أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس خاصة وعامة 390















المزيد.....


هواجس خاصة وعامة 390


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 01:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


آرام كرابيت
متى تكتمل الثورة
لم يسبق أن ركن الفكر إلى تحديد دقيق للمفهومات، خاصة مفهوم الثورة.
هناك شبه إجماع، على أن مفهوم الثورة، يكتمل، عندما تكسر الجماهير الغاضبة، النظام الاجتماعي السياسي القديم، وتطيحه، وتزيله من التداول، وترسي نظامًا اجتماعيًا سياسيًا آخر، على أنقاض الذي أُطيح.
إن استخدام المفهومات بدقة ضروري جدًا، حتى لا نقع في التشويش والإرباك، والتضليل.
عندما ينزل قطاع كبير من الناس إلى الشارع، كثمرة للتمرد السياسي على الواقع الاجتماعي القائم، يكونون معبأين قهرًا وسخطًا. ويكون النظام الاجتماعي القديم، مأزومًا، وغير قادر على تلبية متطلبات المجتمع وحاجاته الروحية والمادية، بيد أن سؤالًا عميقًا يُطرح علينا:
– هل الثورة سياسية، أي أنها تتعلق بالفاعل السياسي الرئيسي فقط؟ أم هي سياسية اجتماعية؟ أو اجتماعية؟ ما هي الثورة بالضبط، وأين تصب محصلة نتائجها؟ وما الغاية منها؟ ومتى تبدأ؟ ومن هي القوى المتضررة، ولها مصلحة بقيامها؟ ومتى تكتمل؟ وما هي علاقة الحرية بالثورة؟ وما علاقة الانفجار الاجتماعي بالتغيير السياسي؟
هل يمكننا أن نُطلق، مفهوم الثورة، على فئة سياسية وصلت إلى الحكم، بغض النظر عن التكوين السياسي لهذه لفئة الجديدة؟ هل ما حدث في إيران في العام 1979 ثورة، أم ردّة، أم ثورة مضادة على التاريخ والجغرافيا والمجتمع؟
إن معرفة هذه القضايا، هي المدخل العملي، لمعرفة أبعاد الثورة، ومراميها، وأهدافها، وإلى أين تذهب. ثم يمكننا أن نتوقف عند الكثير من الأمور المتعلقة بها:
– هل من قام بالثورة، أو نظّر لها، ذهب مع المفهومات المتعلقة بها إلى مداها الأبعد؟
أغلب المفكرين، والكتاب، والصحفيين، يطرحون مفهوم الحرية، على كل حركة اجتماعية سياسية يقوم بها مجتمع ما، من أجل الوصول إلى التغيير السياسي للنظام السياسي القائم، وتغيير التراتبية القديمة، دون تمحيص للمفهوم، وصدامه مع الواقع، والكلفة الاجتماعية الاقتصادية السياسية التي يدفعها المجتمع، والآلام التي يمر بها.
الكثير يقف أمام نفسه، ويتساءل:
ما علاقة الحرية بالثورة؟ وكما هو معروف، أن كلا المفهومين، ينتمي إلى حدين مختلفين، وكل مفهوم منهما، ينتمي إلى فضاء مختلف تمامًا.
من أجل الثورة، من أجل المفهوم وتحديده، وارتباطه بذاته، يتوجب علينا، معرفة عمق المفهوم، ومتى يُستخدم، وفي أي سياق بدقة متناهية. ألا تحمل الثورة مفهومات من خارجها. بمعنى، أن تكون من ذاتها لذاتها، علاقة متفردة وواقعية، وترتبط موضوعيًا، بالقوى المهمشة سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا ودينيًا، وحاجتها للتحرر من ربقة القوى التي تطبق عليها، وتسحقها.
السؤال: هل تقوم النخب المالية والسلطة بالثورة؟
حتى تكون الثورة سيّدة نفسها، علينا أن نُزيل الأحمال العالقة بها من كل الجوانب، وقراءة الثورات السابقة عليها، ومدى التفارق أو التقارب منها، وأين فشلت، وأين انتكست، وفي حال كسرها للنظام القديم، ما الخطوات الواجب اتباعها، للوصول إلى بر الأمان، دون أن يترتب عليها دفع كلفة عالية على كل المستويات وأولها الدم.
ثم يمكننا أن نسأل دائمًا:
– هل قدر الثورة أن يكون فيها دم وسلاح؟ هل هذا جزء من تكوينها؟ أم، يمكن أن تكون الكلفة أقل؟ وكيف يتم ذلك؟ وما هي علاقة الخارج، في ثورات الداخل، في حال فشلها أو نجاحها؟
