أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فهد المضحكي - أكاديمي صيني: بريكس لا ينبغي أن تكون منظمة مواجهة.. بل خيارًا بديلاً















المزيد.....


أكاديمي صيني: بريكس لا ينبغي أن تكون منظمة مواجهة.. بل خيارًا بديلاً


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 11:09
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إنّ وجود منظمة بريكس ونموها وعدد الراغبين بالانتساب إليها هو بحد ذاته إشارة إلى أن النظام العالمي الجديد ينضج بسرعة كبيرة. لكن بريكس، مثل غيرها من المنظمات المحورية التي تسعى للإسهام في استبدال القديم، لديها مؤسسات يجب أن تبنيها، وعقوبات وتحديات يجب أن تتجاوزها، وذلك بأكملة ضمن ديناميكية معقدة، لا يمكن التنبؤ بها، ولكن يمكن مواكبتها من حيث التحليل والمتابعة.

جاء ذلك في حديث لمدير المكتب الاقتصادي الروسي بمعهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية شو بولينغ، ترجمة اوديت الحسين، وجاء أيضًا، إن دول بريكس يجب أن تتمكن من تخطي العقوبات الثانوية «التي تفرض على الكيانات والأشخاص الذين يتعاملون مع الكيانات والأشخاص المفروض عقوبات أصيلة».

إن توقعات الخبراء بشأن الاقتصاد في بريكس، مقارنة بتقييمهم للوضع الأمني، يبدو أكثر تفاؤلاً. إنهم متشائمون نسبيًا فيما يتعلق ببناء هيكل أمني جديد والحفاظ على السلام والنظام القائمين. إنّ المواجهة بين الدول الكبرى واختيار الدول الصغيرة للجانبين تجعل من الملحّ بشكل خاص إنشاء نظام أمن اقتصادي، وأمني جديد عندما يتم تجاوز العديد من الخطوط الحمراء.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يذكر أنه على الرغم من أن التعاون بين دول بريكس لا يزال يواجه العديد من الصعوبات، إلا أن كل المتحدثين من الخبراء طرحوا اقتراحات أو خططًا لتحقيق التعاون والتنمية. ويعتقد أن المنطق المشترك للأمن الاقتصادي هو أنه في حالة صراع، فإن خطر المواجهة بين القوى الكبرى والدول الصغيرة مرتفع للغاية. ومع ذلك، عند إنشاء نظام للتعاون، وخاصة نظام جديد خارج نظام الدولار،قد تتمكن الدول الصغيرة من كلا الجانبين.

إن أهم ما جاء في حديثه أن مجموعة بريكس لا ينبغي أن تكون منظمة مواجهة، بل خيارًا بديلاً. إن مدى قدرة هذا الخيار البديل على توفير فرص التنمية للدول النامية، وخاصة دول الجنوب العالمي، سيحدد عمق واتساع تعاون بريكس، فضلاً عن إمكانية النجاح وعملية التنمية.

يهدف التعاون ضمن إطار مجموعة بريكس إلى بناء نظام بديل قد لا يكون فعالاً في البداية. لأن الناس عاشوا داخل النظام الحالي لفترة طويلة، فإن تغيير النظام فجأة يمكن أن يخلق تحديات. وبرأيه، يتطلب تخطي هذه التحديات دعم مفهوم مشترك مفاده أن الدولة يجب أن تقدّم الدعم من الأعلى إلى الأسفل، حتى يصبح من الممكن تعويض تكاليف الشركات المشاركة في التعاون وتقليل المخاطر عندما تكون الكفاءة منخفضة.

تَتبع جميع الحلول التي يقترحها الخبراء المنطق من السهل إلى الصعب، ومن الملموس إلى التفصيلي. وفي تقديره، لا ينبغي من بريكس أن تتعجل وتسعى إلى تسوية العملة المشتركة القابلة للاستبدال بالكامل منذ البداية، لأنّ آليات الترجيح والتسعير للعملة المشتركة معقدة للغاية. وكما قال بروفسور العلاقات الدولية في جامعة تسنغهوا، تانغ شياو تانغ، تحقيق المصالح قصيرة المدى أولاً، وجذب المشاركة من جميع البلدان، وعلى هذا الأساس، تعزيز تطوير التعاون المتبادل وأنظمة التسوية.

