أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - السوريون أمام امتحان تاريخي














المزيد.....


السوريون أمام امتحان تاريخي


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 14:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يتّضح تماماً عبر العقود الماضية على الأقل؛ أن الذين يقفون عقبة كأداء أمام تأسيس دول عصرية "عَلمانية" ديموقراطية في المنطقة؛ هُم الإسلاميون الأصوليون والسلفيون بشقّيهم السنّي والشيعي، وهؤلاء يعتبرون الديموقراطية والعلمانية كُفر وإلحاد، وهذا بالطبع غير صحيح وتشويه للمصطلحات والحقائق، لكن هذا ما حاول الإسلاميون الترويج له عبر الزمن، لأنهم يعتبرون الديموقراطية والعلمانية تهديداً لحلمهم باستعادة الخلافة الإسلامية؛ التي سيحكمونها هُم بشرع الله كما يدّعون.
الإسلاميون على اختلاف مشاربهم؛ يعتبرون أنفسهم أنّ لهم الشرعية في حكم هذي الأرض ومن عليها بالشريعة الإسلامية، وأن باقي الأديان والطوائف؛ هم مجرّد أقليات رعايا وأهل ذمّة في ظل الخلافة الإسلامية المنشودة.
في سوريا اليوم تُثار تلك الهواجس والتخوّفات، من سيطرة تلك الفصائل الإسلامية المتطرّفة على السلطة بحكم الأمر الواقع، وفرض رؤاهم الدينية الطائفية "السنيّة" على المجتمع، سواء في صياغة الدستور الجديد لاحقاً، أو في القوانين التي ستحكم البلد استناداً إلى الشريعة الإسلاميّة، أو لا تتعارض معها على أقل تعديل.
وعلى هذا، فأنّهم بكل تأكيد لن يقبلوا بالديموقراطية وعلمانية الدولة وحريّة المرأة على الإطلاق، حتى ولو قبلوا بانتخابات شكلية يضمنون فيها النتائج لصالحهم، كونهم الطرف الأقوى واقعيّاً على الأرض.
على المقلب الآخر في المجتمع السوري، فإن جميع الطوائف الدينية الأخرى، وما يُسمّى بالأقليّات؛ فهُم يقبلون بالدولة العلمانية بل ويطالبون بها، بمن فيهم الكورد أيضاً؛ الذين يرون في الدولة الديموقراطية العلمانية حلاًّ لمشكلتهم في سوريا الموحّدة، وحلاًّ لكل مشاكل السوريين أيضاً، الذين سيصبحون متساوون في دولة المواطنة والقانون مع كل السوريين سواءٌ بسواء.
يُضاف إلى ذلك أن المسلمين السُنّة في سوريا ليسوا كتلة واحدة صلبة، ففيهم المتديّن والعلماني واللا ديني والملحد، وهؤلاء أيضاً يرون في الدولة الديموقراطية العلمانية حفاظاً على حريّاتهم الشخصية وضماناً لحقوقهم الكاملة كمواطنين متساوين في دولة العدل والقانون.
لذلك أقول وأختم؛ إن ما يجري الآن في سوريا هو الامتحان الصعب التاريخي والأخير؛ ليحسم السوريون فيه أمرهم وخيارهم، وليُظهروا مدى وعيهم وثقافتهم وتحضّرهم، ومدى استفادتهم من تجارب الماضي الأليم وما تعلّموه واستفادوا منه؟
هذا هو التحدّي الأعظم الذي سيواجهه السوريون في المرحلة الحالية والمُقبلة؛ وما سوف تُنتجه هذه المرحلة في سوريا، والتي أسميتها امتحان التاريخ؛
لن يتحمّل مسؤوليتها ونتائجها سوى الشعب السوري نفسه لا غيره.
وكما يُقال ؛
عند الامتحان يُكرمُ المرءُ أو يُهان !



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تذهب السَكرَة وتأتي الفِكرة
- بين الأرض والسماء
- حصاد غوغائية العربان
- إعجاز علمي !
- باب العامود ، طريق الآلام ، والشاعر -الصعلوك-.
- حضارة واحدة، وتعدّد ثقافات
- أصول الاستبداد عند بني يعرب
- هستيرية بني يعرب!
- نازيون بسمنة ونازيون بزيت ...!
- الحلقة الجهنّميّة !
- -الغزو مستمرّ-
- أهداف خارج المرمى!
- -وداوني بالتي كانت هي الداءُ-
- متى تتناسون ومتى تعتذرون ؟!
- هلاك سوريا؛ الماسون أم البعث ومشتقاته؟
- الدوران حول المورَج ...!
- إخوان الصفا، وسطو ابن خلدون على رسائلهم !
- التلقين والترديد؛ فالتخلّف !
- لزوم الحضارة ؛ متحضّرون
- آفة الخوف والمجتمعات الممسوخة!


المزيد.....




- واشنطن بوست: مسيحيو سوريا بين فرحة سقوط الأسد وقلق المستقبل ...
- مسيحيو نينوى يحتفلون بالعيد المجيد.. صوت الأجراسوشجرة الميلا ...
- مع العام الجديد مسيحيون يتطلعون لمستقبل أفضل في العراق
- البابا فرانسيس يدعو -للتفاوض- لإنهاء حرب أوكرانيا.. و-صمت صو ...
- الخارجية الإسرائيلية تستدعي سفير الفاتيكان بعد تصريحات للباب ...
- قائد الثورة الاسلامية يهنئ بمناسبة ميلاد السيد المسيح ع
- بعيدهم المجيد.. ماذا تبقى من المسيحيين في العراق؟
- حركة طالبان: مقتل 46 شخصا شرق أفغانستان إثر الغارات الجوية ا ...
- بالصور: المسيحيون بالمنطقة وحول العالم يحتفلون بعيد الميلاد، ...
- -العيد عيدان-.. مسيحيو دمشق يحتفلون بأول -كريسماس- بعد سقوط ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - السوريون أمام امتحان تاريخي