عقيدة الربوبيين والداروينيين 1

عبدالله محمد الفلالي

الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 21:50
المحور: قضايا ثقافية
    

عقيدة الربوبيين
في البدء كان الله ثم أوجد المادة الأولى. وعلى رأي أرسطو وأبوبكر الرازي فإن المادة والزمان والمكان أشياء أزلية ثم أوجد الصانع الكون العظيم، ولا يخالف داروين في هذا فهو يقر بوجود إرادة ذكية، لولاها لما وجد تفسير للكثير من الظواهر الطبيعية، ولما تمكن من حل ثغرات كبيرة وجدت في نظريته.
الانفجار العظيم
قبل ثلاثة عشر مليار وخمسمائة مليون سنة حدث انفجار عظيم، نشأ على إثره الكون من حالة عظيمة الصغر وعظيمة الكثافة وعظيمة الحرارة، تسمى حالة انفرادية عند اللحظة صفر، وقد استمر الكون بعدها في التمدد وشهد انخفاضا في درجة الحرارة، ليصل إلى النظام الشمسي قبل أربعة مليارات وخمسمائة مليون سنة، والذي نشأ بانفصال بعض الكواكب عن الشمس، وبدأ التشكل الفعلي للمجرات والنجوم وما عرف بكوكب الأرض، وهذا ما يسمى بالفتق عند الإسلاميين، "أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30)[الأنبياء]
الأكوان المتعددة
وحدث بعد هذا الانفجار نشوء النواة الأولى للمجموعة الشمسية، والتي ستزداد بانفصال زهرة وعطارد والقمر عن الشمس، لتتشكل المجموعة الشمسية المعروفة لدينا، وتسبح في فضاء لا نهائي من المجرات والكواكب، تشكلت نواته الأولى من الغاز السديمي، وهو الدخان المشار إليه في الآية الكريمة "وفقا لمقالات الإسلاميين" {ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)} [فصلت]
المادة المظلمة
ثم تشكلت المادة المظلمة وهي: مادة عجيبة لا تتفاعل كهرومغناطيسيا، تربط بين المجرات بشكل متجانس وغريب وتشكل نسبة تقدر ب 95% من المادة الكونية.
الأرض
ثم بدأ الشكل الفعلي لكوكب الأرض يظهر رويدا رويدا، وقد استمر ملايين السنين قبل أن تكون الأرض صالحة للحياة، وفي مسار تكونها الجيولوجي مرت بعدة مراحل وخضعت لعدة تغييرات مناخية كبرى.
الحياة
ثم تشكلت النواة الأولى للحياة بظهور كائن وحيد الخلية "البكتيريا -الأميبا" الذي تطور مع الزمن ليصبح كائنا ثنائي الخلية، ثم كائنا متعدد الخلايا، لتظهر الفقاريات وأضخمها الديناصورات، بعد حدوث الانفجار الكامبري قبل 525 مليون سنة، وتستعمر كوكب الأرض ملايين السنين، قبل أن تنقرض نهاية العصر الطباشيري بفعل نيازك وتغيرات مناخية كبرى، جسدت قانون البقاء للأصلح واستمرت الكائنات التي تطورت لديها آليات "الانتخاب الطبيعي" وقانون البقاء لتظهر في شكل كائنات جديدة، فالفرخة والطيور نشأت بفعل التطور الذي حصل لدى بعض الديناصورات الطائرة، كالديناصور الطائر تيليريكس.
الدواب
كانت الأرض آنذاك لازالت فتية وقادرة على إنجاب كائنات جديدة، وهكذا نشأت معظم الكائنات الحية وتطورت لديها آلية الانتخاب الطبيعي لتشكل كائنات جديدة، فالحيتان الكبيرة لما خرجت إلى اليابسة نمت لديها القوائم والأرجل لتتكيف مع البيئة الجديدة، وهكذا نشأت الدببة والسينوريات والثدييات بأشكالها، وكل هذه الأنواع تتشابه في الحامض النووي والخريطة الوراثية.
الإنسان
وهو من آخر الكائنات الحية ظهورا، وقد تطور من سلف مشترك يربطه بالقرود، وقد أكدت على هذا معظم الدراسات العصرية للأحافير والمستحاثات البشرية، وقد تطور على مدى ملايين السنين من القرد إلى إنسان انياندرتال مرورا بعدة أشكال أخرى "الحلقات المفقودة" حتى استقر على شكله الحالي "الهومو سابينز" قبل أربعين ألف سنة.
وقد حاول بعض المتخرصين الربط بين التطور الحاصل في شكل الإنسان منذ الخليقة والآية الكريمة: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)} [العنكبوت]. بالزعم أن ذلك لا يمكن إلا بدراسة المستحاثات والبحث الأحفوري، وهو استنتاج يصطدم بنصوص دينية أخرى، فقصة الخلق مختلفة تماما عند المتدينين، وتبدأ بآدم وحواء.
النسل
ثم استطاع الإنسان وسائر الكائنات الحية المحافظة على أجناسهم بالتناسل؛ وهو عملية فيزيولوجية يتم خلالها نقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الأبناء ويحفظ بها النوع من الانقراض، لأن الأرض لم تعد قادرة على إنجاب كائنات جديدة، وبهذا استمر التطور وحفظت الحياة على الكوكب.
التطور الحضاري
يرى عالم الأنثربولوجيا تايلور أن الإنسان الأول كان يعيش حياة مشابهة لحياة أسلافه القرود، ومن ثم نشأ لديه فكرة تعدد الآلهة، ومع التطور الحاصل في شكله وفكره توصل لفكرة إنشاء المذابح والمعابد، التي كانت النواة الأولى لظهور الأديان التوحيدية، ومن ثم بدأ مسيرته الحضارية الأولى.
وهذا التطور مر عبر مراحل تاريخية عديدة، بدءا من العصر الحجري القديم، وصولا للتاريخ المسجل.

#عبدالله_محمد_الفلالي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات