لهيب خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 20:47
المحور:
حقوق الانسان
كل عام ونحن مهرجين (مرض الساسة في كل زمان ومكان )..
يستيقظ السياسي رجل السلطة صباحا وهو في اتم راحة لانه بات ليلته في حض احدى محضياته ذات العشرين ربيعا او اكبر بقليل اما الذين يسألون عن زوجته ففي الغالب السياسي العتيد عندنا يكون قد نال هذه المعجزة بعد الأربعين من العمر لذلك تكون الزوجة الأولى قد فاتتها كل قطارات الجسد ،وهكذا يبدا يومه وكل شيء يعمله او يقدم له او يستعمله وكل ما يأكله ويمسكه وحاوله هو vip لانه يعيش ببساطة في عالم اليوتوبيا عالم ساحر ويشبه الجنة لذلك فهو وعندما سيقابل الناس الذين يريدون حقوقهم الطبيعية سيتفاجأ ؟؟؟ فكلما انصت لاحدهم سيتصور انه يسمع طرفة او فكاهة او نكتة فالمواطن الذي يشكي انقطاع الماء واخر يشكي قذارة محلته وامتلائها بالنفايات واخر يشكي ان معاملته مضى عليها سينين ولم تنجز واخر يشكو امراضا مزمنة وراتبه لا يكفي لشراء العلاج بعد ان فرغت المستشفيات من أي دواء واخر ابنه مفقود منذ كم سنة واخر يريد حقوق الرعاية الاجتماعية واخر دهسته سيارة احد المتنفذين ولم يستطع اخذ حقه وغيرها من المصائب والمشاكل والهموم والمظالم سيتصور الوالي ان هؤلاء الناس ما هم الا مهرجين او ما يعرف بضحاكي الملك لانه من غير المعقول بالنسبة للسياسي الذي يحيى في ذات المدنية ان يشعرهناك انقطاع الكهرباء والماء لانه لم يشعر يوما بحر الصيف او برد الشتاء اما الماء فهو واسرته بل وكل اقاربه يعيشون كأنهم على جزيرة كل أطرافها ماء وان العائلة تقضي كل اوقاتها في حدائق غناء ومدن مائية ولم يرى حفظه الله يوما اية كومة من الازبال ولا يعرف السياسي لماذا الدولة أساسا ترعى الفقراء ولم تتأخر اية معاملة له في اية دائرة ليس في الدولة ذات وحدها بل حتى في الدول المجاورة بل سيضحك المسؤول وسيختنق اذا تناهت الى سمعه كلمة مظالم وهو سيسأل امه او زوجته هل عرفوا عنه انه ظالم ، يتصور رجال الدولة ان المدينة هي مسرح وعمله هو الفرجة لذلك يتأنق من الصباح ويذهب مسرعا الى مهرجي الشعب الذين سيضحكونه كثيرا فكل يوم هناك مهرجين جدد لان كل يوم هناك مواضيع واحاديث ممتعة وجديدة عند مهرجي البلاط ولذلك يبقى الساسة عندنا وتطول أعمارهم فهم في سعادة دائمة ولا يشعروا بشيء لانهم يحيوا في أبراج ذهيبة محروسة بمال الشعب وبالشعارات الرنانة لا ينقصهم شيء سوى الضحك لذلك يبحثون دوما عن المهرجين قصدي المواطنين ..
#لهيب_خليل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