أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - ملالي إيران من الإنكسار الإقليمي إلى تصعيد لغة الموت والقمع الداخلي














المزيد.....


ملالي إيران من الإنكسار الإقليمي إلى تصعيد لغة الموت والقمع الداخلي


سامي خاطر

الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 22:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كدأبه يمارس نظام الملالي الحاكم في إيران شتى وسائل القمع بحق الشعب الإيراني الرافض لسياسته ووجوده، ويتخذ من الإعدامات الجماعية نهجاً لنشر الرعب في المجتمع، وإرسال رسالة مفادها أن أي نشاط معارض للنظام سيواجه بأقسى العقوبات ويبررون ذلك بـ حفظ الأمن كما قال بزشكيان رئيس جمهورية النظام، ومنذ استيلائه على السلطة في إيران يمارس نظام الملالي حالةً من الحرب النفسية مستخدماً أدواته الإعلامية الداخلية والخارجية للترويج لنظرية المؤامرة ضد النظام وتبرير أفعاله، وقمع أي تحرك احتجاجي للحفاظ على سيطرته، وتستهدف اعتقالاته التعسفية الصحفيين، والنشطاء والمعارضين السياسيين، وتعد الرقابة على وسائل الإعلام والإنترنت من أهم وسائل القمع داخل إيران للتغطية على حملات القمع الدامية بحق المحتجين ومنع انتشار أي دعوات للاحتجاج.
ما يقوم به نظام الملالي في إيران من تصعيد للقمع داخلياً ليس بالأمر الجديد، لكنه يبدو اليوم أكثر وضوحاً في سياق التحديات المتزايدة التي يواجهها داخلياً وإقليمياً؛ محاولاً تعويض خسائره الإقليمية وانحسار نفوذه عبر مزيد من القمع داخل إيران، وذلك بسبب التوترات الاجتماعية والاقتصادية، حيث أدت السياسات التي يتبعها هذا النظام إلى تدهورٍ تام على كافة الصعد وخاصة الوضعين الاقتصادي والاجتماعي إلى تصاعد السخط الشعبي وتصعيد موازي في نشاط المقاومة الإيرانية داخلياً وخارجياً خصوصاً مع نمو تأييد أبناء الوطن للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وما تقوم به وحدات المقاومة من عمليات نوعية مكثفة داخل إيران ويشكل ذلك تهديداً مباشراً للنظام، ونتيجة لتراجع نفوذه الإقليمي وتأثيره في بعض الدول مثل سوريا ولبنان والعراق وفلسطين بسبب المتغيرات الإقليمية يجد نظام الملالي نفسه مضطراً للتركيز على الداخل لقمع أي محاولات للقضاء عليه، وبعد انكسار هذا النظام وفقدانه لسوريا كقاعدة إقليمية نتيجة لتراجع الدعم الروسي ومن ثم تغير التوازنات الإقليمية.
نظام الملالي يصعد من قمعه ضد النساء ويمارس أقذر أنواع التعذيب؛ ووحدات المقاومة تربك النظام
إن تصعيد نظام الملالي في إيران ضد النساء يعكس خوفه من تأثير الحراك النسائي ودوره المحوري في إحياء الاحتجاجات الشعبية، خاصة بعد الحركة الواسعة التي أعقبت مقتل "مهسا أميني" على يد شرطة الأخلاق. النساء في إيران أصبحن رمزاً للمقاومة ضد الظلم، مما جعل النظام يصب جام غضبه عليهن. فبادر بالاعتقالات الممنهجة مستهدفاً النساء الناشطات في الاحتجاجات أو حتى اللواتي يعبرن عن آرائهن عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وغالباً ما تكون الاعتقالات تعسفية وبدون أوامر قضائية.
في تقارير صحفية، وأخرى حقوقية يتأكد للعالم أجمع مدى تعرض النساء المعتقلات لأبشع أنواع التعذيب على يد نظام الملالي، بما في ذلك التحرش الجنسي والاعتداء الجسدي والنفسي. ويُستخدم التعذيب كوسيلة لترهيب النساء ودفعهن لعدم الانخراط في النشاطات الاحتجاجية. هذا ويعيد نظام الملالي فرض الحجاب بصرامة، ويُعاقب كل من يرفض الالتزام بالعقوبات القاسية، بما في ذلك الغرامات والسجن. ويتم استهداف الرموز النسائية، وتتم ملاحقة النساء القياديات أو المؤثرات في المجتمع الإيراني اللواتي يدافعن عن حقوق المرأة، في محاولة لإضعاف حركة المقاومة النسائية. إلا أن نقبه طلع على شونة، لأن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق تدرك أن النساء هن القوة الدافعة خلف الكثير من الاحتجاجات، ولما لا وأن مشاركة النساء تعطي الحراك زخماً أخلاقياً ورمزياً قوياً، مما يحرج النظام داخلياً ودولياً.
الخوف من تكرار المشهد السوري، والمقاومة الإيرانية تتبنى حملات واسعة للتصدي لدموية النظام
وكخشيته من زيادة الوعي الشعبي اليوم يخشى نظام الملالي العدوى الثورية مرتجفاً من تكرار المشهد السوري داخل إيران خاصة أن الاحتجاجات التي جرت قبل عام كادت أن تؤدي إلى انهياره وزواله، كما تؤكد محاولاته القمعية إدراكه أن اندلاع أي شرارة قد تُخرج الأمور عن السيطرة، وتعكس التظاهرات التي يقودها العمال والنساء والطلاب وكافة فئات المجتمع حالة الغضب الشعبي العام داخل إيران، وما يخشاه نظام الملالي من تكرار المشهد السوري في إيران يُدركه الشعب الإيراني لذلك تزداد ذروة التصعيد الشعبي ضد النظام حتى بلوغه غاياته، واليوم يحاول نظام الملالي بشتى الطرق منع تكرار المشهد السوري داخلياً، لكن يبدو أنه في مواجهة متزايدة مع شارع لم يعد يعرف الخوف. وتصعيد القمع قد يعجل بانهيار هذا النظام الفاشي بدلاً من إطالة أمد بقائه، خصوصاً إذا تضافرت الجهود الشعبية إلى جانب ضغط دولي منظم.
إن تبني المقاومة الإيرانية لحملات داخلية وخارجية واسعة لمواجهة دموية نظام الملالي يعكس تصميمها على التصدي لتصعيد القمع الوحشي الذي يمارسه النظام، خاصة في مواجهة موجات الاحتجاجات الشعبية المتزايدة. هذه الحملات ترتكز على العمل الميداني، النشاط الإعلامي، والضغط الدولي لتحقيق الحرية والديمقراطية للشعب الإيراني.
الموقف الدولي
على الرغم من وجود إدانات وانتقادات واسعة لجرائم النظام إلا أن الاستجابة العملية محدودة، ويبقى تيار المهادنة والاسترضاء الغربي عائقاً أمام صدور مواقف وقرارات رادع ضد نظام ولي الفقيه الحاكم في إيران، لذا ينبغي على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات أكثر فعالية لدعم الشعب الإيراني ومقاومته والتصدي لممارسات النظام القمعية، والبدء بوضع حرس الملالي على المنظمات الإرهابية وفرض عقوبات على المسؤولين عن القمع، ودعم جهود توثيق الجرائم التي يرتكبها النظام ضد النساء لتقديمها للمحاكم الدولية.
ختاماً هل يقلب الشعب الإيراني ومقاومته الطاولة على رؤوس الملالي وحلفائهم وتلقي بهذا النظام وشركائه في مزابل التاريخ قريباً...؟ الجميع بانتظار هذا اليوم.



