أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي بن يونس بن حديد - مع تصاعد آلامهم وأوجاعهم.. كيف ينظر المسلمون إلى فكرة المهدي المنتظر؟














المزيد.....


مع تصاعد آلامهم وأوجاعهم.. كيف ينظر المسلمون إلى فكرة المهدي المنتظر؟


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 8199 - 2024 / 12 / 22 - 15:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ما تحدثت الشيعة وأهل السنة عن الإمام الغائب أو المهدي المنتظر الذي سيأتي ويخلّص الإنسانية من الظلم والجور والبطش الذي يمارسه الإنسان في حق أخيه الإنسان وينشر العدل والمساواة بين الناس ويُحقّ الحقّ ولو كره الكافرون، وكثيرا ما كانت هذه المذاهب ترسّخ هذه العقيدة في مريديها باعتبارها المكوّن الأساس للتعبير عن التميز العقائدي في خريطة الإسلام العامة، وقد شكلت هذه المنظومة مفاجأة حقيقية للمذاهب منذ قديم الزمان، حيث أثبتها أهل السنة والجماعة ونفاها المذهب الإباضي وغيرهم من العلماء والفقهاء والمجتهدين بل إن بعضهم اعتبرها من الخرافات والأوهام التي لا أساس لها من الصحة نقلا وعقلا، فكيف يبقى الناس يرزحون تحت الظلم والجور والبطش إلى أن يأتي الخلاص من هذا الذي يسمّى المهدي الذي لا تدل أوصافه على أنه سيأتي، بل إن المؤشرات والدّلالات تبين أن ذلك لن يحدث أبدا حتى ولو تبدّل الزمان والمكان.
فكرة المهدي المنتظر التي ظهرت مع ظهور الدولة الأموية حسب المؤرخين، فكرة لها أصولها وهي ترتبط بعقيدة صنع الخطط لإفشال المسلمين بعد أن تمكنوا من السيطرة على العالم وإهانة الفرس والروم وجميع القوى الكبرى والحضارات العظمى في ذلك الوقت ولفتت الأنظار إليها شرقا وغربا، فكيف برجل عربي أمّيّ جاء من الصحراء أن يقلب الأوضاع عليهم ويدعوهم إلى عبادة رب واحد مُنهيا جميعا أساطيرهم وميتافيزيقياتهم وإقصائها من المشهد المعتاد، ليتبنى العالم نظرية الإسلام القائمة على عبادة الواحد القهّار، وفرض عقيدة التوحيد عبر وسائل السِّلم والسّلام إلا من أبى ورفض وجحد ونكر واعتدى فإن نصيبه من القتال آتٍ لا محالة عبر فتوحات وفيوضات من الرحيم الرحمن.
فلما رأت القوى العظمى زحف المسلمين نحوهم، وأدركوا الخطر الداهم لإزالة حكمهم، بدأوا يحيكون المكائد لإيقاف هذا الوافد الجديد، وعندما فشلوا في التصدي له عبر المعارك بالسيف والرمح والنبال، بدأ يفكرون في طرق ووسائل أخرى أكثر نجاعة تدمّر المسلمين من الداخل وتفرّقهم أحزابا وشِيَعا وفِرقا متناثرة فيتسلل الضعف إلى جسد الأمة الواحدة وتنهار بسرعة البرق ويخفت صوتها ويذهب بريقها وريحها، ورغم تحذير المولى عز وجل المسلمين من هذا الأمر صراحة في كثير من الآيات وأمره بالتنبّه لمكائد الأعداء وتربّصاتهم إلا أنهم وقعوا في الفخ وركنوا إلى هذه الدّعوات وأساليبها الماكرة، يقول الله تبارك وتعالى: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين" فلا صبروا ولا تحمّلوا بل تنازعوا وفشلوا في الإبقاء على هذه القوة التي فتكت بأعدائهم يوما وجعلتهم أعزّاء وأقوياء، رحماء بينهم، أشدّاء على الكفّار والمنافقين والمشركين.
ولقد برع اليهود خاصة والمنافقين عامة في تشتيت الصفّ الإسلامي، عبر بثّ الدعوات والأخبار والعقائد غير الصحيحة لزرع الفتنة بين المذاهب والأفكار، وتغليب فريق على فريق عبر تكفير أحدهما الآخر والتمسك بالرأي الواحد، وإقصاء المخالف، فشهدت الساحة الإسلامية مجموعة من الأفكار لم تكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مطروحة لأن الناس في وقتها فاهمون ومنشغلون بالدعوة الإسلامية التي بلغت الآفاق، فمسائلُ مثل خلق القرآن والخلود في النار والشفاعة والصراط وعرش الرحمن ورؤية المولى سبحانه وتعالى في الدينا والآخرة أو في الآخرة فقط أو استحالتها لا في الدنيا ولا في الآخرة، وأخرى سياسية لها صلة وثيقة بالحكم لزعزعة الحكم الإسلامي المتماسك مثل هل يجوز الخروج على الحاكم الظالم؟ أو البقاء تحت حكمه ولو كان جائرا، أو يجوز في بعض الحالات دون الأخرى؟
كل هذه المسائل أوجدت بحوثا وأقوالا وتفاسير متعدّدة ومتباينة ومتناقضة أحيانا وصلت لحدّ تكفير فريق دون فريق، بل وصلت إلى حدّ قتال الفريق المعارض، وهذا ما حدث فعلا خلال القرون السابقة من التاريخ الإسلامي، فتمزقت الأمة الإسلامية وبرع الفريق الآخر في تشتيت شملها وكسر وحدتها وإضعاف قوتها.
ومن بين المسائل التي يقف المسلم عندها حيرانا، خاصة ونحن نعيش أجواءً من الألم الكبير في ظل ما يتعرض له المسلمون في كامل أصقاع الأرض من إبادات جماعية ينده لها الجبين، لكن المسلمين ينسون ما يتعرض لهم إخوانهم، ويكفي أن نتحدث عن آخرها في هذا الزمان، هل تتذكرون ما حدث في البوسنة والهرسك من إبادات؟ هل تتذكرون ما حدث لإخواننا في بورما من إبادات؟ هل تتذكرون ما حدث لإخواننا في الهند من إبادات؟ وهاهم إخواننا في غزة يبادون، والجامع بين هذه الإبادات أن من يحاربهم كفّار مشركون منافقون.
ومن بين الأفكار التي زرعوها في قلوب المسلمين وغرسوها، فكرة المهدي المنتظر الذي سيأتي وسيخلّص المسلمين من الظلم والجور والطغيان، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن لم يأت، والطغيان في ازدياد متواصل عبر قرون من الانهيار والخذلان والتكاسل، وتجميد فريضة الجهاد في سبيل الله، وفريضة الاجتهاد التي تسمح للمسلمين بتغيير آراء الفقهاء والعلماء حسب مقتضيات العصر والأحداث الجديدة، فهل سنظل نحن المسلمين حبيسي هذه الأفكار القديمة الرثّة، أم ينبغي تغاضي الطرف عنها وإبطال ما لا يصلح منها لأنه يتعارض مع العقيدة الصحيحة التي لا تسمح للركون والكسل وانتظار ما يسمى المهدي المنتظر.
ويبدو أن هذه العقيدة أقرب إلى العقيدة اليهودية، غرسها اليهود عبر أفكارهم المسمومة في جسد الأمة الإسلامية، يُراد منها إبطال فريضة الجهاد وبث الفرقة في صفوف المسلمين، وقد برعوا في ذلك إلى حدّ بعيد جدا، فأضحت الأمة كالشاة الضائعة التائهة في صحراء قاحلة يأكل منها الذئاب كلٌّ حسب حصته، حتى إذا نحُلت أو ضعُفت، هلكت واندثرت وصارت عظامًا رميمًا، وهذا فعلا ما يحدث.
فإذا كانت هذه العقيدة صحيحة فلماذا لم يأت المهدي المنتظر، وماذا ينتظر؟ وإلى أي وقت سنبقى ننتظر؟ ألا يكفي ما فعله الصهاينة المجرمون لكي نتحرك وننفض عنا غبار الأوهام والخرافات والميتافيزيقيات من جديد، ونلبس لبوس الإسلام الصحيح؟



