أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟














المزيد.....


لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 22:17
المحور: حقوق الانسان
    


جاءت اعياد الميلاد وراس السنة الميلادية وجاءت أيضا معها دعوات من بعض المتأسلمن بحرمة شجرة عيد الميلاد وبيعها وشراها ! لماذا لان هذه الشجرة رمز الوثنية والكفر ولا يجوز على المسلم التقرب منها , وسيكون مصيره نار جهنم . والغريب ان بعض هذه الأصوات تأتي من ناس يعيشون و يتمتعون بخيرات ما تقدمه لهم " بلاد الكفر". وعلى هذا المنوال التزم الخط الاسلاماوي في بعض الدول العربية بهذه الفتوى الغير إسلامية فشمروا عن عضلاتهم بقلع أشجار عيد الميلاد من مواقعها في الساحات العامة وفي المناطق ذات الأكثرية المسيحية في لبنان وفي سوريا مؤخرا .
لست من المتضلعين في الفقه الإسلامي , لقد جعلوه صعب الفهم علينا , ولكن نعلم ان الله ورسوله دعوا الى السلام والاخوة والمحبة والتعارف بين أبناء بني البشر . فقد جاء عن النبي الاكرم " مَنْ قَتَلَ نَفْسًا مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا" . وقَالَ " مَنْ قَذَفَ ذِمِّيًّا حُدَّ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِسِياطٍ مِنْ نَارٍ" و قَالَ " أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَوِ انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ" و قال "من ظلم معاهَداً مقراً بذمته، مودياً لجزيته، كنت خَصمه يوم القيامة" و قال أيضا " أَنَا خَصْمٌ يِوْمَ الْقِيَامَةِ عَنْ الْيَتِيمِ وَالْمُعَاهِدِ، وَمَنْ أُخَاصمُهُ أَخْصِمُهُ".
اذن , هناك احاديث متواترة عن النبي الاكرم محمد باحترام اهل الذمة , واعتقد ان احترامهم يشمل أيضا احترام شعائرهم وطقوسهم وعدم الانتقاص منها .
ثم هناك فتوى إسلامية اخرى تقول انه يجوز تشبه المسلم بعادة عند غير المسلمين غير مذمومة . وطالما وان شجرة عيد الميلاد ليست من صلب الدين المسيحي ولا تعتبر جزء من العبادة المسيحية فلماذا الخوف منها ؟ الشجرة استخدمت ضمن الاحتفال بمولد السيد المسيح بعد اكثر من الف عام من ولادته , وان موطن استخدامها كان أوروبا , لان الشجرة تعيش وتزدهر في المناطق الباردة , ولو كان يزرع عندهم النخيل , لكانت شجرة النخيل هي الرمز لعيد الميلاد المجيد , ولو كان ذلك هل يستطع احد من أصحاب اللحى ان يفتى بتحريمها , ويخبرنا الشيخ البخاري في صحيحه، بسنده إلى ابن عمر أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " إن من الشجر شجرةً لا يسقط ورقها، وإنها مثل المسلم، فحدِّثوني ما هي؟" ، فوقع الناسُ في شجر البوادي، قال عبدالله: ووقع في نفسي أنها النخلة، فاستحييتُ، ثم قالوا: حدِّثنا ما هي يا رسول الله؟ قال: "هي النخلة".
ان اطلاق هذه الفتوى والاعتداء على شجرة عيد الميلاد وهي تزين طريق عام في هذه الأيام , ما هي الا حالة شاذة من ناس غير اسوياء في هذا الزمن الاغبر , يريدون تمزيق النسيج الوطني للأوطان . انا متأكد ان اغلب هؤلاء المخربين لا يعرفون حتى اين تقع القبلة وكم عدد ركعات صلاة الليل , وانهم مرسلون من قبل حركات غايتها نشر الكراهية بين الشعوب , وخير مصداق لذلك هو ان هذه الظاهرة لم تكن قبل عشرين عاما لا في العراق ولافي سوريا او مصر او لبنان . أتذكر كنا نحتفل بليلة راس السنة في بغداد ( الكراده ) ووسطنا أشجار عيد الميلاد والكل فرحين ومتجمعين حولها , ولم يخطر ببال احد ان التقرب الى هذه الشجرة ستحول المسلم الى مسيحي.
الشعوب الحزينة و الخاملة لا يتحقق فيها النمو والازدهار والتعايش السلمي . أتذكر قول للرئيس الصيني ماوتس تونك " لتتفتح الف زهرة ", فقط في الانفتاح وقبول الاخر والتعايش السلمي واحترام تقاليد الاخرين من يجلب السعادة والطمأنينة بين الشعوب . الحرب الاهلية في العراق اشتعلت لان خطاب الكراهية كان هو الخطاب السائد في البلاد , فكان ضحيته عشرات الالاف من الأبرياء.
شجرة عيد الميلاد باقية وستبقى رمز للفرح والبهجة للجميع , صغار وكبار . لا اعتقد ان طفلا لا ينسر ولا يبتهج وهو يضع الزينة على شجرة جلبها ابوه للبيت . وستكون الفرحة اكبر لهذا الطفل عندما تضئ الشجرة بالمصابيح الملونة . شجرة عيد الميلاد مناسبة لتجمع افراد العائلة والأصدقاء والاقارب , مناسبة للتعرف على ثقافة الشعوب , وحالة تسجل عن ثقافة ورقي العائلة . وكل هذا يبغضه بعض أصحاب اللحى والذين يحاولون تمزيق الوحدة الوطنية ونشر الكراهية بين أبناء البلد الواحد باسم الدين.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره
- النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...
- تراخي جيش سوريا من اسقط الأسد , وهذا هو البرهان
- هل قراءة خبر - واشنطن بوست - الامريكية حول سقوط الرئيس بشار ...
- حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير
- لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟
- ما هو - مرض الجلوس الطويل -, ولماذا يجب محاربته ؟
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الخامس
- - ثورة - ام - هجمة تكفيرية - على سوريا
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الرابع
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا – الجزء الأول
- وجع كتاب احرار من التقاعس العربي والإسلامي تجاه فلسطين
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء العاشر
- ضرورة نشر التوعية الاقتصادية في المجتمع العربي
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء التاسع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثامن
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء السابع


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدعو مجددا إلى تقديم مساعدات عاجلة للمنشآت الط ...
- احتجاجات أمام السفارة الأمريكية في بنما ضد تصريحات ترامب بشأ ...
- ترامب: سأسعى لتطبيق الإعدام ضد المغتصبين والوحوش
- محللون: ترامب سيركز على الأسرى ونتنياهو يعرقل المفاوضات
- حماس: الاحتلال أجبر الأطباء والمرضى والنازحين بالمستشفى الإن ...
- شهيدان وجرحى باستهداف الاحتلال خيام النازحين غرب خانيونس جنو ...
- السودان: المجاعة آخذة في الازدياد والأزمة تتعمق.. ضحاياها ال ...
- المرصد السوري لحقوق الإنسان: اغتيال 3 قـضاة في ريف حماة الغر ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين: تحقيقات الجيش تثبت أن عودة أبنائ ...
- وقفة لجبهة الخلاص التونسية تطالب بالإفراج عن المعتقلين بقضية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد رضا عباس - لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