أغلبنا يُدرك، من خلال الإسقاطات الفكرية والسياسية على الثورات السابقة، في التاريخ القديم والحديث، بمجرد أن تنجح الثورة، حتى يحدث تفارق نوعي، ما بين الممارسة الفعلية والطرح النظري. إن هذه نقطة محورية، ومهمة. إن هذا التساؤل مشروع، ويجب أن يقترن بالبحث والعمل الجاد والدراسة الدقيقة، والعميقة، للدخول في مسارات متعددة، تضيء لنا المشهد بالكامل، والدخول في بنية الأدوار.
يمكننا أن نلمس ذلك بسهولة ويسر:
ما إن تقوم الثورة فإن أول مفهوم يجري طمسه وإزالته من التداول هو مفهوم الحرية.
إن هذه النقطة المهمة، هي التي يجب أن تكون موضوع عملنا في البحث والبناء عليه، من أجل أن تكون موضوعًا في غاية الأهمية، لتجسيد الانتقال إلى مرحلة جديدة، توضع على بساط الواقع، من أجل أن تتوضح الأمور، وتسير فوق مركب مكتمل. إن الإيضاح، والوقوف أمام المفهومات بدقة، والمسألة، يحفزنا على معرفة وجهة انتقالنا، دون أن يكون هناك من يخطف طريقنا.
إن التراكم الذي يلد في العمق، الـ “ماغما” المشتعل، المتأجج في اللب، أو في الجوهر، لا يخفي إشاراته أو اهتزازه، أن البناء القديم، العجوز، المتداعي، في طريقه إلى الانهيار، وانتهاء دوره، وإنطفاء لمعانه، وأن رماده، يقابله نار أخرى، في طريقها إلى الصعود، عبر فوهة واسعة، كإعلان عن ميلاد مولود جديد.
الظواهر السياسية، كالفقر والتهميش والنكران، وُجِدت منذ أن وجد التقسيم الاجتماعي في هذا العالم. ولا يمكن تجاوز هذا عبر الثورة أو غيرها. هذا يحتاج إلى واقع اجتماعي جديد، وعلاقة اجتماعية سياسية مغايرة، لتحسين وضع الناس، وإشراكهم في العملية السياسية، بصفتهم مواطنين لهم حقوق قانونية، يكفلها دستور بلادهم. إن ظاهرة التهميش والنكران، هما الأخطر على الفرد والمجتمع، وهما الأقسى على الذات والنفس من ظاهرة الفقر ذاته. يقع تحت طياتها، التهميش الديني والقومي والمذهبي. ونكران الأوضاع الاجتماعية القاسية التي يمرون بها، وكيفية معالجة هذه الحزمة من الأمور الضاغطة والضرورية.
إن التهميش، ظاهرة سياسية تاريخية اجتماعية، تحتاج إلى معالجة، كونها تحتل جانبًا مهمًا في الحياة الإنسانية، وضرورية للحاجات الاجتماعية، للتعبير عن الذات. وهي تقع في صلب القضايا العاطفية والروحية، للفرد والجماعة الاجتماعية في ظل النسق العام؛ لأن هذا له علاقة بالفضاء الإنساني العام في هذا العصر، أكثر من كونه فضاء سياسي، على الرغم من أن جوهره سياسي واجتماعي وسياسي.
بغياب المفهوم، ستبقى البشرية مُنتِجة للقهر، السلطة، الثورة. وتدور في دوامة دائمة.
تحتاج إلى تحديد المفهوم بدقة، وإنتاج مفهومات جديدة، تتناول قضايا مهمة تتعلق بإدارة المجتمع والدولة في كل مرحلة زمنية جديدة، والعلاقات الإنسانية، بعد أن استنفذت السلطة، كمفهوم، عبر التاريخ القديم والحديث، طاقة الناس، قدراتهم وحيواتهم، بأبشع الأشكال. وزرعت في نفوسهم حالة من الضياع والتشتت والخوف والقلق، والأمراض النفسية المزمنة.
تغيير بنية المجتمع، يستدعي تغيير المفهومات السائدة. بنية مفهومية كاملة تحتاج إلى نفض وتغيير، بالعمق، وعلى المستوى الأفقي والعمودي. هذا التغيير سيتناول الدين، الثروة الاجتماعية، العقل السياسي، بنية الدولة كلها.
ما يحدث في عالمنا الآن بالغ الخطورة، مقلق، لأنه يدق إسفينا من الجمر في شرايين المنظومة السياسية الكونية التي جرى السهر عليها وترتيبها، ويدخل الأماكن الخطرة، تمس مصالح الدول النافذة في المعادلة الدولية.


