أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - افلاس الحزب الشيوعي العراقي كخط اصلاحي في الحركة العمالية,وسر التحالف بين الاخوة الاعداء















المزيد.....

افلاس الحزب الشيوعي العراقي كخط اصلاحي في الحركة العمالية,وسر التحالف بين الاخوة الاعداء


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 539 - 2003 / 7 / 10 - 03:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


  

  اذا ما اراد أي امرء من تدوين التأريخ الواقعي للمجتمع العراقي منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى انقلاب البعث عام 1968 وبدأ سلسلة حمامات الدم الواسعة، لا بد من القول بـأنه صراعا بين قطب اليمين الذي مثل الطبقات المالكة الحاكمة واحزابها المعارضة وبين اليسار الذي مثلته الحركة العمالية. ويمكن من خلال هذه الرؤية تفسير سقوط عشرات الوزارات في العهد الملكي. وكانت معظم الحركات الاحتجاجية في ذلك العهد تقودها الطبقة العاملة لاجل مصالحها ومصالح المجتمع بشكل عام. والحقيقة تقال فان الاحزاب والقوى المعارضة داخل الطبقة المالكة كانت تستغل في صراعها مع اقطابها الاخرى الحركات الاحتجاجية للحصول على سهم ما في السلطة السياسية اولا. وثانيا والاهم هو تحريف نضال تلك الحركات عن مسارها الصحيح للحيلولة دون الاطاحة بأسس النظام الحاكم.
المسار الذي اتخذه الحزب الشيوعي العراقي:
 لم يخرج الحزب الشيوعي العراقي مثله مثل بقية الاحزاب والقوى السياسية الاخرى من دائرة لعبة الاطاحة بالوزرات دون المساس بأسس النظام الحاكم في العراق. وحتى يوسف سلمان يوسف المعروف بفهد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي لم يدون شعارا او كتب برنامجا واحدا يطالب فيه اسقاط النظام الملكي. وهذا يفسر محاولات الحزب الشيوعي العراقي عندما كان فهد يقوده في مناغاة وزارتي رشيد عالي الكيلاني وبكر صدقي عبر رسائله المشهورة ثم التراجع عن تلك الرسائل عندما كان المقابل يتنصل من مطالبه.اي بعبارة اخرى ان الهدف المركزي للحزب الشيوعي العراقي لم يكن اطاحة النظام الملكي حتى عندما كان فهد على رأس هذا الحزب بل كان النضال ضد الاستعمار وضد الانتداب البريطاني وقواعدها العسكرية هو الهدف المركزي. فكان فهد "بطلا ضد الاستعمار" ولم يكن مناضلا من اجل دك النظام الاقتصادي والسياسي اي مناضلاً من اجل الاشتراكية. اما سر ملاحقة الحزب الشيوعي العراقي واضطهاده من قبل البوليس السري للنظام الملكي ونقديمه التضحيات العديدة رغم عدم تجاوزه الخطوط الحمراء في دك اسس النظام الملكي الرجعي، فهو نتيجة للحرب الباردة والصراع الدائر بين القطب الشرقي والقطب الغربي. وكان الحزب الشيوعي العراقي كما هو معروف محسوب على الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي، وكان ضحية ذلك الصراع حتى انهيار ذلك القطب. وبعبارة اخرى ان الحزب الشيوعي العراقي لم يمثل يوما ما التيار الاشتراكي داخل الطبقة العاملة، وكان جل نضاله هو المحافظة على اسس النظام القائم. ففي كونفرس عام 1952 اقر شعار اطاحة النظام الملكي وتشكيل حكومة ديمقراطية شعبية، الا انه في الكونفرس الذي اعقب ذلك الكونفرانس، انتقد الشعار المذكور ونعته بالطفولية اليسارية..وهذا يفسر مرة اخرى نهج الحزب الشيوعي العراقي الاصلاحي حتى في حدود النظام الملكي.
وتستمر هذه المسيرة بشكل واضح في التحالف المبرم غير الرسمي بين حكومة عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي العراقي، حيث رفع شعارات سافرة ومعادية للطبقة العاملة مثل" مزيدا من الانتاج ايتها الطبقة العاملة" ويدون زكي خيري الحادثة المشهورة عام 1959عندما يرد القادة العمال برفضهم القاطع على طلب عبد الكريم قاسم وهو على منبر الاتحاد العام لنقابات عمال العراق بتعاون العمال مع البرجوازية، ليغلق بعدها مقر الاتحاد حيث يقول: كان يتوقع بأننا سنشل البلاد بالاضراب لكننا فاجأناه بعكس ذلك ولم نحرك ساكنا من اجل صيانة الجمهورية. وبعد تلك الحادثة شنت اعتقالات ونفي القادة والنشطاء العمال دون ان ينبس الحزب الشيوعي العراقي بكلمة واحدة. وتصاعدت موجة الاحتجاجات العمالية في قطاعات مختلفة بين اعوام 1960-1963 ضد شروط العمل والاجور المتدنية دون ان يكون بمقدور الحزب الشيوعي العراقي من لجم نمو وتطور الحركة العمالية.  وتستمر الموجة الثانية لتلك الاحتجاجات بين اعوم 1964-1967 دون ان يكون الحزب المذكور له أي دور بل على العكس تماما فأنه يؤيد عام 1964 حكومة عبد السلام عارف الدموية والذي سمي انذاك "بخط آب". تلك الحكومة التي ارتكبت ابشع المجازر بحق الشيوعيين والقادة العمال في انقلاب 8 شباط 1963.
اعلان افلاس الخط الاصلاحي:
 ويتوج التاريخ المدون افلاس الحزب الشيوعي العراقي كخط اصلاحي داخل الطبقة العاملة عندما يفتح النظام البعثي الفاشي في 5 تشرين الثاني النار على عمال الزيوت النباتية لكسر اضرابهم. ولم يصدر بيان ادانة ضد هذا العمل الاجرامي، بل الابعد من ذلك راح يؤيد قانون العمل البعثي رقم 151 لعام 1970 ويسميه بالتقدمي وهو القانون المسن من قبل مجلس قيادة الثورة والمليئ بالبنود الرجعية والمعادية للعمال وحقوقهم واولها مصادرة حق الاضراب والتنظيم والتظاهر تحت عناوين ومبررات واهية.
وبدون تحالف حزب البعث مع الحزب الشيوعي العراقي لم يكن بأمكان البرجوازية خلق الاستقرار السياسي في المجتمع العراقي حيث كان تاريحه عبارة عن صراع محتدم، وسوق اقتصادية مستقرة في العراق واطلاق العنان للتطور الرأسمالي. ولقد تقاطعت البرامج الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للحزبين من اجل بناء "اقتصاد وطني" وخدمة "البرجوازية الوطنية" ومحاربة "الامبريالية والصهيونية" في مقابل المواجهة السافرة للطبقة العاملة. وكانت مرحلة السبعينات هي بمثابة شهر عسل لتحقيق برنامج الحد الاعلى للحزب الشيوعي العراقي الذي اعلنه منذ تأسيسه، وفي نفس الوقت الاعلان عن افلاس الحزب الشيوعي العراقي كخط اصلاحي وافتضاح امره داخل الطبقة العاملة.  فلا غرابة اذن عندما يطلق على صدام حسين بكاسترو العراق من قبل الحزب الشيوعي وتحوله الى صفوفه ليس الا مسألة وقت، او التنصل من كافة المسؤوليات في فتح دولايب التعذيب الدموية بحق النشطاء والقادة العمال والشيوعيين الى جانب تشريد ونفي الاف منهم في تلك الفترة.
اشهار المعاداة السافرة للطبقة العاملة:
 اما في المرحلة الحالية فلا يعدو ان يكون افضل من الاحزاب والقوى الاخرى مثل الوطني العراقي والوفاق ..الخ حيث يحاول ان يكون كابحا كبيرا امام بروز الطبقة العاملة كقوة سياسية كبيرة ترسم ملامح المجتمع.مثلما يحدث الان في قطاع السكك للحيلولة دون تشكيل العمال منظمتهم المستقلة عن طريق الاكاذيب مرة والتحالف مع العناصر البعثية والادارة القديمة مرة اخرى. وهذا يفسر ايضا تحالفه الوطيد مع جماعة الوفاق المتكونة من العناصر البعثية التي تلطخت اياديهم بدم العمال. انهم يحاولون تنصيب نقابات صفراء منذ الان على العمال دون ارادتهم وتقسيم المناصب فيما بينهم وبين البعثيين مثل راسم العوادي وغيره ليس لاعادة التجربة الدموية بحق الجماهير العمالية فحسب بل لسرقة الاموال المجمدة التي تقدر بمليارات الدنانير لنقابات العمال البعثية التي سلبت من عرق وجهود الطبقة العاملة.
لكن ما لم يستوعبه الاخوة الاعداء ولم يفهموا درس طرد البعثيين مرة وطرد عناصر الحزب الشيوعي المتحالفة مع البعثيين للمرة الثانية عندما حاولوا الاستيلاء على مبنى الاتحاد العام لنقابات عمال العراق خلال الاسابيع المنصرمة, هو ان الساحة لن تخلى لهم بعد الان للاستفراد بالطبقة العاملة مرة اخرى.
 

