عبدالرحيم قروي
الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 15:03
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
نعم العفوية لاتصنع التاريخ لكنها قد تساهم في تصحيحه إذا استثمرت من طرف المناضلين الثوريين بتوظيف الحماس الشعبي وتوجيهه نحو التنظيم السياسي الذي يطمح لأن يكون ثوريا وذلك بالضغط على الطبقة السائدة لتحقيق بعض المطالب الاجتماعية الآنية لصالح الغالبية المتضررة والمطحونة من الاستغلال البشع أولا وكسب ثقة الجماهير لكسب ثقتها بعد أن ضاقت ذرعا بخيانات الأحزاب الاصلاحية والتحريفية للبورجوازية الصغرى في أفق "مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية" المشروع الاستراتيجي للمناضل الثوري في افق الغد المشرق الذي تنمحي فيه كل أشكال الاستغلال والقضاء على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج والتبادل آفة المجتمعات الإنسانية.....وإلا فكيف لنا أن نقود ونحن في منأى عن التخندق معها في الصراع الاجتماعي الذي فرضته ظروف الاستغلال.أما إذا انكمشنا وتقاعسنا انطلاقا من تلك المبررات التي يطغى عليها الانطباع الذاتي أكثر من الموضوعي وتركنا العفوية مستمرة في مسارها المزاجي ضحية لردّات الفعل العشوائية غير المنظمة فإنها لامحالة لن تنتعش منها سوى الحركات الفاشية والتي حتما ستوجهها نحو اليمين المتطرف حيث تعشش الطائفية والعرقية والشوفينية والعنصرية.... وحينها سيتم القضاء على كل المكاسب الجماهيرية والتي من أجلها وعلى أساسها تقوم كل انتفاضة شعبية . والمنطق الثوري انطلاقا من الجدل يخشى الجمود لأن الثورة تبني ذاتها باستمرار انطلاقا من الحركة الدائمة والمستمرة بما يغنيها ويؤطرها ويفعل فيها "صراع المتناقضات ووحدتها" ونفي القديم من أجل الجديد "نفي النفي" والتحولات التي يخضع لها المجتمع نثيجة للتراكمات التاريخية الكمية التي تحدد مسار الطفرة والتي غالبا ما تفاجئ ليس فقط العدو الطبقي بل وأيضا المهتم بحركة التاريخ وتغييره لصالح الأغلبية"التحول من الكم إلى الكيف".
الجديدة في 26/09/2019
#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