|
ما هو الصحيح والمفيد؟ ملاحظات عن الترجمة
كاظم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 8206 - 2024 / 12 / 29 - 16:13
المحور:
قضايا ثقافية
ما هو الصحيح وما المفيد في هذا النوع من الابداع؟، واذا اتفقنا عليه بمعناه العام ودوره المهم في الثقافة والمعرفة عموما، فان تسجيل ملاحظات اضافية لتعميم الفائدة وتقدير العمل والجهد الثقافي تسهم في التطوير والتكامل وتعميم الفائدة وغيرها، وتلك ملاحظات وحسب، عن الترجمة للعربية، وللمترجمين العرب، حرصا على ايصال النص المترجم الى القراء العرب بلغة عربية واضحة ومتفق عليها، بعد الاتفاق وتحديد المسؤولية والاهتمام الجاد عموما، ومنها العناوين واسماء الكتاب الاجانب. مع كل التقدير للجهود المبذولة في الترجمة والمعاناة المتفرعة من اكثر من حالة تواجه بعد الانتهاء من الترجمة او خلالها وصولا الى الانتهاء من الطبع والتوزيع للنص المترجم، من اي صنف ثقافي او ادبي. اذ لا خلاف على اهمية الترجمة وضرورتها لتلاقح الثقافات وتلاقي الابداعات وتصارع الافكار والاجتهادات. (للتوسع يطالع كتاب فن الترجمة للكاتب البرتو مانغويل، ترجمة مالك سلمان، ط1، 2024) ملاحظة اولى او دعوة للمترجمين ومنظماتهم في الاتفاق على ترجمة الحروف الاجنبية التي لا يقابلها حرف عربي واحد، كيلا يقود اختلاف الترجمات الى تشويش القراء، مثل حرف g الانجليزي، لفظا وكتابة، فتترجم صحيفة The Guardian مثلا الى صحيفة الجارديان او الغارديان او الكارديان، ومثلها حصل مع ترجمة اسم الكاتب الكولومبي الكبير جبراييل جارثيا ماركيز (6 آذار/ مارس 1927 - 17 نيسان/ أبريل 2014) ففي ترجمة د. طلعت شاهين كتب الاسم هكذا، وفي ترجمة صالح علماني، كتب الاسم غبرائيل غارسيا ماركيز، وفي الوكيبيديا يختم الاسم المفرد منها بحرف الثاء، (بالإسبانية: غابرييل غارسيا ماركيث) كما نشرته. (وهذه القضية ينبغي أن تكون مهمة في الترجمة العربية وتحسب عند كل من يهمه الامر، ويتفق عليه باعتبار النظر واللفظ الأصلي أو المعروف، وتوحيده عربيا بين مشرق ومغرب واجتهاد واختصاص). وحصل الاختلاف على العنوان، ايضا، فجاء في ترجمة المترجم شاهين، "أن يعيش لتحكي"، بينما عند المترجم علماني: "عشت لأروي". (وهذا سؤال آخر؟!) رغم ان ماركيز في الصفحة التالية للنسخة الأولى، كتب: الحياة ليست ما عاشها وحده منا، بل ما يريدها، وكيف يريدها، ليحكيها. وقصة الكتاب رواية أخرى للروائي، ولم يكن المترجم د. شاهين في تقديمه أن يقدم ماركيز على كتابها، لأنه كما شاهد، كتب معظم فصولها في رواياته التي كانت عاشقة حياته اليومية بتفاصيلها التي عاشها وشاهدها، ولكن بعد كتابتها لم يخبرها بذلك حتى إعلانه عن اتمامه الجزء الأول منها. ملاحظات اخرى حول المترجم والترجمة، هنا وعموما، حيث يتطلب من المترجم في التعريف عن المؤلف ونشر معلومات عنه، سيرة ذاتية تفصيلية له، اذ ارى ان هذا مهم جدا للقاريء، كما لابد من ترجمة اخرى عن المترجم نفسه لاستكمال الصورة. كذلك في طباعة بعض الحروف العربية، والمطابع العربية، كما يحدث مع التاء المربوطة، او حرف الياء، حيث يجب، ولا يصح تجريدها من نقاطها ونطقها بغير معناها، وبحرف اخر موجود في اللغة العربية. وتبقى العناية بقواعد اللغة ونحوها مهمة جدا، جدا، لاكمال المهمة المطلوبة من طبع الكتب وتدقيق اللغة وتعزيز الثقافات. كتبت منى الشايب، ابنة المترجم الراحل طلعت الشايب في تقديم طبعة لكتاب من ترجمة والدها: كان ابي قارئا نهما ومتابعا دقيقا لكل الاصدارات الحديثة لمعظم الكتاب والمفكرين والادباء العرب والاجانب، لكن امتع لحظاته تلك التي يقضيها في ترجمة عمل ونقله من لغته الام الى اللغة العربية. كان يصف ترجمة الشعر والادب بالمغامرة المحفوفة بالمخاطر، المهمة هنا اشد صعوبة لانك لا تنقل افكارا