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام يدعو أتباعه إلى التأسّي بالنور المحمّدي في مواجهة دع ...
- جائزة الصداقة الإسرائيلية.. طُعم مسموم
- الشعبوية تنهار أمام أزمة كورونا وترامب ينتقد منظمة الصحة الع ...
- الصحراء الغربية... القضية المغيّبة في المغرب
- حقوق الطفل بين شرع الله وتجاوز البشر
- أما لا تقلقي فالراحم الله...الطب الخاص في تونس يتاجر بالبشر ...
- لجنة الحريات في تونس تعبث بالأحكام الشرعية
- الرجل قوي ولكن المرأة أقوى
- آن الأوان لتحرير القدس يا أبطال الأمة
- اغتيال الحريري في الرياض
- الصهاينة يسقطون مع وعد بلفور المشؤوم
- رعب سبتمبر في أمريكا
- الاستعمار الجديد للمنطقة بدأت فصوله تتضح
- المرأة التونسية بين السياسي المنفلت والديني المنغلق
- المرأة في بؤر الصراع
- فلسفة الجمال في الإسلام
- عقدة الوجود عند الإنسان
- من يحارب من؟
- القدس الشريف الشمعة التي لا تنطفئ
- من دبر الانقلاب في تركيا؟


المزيد.....




- الشرطة الألمانية تنفي أن تكون دوافع هجوم ماغديبورغ إسلامية
- البابا فرانسيس يدين مجددا قسوة الغارات الإسرائيلية على قطاع ...
- نزل تردد قناة طيور الجنة الان على النايل سات والعرب سات بجود ...
- آية الله السيستاني يرفض الإفتاء بحل -الحشد الشعبي- في العراق ...
- بالفيديو.. تظاهرة حاشدة أمام مقر السراي الحكومي في بيروت تطا ...
- مغردون يعلقون على التوجهات المعادية للإسلام لمنفذ هجوم ماغدب ...
- سوريا.. إحترام حقوق الأقليات الدينية ما بين الوعود والواقع
- بابا الفاتيكان: الغارات الإسرائيلية على غزة ليست حربا بل وحش ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- وفاة زعيم تنظيم الإخوان الدولي يوسف ندا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فوزي بن يونس بن حديد - مع تصاعد آلامهم وأوجاعهم.. كيف ينظر المسلمون إلى فكرة المهدي المنتظر؟