 



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنجهية الاسلام السياسي في طريق مسدود
- أصداء نشاطات الحزب الشيوعي العمالي العراقي في بغداد و المحاف ...
- اصحاب الرايات الخضر يرتكبون مجزرة دموية ويشعلون فتيل الصراعا ...
- فرح التخلص من كابوس البعث…وحكم الدبابات الأمريكية والبديل ال ...
- كل شيء في هذه الحرب بربري
- إعدام 107 جنديا عراقيا ..جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم النظا ...
- صدام حسين يحمل سيف بن لادن
- فيتو سماسرة مجلس الأمن
- سيحولون كردستان إلى منطقة حرب
- انفضاح أكاذيب الإدارة الأمريكية
- عملية -حرية العراق- هي تحرير العراق من جماهيرها
- التداعيات الأولية للحرب الأمريكية على العراق
- الانتهازية تقفل حلقتها في رد على حديث حميد مجيد موسى
- افتضاح عصر الديماغوجية...وانتهاء زمن صانعي الاكاذيب
- الحكومة البعثية تصّعد من حملاتها الاستبدادية ضد جماهير العرا ...
- الحركة النسوية في العالم العربي من الدفاع الى الهجوم
- إنهم يموتون في ظل الديمقراطية !
- لعبة اللصوص:التسابق في فرض القهر على المجتمع العراقي لإنقاذ ...
- في ذكرى اضراب عمال الزيوت النباتية
- لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - افلاس الحزب الشيوعي العراقي كخط اصلاحي في الحركة العمالية,وسر التحالف بين الاخوة الاعداء