أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة للآية - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ -















المزيد.....


قراءة للآية - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ -


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 23:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قراءة للآية " صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ "
الموضوع :
من موقع / المصحف الألكتروني لجامعة الملك سعود - ووفق تفسير بن كثير أقدم شرحا للآية 7 من سورة الفاتحة :
{ (أ) " صراط الذين أنعمت عليهم " ، مفسر للصراط المستقيم . ( و الذين أنعمت عليهم ) هم المذكورون في سورة النساء ، حيث قال : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما / سورة النساء : 69 ، 70) . وقال الضحاك ، عن ابن عباس : صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك ، من ملائكتك ، وأنبيائك ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ؛ وذلك نظير ما قال ربنا تعالى : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم / سورة النساء : 69 ) .
(ب) " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ " ، فإن طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به ، واليهود فقدوا العمل ، والنصارى فقدوا العلم ؛ ولهذا كان الغضب لليهود ، والضلال للنصارى .. لأن من علم وترك استحق الغضب ، بخلاف من لم يعلم . والنصارى لما كانوا قاصدين شيئا لكنهم لا يهتدون إلى طريقه ؛ لأنهم لم يأتوا الأمر من بابه ، وهو اتباع الرسول الحق ، ضلوا ، وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه ، لكن أخص أوصاف اليهود الغضب ، كما قال فيهم : ( من لعنه الله وغضب عليه / سورة المائدة : 60 ) . وأخص أوصاف النصارى الضلال ، كما قال : ( قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل / سورة المائدة : 77 ) .
(ج) وقد روى حماد بن سلمة ، عن سماك ، عن مري بن قطري ، عن عدي بن حاتم ، قال : سألت رسول الله عن قول الله : ( غير المغضوب عليهم ) قال : هم اليهود ( ولا الضالين ) قال : النصارى هم الضالون .
(د) وقد روي حديث عدي هذا من طرق ، وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها . وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن بديل العقيلي ، أخبرني عبد الله بن شقيق ، أنه أخبره من سمع النبي ، وهو بوادي القرى ، وهو على فرسه ، وسأله رجل من بني القين ، فقال : يا رسول الله ، من هؤلاء ؟ قال : المغضوب عليهم - وأشار إلى اليهود - والضالون هم النصارى . وقد رواه الجريري وعروة ، وخالد الحذاء ، عن عبد الله بن شقيق ، فأرسلوه ، ولم يذكروا من سمع النبي .. } .

القراءة :
* بدءا لا بد لنا أن نستدل على معنى مفردتي الضالين والمغضوب عليهم ، المذكورين في سورة الفاتحة 7 ، فقد ورد في قاموس المعاني ﴿٧ الفاتحة﴾ التالي :- الضالين : هم النصارى ، الذين أخطأوا طريق الحق ومن كان مثلهم . العدول عن الطريق المستقيم ، ويضاده الهداية . أما المغضوب عليهم : الذين سخِط الله عليهم ، كاليهود والمشركين وغيرهم .
* أن كل ما ورد من أحاديث لرسول الأسلام ، ومن أجماع تفاسير الصحابة والتابعين والمحدثين / الواردة في أعلاه ، الكل أتفق وأكد بما يلي : الضالين هم " النصارى " ، أما المغضوب عليهم " الذين سخِط الله عليهم ، كاليهود والمشركين " .
* ولكن القرآن كنص ، محشو بآيات ، تؤكد أعترافا بهذين المعتقدين - أي اليهود والنصارى ، وبأنبيائهم وبكتبهم ، وأورد بعضا منها على سبيل المثال وليس الحصر :- ( " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ / سورة النحل 36 " . قال الطبري : يقول تعالى : ولقد بعثنا أيها الناس في كلّ أمة سلفت قبلكم رسولا كما بعثنا فيكم بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له. / نقل من موقع أسلام ويب ) .. والنص التالي يعترف بالأنبياء / ومن ضمنهم موسى وعيسى ( قُولُوۤا۟ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡنَا وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِـۧمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَاۤ أُوتِیَ مُوسَىٰ وَعِیسَىٰ وَمَاۤ أُوتِیَ ٱلنَّبِیُّونَ مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَیۡنَ أَحَدࣲ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ / سورة البقرة ) .. أما المسيح ، فهناك نصوص كثيرة ترفعه لعليين ، وبمكانة لم يصلها أي بشر ، منها :- ( إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ / 45 سورة آل عمران ) ، ووصف المسيح بالقرآن بأنه كلمة الله ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ / سورة النساء 171) .. والأهم من كل ذلك أكد بنص قرآني ، أن المسيح حي ، وهوتأكيد فريد لنبي ( وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا/ 33 سورة مريم ) .
* التساؤل الأهم ، آيات تمجد وتعظم بالانبياء والرسل ، واخرى تصفهم بالضالين والمغضوب عليهم .عدا آية تصف اليهود تحديدا ب الأعداء ، وهي المقطع الأول من سورة المائدة 82 / لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ والذين أشركوا . وهذا دليل على أن النص القرآني مملوء بالتقاطعات ! .