هذا العالم لم يعد فيه ضوابط، ترك للفوضى بفعل فاعل. هو ليس فوضى، أنه تحت السيطرة، تحت المراقبة، هكذا ترتأي الليبرالية المتوحشة، أن تفكك الدولة القديمة وتترك كل شيء للقطاع الخاص، أن يمتص كل الفوائض المالية من المجتمع.
الناس والمجتمع بالنسبة لهم مجرد خراء.
برعاية الدولة الأمريكية المتوحشة يسير عالمنا نحو التوحش، بل أصبح متوحشًا.
ماتت الدولة والمنظمات الدولية، وحقوق الإنسان والديمقراطية ذاك الذي سائد سابقًا، عالمنا القديم لا زال يعيش على السيروم، أنه في الموت السريري.
من يقود هذا العالم مجموعة من المتوحشين الفلتانين، يغطوا مصالحهم دون قيود، دون محاسبة.
الذين يحكمون عالمنا مجموعة المجرمين، الجهلة، الخربانين، لا عقل لهم، بستثناء كيف يجنون المال. ناس لا علاقة لهم بالحرية والحق والعدالة والديمقراطية. إنهم همج ترعاهم وتسندهم دولة الهمج. اتمنى لو ان الولايات المتحدة لم تكتشف ولم نرى هؤلاء، مصاصي الدماء.

قضية فلسطين لا زالت تجربة قاسية جدًا، كان بالأمكان قراءة أنفسنا من خلالها، قراءة ثقافة المنطقة، تطوير الذات من خلال هذه القراءة، أن تكون جسرًا لرمي الفضلات الثقافية العالقة في مؤخرة الرأس والدماغ، وفي عقولنا.
ما فعلناه أننا عدنا والتحمنا بهذه الثقافة الماضية، واندغمنا فيها، بل حولنا معاركنا السياسية والفكرية والثقافية مناسبة للدفاع عن الذات الماضية، وتأكيد انفصلنا عن حاضرنا ومستقبلنا لخدمة وحماية هذا الماضي، وكأن هذا الماضي قدر لا فكاك منه.
بل أصبح خالد مشعل واسماعيل هنية ثوارنا، مقاومتنا، رمز كفاحنا ضد الأخر، برافعة ماضوية مغرقة في الماضي وإعادة إنتاجه تلبية لرغبة نفسية مرضية.
أصبح صراعنا مع العدو هو السلاح بين ماضيين، الماضي الإسلامي والماضي اليهودي، صراع عدمي قميء لا مستقبل له سوى من ينهي من، وكل طرف له حجته، أرومته، قناعته، والحداثة بأسلحتها المتطورة هي الغذاء الذي يمشيان عليها.
أي انتصار لأحد الطرفين هو هزيمة، هزيمة الحاضر لمصلحة الماضي الذي رحل ولن يعود، وليصب مكسبه في استحضار موسى أو محمد، وتقديسهما.
إنها حرب لصناعة الأصنام، لبناء ذات مخلخلة، مجنونة، منفصلة عن زمننا.