او معلومات، بل احاسيس ومشاعر واجواء روح نص لاعمال مثل اتبعي قلبك، واصوات الضمير، وبقايا اليوم، وهوس العمق، والخوف من المرايا، وفتاة عادية، وغيرها. واضافت، نقلا عن والدها المترجم المعروف، عليك بصفتك مترجما، مهمة الحفاظ على روح الكاتب الاصلي، وموسيقى النص ليصل المعنى الى القاريء وكانه يقرا العمل بلغته الأصلية، وكأن العمل له كاتبان؛ الكاتب الاصلي والمترجم. (…) ابي كان راهبا في محراب الترجمة، شغوفا برحلته مع كل كتاب، تلمع عيناه في نهاية يوم عمل شاق بما اكتشفه في رحلته من أفكار وثقافات يتحدث عنها بحماسة وسعادة من يعيد اكتشاف ذاته كل مرة. وكان من ابرز الترجمات له، كما ذكرت منى، صدام الحضارات، والحرب الباردة الثقافية، وفكرة الاضمحلال في التاريخ الغربي، والاستشراق الامريكي، وغيرها من الاعمال الهامة. عن أهمية الترجمة ودورها ومكانها عند المؤلف والقاريء، كتبت المؤلفة جوديث بتلر في تقديم كتابها "قلق الجندر، النسوية وتخريب الهوية"، وترجمة فتحي المسكيني، عن الترجمة العربية لكتابها ورايها فيها: "ومع ان نصا مترجما هو، في راي، ينتمي الى المترجم اكثر منه إلى المؤلف الاصلي، فانا في وضعي الفوز وذلك على وجه الدقة لان الترجمة تفكك القيود الجيوسياسية لتفكيري المبكر. لقد وجدت اثناء رحلاتي، أن المترجمين هم منظرون وفلاسفة وعلماء اجتماع محليون او جهويون، وان لهم عملهم الخاص الذي يتناول عملي ويتجادل معه". واخر ملاحظاتي، لابد للمترجم لاتمام مهمته ان يختم ترجمته بتفاصيل عن الكتاب المترجم، سنة اصداره ودار نشره واللغة المترجم عنها، ولا باس من الاشارة الى لغة الكتاب الاصلية، التي كتب بها قبل الترجمات له. فكل هذه الملاحظات تصب في خدمة الجهد المبذول، واتمام مهمة المترجم ودوره الثقافي.
#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوطن العربي وعهد ترامب الثاني
-
عن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
-
نافذة المعموري ومنفى الحمداني
-
نحو حركة تحرر وطني وقومي ثورية
-
طوفان الطلبة: من اشعاعات طوفان الأقصى عالميا
-
فاضل ثامر .. والميتا نقد
-
قراءة في كتاب -اللا بشر-
-
اشارات من الطوفان: اهمية الوعي السياسي والإنساني
-
طوفان الهدهد امتدادٌ آخر لطوفان الأقصى
-
تحيات إلى «الجنوب»
-
طوفان الطلبة.. مقدمات وتحولات
-
وداعا باقر ابراهيم…!
-
طوفان الغضب الشعبي في العالم من اجل غزة خصوصا وفلسطين عموما
-
النازشية الصهيونية لمواجهة -طوفان الأقصى-
-
مصداقية ممثلي الشعوب وطوفان الاقصى
-
«طوفان الأقصى» وطوفان الغضب الشعبي
-
حركةُ التحرّر الوطني العربيّة واتفاقيّة أوسلو الفلسطينيّة
-
صباحا ازور الحديقة
-
الولايات المتحدة واحتلال العراق: بعد عشرين عاما العنوان يتكر
...
-
عن احتجاجات الشوارع الاوروبية
المزيد.....
-
ألعاب نارية مذهلة أضاءت السماء.. كيف استقبل العالم العام الج
...
-
تعود لـ10 أجيال.. ما سرّ هذه التجاويف الغامضة بين أحضان الجب
...
-
زيلينسكي يوجه رسالة إلى ترامب مع دخول العام الجديد 2025.. شا
...
-
بعد مالي وبوركينا فاسو والنيجر... فرنسا تسحب قواتها من ساحل
...
-
-نموت من البرد-.. النازحون الفلسطينيون يواجهون الشتاء في غزة
...
-
وزير الجيوش الفرنسي: نعمل من أجل صمود وقف إطلاق النار في جنو
...
-
العالم يستقبل عام 2025 بالاحتفالات والألعاب النارية
-
الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية بصاروخ أرض - جو في أجواء
...
-
انهيار جليدي يدمر جرافة أثناء تنظيفها طريقا في تركيا (فيديو
...
-
زيلينسكي يفتتح العام الجديد بخطأ فادح (فيديو)
المزيد.....
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أنغام الربيع Spring Melodies
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|