#سامي_خاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملالي إيران وتداعيات السقوط المدوي لنظام الأسد
- قراءة في المشهد السياسي العالمي والإقليمي بعد سقوط بشار الأس ...
- النظام الإيراني بين عزلة دولية وأزمات داخلية
- بزشكيان رئيس الجمهورية في إيران يعدم 460 إيرانياً خلال ال 10 ...
- ماذا تبقّى لنظام ولاية الفقيه في الداخل والخارج؟
- ماذا يريد رضا محمد رضا بهلوي، ومن ورائه؟
- النظام الإيراني والاختبارات الصعبة؛ وماذا بعد؟
- لا تتوقف مسيرة كيلهم بألف مكيال بل تتطور.. هكذا هو الغرب مع ...
- الازدواجية والصفقات المشبوهة بين الملالي والغرب بعد حرب أوكر ...
- بزشكيان تخلى عن خدمة الشعب الإيراني قبل تعيينه رئيساً


المزيد.....




- جدل بين السوريين بعد إنزال المعارض هيثم المالح من منبر الجام ...
- فيديو مضلل يروج لمزاعم تهديد عشائر سنية بـ-إبادة- الطائفة ال ...
- مُتاح الآن .. تردد قناة طيور الجنة على النايل سات 2025 ماما ...
- السعودية تدين اقتحام مستوطنين إسرائيليين باحات المسجد الأقصى ...
- يهود سوريا المغتربون يؤكدون أنهم سيعيدون بناء كنيس -إلياهو ه ...
- يأس ومعاناة.. المسيحيون في غزة تحت القصف الإسرائيلي
- مرشد الحركة الإسلامية في كردستان يطلق صرخة تحذير بشأن وصول - ...
- بيان رؤساء الطوائف المسيحية في سوريا يدعو لإطلاق حوار وطني ش ...
- تردد قناة طيور الجنة 2025 على القمر الصناعية لأحلى الأغاني و ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون شعائر تلمودية (فيديوها ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي خاطر - ملالي إيران من الإنكسار الإقليمي إلى تصعيد لغة الموت والقمع الداخلي