أصبحت الأمارات وقطر والسعودية أكثر الدول الذين يشتغلون على ملفات حقوق الإنسان، ليس في الدول العربية والإسلامية، أنما في أوروبا.
هذه الدول ليس لديها مشاكل في هذا الجانب، دول مغلقة، لا تتحدث عن احتقارها لغيرها، للبدون، لقمع أي نفسي سياسي في بلدانها، يذهبون ليتكلموا عن اليمين المتطرف أو الفاشية في أوروبا كما يسمونها.
ملفات حقوق الإنسان في الخليج مغلقة بالكامل، هناك طبعًا أسباب:
ـ أما هذه الدول ترشي من أجل اغلاق هذا الملف أو أنها دول راقية لا مشاكل لديها.
ـ أو عبر السياسة تغلق هذا الباب أو تسويات نتنة.
ملف الفساد في المفوضية الأوروبية اغلقتها قطر عبر التهديد بقطع الغاز؟
البداوة السياسية ستستمر وتستقر عندما يصعد على المنصة الاتفه والاسوأ عبر تقاطعات أو تناقضات أو تسويات دول مع بعضها.
قطر والسعودية والامارات استطاعوا شراء ذمم كتاب وصحفيين وجرائد ومجلات وأقنية تلفزيونية لتمييع الوعي والحقيقة.
خلال عشرين سنة من الضخ الخليجي للإعلام الفاسد والمائع، استطاعوا إخراج جيل كامل سطحي ومتخلف وجاهل ومتعصب وكاره لوطنه وبلده، ولا يعرف ماذا يريد


في فترة طفولتي، بحدود الستة سنين إلى تسعة، في مدينة الحسكة كنّا مجموعة أطفال، ندور في عيد الفطر أو الأضحى او الميلاد أو الفصح، على البيوت، نعيد الجيران، الذين نعرفهم والذين لا نعرفهم، كانوا يعطونا السكاكر والشوكولا، وكمان كانوا يعطونا مصاري، هاهاهها، كنّا نفرح ونبتهج، ونضحك وندور نريد أن ندخل أي بيت يضحك في وجوهنا أو يفتح الباب لاستقبالنا.
لم نكن نميز عيد الأضحى عن عيد الفطر أو عيد الميلاد.
كانت كلها أعياد وابتسامات من كبار السن في ذلك الوقت.
الأطفال أولاد الحياة الحقيقيون، الأوفياء لها.


تم نسف الثورة من قبل المعارضة، ساهم في ذلك الأخوان المسلمين وحزب الشعب، وجميع من كان في المجلس الوطني، ومن بعده الائتلاف المشكل على مقاس رؤية الولايات المتحدة الامريكية.
الثورة قادها الشعب السوري سلميًا بصدره العاري، المفتوح على الريح والسماء والحياة، وكانت ثورته مزيج من النبالة وحب الحرية، والأمل في النجاح.
جاءت المعارضة الخارجية، الاستانبولية، بوصايتها على المجتمع من خارجه، لتفرض نفسها عليه عبر الإرادة الخارجية، وكان اللقلوق برهان غليون المعبر الأول عنها علنيًا عن ذلك، ورياض الترك بشكل سري.
الشعب السوري اليوم يدفع الثمن غاليًا، الضريبة من حياته وبقاءه، تشرده ولجوءه، جوعه وبرده وضياعه.
تمنيت أن أرى واحد من هؤلاء النافقين المنافقين أن يقول لنا، أنا اتحمل المسؤولية الأخلاقية والسياسية والإنسانية لما آل إليه المجتمع السوري.
معقول أمام هذا الخراب كله، لا يوجد واحد محترم يقول الحقيقة لنا كما هي، أين هي شجاعة رياض الترك الذي قضى ثمانية عشرة عامًا في زنزانة دون أن يتنازل عن موقفه بكلمة وكان رمز الشجاعة والقوة في العالم كله، لماذا هو صامت، هل الكلام أقسى من السجن الأنفرادي، على ماذا تخاف، من ماذا؟
ما حدث ويحدث شيء محير للغاية، أن يموت شعب كامل دون إدانة من جهة ما سياسية محلية أو أقليمية أو دولية؟
وكيف وثق حزب الشعب، بواحد ت افه ورخي ص مثل السفير فورد، كيف قبلوا بشروطه وعلى أي أساس؟
حتى في لعبة القمار والتحشيش لا يحدث كما حدث للسوريين، أن تقسم سوريا إلى قسمين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة، بعلمين أو أكثر، ورمزين أو أكثر، وكل علم يعبر عن الخراب، برعاية دولية امريكية وعربية وأقليمية، كإيران وهدهدها حزب الله وتركيا وجيشها التابع لها من الفصائل المسلحة وروسيا وغيرها.



