|
الطابور الثالث وقانون الغاب
أحمد زكارنه
الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 09:11
المحور:
القضية الفلسطينية
استخدم لأول مرة في خضم الحرب الأهلية الإسبانية عام 1936 مصطلح " الطابور الخامس" من قبل أحد جنرالات الثورة الإسبانية آنذاك حيث كان يقود الثوار نحو مدريد في طوابير اربعة حينما قال " إن هناك طابورا خامسا يعمل مع الثوار من داخل مدريد".. وترسَّخ هذا المفهوم فيما بعد بالاعتماد على الجواسيس خلف خطوط العدو ومن ثم اتسع المفهوم ليشمل مروجي الإشاعات ومنظمي الحروب النفسية وأمراء السلاح والحرب وغيرهم من ساسة ومثقفين جل همهم تخريب الأوضاع الداخلية في البلد المستهدف. وبما أننا لا نملك اليوم لا طابور أول ولا ثاني من الثوار الحقيقين بمعنى المنظمين كما كان الحال ايام الثورة الإسبانية ، وإنما نملك إلى جانب عدد من المناضلين الغيورين الذين لا يوجهون سلاحهم وقذائفهم إلا لعدونا وعدوهم فيما يعد على الشعب الفلسطينيي العديد من الفصائل التي بات أغلبنا لا يسمع عنها إلا بالمناسبات الخطابية بينما أستأثرت كلا من " فتح وحماس" بوسام البطولة الزائفة علي مذبح السلطة، فإننا نسمى بلا مواربة رؤوس الفتنة من أمراء الحروب في الجانبين ب "الطابور الثالث" الذي يعمل لصالح الأعداء لتهديد السلم الاهلي.
فبينما كانت جرافات الإحتلال وآلياته تجتاح رام الله وتعبث بها وبأرواح ابنائها قتلا واعتقالا وببنيتها التحتية تدميرا وهدما، كانت قذائف الهاون والياسين والبتار والغبي والحمار تهتك في وضح النهار عرض وشرف الشعب الفلسطيني في منزل المغدور العقيد " محمد غريب " الذي أغتيل ورفاقه بدم بارد أمام زوجته ومن تبقى من صغاره بحجة أن مرافقيه قد اشتبكوا صباحا مع القوة التنفيذية.
ولو افترضنا جدلا أن هذه الرواية صحيحة مئة بالمئة فهل يحق لتلك القوة الهمجية أخذ القانون بيدها؟؟ وهل شُكلت هذه القوة لقتل واغتيال الشعب أم لحمايته كما يدعي من أنشأها ؟؟.. إن الشروع في إجتياح رام الله من قبل قوات الاحتلال وارتقاء الشهداء الابطال على ثرى تراب الوطن لاحب ألف مرة على قلوبنا من اجتياح هذه القوة التخريبية لمنزل فلسطيني واحد ببساطة شديدة لان المحتل عدو أما القتلة من أبناء جلدتنا فهم سفله ومن يحميهم أو يتستر عليهم فهو عميل مجرم في طابور خامس ، وعليه فان السيد " سعيد صيام" وزير الداخلية مطالب بتقديم القتله للعدالة التى من المفترض أنه يمثلها، كما أن السيد الرئيس " أبو مازن" مطالب بحفظ أمن وأمان من حملوه الامانة فانتخبوه رئيسا، عبر حل هذه القوة التخريبية فورا ، بينما السيد رئيس الوزراء أسماعيل هنيه مطالب باعادة الامانة لاصحابها من ابناء الشعب الذين منحوه ثقتهم ليصبح رئيسا للوزراء باحترام دماء ابناء شعبه مهما كان انتمائهم الحزبي وتقديم استقالته وحل هذه الحكومة العرجاء، وإلا فإن الشعب والتاريخ إما آجلا أو عاجلا سيحملان دماء جميع المغدورين من ابناء شعبنا لجميع هؤلاء القادة بلا أستثناء .
فلقد سئمنا وأصبحنا لا نثق بلجان التحقيق الوهمية التى طالب بها السيد رئيس الوزراء ومن قبله لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية التى اسعدتنا للمرة الأولى بالأشارة إلي القتلة من القوة التنفيذية دون محابة أو مواربة ينادي بها البعض تحت شعارات واهية من أمثال " لا لصب الزيت على النار" .. فأي لجنة هذه التى تطالبون بها وقد استمعنا لبجاحة ووقاحة أحد المتحدثين باسم القوة التنفيذية لفضائية "السراج" الحزبية وعدد من وكالات الأنباء وهو يؤكد في اعتراف واضح وصريح اجتياح القوة التنفيذية منزل المغدور " محمد غريب" ؟ وأي زيت هذا الذي أشعل النار في صدورنا والشهيد المغدور يلوك الهواء إستغاثة عبر تلفزيون فلسطين لانقاذ أطفاله وزوجته ونقل الجرحي دون أن يحرك أحدا منا ساكنا؟؟ أي لجنة تريدون وهؤلاء القتله المأجورين قد تشبهوا بالمحتل ففتحوا النار على سيارات وطواقم الاسعاف؟ أي لجنة تبغون وأنتم بتشكيلكم لجان تحقيق في مقتل العميد التايه ورفاقه وأبناء بعلوشه وأخرين قد شجعتم القتله للمضي قدوما في غيهم لتهديد السلم الاهلي؟.
عن أي زيت تتحدوثون والسواد الأعظم من هذا الشعب بات يستصرخ بحق هذه الأرض وأشجار زيتونها كل من شارك في تشكيل هذه القوة الاجرامية احترام دماء أبنائه وتاريخهم ونضالهم بالانسحاب من هذه المافيا قبل أن تلوث تاريخ النضال الفلسطيني وتوصم المشاركين بها بالعار ويصبحون على ما فعلت أيدهم نادمين.
وأخيرا إن الأبقاء على هذه القوة يعد وصمة عار على جبين كل فلسطيني مخلص لهذه الأرض ودماء شهدائها وعذابات أسراها، حيث أصبحت الأغلبية العظمى من هذه القوة من حيث يدرون أو لا يدرون طابورا ثالثا للعدو الأسرائيلي ولا وصفا أخرا للقتلة ، فارحمونا واحترموا شهدائنا واثبتوا لمرة واحدة أنكم تحترمون ما يسمى بسيادة القانون المستباح على أيديكم كلما شكلتم لجنة تسويف لداء لا يعالج إلا بالأستئصال على مقصلة الجراحين من سلك القضاء العادل، إن كان لدينا قضاء أو قانونا تعترفون به عوضا عن قانون الغاب.
#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وطن في مزاد علني
-
في إنتظار مجزرة جديدة من المسؤول؟
-
إحتراف الصمت
-
على هامش فضيحة نعلين: ظاهرة كلامية بين الشعار والممارسة
-
تخصيب اليورانيوم الفلسطيني بين الهرولة والمراوحة
-
إذا هبت رياحك فاغتنمها
-
على بعد خطوات راقصة
-
حصاد الفراغ
-
الإسلام السياسي مطلب جماهيري أم خيار امريكي؟؟
-
الدكتور حمد وطلاق العنف إلى الأبد
-
الأدوار السياسية للوسائل الإعلانية
-
دعوة للمصالحة أم باب دوار
-
وكلاء الاحتلال نبت شيطاني
-
-حماس ليست شيطانا.. وفتح ليست ملاكا-
-
الكوميديا السوداء في روايات حماس
-
سجل يا زمان
-
اعلان توبة في الوثنية
-
صرخة من أجل الحياة
-
طنجرة الحكومة
-
ضد الحكومة
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|