|
تقترب الأشياء رغم ابتعادها
رياض رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 8201 - 2024 / 12 / 24 - 09:59
المحور:
قضايا ثقافية
الألحان تصنع تاريخا، أو التاريخ يصنع ألحانا. رياض رمزي عنوان لمحاضرة ليست لأحد فكرة عنها ولم يسمع بها أحد لأنها غير موجودة إلا في مخططات صديقي علي رفيق أبا فينوس. طلب علي أن لا ينصرم العام المقبل دون الحصول على مكسبه كاملا مني. حفظا للجميل قررت البدء من الآن وفاء له ولمساهمته في رفد الثقافة العراقية من خلال المقهى الثقافي الذي لا يحتاج لكلمة ثناء مني فهو مركز تثقيفي يحضر إليه الكثير من المثقفين. أفضل ما أفعله أن لا أتوانى عن تكريم المقهى. لم يترك لي العزيز أبا فينوس غير خيار البدء من الآن تحضيرا للندوة المقبلة. أعمل عليها بنفاذ صبر وسعادة. المقطع التالي جزء من تحضيرات للندوة باشرت من فوري في الكتابة كي لا يمد شحٌ لسانه في قلمي فأتوقف. النص أفكار متفرقة لم أفطن لمصدرها الآن ولكنها طفت طليقة في عقلي فكتبتها مثل طرق يُسمع لا أعرف إن كنت سأفتح الباب ليدخل في المحاضرة أم لا؟. من يستدرجني للكتابة ويكسب معي هو من يضعني في موقف رفع المنديل الأبيض، ما يجعل النص يكسب على الدوام. جهدت أن أكتب متفاديا الشرح أو الإطناب المرذول وكل ما يثقل على القارئ، أي جعل القراءة تسلية، وليست كلاما غير مفهوم كصوت يصدر من أنف مزكوم، أي الغموض الشبيه بمن يدّعي أنه حصيفٌ محنّك ويدّعي أنه يخبئ ذهبا تحت ظلام دغل كثيف. لا أدّعي أن ما أكتبه ينتمي لفصيلة المراجِع. ما أقوله هنا قراءات من ثلاث لغات: اثنتان أقرأهما بمساعد القاموس، الثالثة وهي الأولى أرتديها مثل معطف الشامواه المكلّلة ياقته بفرو السمور الروسي الأكثر جودة من كل أنواع الفراء.
لم أتمكن من استدراج أي عنوان وجعله أساسا لمحاضرتي. كل عنوان يعلن حضوره ويلقي يالأخر جانبا حتى أنا لم أستطع أن أعلن حضوري . لماذا؟ ربما كثرة الاقتراحات بعثت في سرورا، ليس لأن الأفكار أشبه بخيول غير مروّضة، لكن هدوئها يفوق حدود التصديق، أو لأن مجيئها إلى الورقة كان على شكل أفكار تتنحى في آخر لحظة، ثم تنسحب مبتسمة ابتسامة من ليس بوسعه فعل شيء، ليس انسحاب من يبدو عليه عدم الرضا أو لأنها لم تكن مستعدة بما فيها الكفاية لعرض وجهة نظرها، ولكن من كتبها كانت تفضيلاته تتلخص أن الكاتب لم يجمع رأيه جيدا كي يدخل عناوين تنتظر عن مدخل بوابة عقله، لأنه لم يكن يحوز على سلّم لوضع علامات للترقية. القراءات المتفرقة لم تمنح عقله جلاء كبيرا. تنوع القراءات خلق فيه هوى صرح علنا عن أهواء وليست قناعات. كان تصرفه مع الأفكار يشبه حارس حفل يُدخل المتفرجين المزدحمين كما تقتضي نزعات مزاجه. عدة عناوين. رقم واحد.: تأثير تاريخ ونكبات البلاد على أفراد ابتلوا بمعاناة خلقت فيهم نوعا متميزا من شجن. ثانيا: لأن هذه المجموعة كانت تحلم، ولم تحصل آمالها على تفريج لأنها لقيت اهتماما محدودا من رعاتهم. ثالثا: تراكم فيهم شجن لم يتمكنوا من تصريفه إلا عن طريق مزيد من الشجن، فلم تطرق ذاكرتهم أغنية أو لحن إلا لتزيدهم غما فلم يقدروا على تجاوز تلك الحالة مثل شخص ينتظر شروق شمس لكن مزاجه يكون رهنا بجدار من غيم تكفهر به السماء. رابعا:كثرة من طقوس دينية من ذا الذي يستطيع إيقافها؟. خامسا: من كثرة