أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيه عواضة - شكراً... بن لادن فتحت أبواب الحزب الشيوعي














المزيد.....

شكراً... بن لادن فتحت أبواب الحزب الشيوعي


نبيه عواضة

الحوار المتمدن-العدد: 51 - 2002 / 2 / 1 - 09:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




فرحت كثيرا عندما قرأت في ((السفير)) صبيحة يوم السبت الماضي ما نشر عن قرار المجلس الوطني للحزب الشيوعي اللبناني بالتراجع عن كل ما تقدم من إجراءات تنظيمية تعسفية بحق مجموعة كبيرة من الشيوعيين.. وهذا الفرح المفاجئ لم أعشه منذ زمن فهو ينتمي لحقبة ما قبل الاعتقال حين كان أحد مقاييس الثورية حفظ الاغاني جيدا وترداد الهتافات بصوت حاد وغاضب كي يشعر القائد بهالة النصر حوله من جهة ولدب الرعب في قلوب الخصوم والاعداء من جهة ثانية.
فرحت فرحا مفاجئا وقديما، لم يستمر طويلا.. فقد التقيت في اليوم ذاته بصديق تعرفه جيدا أودية الجنوب إبان الاحتلال وهو أحد الشهود على الترجمة الفعلية لعملية إجهاض ((جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية)) قبل نحو عشر سنوات..
وبالرغم من كون هذا الصديق لا يعرف تفاصيل ومواقف الاشخاص داخل الحزب او خارجه إذ انه أصبح واحدا من جيش الشيوعيين الخارجين عن التنظيم او المفصولين دون قرار او المحاربين بلا إعلان ذلك انهم قالوا ذات يوم ما شاهدوه وانصرفوا.. فقد أخبرته بما قرأت.. وبضحكته العفوية الهادئة سارع الى القول: ((هل هذا توجه جدي ام انه كمين؟)).
شدتني كلمة ((كمين)) وهي أوقفت كل الفرح الراقص في داخلي، وحولته الى أسئلة: حقا.. ماذا يعني ذلك، وما الجديد في الامر، وكيف سيصار الى ترجمته وهل يمكن اعادة بناء مملكة الهتاف القديمة؟ ماذا عن الثقة التي انهارت بين أبناء ((الحزب الحديدي)) أنفسهم وبينهم وبين القيادة، وكيف سيجري تفسير او تبرير الاخطاء والممارسات التي حُفرت لها خنادق وتواجه ((الرفاق)) بها وانشغلوا عن قضايا البلد لسنوات عدة؟.. بأية طريقة سنقبل بعضنا البعض بعد حملات الاتهام الخطيرة التي كبرت بيننا؟ وعلى ماذا سيجري الاتفاق ان كان له من سبيل، على الماضي ام على المستقبل؟ وهل فعلا لدى القيادة الحالية رغبة بفتح حوار جدي ديموقراطي صريح وعميق يطال القضايا كافة ويكون بمثابة مراجعة نقدية شاملة لتحديد الاخطاء إبان الحرب الاهلية وما بعدها كمقدمة للانطلاق نحو المستقبل.
أعتقد ان الرغبة في الحوار هي الرغبة في تقبل كل شيء.. فوق الطاولة وأمام الشيوعيين، وليس اختلاسا في الغرف الصغيرة التي شهدت معارك حزبية طاحنة تحولت لاحقا لمنصة خفية لإحدى محاكم التفتيش، والرأس الهرم لكتبة التقارير المزيفة المتحلقين والمستزلمين الموزعين بين ((الرفاق)) من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب.
قيل ان هذا الحوار تفرضه التغيرات التي حصلت بعد الحادي عشر من أيلول، فيا للسعادة من رجل الكهوف أسامة بن لادن الذي فتح أبواب الجنة أمام مقاتليه، فهل سيكون قد فتح ايضا أبواب الحزب الشيوعي اللبناني أمام أنصاره بعد ان سدتها أكوام غبار وركام معارك صار الحزب منها كهفا من كهوف ((تورا بورا)) لا يمكن حجز تذاكر السفر اليه، ولا تعرفه قوافل الرحل العابرة على مقربة من الاحداث.
سافر صديقي وأخذ معه مشهد فرحتي قبل ان تداهمنا وتشغل بالنا موجة الدعوة الاخيرة للحوار التي كسرتها قبل ان يلمع بياضها الأجواء النقيضة التي نشرت في سياق توضيح صدر عن المجلس الوطني في عدد ((السفير)) الاثنين الماضي، فحولتها، الى زبد خفيف، تأكله شيئا فشيئا عتمة الليل ومراكب الصيادين.
سافر صديقي وبقيت ضحكته عالقة في بالي ومعها أطياف جديدة عن ((كمائن السلم)).
() أسير محرر.

©2002 جريدة السفير



#نبيه_عواضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسرائيل.. إعلان وزارة الدفاع عن إنشاء مستشفى ميداني للأطفال ...
- استطلاع: 80% من الأمريكيين متشائمون عقب محاولة اغتيال ترامب ...
- شاهد: بوتين يقود -لادا أورا- الجديدة ويفتتح بها الطريق السري ...
- ألمانيا تعلن مبادرة لتعليم مليوني طفل بمنطقة الساحل الأفريقي ...
- تقرير يتحدث عن مؤامرة إيرانية لاغتيال ترامب وطهران تنفي
- البنتاغون: نعتزم تسريع تطوير واختبار الصواريخ فرط الصوتية
- تدمير تسع مسيرات أوكرانية فوق مقاطعة كورسك الروسية
- -نيوزويك-: أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية تشل فعالية الأسلح ...
- انقلاب حافلة عند دخولها نفقا بالقرب من برشلونة
- صيادون يرصدون تحليق صواريخ روسية فوق بحر قزوين


المزيد.....

- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيه عواضة - شكراً... بن لادن فتحت أبواب الحزب الشيوعي