العراق مهدد بالخروج من بطولة كاس الخليج العربي لكرة القدم

كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 10:01
المحور: عالم الرياضة
    

العراق مهدد بالخروج من بطولة كاس الخليج العربي لكرة القدم


يمكن وصف الحالة السيئة التي وصل إليها المنتخب العراقي، تحت قيادة مدربه الاسباني خوليو كاساس، بعد الخسارة المخيبة أمام البحرين، أمس الخميس، بنتيجة (0-2)، ضمن الجولة الثانية في المجموعة الثانية المؤهلة لنصف نهائي كأس الخليج العربي 2026.

وبهذا الخسارة، تعقدت حسابات فرصة الاسود، حيث حصل المنتخب العراقي على النقاط الثلاث بالتساوي مع السعودية التي لديها فارق بالاهداف نتيجة فوز الفريقان على اليمن العراق بهدف واحد والسعودية بثلاثة اهداف مقابل هدفين، فيما ضمن المنتخب البحريني التاهل الاول على المجموعة مهما كانت نتيجة مباراته الاخيرة امام اليمن وجاء تقدم البحرين بالصدارة بـ6 نقاط بعد الفوز على السعودية 3-2 وعلى العراق 2-0.

ورغم أن امنيات الجماهير كانت معقودة على الفريق العراقي، إلا أن رجال كاساس فشلوا في انتزاع الـ3 نقاط، وانتهوا الى خسارة مخيبة لم تكن متوقعًة، لاسيما بعد الفوز الصعب على اليمن في الجولة الاولى، بهدف دون رد.

تغييرات وأخطاء لا تُغتفر

واصل المدرب الاسباني قراراته الغريبة مع المنتخب العراقي منذ توليه المهمة، بالاعتماد على طريقة لعب ليست مناسبة لإمكانيات نجوم "المنتخب العراقي".
ورغم فارق الإمكانيات الكبير الذي يصب في مصلحة المنتخب العراقي، إلا أن المدرب الاسباني واصل الاعتماد على طريقته الدفاعية وإقحام ايمن حسين في عمق الملعب بدلا من اللعب بماهجمين اثنين.
وكان العراق بفتقر للحلول الهجومية امام البحرين، بالاعتماد على الكرات الطويلة وليس الخروج بشكل سلس بالكرة نحو دفاعات المنتخب البحريني، ولكن كاساس لم يتدخل بالصورة المطلوبة لتصحيح الأوضاع، بل قرر الزج بمهاجم ثاني في الشوط الثاني وهو ميمي.
وتحولت طريقة "العراق" إلى (4-3-2-1) و (4-4-2) في اغلب الأحيان، وهو ما تسبب في تشتيت تركيز اللاعبين وتغيير مراكزهم بصورة مستمرة.
كذلك عانى المنتخب العراقي من ابتعاد واضح بين جميع الخطوط، إضافة لعدم وجود لاعب واحد يجيد الربط وإرسال الكرات للخط الأمامي، فضلا عن الهشاشة الدفاعية، حيث كان "العراق" معرضا لاهتزاز شباكه في أي لحظة.
كل هذه الأمور لم تكن وليدة الصدفة، بل ظهرت مباراة كوريا الجنوبية في تصفيات كاس العالم وتستمر حتى هذه اللحظة، ما يبرهن على سوء العمل وعدم التحضير الجيد للمباريات.

قناعات غريبة

صحيح أن لكل مدرب قناعات مختلفة، ولكن كاساس يختلف عن غيره من المدراء الفنيين، بسبب عناده الواضح واختياراته الغريبة.
ورغم ابعاد ميمي عن المشاركة بصورة أساسية، إلا أن المدرب كاساس قرر الاعتماد عليه في الشوط الثاني ضد البحرين، مفضلا إياه على كثير من المهاجمين العراقيين الذين يقدمون مستويات جيدة رفقة فرقهم.
وهناك علامة استفهام أخرى، متمثلة في الدفع بالجناح المهاري علي جاسم اغلب وقت المباراة، رغم انه لا يدافع ويكثر من الاحتفاظ بالكرة، رغم الإمكانيات الرائعة التي يمتلكها.
ولم يختلف الوضع كثيرا مع دفاع المنتخب العراقي والذي كان سبب الاخطاء التي تحصل ويستفاد منها الخصوم في منطقة الجزاء، ولكنه قراراته الثابته إقحامه للاعبين الاساسيين على مقاعد البدلاء والدفع بهم في الشوط الثاني. وفي ظل الأزمة الهجومية التي يعاني منها "الاسود" على مستوى الأطراف، فإن كاساس لم يغير المدافعين الذين يمكنهم الدفاع بدون اخطاء كارثيةً، ولكنه اعتمد على لاعبين يتميزون بالبطىء بالأدوار الدفاعية.
والغريب في الأمر، أن كاساس يدفع دائما ببعض الأسماء المذكورة بعد تعقد الأمور بالإضافة لتغيير طريقة اللعب، ما يصعب الموقف بشكل أكبر، بسبب قناعاته الفنية الغريبة.

الخروج من البطولة

يعتبر العراق أحد أقوى المنتخبات في القارة الآسيوية والتي تمتلك تاريخا كبيرا، بسبب طريقة اللعب الهجومية والأسماء البارزة التي ارتدت قميص اسود الرافدين.
لكن الوضع في بطولة خليجي 26 اختلف كثيرا مع كاساس، فقد أصبح المنتخب العراقي بدون أنياب وبات من السهل أن يتعثر سواء بالتعادل أو الخسارة، بسبب فقدان هويته الهجومية على مدار السنوات السابقة.
فضلا عن عدم الثبات على قوام أساسي وإبعاد بعض النجوم عن الفريق، وإقحام عدة أسماء بارزة على مقاعد البدلاء، بجانب الرؤية الفنية والتكتيكية الغريبة.
وكان كاساس وهو على رأس القيادة الفنية للمنتخب العراقي، ولكنه لم يقدم أوراق اعتماده للشارع الرياضي، حيث ارتفعت أصوات الجماهير للمطالبة بالثبات على تشكيلة للعب بروح الفريق.
وأصبح مستقبل المدرب الاسباني غير واضح، في ظل حالة الغضب التي تسيطر على الجماهير ووسائل الإعلام، والتي انفجرت بشدة بسبب خطته غير المعروفة والفشل عقب مواجهة البحرين.
وحال استمرار الوضع على ما هو عليه، فإن كاساس سيقود العراق للخروج من بطولة كاس الخليج العربي ، ما يضعف ثقة الجماهير في التأهل للمونديال والمنافسة على لقب كأس آسيا 2027، التي تقام على الأراضي السعودية.

#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات