولذلك فلابد من التعلم واستخلاص الدروس.

إن تركيا هي من بادر في البداية الى التدخل في الشؤون السورية الداخلية، لا العكس. لذلك كان يجب عدم قبول الشروط التي طرحتها كشرط لقبول الجلوس على طاولة المفاوضات مع النظام السوري. بل كان يجب الضغط عليها اولا لاجل ان تقدم بادرة حسن نية للسوريين. وتكون مثلا هذه التوقف عن دعم وامداد ما يسمى بالفصائل المسلحة في سوريا او الالتزام به. فهذا الدعم وبغض النظر عن طبيعة الاوضاع في سوريا نفسها يكون تدخلا فجا في الشأن الداخلي يرفضه القانون الدولي. وتركيا هي من تآمر على سوريا بداية مما تسبب في تدمير البلد. فهي من كان يستلم الاسلحة من دول الخليج وغيرها في قاعدة انجيرليك لترسل الى سوريا. وهي من كان يرسل الارهابيين اليها مشيا على الاقدام عبر الحدود بحماية اجهزتها الامنية وهو امر موثق في فيديو (انظر اسفل المقالة). وهذا يجعلها دولة داعمة للارهاب بشكل لا لبس فيه.

ولم يكن سينفع تركيا التحجج بحزب العمال الكردستاني او قوات قسد. فهؤلاء قد انتشروا على الاراضي السورية بعد وبسبب التدخل التركي فيها. هذا التدخل الذي نتج عنه تراخي السيطرة الامنية للدولة السورية على اراضيها وبالنتيجة صعود وانتشار هذه الجهات. ويكون استناد تركيا على نتائج تدخلها في دولة مجاورة واستخدامه كحجة لعدم المساهمة في تقدم المفاوضات هو صفاقة وعدم جدية واهم منه سوء نية واضحة المعالم. والسوداني كان مما يتبدى من تصريحاته من خلال الخبر اعلاه كان مؤيدا للموقف السوري عندما قال بانه غير مقبول لتركيا أن تتدخل في الشأن السوري أو تكون على أراضيها.

وعدا عن امر الاحتلال التركي للاراضي السورية بداية من خلافه وتعنتها حول الامر فإن الوساطة العراقية كانت تعاني من مشكلة برأينا. مشكلة منحت الاتراك قناعة اثرت على الوساطة نفسها. هذه المشكلة تتمثل بالتخاذل العراقي عن المطالبة بانسحاب القوات التركية المحتلة لاراضيه هو، وهو ما اثرناه في المقالة السابقة. فاستمرار العراق بالتعامل مع الاتراك الذين يحتلون اجزاءا من شماله الكثير منها حدودية واحدها في قاعدة قرب مدينة مهمة، وسعيه الى عقد الاتفاقيات التجارية الواحدة تلو الاخرى معهم غير تركهم يتدخلون في شؤونه الداخلية قد اعطى الاتراك القناعة بامكانية تكرار نفس الشيء مع اية دولة مجاورة كانت واحتلال اراضيها تحت اية حجة كانت والبقاء فيها الى ما لا نهاية. وهو ما لن يؤدي الى احتجاج وغضب من الجهة المقابلة كما يمكن ان يتوقع على العكس، إذ ستتقاعس الجهة المقابلة عن المطالبة باي شيء وستزيد بالمقابل التعاملات التجارية. والاهم سيجلسون معهم على طاولة المفاوضات لحل المشاكل وكأن شيئا لم يكن.

هذه المشكلة التي انتجت هذه القناعة التركية هي برأينا ما ادى الى فشل المفاوضات. فتركيا هي من افشلها، لا النظام السوري الذي سقط لاحقا والذي ترمي كل المواقع الاعلامية على الشبكة الممولة خليجيا وغيرها الاجنبية الاصل باللائمة عليه. وتكون تركيا هي من بادر الى الغدر بجارتها الجنوبية عندما وبحجة تعنت نظامها السياسي في المفاوضات قد اعطت لاحقا الضوء الاخضر لارهابييها من بقايا التنظيمات الارهابية مثل القاعدة وجبهة النصرة لبدء هجماتهم بحجة التحرير وذلك للتغطية على احتلال سوريا وابتلاعها باكملها وتحقيق مصالحها بها.

وتكون تركيا بالتالي دولة غادرة غير جديرة بالثقة ولم يكن يتوجب ايلائها اياها. ويكون رئيس النظام السوري السابق على حق عندما طالب الاتراك بالانسحاب من البلد بداية والكف عن التدخل في الشأن السوري الداخلي كشرط للجلوس معهم على طاولة المفاوضات.


رابط المقالة :

كلام صادم لنائب تركي عن داعش في تركيا
https://www.youtube.com/watch?v=s2YT-zuqY5E



#سعد_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نطالب بطرد القوات التركية المحتلة من بلدنا حفاظا على امنه
- ما هي اهداف اردوغان في سوريا ؟
- الدعاوى القضائية الدولية ضد سوريا وايران لتورطهما بتهريب الم ...
- لماذا يحرص الارهابي الشرع على اظهار وجها متسامحا للسوريين ؟
- الروس وسوريا بعد سقوط الاسد
- راية الارهاب والارهابيين
- لماذا كان هذا المجرم طليقا طوال الوقت؟
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جريمة الاعتداء على القوات ...
- دعوى قضائية دولية ضد الامريكيين عن جرائم حرب القصف الشامل لل ...
- استخدام صفحات الموسوعة الحرة كأوعية للابتزاز
- تخبط السوداني لدى محاولاته تأمين مستقبله السياسي
- محمود المشهداني رئيس مجلس النواب الجديد
- ما هي نقاط ضعف ترامب؟ اليكم الاجابة
- تأخير سن التقاعد في اوروبا
- التحيز لليهود حتى ولو تجاوزوا على كل شيء
- قانون رئاسة الاقليم الذي يمهد للحرب الاهلية
- المرجع السيستاني وزواج القاصرات
- ما مقدار ضريبة الدخل وباقي الايرادات في الموازنة لطفا ؟
- فرض خبراء الاسلام كقضاة في قانون الاتحادية يخالف الدستور في ...
- السوداني واشقائه العرب


المزيد.....




- المشاهد الأولية لهجوم وإطلاق نار بملهى ليلي في نيويورك.. وإص ...
- ليلى علوي تعايد متابعيها بصور عائلية.. و-المستريحة- في دور ا ...
- ماسك يدعو لانتخابات جديدة في بريطانيا
- أخطاء شائعة في تخزين زيت الزيتون قد تؤدي إلى فساده
- مصدر: واشنطن قد تضطر -لمهاجمة إيران قريبا-
- ماسك يؤيد منشورا رجّح أن يكون عام 2025 الأهم في تاريخ البشري ...
- وصول طائرة مساعدات قطرية ثانية إلى مطار دمشق
- لماذا أثار تدشين حزب الجبهة الوطنية الجديد في مصر جدلا؟
- -التحول في سوريا يمثل تحدياً إستراتيجياً عميقاً بالنسبة لإسر ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف عن معطيات جديدة حول قتلاه منذ بداية ال ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سعد السعيدي - تركيا الغادرة... هل تعمدت تركيا افشال الوساطات مع النظام السوري ؟