أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلام محمد العبودي - رحيل شهيد المحراب.. ألم وخلود














المزيد.....


رحيل شهيد المحراب.. ألم وخلود


سلام محمد العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 10:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


سلام محمـد العبودي
كل رجب يمر يذكرنا, بيوم المصيبة التي حدثت بهذا الشهر, ومن الوفاء للشهداء, وعلى رأس أسماء القائمة, السيد محمد باقر الحكيم, فقد كان عالماً بارزاً, وسياسياً فذاً, ومجاهدا مضحياً, وصاحب مشروعٍ مؤثر, وقائدٍ له كلمته المسموعة على الساحة العراقية.
تلقى السيد محمد باقر الحكيم, تعليمه الديني في حوزة النجف، وقد درس على يد العديد, من العلماء البارزين, وإضافة لدوره الديني, فإنه مارس الجهاد التوعوي, كونه من العلماء في المجلس التأسيسي, لحزب الدعوة الإسلامية, مما حذا بالسلطة البعثية, أن تشدد الرقابة, على أسرة آل الحكيم كافة, دون تمييز بين العالم منهم, والأكاديمي ومن هم في سن الشباب والأطفال؛ بالإضافة للتضييق قام الصداميون المجرمون, باعتقال الكثير من تلك الأسرة النجيبة, وتعدم منهم أكثر من ستين شهيداً.
بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران, ازداد إرهاب البعث, بعد اعتقال السيد محمد باقر الحكيم, وسجنه ثلاث سنوات, شعر أن النظام الدكتاتوري قد عقد أمره؛ في القضاء التام على آل الحكيم, ما دعاه ومن معه للهجرة خارج العراق؛ ليحط الرحال في جمهورية إيران الإسلامية, حيث استقبلهم, قادة الثورة بكل حفاوة وتقدير, ويمارس دوره السياسي بالجهاد من الخارج, فترأس تنظيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية, وكانت خطاباته ذات تأثير بالغ الأهمية, في الآلاف من المريدين المهاجرين, إضافة لكثيرٍ من الأسرى, العراقيين, على أثر حرب الطاغية صدام, على الجمهورية الإسلامية في إيران.
كان قدس سره الشريف قائداً إسلامياً, ذا رؤية إسلامية تقدمية, وقد شكلت حركته الإسلامية, المعارضة لنظام البعث الصدامي, الخطر الكبير فكان هدفه الأسمى, خلاص العراق من الحكم الدكتاتوري, الذي مارس شتى أساليب الاضطهاد, ضد الشعب العراقي فملأ السجون, وبالغ في القضاء على معارضيه, فعمد لدفنهم في مقابر جماعية, ولا فرق عند زبانيته, بين شيخ كبير أو شاب يافع, كما لم تسلم النساء والأطفال, من أعماله الإجرامية, لقد فاقت جرائمه بحدتها, جرائم كل طغاة عصره.
لقد جَسَّدَ شهيد المحراب بوضوح, فِكرَهُ في مفهوم الحاكمية الدينية، بصياغة عصرية تلائم, متطلبات الحياة السياسية، فكان من بين المفكرين القلائل, الذين استطاعوا أن يجسدوا افكارهم, على أرض الواقع، فلم تكن آرائه حبيسة الكتب التي اهتم بتأليفها، بل سعى إلى أن تجد آرائه طريقا الى التطبيق ومؤثرة حتى على بعض التنظيمات السياسية على الساحة, لقد ملك السيد الشهيد شروط القيادة, من الفقاهة والكفاءة والتصدي, كما هو في الفقاهة والعدالة, واتخاذ القرار المستقل.
بعد احتلال العراق, وقبل استكمال خطوات تكوين الحكومة, وركائزها الأمنية, ظهرت جماعات متطرفة, متخذة هدفاً معلناً لكسب شرعية لأعمالها, وهو إخراج المحتل, كوسيلة للسيطرة على البلاد, أما الهدف الحقيقي فكان, لإثارة الفوضى, وعدم السماح للأغلبية تكوين دولة, فلا دولة دون أمن, بوادر حربٍ أهلية يقودها تنظيم القاعدة, أبرز التنظيمات الارهابية, إضافة لخلايا من الأجهزة القمعية لحزب البعث, الذي كان له الباع الطويل, بالتنسيق مع كل من لم يعجبه, ما حصل وما سينتج من حكم ديموقراطي.
يوم الجمعة المصادف 29/ 8/2003, حضر السيد الحكيم لإقامة صلاة الجمعة, في الصحن العلوي الشريف, وسط تجمع شعبي كبير, كما في كل ظهيرة جمعه, منذ عودته الى العراق, وما أن انتهى مودعاً الجماهير, وقرب عجلته كان ما أعدته, الأيادي الآثمة من آلة الإجرام, ليرتحل شهيد المحراب, بانفجار كبير هز العراق بأكمله, لتقف عملية إنقاذ العراق.
بيان تأبيني مؤثر أصدرته المرجعية العليا, مما جاء فيه" لقد امتدت الأيادي الآثمة مرة أخرى, لترتكب جريمة مخزية, استهدفت في جوار الروضة العلوية المقدسة, سماحة آية الله السيد محمد باقر الحكيم؛ طاب ثراه, حيث أدى حادث التفجير المروّع إلى استشهاده"



#سلام_محمد_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهاد بين الهجرة والعودة
- مقال/ وأوفوا بالعهد
- مقال/ الثابتون على الحق حتى الشهادة
- مقال/ ألعمل يُديم الأمل
- دورة إعادة الثقة
- مقال/ نصيحة أم رضوخ للمقاطعة ؟
- مقال/ مَنْعُ الشعبِ حَقَّهُ عُقوق
- مقال/ عَزيمةٌ بإرادةٍ وحِكمه
- مقال/ قضية غزة ليست للمتاجرة
- مقال/ إنتخباتنا المحلية.. مؤيدوها ومعارضوها
- ممارسات انتخابية قذرة
- قطار مجالس المحافظات ينتظر الانطلاق
- مقال/ شرف التنافس السياسي
- مقال/ الصِراع بين التقديم والتهديم
- الفساد وهروب الفاسدين
- مقال/ الهزات السياسية وارتداداتها
- صوت في زحمة الصراخ
- مقال/ عزيمة بناء دولة
- مقال/ ألحكم عمل وليس شعارات
- مقال/ حكومة توافق الأغلبية


المزيد.....




- 4 دول عربية تؤكد استعدادها لدعم الحكومة السورية الجديدة
- بايدن يندّد بالهجوم الصاروخي -الشائن- على أوكرانيا
- مصر.. -الوطنية للإعلام- تحظر استضافة العرّافين والمنجمين
- إندونيسيا تحيي الذكرى الـ 20 لكارثة تسونامي
- عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على غزة
- موزمبيق.. فرار أكثر من 1500 سجين ومقتل العشرات في اشتباكات م ...
- دعوات لتقديم الحوار الوطني في الجزائر
- موسكو.. بنية مواصلات داخلية متينة
- مصر.. قرار من الهيئة الوطنية للإعلام حول استضافة العرافين وا ...
- ترامب: بنما تسرق الولايات المتحدة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سلام محمد العبودي - رحيل شهيد المحراب.. ألم وخلود