جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 11:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الصمود والتصدي .. على أقدام إسرائيل ...؟
لم يبق أمام الديكتاتور الصغير. وريث العرش الأسدي إلا طريق استجداء – السلام المزعوم – مع إسرائيل متنازلاّعن كل عنترياته السابقة رافعاّ يديه , دون شروط مسبقة ودون وديعة رابين , التي ملأ أجواء العالم ضجيجاّ وبهورة بها كإحدى منجزات والده كان الشرع يرددها في كل مناسبة وهو يهز برأسه كأنه في حلقة لمشايخ الذكر ....
بعد فشله في تركيع الشعب اللبناني وحكومته الشرعية بواسطة أيتامه في لبنان بقيادة حزب النصر الإلهي - - ومعهم المهووسون بالمناصب الذين تخلوا عن مبادئهم وفقدوا بوصلة مسيرتهم الوطنية ضد الإحتلال الأسدي الذي شردهم من لبنان عشرات السنين .... وبعد إغلاق جبهة الجنوب أمام التجارة بأرواح اللبنانيين بعد تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي وافق عليه حزب الله كغيره ويحاول اليوم التنصل منه تنفيذاّ لإوامر أسياده في دمشق وطهران.. وبعد صدور القرار 1737 الذي فرض عقوبات على إيران استناداّ للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وفي فقرته الأخف من العقوبات لترك باب المساومات مفتوحاّ -... واستحقاقه أنشوطة المحكمة الدولية أو ذات الطابع الدولي التي ترفع وتيرة هلوسته ليل نهار خصوصاّ بعد إعدام صدام .... وفشل خطف بيروت كرهينة للمحور الإيراني – الأسدي .. وفشل مخطط الرهان الإجرامي للنظامين الطائفيين الهمجيين التالي : إلغاء لبنان من الوجود ما لم تلغ المحكمة ذات الطابع الدولي –
هكذا بكل وقاحة ووضوح .... ليستكمل هذا المخطط العملية الهمجية الصهيونية في عدوان تموز الفائت . مع الأسف ....
وبما أن الديكتاتور الصغير التعيس ودهاقنة نظامه لم يستطيعوا حتى الاّن تحويل خيام البؤس السيلسي في ساحات وشوارع بيروت إلى خطوط تماس ومتاريس توزع عليها المخابرات الأسدية والدولية السلاح والذخيرة والمال..,,,
ولم يعودوا واثقين من نجاة حليفهم الملالي من العقاب الدولي والأمريكي خصوصاّ لذلك بدأ الحلف الثنائي يهتز وعاد الغلام يستجدي رضا الحلف – المصري – السعودي – الأردني - ولو وصف قادته بأشباه رجال بالأمس القريب – علّهم يغفرون له زلته كإبن ضال خرج على طاعتهم وطاعة سيدته وسيدة والده وراعيته أمريكا وإسرائيل في سبيل إبقائه على الكرسي ..بعد تقبيله الأيدي والأرجل ليحظى بالغفران والعودة للخدمة ...ومازال يأمل هو ومن معه من أصحاب العقول المسطحة .. أن تدفع دول النفط ثمن عودتهم إلى الحظيرة وتغفر ذنوبهم وتخرجهم من عزلتهم وتقدم لهم الملايين كما كانت .. وإنهاء أي كلام عن انتهاكات حقوق الإنسان . وإعدام الرأي الاّخر في سورية ... والقضاء على المعارضة مهما كانت ضعيفة ومشرذمة .... لإن أية كلمة تطلق خارج أبواق النظام المبرمجة وأي تنفس خارج هوائه الفاسد ورئته المتدرنة .. يعتبر خطراّ على النظام ومصدر قلق دائم يزيد مرض الفوبيا والهلوسة المصاب بها تفاقماّ ... يشكل اعتداءّ صارخاّ على القومية العربية والصمود والتصدي التى أرسى دعائمها الراسخة المغفور له مؤسس المملكة الأسدية وبائع الجولان بلا منازع ..... ومازال حلم العودة لاحتلال لبنان يراود كهّان المملكة وسماسرتها اّملين أن يقدم لبنان جائزة كبرى لهم وفق تقرير بيكر – هاملتون ...