العبد ليس ذاك الذي يباع أو يشترى في السوق.
العبد هو ذلك الذليل الذي نشأ وترعرع في كنف مجتمع يقدس العبودية في الفكر والثقافة والممارسة.
العبودية هي في بناء ذلك الإنسان الخانع الخاضع، الدرويش المسكين الذليل المشتت الذهن في السلوك والعاطفة.
في ذلك الذي لا يرعى أو يدافع عن كرامته الشخصية وليس له موقفًا وليس لديه حس في الحرية الشخصية والجمعية.
في ذلك الإنسان الذي لا يثق بنفسه ولا يحترمها. في الكائن المملوء بالخواء والرخص والضعف في الشخصية.
في التكوين النفسي الأول الذي نما عليه المرء، المعبأ بالفكر المقدس العبودي، المعبأ بالخضوع والاستزلام والذل.
إن تكون حرًا تمرد على سلوكك وعاطفتك وذهنك المشتت. تمرد على ثقافتك المريضة التي جعلت منك كائنًا مكسورًا من الداخل.
وإن لا تبيع روحك وجسدك مهما غلا الثمن.
كن أنت كما ينبغي أن تكون. حرًا.
كالعصفور


لولا السلطة لمات الله وملائكته، لهذا تراه ملتصقًا بالأب الثاني يعيش في كنفه، يستمد منه قوته ووجوده واستمراره.
في غياب السلطة يتحول الدين إلى كائن غريب، حزين، مكسور، كطفل مشرد فقد أبويه منذ نعومة أطفاره.
هل رأيتم دينًا يعيش دون ظل يحمي إنكساره؟


من هو الذي يستحق أن تكسر نفسك من أجله؟
لماذا نحن عجزة؟
لماذا نهلنا من ثقافة جعلتنا عجزة؟
من هو السيد ومن هو العبد الذليل؟
هل المال والسلطة يجعلان السيد سيدًا؟
من الذي وضع المفاهيم والحدود والتقسيمات اللغوية بين السيد والعبد في كلمات كثيرة:
فقير وغني، سيد ومسود، حقير ونبيل، ذكي وغبي، رجل وامرأة.
لو نظرنا إلى جميع لغات العالم لرأينا التقسيم المشابه لبعضه في الفرز الإنساني.
وأغلب الكلمات ومدلولاتها تشير إلى انفصال الإنسان عن الإنسان،، وانقسامه.


لنكن أكثر وضوحًا, الأجهزة الامنية الامريكية والتركية يعملان بشكل حثيث على تدمير سوريا من الداخل عبر دفع مجموعات مسلحة قادمة من خارج الحدود, وتمارس أقذر الاساليب لتدمير سوريا.
لم نكن نحلم بهكذا ثورة وقودها شعبنا ودمار بلدنا. لنرفع الصوت عاليًا, ليخرج الامريكان والاتراك من بلدنا ومسلحيهم. وشعبنا كفيل بانهاء النظام العسكري.


النظام السوري نظامهم, نظام الغرب وروسيا والصين. لقد جاء بقرار منهم. أنه منخرط في مشاريعهم السياسية من رأسه إلى اخمص قدميه. علينا أن نتسامى في رؤيتنا وفكرنا. ان لا نتشتت ونبعثر اتجاه طريقنا. أن لا ننتظر مساعدة سياسية من أي طرف دولي. مساعدتهم تعني شروط سياسية ثقيلة علينا, وتعني إعادة إنتاج النظام بشكل آخر. حتى نحقق الهدف, يجب أن تعود السلمية للثورة ورمي كل ما هو طائفي خلفنا, وإعادة التوازن للحمة المجتمع.

