أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحديث والرواية في ميزان النقد....ما يسمى بالحديث النبوي أنموذج















المزيد.....


الحديث والرواية في ميزان النقد....ما يسمى بالحديث النبوي أنموذج


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 20:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المؤكد عندما نتحدث عن السيرة النبوية بشكل عام والسنة النبوية منها بشكل خاص فنحن على ثقة أننا ندخل بإرادتنا إلى بيت النحل، وهناك تقوم القيامة ولا تقعد فكل خطوة أو كلمة تحتها لغم موقوت ومتصل ببركان من ردود الأفعال من جميع الأطراف ممن يؤمنون بالحديث والسيرة، وممن ينكرونها بشكل أو بأخر وقد يفضي الحديث إلى خسارات متوقعة وغير متوقعة.
إذا من الصعوبة بمكان والعرب والمسلمون يعيشون عصر الأستقطاب المتعدد الخطوط والولاءات، سياسيا وفكريا ثم مذهبيا بدوافع من ميزان القوى القبلية أن يتقبل الحديث عن أسس الأستقطاب ومؤدياته الأساسية، فقد شكل الصراع السياسي ذا الجذور الأجتماعية ببعدها العصبي ومن ورائها مصالح ومكاسب مهددة بالعدل والمساواة التي يدعو لها القرآن، والتي لم تتجذر في زمن الرسالة لقصر المدة ومحدودية التأثير الذي مارسه الرسول محمد ص في حياته وهو منشغل في أكثر من مهمة الإعذار والأنذار والتبليغ، هذا ليس فشلا لو تمسك العقل المسلم العربي الجديد بشكل قوي ونهائي بالقرآن الكريم وتفرغ لبناء منظومته الفكرية والأخلاقية والإيمانية بعيدا عن صراع قريش بينها وبين نفسها، وبينها وبين زعماء المدينة (يثرب) على إرث النبوة والزعامة والسلطة، ففي العقل العرب ميل فطري لا يقبل أن يتحول ولا يمكنه التوسع بشكل عمودي ليكون عقلا كونيا بقدر أنتماءه لمحدودية الحاضنة التي عاش وأكتسب صفاتها الطبيعية.
وحتى أكون على بينة من نفسي ومن القراء الكرام لا بد أن أثبت بعض المبادئ الأساسية ليبنى منهجي البحثي عنها، وهي:.
1. عاش النبي محمد ص ثلاث وستون سنه من عمره منها أربعون سنة كان غير مكلف بنبوة ولم يكلمه الوحي ولا يمكن عد قوله أو فعله أو تقرير بتلك الفترة سنة، أولا لأن أسس التمسك عند البعض بالحديث على أنه ذا منزلة عظيمة كونه مبني على أستحقاقات الآية الكريمة {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}، فما قبل الوحي كان من ضمن أخلاقيات خاصة طبيعية وفيها أثر من إعداد نفسي فردي، النقطة الأخر بما يمكن روايته من خلال المصاحبة أو السماع أو النقل عن فترة النبوة هو منزلة النبي ذاتها، فقبل هذا الوقت لم يكن للنبي من دور أو مهمة مسندة له من الله، أو عدم وجود ضرورة ما حتى يمكن ان يقوم أشخاص بتتبع كلامه وحفظه لعدم وجود الباعث المحفز.
2. الرسول ص لم يكن شخصا خارج البشرية والإنسانية الطبيعية المعتادة كباقي الرسل والأنبياء من قبل {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}، فهو إنسان وليس ملاكا ولا يتمتع بمؤهلات خارقية بقدر ما هو متبع لما يوحى إليه بصدق وأمانة، وبالتالي فكل ما ينطق به أو يأت بسلوك ما هو ضمن مبدأ الطاعة والأمتثال لأمر الله تعالى، فلا يجوز أن نمنح الشخصية البشرية العصمة التكوينية التي عليها الفكر الديني، بل هي عصمة أختيارية منه ليكون متماهيا مع مراد الله أمرا ونهيا.
3. لا ننكر أن الرسول محمد ص تحدث في الكثير من الامور وساهم في بناء إيمان المسلمين بالكلمة والتوجيه والنصح، وكان هو بذاته قدوة عملية لتجسيد صفات المؤمن الصالح، فليس كل ما ورد في الروايات غير حقيقي أو منتحل عليه طالما أن المنقول عنه فقط لا يعارض أسس الدين ولا يخالف نصا في القرآن، ولا قيمة لمن يقول أن الرسول ص لم يتكلم بما هو خارج القرآن من نصوص فهذا أيضا إمحاء لبشرية إنسان عاش في مجتمع فاعلا ومؤثرا وقائدا، ولكن الإشكالية تكمن في الربط والخلط الأعتباطي بين ما هو "حكم ملزم" وبين ما هو "أمر معتاد" يقع ضمن بشرية المجتمع، فلكل مجتمع أخلاقيات ومفاهيم ومثل عليا يتعامل بها بوجود الدين أو بعدمه، وبالتالي ما ينقل عنه كحديث نبوي له قيمة في التعبد يجب أن يكون في حدود ما يريده الله أن يكون رسالته للناس، أما ما هو خارج الرسالة وأسسها وعناوينها لا يعد من الحديث النبوي بالصيغة الدينية الملزمة، بقدر ما هو يمثل وجه الفضيلة والأخلاق الحميدة.
4. وأيضا ليس كل ما نقل عن رسول الله كان بنية التبليغ والهدى والأهتداء به، فالكثير من الأحاديث بها ما بها من إساءة وتعمد وإضلال في وضع خط أخر غير خط النبي ص، ولا يرتبط لا بالقيم الدينية التي جاء بها ولا تمثل حتى قيم المجتمع، منهاما هو متعلق بالذات بحياة الرسول العائلية الخاصة، أومنها ما أريد له أن يصل للمسلمين كبديل عن تعاليم القرآن من أهل الكتاب وخاصة تعاليم التوراة والتلمود تحديدا ما تتعلق بالإساءة للأنبياء والرسل وإلى الذات الربانية العلية، فهذا الكم الهائل من الأحاديث يشكل جزء من سجل التدوين الذي فرضوه على المسلمين كجزء من أصل الدين باسم القداسة للنبي.
