أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل تؤمن جماعة العدل والإحسان بحقوق الإنسان حتى تحتمي بها؟














المزيد.....


هل تؤمن جماعة العدل والإحسان بحقوق الإنسان حتى تحتمي بها؟


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 16:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تخوض جماعة العدل والإحسان حملة مسعورة وممنهجة، بتنسيق مع حزب النهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ضد الدولة المغربية ومؤسساتها الدستورية باسم حقوق الإنسان. فالجماعة تقود مسيرات ومظاهرات في كثير من المدن المغربية تحت ذريعة التضامن مع الفلسطينيين واللبنانيين، غايتها إرباك الحكومة والضغط على الدولة بهدف تعطيل مصالح المواطنين؛ إذ كانت تروم تعطيل الأنشطة التجارية للأسواق الممتازة التي تتهمها بدعم إسرائيل لولا اليقظة الأمنية كمقدمة لترهيب المستثمرين؛ ومن ثم ضرب الاقتصاد الوطني وخلق حالة من اللاستقرار والاحتقان.
الاستغلال السياسوي للحرب على غزة.
منذ اندلاع أحداث غزة والجماعة تجعل منها نشاطها المركزي، تعبئة ودعاية وإعلاما وتحريضا على الاحتجاج والتظاهر. وليس الأمر حبا في غزة ولا دعما لها، وإنما يدخل ضمن إستراتيجية رسمتها قيادة الجماعة بتوجيه من إيران التي تكلفت بتكوين وتدريب عناصر الجماعة على كيفية استعمال المعدات والآلات الالكترونية الخاصة بالتصوير، التي زودتهم بها بهدف استغلالها في الحملات ضد الحكومة والدولة على مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الذي دفع رئيس الحكومة الأسبق بنكيران، سنة 2012 إلى القول بأن "جماعة العدل والإحسان تلعب بالنار". فليس غريبا، إذن، الكم الهائل من الصور والفيديوهات والتدوينات التي تملأ مواقع الجماعة وصفحات قيادييها حول المظاهرات والمسيرات، حتى إن الجماعة أقرت بأن "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" التابعة لها، نظمت المظاهرات للجمعة 63 منذ أحداث 7 أكتوبر. ولم تقتصر المظاهرات على مدينة واحدة، بل شملت 115 مدينة دون أن تتدخل السلطات الأمنية لمنع أو قمع المتظاهرين. إلا أن الجماعة تصر على لعب دور الضحية باتهام الدولة والسلطات الأمنية بقمع المتظاهرين والتضييق على حرية التعبير والتظاهر.
إن ما يجمع حزب النهج والجمعية المغربية لحقوق الإنسان مع جماعة العدل والإحسان هو العداء للنظام وللدولة المغربية ومؤسساتها الدستورية. لهذا لا تخفى أهدافهم المعادية للمصالح العليا للوطن من وراء المطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل، ومنع الرئيس الفرنسي من زيارة المغرب، وكذا الاحتجاج أمام التمثيليات القنصلية الفرنسية والأمريكية. وما يثبت معاداتهم لمصلحة الوطن، إحجامهم عن التظاهر تنديدا بالهجمات الإرهابية لعصابات البوليساريو التي تستهدف ساكنة المناطق الصحراوية المسترجعة، أو إصدار بيانات استنكار وإدانة لموقف الجزائر وإيران داخل هيئة الأمم المتحدة من قضية وحدتنا الترابية. وكيف لمن يناصر أطروحة البوليساريو أن يندد بهجماتها الإرهابية؟
من يرفض شمولية حقوق الإنسان لا يحق له الاحتماء بها.
إن أدبيات الجماعة وممارساتها تكشف زيف شعار حقوق الإنسان الذي ترفعه في المظاهرات وتواجه به الدولة حينما تلجأ إلى تطبيق القانون. فالجماعة لا تؤمن بالمساواة في الحقوق ولا بحرية الاختلاف، أو حرية الاعتقاد، أو حرية التعبير. كل شعاراتها التسويقية تنهار أمام أدبياتها، خاصة تلك التي تحدد طبيعة مشروعها السياسي الذي لا مكان فيه للديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان: (مشروعنا أيها الأعزاء أن تدخلوا الميدان على شرطنا.. ندعوكم أن تدخلوا معنا الميدان على شرطنا وهو شرط الإسلام. هذه هي الوسيلة الوحيدة للتفاهم) (ص 531 العدل). فغاية الجماعة إقامة دولة الخلافة وتحكيم شرع الله (نحن نطلب الإسلام لا الديمقراطية). ولا مجال، في دولة الجماعة الموهومة، لممارسة حق الاختلاف أو النقد أو المعارضة. ومن ثم، لا تؤمن الجماعة بالمساواة في الحقوق والواجبات، لأنها تعتبر أن (القانون المسوّي تسوية ديمقراطية في الحقوق والواجبات لا يمكن أن يكون إلا لاييكيا بمعنى لا دينيا) (ص 113 الشورى والديمقراطية). فمن تتحالف معهم اليوم ضد الدولة والنظام، عليهم أن يعلموا أنهم لن ينعموا بالديمقراطية وحقوق الإنسان في ظل "دولة القرآن" التي تنشدها الجماعة، ولا بحرية الاعتقاد والاختلاف (اللقاء مع الفضلاء الديمقراطيين يوم يسلّمون أن الدين ما هو أيام الزينة والصلاة في التلفزيون يتظاهر به من يعلم الله ما في قلوبهم. يوم يعلَمون ويتعاملون مع أبناء الدعوة على أساس أن الدين ليس مجرد شعائر تعبدية، وإنما هو حكم بما أنزل الله)( ص 5 حوار مع الفضلاء.). جماعة كل رصيدها الوعيد والتهديد لمن يخالفونها أو يرفضون الانصياع لأحكامها: (دعوتنا إلى ميثاق إسلامي يستظل بحقه كل التائبين من هذه الأحزاب مهما كان بالأمس اقترافها ما لم تكن رائدة الفسوق والعصيان والكذب على الله وعلى الناس) (ص 571 العدل). ذلك أن الأساس المذهبي والإيديولوجي الذي قامت عليه الجماعة، لا يسمح بحرية الاعتقاد (وما الدينُ قضية شخصية يتسامح بصددها المسلم مع الكافر، والتائب مع المرتد) (ص 141 الشورى والديمقراطية). لهذا تشرّع الجماعة تطبيق حد الردة، وهو القتل، في حق من تعتبرهم مرتدين (فالردة لها أحكامها في الشريعة. تُعِدُّ الدول بنودا في دساتيرها وقوانينها لتعاقب بأقسى العقوبات من تثبت عليه الخيانة العظمى. ويَعُدُّ الإسلام أكبر الخيانات أن يرتد المسلم والمسلمة بعد إسلام.. فمتى نقَض المرتد إسلامه فقد نقض ولاءَه للأمة.
ليس كلّ ما يلمع ذهبا.
إن من مظاهر النفاق السياسي لدى الجماعة، ادعاء أعضائها، عبر الخطاب الموجه للخارج، نبذهم للعنف وقبولهم بالديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان. فهم يدركون جيدا أن محاوِريهم وحلفاءهم غير مطّلعين على أدبيات الجماعة أو متفحّصين لها؛ وفي نفس الوقت يستغلون عداءهم للنظام ورغبتهم في الانقلاب عليه. لهذا، على حلفاء الجماعة من اليساريين الجذريين أن يستحضروا تجربة حزب تودة الإيراني وانخداعه بشعارات ووعود الخميني؛ مما انتهى بقياداته وأطره إلى المشانق في الساحات العمومية بعد اتهامهم بالكفر والتآمر.