وأما عن العقوبات الثانوية التي قد تكون أسوأ من المباشرة، فإنه يرى أن تعاون الجنوب العالمي من خلال بريكس هو في الواقع ثورة، وإنّ بريكس هي في الواقع منصة ثورية تهدف إلى حل التهديدات الحالية بالعقوبات المباشرة والعقوبات الثانوية على فرص التنمية. وبالنسبة للصين وروسيا، لا تمثل العقوبات المباشرة مشكلة، إلا أن نظام العقوبات الثانوية الذي أنشأته الولايات المتحدة، بناءً على شبكة سيطرتها، يشكل شبكة تحرِم الدول النامية من مزاياها. ولذلك، فإن معظم البيانات العامة حول مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني والروسي والتغيرات الحالية فيه غير دقيقة.

وهو يتحدث عن المستوى الثنائي الجيد للتعاون الاقتصادي الصيني الروسي، أشار إلى أن هذا التعاون قبل عام 2022، كان تقوده الحكومة بشكل أساسي، حيث تنفّذ الشركات الكبيرة وتتبعها الشركات الصغيرة، وهذا نموذج تجاري يقوده الأمن. وبعد عام 2022، اغتم رواد الأعمال من القطاع الخاص الفرصة وشاركوا بنشاط في التجارة، فحوّلوا التجارة الصينية الروسية من تجارة واحدة يقودها الأمن إلى تجارة مزدوجة يقودها الأمن والسوق. ويعدّ هذا المحرك ذو العجلتين مصدر النمو السريع في حجم التجارة الصينية الروسية في الأعوام 2022 و2023، وحتى 2024.

الواقع أن احتياجات التعاون الصيني الروسي وسبل حل المشاكل الداخلية أصبحت صعبة على المستوى الثنائي، ولابد من التحرك نحو التعددية. هذا ما أوضحه بولينغ وهو يتحدث عن التحديات الداخلية والخارجية وشروط التعاون التي تواجهها الصين وروسيا التي يعتبرها حادة نسبيًا. وفيما يتعلق بالظروف الخارجية للتعاون، فإن المنافسة الحالية بين الصين والولايات المتحدة هي في الواقع معركة حاسمة. تقوم الولايات المتحدة بتأخير وتقييد التنمية في الصين من خلال «إثارة المشاكل» في جميع أنحاء الصين.

تعمل الصين على تعزيز إعادة العولمة من خلال الانفتاح والاتحاد مع الدول الأخرى ردًا على الضغوط الأمريكية. إلا أن النظام العالمي الحالي يعيش حالة من الفوضى، تشبه ما عاشه في الفترة الانتقالية بين ما بعد ألحرب الباردة وتشكيل نظام جديد. كما أشار رئيسا روسيا والصين في مباحثاتهما العام الماضي، فإن التغيير الجاري هو على مستوى كبير بحيث لم يحدث مثله منذ قرن من الزمان، ونحن بحاجة إلى تعزيز تنميته بشكل مشترك. والأمر الأكثر أهمية هو أنه على الرغم من أن هيمنة الولايات المتحدة تضعف، إلا أنه لا يمكننا أن نتوقع انهيارًها السريع، لتمتّعها بالمرونة. تشهد الصين نموًا، وتعود روسيا إلى مسارها باعتبارها قوة عظمى، ولكنّنا لا نستطيع أن نتنبأ بتفاصيل ما سيحدث سياسيًا في المستقبل.

تواجه روسيا والصين في الواقع بعض التحديات الداخلية، وكلاهما بحاجة إلى بيئة تنموية سليمة للتعامل مع المشاكل الداخلية. لا يزال الصراع بين روسيا وأوكرانيا قائمًا، ولاتزال روسيا في النفق ولم تر النور بعد وسوف تصبح العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والغرب أكثر صرامة، ما يفرض تحديات خطيرة على تعزيز النمو الاقتصادي.

تواجه الصين أيضًا العديد من التحديات الآن، وقد أدى عدم اليقين الاقتصادي المحلّي إلى انخفاض الاستثمار الخاص. على الرغم من زيادة إجمالي الاستثمار في الصين بنسبة %3.6 في الفترة من يناير إلى يوليو، زادت الصادرات بنسبة %7. إلا أنّ الناس ورجال الأعمال يشعرون عمومًا أنه من الصعب كسب المال، وتوقعاتهم للمستقبل ضعيفة نسبيًا. تحوّل العديد من رجال الأعمال الجنوبيين إلى السوق الروسية عندما انخفضت الصادرات إلى الغرب. سجلت صادرات فوشان «القريبة من هونغ كونغ» نموًا سلبيًا بنسبة %24䀴 في النصف الأول من هذا العام.