5. ما وصل لنا من الأحاديث التي بلغ في عدها البعض إلى عشرات الألاف من الروايات الغير المشذبة بالعموم وتناقض بعضها بعضا، فمنها ما عده البعض من الرواة صحيح في حين رأي غيره انها من الغير الصحيح لعلة وسبب، وهذا يعني في النهاية أن الغالب في النقل جاء عن الذاكرة الشفوية المعتمدة على الحفظ مما يضرب في أصل البناء كما جاء "اللغوي والفكري"، أو ربما لحقه مما ليس فيه أو تصرف الناقل به حسب فهمه للرواية أو الحديث، فكل حديث مباشر من النبي صادق جزما لمن سمعه أو حضر السماع والمشاهدة وهو الأصل في أعتقادنا، لأننا نؤمن بأنه صادق بالمطلق لوصف الله للأنبياء بالصادقين، لكن حينما بنقل عنه فلا صحة إبتداء لما ينقل عنه ليس عدوانا على القول ذاته، بل لأننا لا نحرز بالشكل القاطع صحة ما نقل عن رسول الله ص أولا، ولا نثق أيضا بما نقل عما نقل الأول عن رسول الله، وكلما طالت سلسلة الرواة أصبح التصديق بالمنقول أبعد من الممكن والمقبول.
6. موقفنا من الحديث أيا كان لا يؤثر بقريب أو من بعيد على موقف القرآن الموضوعي تجاه إيمان الفرد، فالأصل المأمور به هو أتباع قوله تعالى {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}، وقد وضح الله أحسن القول تفصيلا {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}، وبالمقارنة والتقارب فالعقل المنطقي يثول "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" فقول الله أحسن القول وأصدقه ولا شك في ذلك نقلا من جبرائيل ع للنبي محمد ص وبقي محفوظا بالقرآن، لا يد لعبت به ولا حرف زاد أو نقص منه، أما ما يعرف بالحديث فقد لعبت به الأيادي وغيرت فيه الدوافع بين سياسة وكفر وحقد وتدليس ومصالح ودراهم ودنانير، فالأولى الركون حيث تركن النفس بيقينها على ما لا يشك فيه.
هذه بعض اهم النقاط المحورية في بناء ما نسعى له من دراسة منطقية للحديث والرواية المنسوبة للنبي محمد ص ودورها في بناء العقيدة الإسلامية، خاصة مع تركيز طيف واسع من المسلمين على دور الحديث والرواية الذي وصلت المبالغة فيه إعطاءه الدور الأكبر للحديث على النص القرآني بأعتباره المترجم عن جوهر النص، وموقف فئة ثانية من الذين يطلق عليهم القرآنيون الذين لا يرون في الحديث مستجد تشريعي ذا أهمية أكثر من كونه إذا كان صحيحا هو ترديد لجوهر النص، وربما يتسلل للحديث ما يقدح به مع عدالة النص القرآن وحاكميته المطلقة... إذا نحن نضع الوقائع كما هي للدراسة النقدية التوثيقية المقارنة ولا نعطي رأيا مسبقا ولا نصيغ فكرة سابقة لأوانها حتى نرى الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الحديث والرواية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تدبر سورة الصمد
- في تدبر سورة القدر
- في تدبر سورة الشمس
- عالم ما بعد الأممية
- رديها
- الكتاب المبين وكتاب مبين دلالات ومقاصد
- لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞ¯ ...
- تدبر سورة الزمر
- اسماعيل الذبيح
- تدبير سورة يس
- فاطر السموات والأرض
- رُسُلًا أُوْلِيٓ أَجۡنِحَةٖ
- خَلۡقَ ٱلۡإِنسَٰنِ بين النظريات والأراء ...
- ما معنى الجنة التي كنتم توعدون؟.
- نوح رسول قومه هل كان واحدامن عدة رسل؟ وما معنى كلمة نوح؟
- حكاية الثقافة في العراق بعصر الملالي
- علة التأخر في بناء واقع جديد
- الخير والشر وخلافات المسلمين على الإصالة فيهم أو الكسب
- حقيقة معركة بدر من نصوص القرآن الكريم
- لمذا سميت سورة يونس؟


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يهنئ بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح ( ...
- واشنطن بوست: مسيحيو سوريا بين فرحة سقوط الأسد وقلق المستقبل ...
- مسيحيو نينوى يحتفلون بالعيد المجيد.. صوت الأجراسوشجرة الميلا ...
- مع العام الجديد مسيحيون يتطلعون لمستقبل أفضل في العراق
- البابا فرانسيس يدعو -للتفاوض- لإنهاء حرب أوكرانيا.. و-صمت صو ...
- الخارجية الإسرائيلية تستدعي سفير الفاتيكان بعد تصريحات للباب ...
- قائد الثورة الاسلامية يهنئ بمناسبة ميلاد السيد المسيح ع
- بعيدهم المجيد.. ماذا تبقى من المسيحيين في العراق؟
- حركة طالبان: مقتل 46 شخصا شرق أفغانستان إثر الغارات الجوية ا ...
- بالصور: المسيحيون بالمنطقة وحول العالم يحتفلون بعيد الميلاد، ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحديث والرواية في ميزان النقد....ما يسمى بالحديث النبوي أنموذج