جمال وهيبة مناحات الطقوس باتت ضرورية مثل تحلية بعد طعام ثقيل. سادسا: باتت ألحان الطقوس ولغتها عنصرا مكونا لبنية الشعب. سابعا: لم يستطع الباحث - إن استحق لقب هذه التسمية- الالتزام بمعايير وقار البحث الأكاديمي. ثامنا: حاول الكاتب التغلب على نقص لم يحسبه على الوجه الصحيح وهو أنه غير مختص وليس لديه تكوين موسيقي، ما جعله يزعم أن قراءاته ستجعل القارئ يقدّر حالته بشكل منصف وأنه قد استعد للكتابة بما فيها الكفاية. تاسعا: ما سيكتبه ربما سيجعل عمله يتخلّص من شبهة الهواية فهو ليس من النوع الذي ينصرف للشعر، على سبيل المثال، عندما يصل مرحلة الشيخوخة. عاشرا: هو مثل فلاح استأجر أواخر عمره قطعة أرض قال أنه سيزرعها ورودا ستزهر وستبعث المسرة في نفوس الناظرين. أخيرا هو لا يطلب تقريظا. كل ما قام به أنه عاش لفترة طويلة تربو على ثلاثة عقود قرب حوانيت لبيع كتب مستعملة، يذهب كل صباح إلى أحد المخازن القريبة يشتري كتابا ثمنه عشرين وحدة نقدية بسعر مخفّض لا يتجاوز الورقتين أم ثلاث. حياته تشبه شجرة اصطفت على طريق تسامقت على جانبه بفعل عزلتها وتحمّلها لوحشة المطر والريح. بسبب تلك القراءات هو يحاول جمع المتباعدات وفق مبدأ تقترب الأشياء رغم ابتعادها، وهو كتاب مخطوط حاول أن يجمع فيه فيزياء الكم مع السهروردي المقتول وكاندينسكي وضيوف شرف آخرين مستلهما ما قاله نيتشه" لست مستعدا لإنفاق أيامي بدون ثمن". من يقرأ النصوص التي تجمعت لديه من قراءات متعددة خاصة مخطوطتة التي تستلهم قول ابن خلدون" تقترب الأشياء رغم ابتعادها" سيجد أنه ليس بحاجة لا لتقريظ ولا لقدح، لكنه يؤمن بقول إزرا باوند" رجلٌ سيئ الحظ لكن أسمه سيأتي".
#رياض_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دمشق جبهة المجد
-
الاشراقي الأعظم السيد حفيد السادة
-
رسائل شهيرة لقادة مسلمين
-
مغضلة تسطيح العلاقة بين العرب وإيرا
-
مع المحمدين
-
مع المحمدين
-
دعنا نغني وراء شعبان عبد الرحيم
-
إلى وائل الدحدوح
-
لم يهتم بأمرهم أحد الجزء السابع
-
لم يهتم بأمرهم أحد الجزء السادس
-
لم يهتم بأمرهم أحد الجزء الخامس
-
لم يهتم بأمرهما أحد الجزء الرابع
-
لم يهتم بأمرهما أحد الدزء الثالث
-
لم يهتم بأمرها أحد الجزء الثاني
-
لم يهتم بأمرهما أحد
-
يوم أُصبت بالحمى
-
حول الحرب بين روسيا وأوكانيا
-
مقتل الشاعر
-
النخب الإسلامية
-
ضحك كالبكا الجزء الثاني
المزيد.....
-
مصدر لـCNN: نتنياهو يعتزم حضور حفل تنصيب ترامب
-
وفاة 3 أطفال فلسطينيين في غزة تجمدا مع حلول الشتاء
-
محمد صلاح: مشهد جدلي متكرر حول صورة شجرة عيد الميلاد السنوية
...
-
قتلى خلال اشتباكات مع -قوات النظام السابق- في طرطوس بسوريا
-
4 دول عربية تؤكد استعدادها لدعم الحكومة السورية الجديدة
-
بايدن يندّد بالهجوم الصاروخي -الشائن- على أوكرانيا
-
مصر.. -الوطنية للإعلام- تحظر استضافة العرّافين والمنجمين
-
إندونيسيا تحيي الذكرى الـ 20 لكارثة تسونامي
-
عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على غزة
-
موزمبيق.. فرار أكثر من 1500 سجين ومقتل العشرات في اشتباكات م
...
المزيد.....
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أنغام الربيع Spring Melodies
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|