الكثير هلل لمقتل سمير القنطار على يد اسرائيل في الوقت الذي يترحمون فيه على مقتل زهران علوش لانه قتل على يد الروس.
زهران علوش اساء للثورة السورية عبر اسباغها بطابع تنظم القاعدة واعطى مبرر سياسي واخلاقي للولايات المتحدة ان ترجم الثورة وتضفي عليها صبغة ارهابية.
ما يهمني بالامر, أن أغلبنا مشتت التفكير, ليس لدينا نهج واضح أو موقف فكري أو رؤية استراتيجية لقراءة السياسة الداخلية أو الاقليمية او الدولية ووضع خط واضح المعالم لبناء وطننا.
كل واحد عم يفكر على مزاجه لغياب الرؤية السياسية الشاملة لما يحدث لنا ولوطننا.


خيانة الثورة بدأت عندما انحرفت عن هدفها وهو بناء نظام ديمقراطي علماني.
من يقف إلى جانب زهران علوش ويثني على موته هو من موقع طائفي بحت, لان علوش لا علاقة له بمفهوم الدولة المعاصرة ولا الديمقراطية ولا العلمانية ولا قابض على أي فكر تحرري كله بقشرة بصلة.


نحن نكتب لنتوحد باليقظة, لنهرب من الأزمنة الضيقة إلى اللازمن, إلى الحرية. هذا اليقظة تنقلنا إلى الوعي الكلي, إلى اللامحدود.

الكتابة عكس التيار مؤلم, فيه ضغط نفسي كبير. وشعور بالمسؤولية الاجتماعية والسياسية. ومسؤولية اتجاه الأخوة والأصدقاء. لا يوجد أي إنسان يحب المشاكسة أو الإساءة لمعتقد الأخرين, بيد أننا نكتب من أجل الحرية , الإنسان المهمش, المستلب, من أجل أن يعي مصيره. ليس بيني وبين الدين أو القومية مشكلة, مشكلتي مع الناس الذين ينسون انفسهم ويتحولون إلى مجرد رقم لخدمة الدين أو القومية.
بدك تمارس قناعتك ليس هناك مشكلة, لكن لا تنسى نفسك. تذكروا أننا أصبحنا مجرد رقم في العالم, شحاذين على أبواب السفارات والدول الغربية.
السؤال: أين الله عندما نتشرد ونجوع ونبرد ويموت الصغار؟ ما دام موجودا, لماذا ندق ابوب دول أخرى, نريد منهم حمايتنا؟ ولماذا لا نتكل على أنفسنا ما دام لدينا العقل, نلجأ إليه ونحل مشاكلنا على هذه الأرض.