كما فعل بيكر في القرن الماضي ...؟ وبالتالى وضع قضية المحكمة ذات الطابع الدولي في ثلاّجة الأموات وطمس دماء كل الشهداء الأحياء والأموات في لبنان الشقيق ,, ونجاة رؤوس المملكة من العقاب على جرائمهم الدامغة ضد قادة وأحرار لبنان .....فهل تستطيع أمريكا تحقيق ذلك للمافيا الأسدية لفك ارتباطها بمملكة ملالي طهران التي حولت سورية إلى رهينة رخيصة للمطامع الفارسية العنصرية لولاية الفقيه المعصوم ......؟؟؟؟؟
سبق الرئيس الفرنسي شيراك احتمالات الصفقات المشبوهة التي غزل خيوطها أعضاء الكونغرس الأمريكي الذين زاروا مملكة المافيا الأسدية وغيرهم من السماسرة الأوربيين ,, ليقطع الطريق عليهم في تصريحه الرسمي العلني : ( إن سورية دولة قتلة والأسد يدير أكثر الأنظمة فساداّ في العالم ... إن سورية دولة خطيرة وقاتلة واستبدادية ) مكفراّ عن كل مواقفه المخزية الماضية في دعم النظام الأسدي والتعتيم على جرائمه في سورية ولبنان ...
وبعد فشل التهديدات الصبيانية وحملات التخوين والشتائم التي اعتاد النظام الأسدي وقرينه الإيراني عليها عقوداّ طويلة في مجابهة معارضيهما للهروب من استحقاق أبسط حقوق الإنسان وحرياته الأساسية في الداخل ... فشلت في إسقاط حكومة السنيورة المنتخبة ديمقراطياّ وشرعياّ , رغم كل الخسائر المادية والمعنوية التي ألحقتها المعارضة بالشعب اللبناني -.. وبقيت مخيمات التبعية والوصاية والبلطجة في ساحات بيروت وصمة عار أريد منها تشويه وجه لبنان الديمقراطي الجميل والأصيل . ووصمة عار على جبين النظامين الأسدي والإيراني ..وعجز وتفاهة الجامعة العربية والنظام الرسمي العربي الكسيح ...؟
بعد كل ذلك أعلن غلام دمشق المتهم الأول في الإغتيالات موافقته على إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جرائم اغتيال الشهيد الحريري ورفاقه والشهداء الاّخرين سمير قصير , وجورج حاوي , وجبران التويني , وبيير الجمّيل والشهداء الأحياء . مروان حمادة , والياس المر , ومي شدياق , وسمير شحاذة ... لكنه اشترط : ألا تتضمن صلاحياتها استدعاء أو محاكمة قادة ومسؤولين كبار في نظامه .... – ورغم قبول الحكومة اللبنانية إعفاء رئيس الدولة من المثول أمام هذه المحكمة – لم يقبل النظام الأسدي وأذنابه أصحاب ( النصر الإلهي – وواصلوا عربدتهم كدولة مسلحة داخل الدولة لنسف المحكمة كلها من الوجود متبعين جميع وسائل الإحتيال والتدليس على الدستور والقانون والقضاء بغباء مفضوح كغباء أسيادهم الذين يضربون بالقانون الدولى والمجتمع الدولي عرض الحائط .... متناسين أن المحكمة ستشكل بموافقة المجلس النيابي اللبناني الذي منعوه من الإجتماع أو عدمها , استناداّ للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة , وبهذا يكونوا قد جلبوا عمداّ أضراراّ فادحة للشعب اللبناني الصابر على عربدتهم وتدخلهم الوقح في شؤونه الداخلية ....