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقاحة عزيز غالي.
- هل يتعظ القومجيون؟
- بوعلام صنصال يفضح سماسرة حقوق الإنسان.
- النضال الارتزاقي.
- الصحافة لا تضمن الحصانة.
- أما آن لملف الصحراء أن يُغلق؟
- فرنسا: من التردد والضبابية إلى الوضوح والاعتراف.
- إلى جماعة العدل والإحسان: المتاجرة بمآسي غزة لم تعد مربحة.
- لا منزلة بين الوطنية والعمالة.
- خالد مشعل في جلباب بن لادن.
- عام على طوفان الأقصى: التكلفة والمآل.
- مسؤولية أوروبا في التصدي لجذور الهجرة غير النظامية.
- أبعاد مؤامرة التحريض على -الحريـﯕ.
- خلفيات الانقلاب المذهبي للفقيه الريسوني.
- الفقيه الريسوني من إدانة جرائم إيران إلى الإشادة بها.
- من صفة الريسونيَيْن اللؤم ونكران الجميل.
- العداء الجزائري مقابل الانتصار الدبلوماسي المغربي.
- عنتريات سماسرة حقوق الإنسان تُفسد فرص العفو الملكي.
- الجزائر صانعة الإرهاب والانفصال والعداء.
- جماعة العدل والإحسان ولُولُوش فوق الهَدْروش.


المزيد.....




- شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة طيور الجنة toyor a ...
- الطائفة العلوية بعد سقوط الأسد
- حدثها الآن.. قنوات الأطفال 2025 واستقبل كل الأغاني والمنوعات ...
- كلمة القائد العام لحرس الثورة الاسلامية في المؤتمر الثاني لل ...
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- أجدد تردد .. تردد قناة طيور الجنة الجديد لعام 2025 على الناي ...
- بابا الفاتيكان يدين وحشية غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي
- زعيم حركة طالبان يأمر بشن حملة صارمة على الاتجار بالبشر
- المرشد الأعلى الإيراني يتوقع ظهور مقاومة جديدة في سوريا
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد أن الغرب يخلق الفوضى في سوريا.. ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - هل تؤمن جماعة العدل والإحسان بحقوق الإنسان حتى تحتمي بها؟