ذكريات من رأس العين
كان اليأس مخيمًا على الرجال. لأن الموسم ضعيف بالقياس للسنة الفائتة. والمعنويات هابطة. بيد أن الانهماك في العمل بدأ منذ اللحظة التي أخذت الشمس ترقص في قبة السماء وتفرش حرارة اللاذعة علينا.
من المحزن رؤية وجوه الرجال غائمة, كئيبة. القهر مخبأ في محاجر عيونهم الغائرة. أيدهم الخشنة المتحولة إلى ما يشبه المنشار. جميعهم كانوا خائفين من الغد. ويتأففون من الموسم وقلة المطر وعدم توفر مستلزمات ومعدات العمل. الأكياس/ شوال/ قليلة, الطعام قليل. وسنابل الشعير قصيرة, والحبات التي تحملها قليلة. وبدأت الحصادة تعمل, وتحصد. ما أن درنا دورتين حول الحقل حتى تعطلت. توقفنا عن العمل. كان يفترض أن يكون بيننا معلم ميكانيك يصلح الخلل. فتح أنترانيك غطاء المحرك, وأخذ المفتاح /14/, /15/ وبدأ يبحث عن الخلل. وراح يشتم ويلعن الحصادة والزرع والموسم. كنت أنظر إلى الرجال, إلى عجزهم. وعدم توفر آلية, سيارة أو جرار أو جيب يوصلنا إلى المدنية لجلب معلم. ولو وجد معلم فأنه لا يوجد قطع غيار متوفر في السوق. أذكر عندما كان أبو ليفون في بداية الربيع يجهز الحصادة للموسم عندما وقع في معضلة. فكفك كل معدات الحصادة ليصلح كل شيء قبل بدء الموسم. المعضلة كانت بسبب عدم توفر قطع تبديل الهيدروليك التي ترفع السطل أو التبلية تبع الحصادة. مضى يعمل أيام وليالي حتى استطاع أن يوجد بديل من صنع يديه. كان رجلًا خبيرًا, واثقًا من نفسه. هو الذي فك المحرك واستبدل المحرك الديزل بالكاز حتى يتلافى عدم توفر القطع. لم أعد اذكر لماذا لم يأت معنا إلى البرية وقت الحصاد. ربما اعتقد ان العمل على ما يرام, و لا يحتاج إلى جهده. أو أن الموسم أقل من الحاجة لتواجده.
كنا في حيرة من أمرنا, لا نعرف ماذا نفعل. رحنا نندب حظنا العاثر. كنت أكثر واحد حزنًا من هذا الوضع. دفنت حماسي في صدري. ورحت أراقب ما يحدث بقلق. توقف الحصادة عن العمل يعني توقف الحلم. معنى هذا أنني لن أرى الموسم على حقيقته. ولا يمكن دفن حيوتي ونشاطي كطفل في مكان أعزل, دون لعب او متع أو كرة أو أطفال من عمري. أصبحت الدنيا صحراء في نظري. ولم يكن من شيمي أن اتراجع او أعود للمدينة إذا توفرت سيارة أو آلة أخرى. جلسنا فوق الحصادة ننتظر الفرج. وعندما حل الليل أخذ كل رجل عدة أكياس فارغة من تلك التي نملأ فيها الشعير أو القمح, ولف نفسه بها ومضى نائمًا. كان البرد قارسًا. أخذت عدة أكياس ودخلت في داخل إحداها, ووضعت عدة أكياس تحتي, ومثلهم فوقي. تكورت على نفسي, ونمت بالقرب من الرجال على الأرض العارية تحت قبة السماء العارية ونجومها الضاحكة, وزعيق الهواء الطلق. كنت مستلقيًا على ظهري في ذلك المكان القاسي التي أدت إلى بروز عظام ردفي وأضلاعي. كل شيء في جسدي تصلب من الخارج. كان هذا الوضع حال جميع المزارعين وأصحاب المواهب, وهم الفقر والفوضى. كنت صغيرًا بيد أني كنت أرى مشاهد غريبة يكتنفها السؤال:
ـ هل ستهجم علينا الذئاب أو الضباع كما هو شائع في بلدي, الجزيرة التي كانت مفتوحة الأفاق على بعضها. فالمدن بعيدة, الرقة على مسافة مئة وخمسين كيلو مترًا ورأس العين بعيدة ولا توجد قرى قريبة منا. بدأت صراعًا ضد البرد والخوف والجوع والوسخ. حيث الماء قليل, ونشربه بكميات قليلة. وأرى مشاهد الصمت القاتل يلفني من كل مكان, في مكان بائس وحزين. وأخاف من العقارب أو الأفاعي أن تهجم علينا وتلسعنا بينما نحن نيام. أما وجود الصابون فكان من الكماليات.
كانت التجربة صدمة لي في ذلك المكان القاسي والصعب, أن انتقل من عالم الطفولة والوداعة إلى حالة انقطاع عن الماضي والأحلام, المدرسة, البيت الدافئ وأم وأب وأخوة حنونين إلى علاقة مع الطبيعة والحياة الجافة. من الكتب, والدراسة وقصص العم نازار ومجلة أسامة إلى العلاقة مع حدث مختلف بكل المقاسات.
كانت مجلة أسامة فاتحة لي على الحياة والقراءة والانبهار بالعالم والحياة. إحدى المرات وقعت تحت يدي على هذه المجلة. رأيت رسوماً ملونة لرجل يقال له دون كيشوتة, راكب على حصان, ملامحه جدية, طوله فارع وبيده رمح طويل وبجانبه رجل قصير, سمين يركب على حمار يقال له سانشا وبالقرب منهما طواحين هوائية. هذا الذهول أدخلني عالم القراءة. رحت أبحث عن أعداد قديمة. واترقب قدوم الأعداد الجديدة. كان سعر المجلة 25 قرشًا وتصدر كل أسبوعين. قال لي صديقي في الصف, هاييك من قرية مريكيس:
ـ لدي الكثير من الأعداد القديمة, تعال إلى بيتنا وسازودك بهم. طردت من الفرح. وذهبت إلى بيته وأخذت جميع الأعداد التي بحوزته وعدت إلى البيت ورحت اقرأ كل القصص التي في داخل المجلة. كل ساعة كنت انتهي من عدد.
عندما عدنا إلى المدرسة في أيلول, طلب المدير شدهان عطفة أن نذهب إلى جني القطن. جلبوا شاحنات من مزارع الدولة ووضعونا داخلها, طلاب الصف الرابع والخامس والسادس. قالوا أن الموسم يحتاج إلى عمال