وبعد أن أسقط في أيدي قتلة دمشق وطهران الملوثة بالدماء ... انفرد حاكم دمشق بتقبيل أرجل الصهاينة لفتح مفاوضات معه دون شروط مسبقة وتعهد في رسالته إلى الرئيس الإسرائيلي أولمرت التي نشرتها مجلة ( ريبوبليكا ) الألمانية بأن المفاوضات التي يطلبها لبحث مصير الجولان المحتل دون شروط مسبقة ..وتعهد أن تعمل سورية على تحقيق الأمن على الحدود مع العراق , وضبطها كما هو الحال على الحدود مع إسرائيل , والعمل مع قيادة حماس في الخارج للحد من تأثيرها على قيادات الداخل ومنع وصول الأسلحة لحزب الله في لبنان ) ... وأعلن وزير خارجيته المعلم ( إن سورية ليست ضد الولايات المتحدة الأمريكية بل العكس نريدأن نكون طرفاّ في حوار إقليمي يخدم في رأينا المصالح الأمريكية في المنطقة ....وإن سورية لاتضع استعادة الجولان المحتل كشرط مسبق لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل – من تصريحه للواشنطن بوست في 17 / 12 )
وسئل السناتور الجمهوري الأمريكي ( سبيكر ) الذي زار دمشق وتل أبيب الأسبوع الماضي من القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة : ما إذا كان يحمل رسالة من بشّار إلى أولمرت ..؟ أجاب نعم طلب مني أن أنقل رسالة مفادها : إن سورية مهتمة جداّ بإجراء مفاوضات سلام مع إسرائيل , وإذا كانت لدى إسرائيل أي شكوك بصدق نوايانا فليجربونا ....مفاوضات دون أية شروط .) وبينما تتواصل المساومات السرية بين الإسرائيليين وسفير النظام الأسدي في واشنطن عماد مصطفى بواسطة رجل الأعمال الصهيوني ( دانيال إبراهام ) المقرّب من أولمرت ... وبعد قول بشار لمجلة ريبوبليكا مستجديا لقاء أولمرت : ( أقول إذاّ لأولمرت ليقم بمحاولة لرؤية ما إذا كان الأمر مجرد خدعة أم لا .) كما تتواصل المساومات والإتصالات مع نظام الملالي في طهران ....نرى إعلام النظامين الفاشيين مازال يتاجر بالقومية والإسلام السياسي وسائر الشعارات الصدئة ضد أمريكا وإسرائيل وشعار إلقائها في البحر مازال مرفوعاّ .....في نفس الوقت الذي اندرجت زيارتا غلام دمشق الأخيرة لصنعاء وموسكو في إطار طلب المغفرة من الأنظمة العربية الموالية لأمريكا وفي مقدمتها السعودية ومصر والأردن .. بل طلب المغفرة على أقدام أمريكا وإسرائيل.....
وكلما انبطح النظام الأسدي أمام أمريكا وإسرائيل ازداد وحشية وهمجية ضد شعبنا المضطهد والأسير في الداخل وضد معتقلي الرأي والضمير من أحرار سورية من الكرد والعرب الذين تزداد معاملتهم سوءا وخطراّ على بقائهم أحياء في سجون وزنزانات الطاغية الصغير .. وكلما ازداد النهب المبرمج للمال العام والخاص والتدمير المبرمج للإقتصاد الوطني الشبه مشلول والمجتمع المدني الأسير ....كما يزداد نظام القتلة واللصوص الذي يعيش نقطة الدم الرعب والخوف إلى قمة (الفوبيا والشيزوفرنيا ) من المقربين وتنتابه الشكوك والهلوسة بهم .. وهذا ما يفسر التسريحات الواسعة الإخيرة لعدد كبير من ضباط الجيش ؟؟؟؟ كما يزداد حقداّ وتاّمراّ ضد الشعب اللبناني الذي تحرر من وصايته ونهبه ولن يعود إليها مهما كان الثمن من الشهداء ....لن يفيد هذا النظام سوى الرحيل لئلا تبقى جثته ملقاة على عتبات أمريكا وإسرائيل بعد استجدائها طويلاّ مبادلة العنتريات والصمود والتصدي والممانعة القومجية الكاذبة . بسلام الإستسلام ... _ لاهاي : 5 / 1
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