تمر الصين بفترة حساسة من إعادة الهيكلة الاقتصادية وحل المشكلات. ورغم أننا نواجه مشكلة ضعف التوقعات، فإن التحدي الرئيسي يكمن في أنّ المنافسة بين الصين والولايات المتحدة تمر بفترة حرجة. كيف يمكن حلّ هذه المشكلة؟ للإجابة على هذا السؤال، يوفر التعاون بين الصين وروسيا الظروف الملائمة لتنمية كل منهما. وفي العامين الماضيين، استخدمت روسيا التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الروسي لتحقيق النمو، كما حصل بعض رجال الأعمال الصينيين على عوائد سخية من خلال تطوير السوق الروسية. لكن هذا التعاون الثاني يواجه الآن مشاكل يصعب حلها على المستوى الثنائي.

يتعين علينا أن نلاحظ أن الصين وروسيا لديهما أولويات مختلفة، ولكنهما تشتركان في الأهداف في العديد من الجوانب. إنهما تشتركان في هدف معارضة الهيمنة الأمريكية، وتعزيز التعددية القطبية العالمية، وتشكيل آلية تعاون لدول الجنوب العالمي. ضمن هذه الآلية، يجب منع تأثير العقوبات الثانوية على الميّالين لمنصّات العالم متعدد الأطراف، وإلّا فلن نتمكن من حلّ مشكلة تسوية التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الروسي مع البلدان النامية الأخرى. ولذلك، أعتقد أنّ أفضل طريقة لحلّ هذه المشكلة هي الانتقال من علاقة ثنائية إلى متعددة الأطراف، وتشجيع التغييرات في النظام العالمي، وتشكيل بيئة دوليّة مفيدة لكلينا.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤرخ والأديب أحمد أمين.. من رواد التنوير الإسلامي
- فوز ترامب.. انتصار للشعبوية الأمريكية
- وداعًا النقابي محمد المرباطي
- سيد درويش... رائد الأغنية الوطنية
- مأزق المشروع الحضاري العربي
- العرب والفكر النقدي
- قيم قابلة للتبديل بحسب الحاجة
- المنهج النقدي عند محمد مندور
- لماذا لا تزال أوروبا تدور في الفلك الأمريكي؟
- الكتابة والحرية
- هل تراجعت الهيمنة الأمريكية؟
- يوسف سلامة.. فيلسوف العقل والتغيير
- كتاب «وجهة نظر»
- الدولة العميقة في الولايات المتحدة
- المفكّر برهان غليون وحديث عن الطائفية
- الدولة الفلسطينية والانقسام الأوروبي
- الأنانية تقتل الليبرالية
- المفكر الكبير لويس عوض
- الصراع الروسي الأمريكي أكبر من أوكرانيا
- حديث عن تغييب العقل وغياب الوعي


المزيد.....




- شاهد مراسل CNN يؤدّي طقوسًا قديمة عند شلال في اليابان
- فوضى ترامب تجعله يتراجع عن وعده الانتخابي
- الحوثيون يستهدفون منطقة في تل أبيب، ومفاوضات وقف الحرب في غز ...
- إصابات في إسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخي حوثي
- ارتفاع حصيلة ضحايا عملية الدهس في مدينة ماغديبورغ الألمانية ...
- الجيش الإسرائيلي تمركز على أنقاض حاجز للجيش اللبناني عند مدخ ...
- تركيا.. فقدان شخصين جراء انهيار ثلجي بمنتجع للتزلج
- أول تعليق من -حماس- بعد استهداف -الحوثيين- تل أبيب
- الجيش الإسرائيلي يعتقل شخصين في جنوب سوريا
- هنغاريا: لا يمكن إرسال قوات لحفظ السلام إلى أوكرانيا قبل وقف ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فهد المضحكي - أكاديمي صيني: بريكس لا ينبغي أن تكون منظمة مواجهة.. بل خيارًا بديلاً