ليس من السهل أن تكون إنسانًا؟

المسيحية كانت حاجة ضرورية للأمبرطورية الرومانية الهيمنية والمسيطرة على العالم القديم.
مع الزمن تحولت إلى علاقة تبادلية، أحدهما احتاج إلى الثاني من أجل البقاء في القمة العالمية.
عندما انحرفا أو ضعفا، بدأ الانقسام يدب فيهما، وبدأ التفسخ يضرب بجذورهما إلى أن انهرت بسقوط روما، في العام 476، واستمرار الرومانية الشرقية، بيزنطة إلى أن سقطت الأخرى في العام 1453 على يد الاتراك الهمج.
استمرت المسيحية ألف سنة تعيد إنتاج نفسها، أمراضها البنيوية إلى عصر النضهة الذي انطلق من فلورنسا الأيطالية في نهاية القرون الوسطى الظلامية



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس أدبية ــ 389 ــ
- هواجس متعددة 388
- هواجس في الحياة ــ 387 ــ
- هواجس عن قراءات متعددة 386
- هواجس عن العلمانية والإسلام ــ 385 ــ
- هواجس اجتماعية وسياسية عامة 384
- هواجي عن سجن تدمر ــ 383 ــ
- هواجس أدبية ودينية ــ 382 ــ
- هواجس ثقافية ــ 381 ــ
- هواجس عن الاستبداد والعلمانية 380
- هواجس عن الاستبداد ــ 379 ــ
- هواجس أدبية 378
- هواجس 377
- هواجس عامة وخاصة 376
- هواجس عن سوريا اليوم 375
- هواجس عن الاستبداد ــ 374 ــ
- هواجس تتعلق بالتأويل ــ 373 ــ
- هواجس تتعلق بسقوط بشار الأسد ــ 372 ــ
- هواجس تتعلق بسوريا 371
- هواجس تتعلق بسوريا 370


المزيد.....




- صار عنا بيبي.. أحدث تردد لقناة طيور الجنة على النايل سات وعر ...
- “ماما جابت بيبي حلو صغير“ تردد قناة طيور الجنة على النايل سا ...
- مسيحيو حلب يحتفلون بعيد الميلاد الأول بعد سقوط نظام الأسد وس ...
- فعالية لحركة يهودية متطرفة للتشجيع على الاستيطان في غزة
- تردد قناة طيور الجنة كيدز 2024 نايل سات وعربسات وخطوات ضبط ا ...
- خبيران: -سوريا الجديدة- تواجه تحديات أمنية وسط محاولات لتوظي ...
- أردوغان يهنئ يهود تركيا بعيد حانوكا
- “السلام عليكم.. وعليكم السلام” بكل بساطة اضبط الآن التردد ال ...
- “صار عندنا بيبي جميل” بخطوات بسيطة اضبط الآن تردد قناة طيور ...
- “صار عنا بيبي بحكي بو” ثبت الآن التردد الجديد 2025 لقناة طيو ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - آرام كربيت - هواجس خاصة وعامة 390