أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أكرم شلغين - أمل سوريا الجديد














المزيد.....


أمل سوريا الجديد


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 22:47
المحور: قضايا ثقافية
    


أعتقد، بل وأجزم، أن عائلة الأسد ليست مجرد ديكتاتورية أخرى في سجل التاريخ الأسود؛ بل إنها حالة استثنائية من الاستبداد والجشع الذي تجاوز الحدود الأخلاقية للبشرية. عندما نتحدث عن المافيات أو العصابات أو حتى وحوش الغابة، نجد بينها أعرافا أو قيما تقيد وحشيتها إلى حد ما. أما عائلة الأسد، فهي منزوعة من كل هذه الضوابط، تمارس القمع والاستغلال بلا حدود ولا رادع، كأنهم خُلقوا خارج أي سياق إنساني.
لا يمكن لأي حدث أن يضاهي فرحة السوريين بالخلاص من هذه العائلة المتجبرة، عائلة حولت وطنا بأكمله إلى مزرعة خاصة بهم، ينهبون خيراته، ويقمعون أهله. كسوريين، الحلم الأسمى اليوم هو رؤية سوريا حرة، نظيفة من إرث هذا النظام الذي جرَّد البلد من قيمه وموارده، تاركا وراءه ذاكرة مثقلة بالألم، وجراحا نبحث عن مداواتها.
لسوريا تاريخ طويل من التعايش والتعاون بين طوائفها وأعراقها. قبل الأسد، عاش السوريون معا بمحبة وتعاضد. جاء هذا النظام ليفرض سياسته الخبيثة، مستخدما الطائفية كسلاح يمكّنه من البقاء في السلطة. نظام الأسد لم يكن مجرد ديكتاتورية، بل شبكة مافيوزية اقتصادية من شتى الطوائف والأديان، هدفها نهب البلد ونهش موارده. حتى حينما ترك السلطة، ذهب بالمليارات التي سرقها من شعبه ليحتمي في روسيا، متخليا عن أزلامه الذين استخدمهم لمصلحته طوال عقود.

لم يوفر نظام الأسد وسيلة لترسيخ حكمه الديكتاتوري. وآلة القمع الإعلامية والأمنية للنظام زورت الحقائق لتخلق وهما لدى الشعب، وكأننا نعيش في وزارة الحقيقة بجورج أورويل. المثقفون، حملة الفكر وصوت العقل، كانوا هدفا أوليا لهذا النظام. قُمعوا، شُرِّدوا، وبعضهم قُتل في سبيل أن تبقى سوريا هكذا غارقة في الظلام.
الفترة الانتقالية لن تكون مثالية وخالية من العنف، وهذا أمر طبيعي لأي شعب خرج من حكم طاغية. ومع ذلك، فكل خطوة نحو الحرية، مهما كانت صغيرة، هي انتصار. لقد كانت هناك مظاهرات اليوم في اللاذقية ولم يقتل المتظاهرون ولم يُعتقلوا، وهذه إشارة إلى أننا نمضي نحو مستقبل أفضل، وبرغم أنها جاءت بتحريض أطراف لا تريد الاستقرار لسوريا وشعبها...
احترام المقدسات ضرورة لا جدال فيها، ولكن علينا أن نفهم أن الضغوطات التي تراكمت على الشعب السوري طيلة عقود من حكم آل الأسد تولد تصرفات غاضبة لا نبررها ولكننا نفسرها. يجب أن يتوحد الشعب السوري، بمختلف طوائفه وأديانه، ضد أصوات التحريض الطائفي.

ما قاله مرة إيمانويل ليفيناس* بأن اختيار إنقاذ الكائن الحي يأتي قبل العمل الفني يُلهمنا هنا لنقول إن سوريا هي القطة التي يجب أن ننقذها من الرماد الذي خلفه نظام الأسد بدلا من التحريض بسبب مزار حجري. الشعب السوري واحد، وسيبني معا وطنا حرا يليق بأجياله القادمة. وكما هتف السوريون منذ بداية تظاهراتهم:
واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد.
...........................................................................................

*"إذا اندلع حريق وكان عليّ الاختيار بين إنقاذ قطة أو لوحة لرامبرانت، فإنني سأختار إنقاذ القطة."



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتقام والهدم: نحو تجاوز إرث الثأر لبناء سوريا المستقبل
- الخوف: ثقافة عالمثالثية أم تركيب اجتماعي؟
- الخبز والحرية: الاحتياج المادي والكرامة الإنسانية
- من الاستبداد إلى الشتات: حكاية وطن تحت قبضة الطغيان
- سوريا: وطن منهك بين السيادة المزعومة والحقيقة المرة
- بين الفطرة والتطرّف
- -صموئيل بيكيت: انعكاسات عبثية على الوجود الإنساني-
- هويتنا المفقودة
- لقاء لأجل الجواب عن سؤال -ما العمل!؟-
- إلى أين نحن ذاهبون
- طفل الاغتصاب
- فانتازيا لامرئي
- حروف مفقودة وأمنية
- بحور الحياة: رحلة أبو نجوان بين زمردة الأمل وألم الوداع
- عبور الزمن: عندما يعود الماضي ليطارد الحاضر
- ناقد كاتب وشاعر: وقفة قصيرة مع المثقف مصطفى سليمان
- قمر، ولكن...!
- والمال بدّل أيديولوجية مسرحية تاجر البندقية
- بانتظار الغريبة
- لا يكفر من يصرخ من شدة الألم!


المزيد.....




- بالعد التنازلي.. أبرز 10 ظواهر جوية شهدها العالم في 2024
- روسيا ترحب بتصريح الأمين العام الجديد لمنظمة الأمن والتعاون ...
- الأمن الروسي: إحباط سلسلة محاولات لاغتيال عسكريين روس رفيعي ...
- هل أصبحت -غرف الغضب- في كينيا الحل الأمثل لتخفيف التوتر النف ...
- القرويين: قصة جامعة عربية هي الأقدم في العالم
- أي علاقة لهجوم 7 أكتوبر بسقوط نظام الأسد؟
- غزة: ارتفاع عدد قتلى الصحفيين إلى 201 منذ بدء الحرب على القط ...
- دبلوماسي أمريكي سابق يتحدث عن استراتيجية الغرب حول أوكرانيا ...
- وفاة 3 أطفال في غزة بعدما تجمدوا من البرد
- الجزائر.. عفو رئاسي يشمل نحو 2.5 ألف محكوم وسجين


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أكرم شلغين - أمل سوريا الجديد