رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 09:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حمامة ... ونسر
دعونا نؤجل لبعض الحين، الحديث عن ابداع الجواهري وعبقريته التي يعرفها، ويعترف بها الجميع على ما نظن، وبعض الظن اثم كما هو معروف ... ونستعيض عن ذلك بوقفات وخلاصات عن بعض مبادئه وشعائره في الحياة، ومن خلال شعره أساساً.
وباختصار شديد يمكن القول أن ذلك الظاهرة التي شغلت القرن العشرين، شعراً وابداعاً على الأقل، لم يكن ليناقض في الواقع، وبشكل عام، ما سجله بنفسه في العديد من قصائده، وفي مختلف المراحل والفترات...
كان لمن يعرفه حقاً، وعن قرب، "حراً يحاسب نفسه أن تنثني، كيما يروح لمن سواه محاسبا"... وكان لديه حقاً "كفاف حمامة"، ولكنه نسر إذ يستثار... "يهتاجه ذبح النعاج" ولكنه "صلّ فلا" حين يتطلب الأمر... وحسب طبيعة الحدث، وأهمية الموقف.
وهو – لا غيره – أيضاً صاحب المتناقضات جميعها. ذو "أمر رجراج لا جنفاً ولا صددا"... "لا يقوى مصامدة، ولكنه يعشق من صمدا...".
والغرابة في الجواهري "طبع" لا فرار منه، فهو "ولوع بالعجيب وبالغريب". يغريه "حب الحياة بحب الموت"... كما يجمع، وفي آن واحد، "فرط الشجاعة في فرط من الجبن"، في هذه الحالة أو تلك..
وهو ذاته، فوق ما تقدم، وربما بعده، وقبله، من يصف نفسه بنفسه، موجزاً ومعبراً: "خير الشفاعة لي بأني كاشف حر الضمير، وقائل هذا أنا" لا شيء لديه ليسلبه "الأرذلون" سوى "نعيم الهجير" "ونفح الرمال وبذخ العرا" ... إلى جانب ما لن يستطيعوا سلبه مثل: "خوف الشجاع وطيش الحليم وموت الردى"...
ترى هل أوفينا ؟ كلا بالتأكيد، غير انها، وكما أسلفنا، ليست سوى بعض خلاصات وحسب.
www.jawahiri.com
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