خلاصة :
1 . هناك خلط وألتباس ، بمفردة النصرانية ، فأسلاميا يعتمد أسم النصارى ، على أنهم المسيحيين ، فقد ورد في موقع / أسلام أون لاين التالي { يسمي النصارى أنفسهم بالمسيحيين نسبة إلى دين المسيح عليه السلام ، ويسمون ديانتهم بالمسيحية ، ولم ترد هذه التسمية في القرآن الكريم ولا السنة النبوية ، وأما أول إطلاق هذه التسمية عليهم فقيل : في القرن الثالث الميلادي ، وقيل : قبل ذلك في عام 42م في أنطاكية ، ويرى البعض أن ذلك كان من باب الشتم لهم . وذلك أنهم فرقة مخالفة للمجتمع الذي ظهر فيه عيسى ( ع ) وأتباعه حيث سيطرة الرومان الوثنيين ، وعداء اليهود الشديد لعيسى ( ع ) وأتباعه وسعيهم لدى الرومان في قتله ، ولذلك فالأولى أن يسموا بما سماهم القرآن (النصارى) } .
2 . ولكن وفق المعتقد المسيحي ، هناك أختلاف واسع بين المسيحية والنصرانية ، فقد ورد في موقع / نور سات ، التالي : النصرانية! هي فئة من اليهود المتنصرين (الإبيونيون)، إلتحقوا بالمسيح ورأوا فيه نبيا عظيما من الأنبياء. لا يعترفون بألوهيته ولا ببنوته لله، بل يقولون بأنه رجل كسائر الرجال جاءه الوحي بعد معموديته على يد يوحنا المعمدان، أو بالأحرى أن المسيح المبدأ الأزلي دخل يسوع يوم عماده وفرقه يوم استشهاده. تكون رسالته على التعليم والتبشير دون الفداء يقبل الأبيونيون إنجيل متى وحده، ويسمونه "الإنجيل بحسب العبرانيين"، وهو نفسه إنجيل متى الأرامي ولكنه ناقص ومحرف ومزيف ، كما يشهد أبيفانوس : النصرانية عقيدة لا تمت بصلة لا من قريب ولأمن بعيد للديانة المسيحية ، بل ابغضتها وحاربتها بشدة حتى قضت عليها.
* مما سبق نستنتج .. من أن الأسلام الذي جاء بعد المسيحية بقرون ، يفرض أسما / النصارى ، على أتباع المسيح / المسيحيون ، وهذا الأمر بعيدا عن المنطق والعقلانية ، وذلك لأن لكل دين تاريخ ولاهوت خاص به ، ولا يمكن للمسلمين أن يحشروا أنفسهم بقضايا المسيحية المبكرة ! ، لأنهم لم يكن لهم أي وجود في تلك الحقبة ! .
* أذن وفق العقيدة المسيحية ، أن مفردة الضالين / لا تنطبق على المسيحيين ، لأنهم ليسوا نصارى ، بل مسيحيون .
3 . مما ورد ، يتضح لنا من أن كتبة القرآن ، ليسوا على حال أو أتفاق أو فكر أو نهج واحد ، لأنه ليس من المنطق ، من أن يكون أتباع عقائد ضالين ومغضوب عليهم في نصوص معينة ، وبذات الوقت ، قد ورد بحقهم نصوص تخالف ذلك . وبمعنى أخر ، لم يقرأ أو يطلع ، كتبة الحقبة القرآنية المتاخرة ، مما سطر الكتبة الأولين من نصوص . نقطة رأس السطر .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة .. بين ما ينطق عن الهوى وبين أنا بشر مثلكم
- سوريا - فركش -
- أضاءة بين مسارات المسيحية والأسلام
- الأنجرار الى الظلام
- قراءة لحديث الحوت - أن الأرض مرتكزة على قرن ثور .. -
- قراءة لحديث محمد - خير القرون هو قرني ثم الذي يليه -
- قراءة للآية 194 من سورة البقرة
- أضاءة للآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَ ...
- ما قيل وما يقال عن زواج الرسول بخديجة ودور القس ورقة - اللغز ...
- قراءة للآية - الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّ ...
- قراءة للآية 67 من سورة الأنفال - مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَك ...
- قراءة لحديث ( لا يموت مسلما الا ادخل الله النار مكانه يهوديا ...
- الوضع اللبناني الفلسطيني .. أضاءة !
- تساؤلات للآية ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا ...
- أضاءات في المعتقد الأسلامي ..
- تساؤلات .. حول ولادة علي بن أبي طالب في الكعبة
- قراءة .. في سحر رسول الأسلام
- واقعة الطف .. تساؤلات عقلانية
- تساؤلات حول حديث ( من قال لا إله إلا الله دخل الجنة .. )
- أضاءة حول رسالة التوبة وبدعة اللاهوت الفلسطيني


المزيد.....




- وجهاء الطائفة العلوية في حمص يصدرون بيانا إلى أهالي المحافظة ...
- وزير الامن المتطرف بن غفير يقتحم الاقصى بأول ايام -عيد الانو ...
- عاجل | مصادر للجزيرة: وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن ...
- لأول مرة منذ 50 عاما.. مسيحيو دمشق يحتفلون بالميلاد من دون ح ...
- دعوات مقدسية للرباط في المسجد الاقصى وصد اقتحامات المستوطنين ...
- الاحتلال يستدعي سفير الفاتيكان بعد تصريحات البابا عن غزة
- قائد الثورة الاسلامية يهنئ بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح ( ...
- واشنطن بوست: مسيحيو سوريا بين فرحة سقوط الأسد وقلق المستقبل ...
- مسيحيو نينوى يحتفلون بالعيد المجيد.. صوت الأجراسوشجرة الميلا ...
- مع العام الجديد مسيحيون يتطلعون لمستقبل أفضل في العراق


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة للآية - صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ -