أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سفيان بوزيد - أزمة خطيرة تهددّ وجود منظمتنا العتيدة : الاتحاد العام التونسي للشغل : الجذور، الأسباب، الحلول














المزيد.....


أزمة خطيرة تهددّ وجود منظمتنا العتيدة : الاتحاد العام التونسي للشغل : الجذور، الأسباب، الحلول


سفيان بوزيد
طالب باحث في علوم الاعلامية اختصاص هندسة المعلومات و البرمجيات

(Soufiene Bouzid)


الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 02:55
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


من المهمّ تناول موضوع التطورات المتصاعدة الجارية حاليا داخل المركزية النقابية الاتحاد العام التونسي للشغل و خاصّة منهم المنضوين تحت لواءه عن طريق تشكيلاته خاصة النقابات الأساسيّة ، إضطررت تماما لكتابة هذه الشذرات إيمانا منّي بأن المناضل العضوي دائما ما يكون ملتحما بجماهير الطبقة العاملة ، و توضيحا لبعض المسائل أمام ما نشهده من جزر للعمل النقابي و انحساره و غيبوبته
و أمام خطورة الأوضاع الداخليّة داخل الإتحاد العام التونسي للشغل، و خاصّة أنّ النظام السياسي القائم الغارق في الشعبويّة بترسانته القانونية و البوليسيّة يسعى بصفة محمومة للقضاء على المنظمات المهنية و الحزبية و النقابية منها الاتحاد العام التونسي للشغل، رغم تغنّي الرئيس في كثير من الأحيان بوطنيّة العمل النقابي، من المهمّ الإشارة إلى أنّ الأزمة التي يعيشها الاتحاد العام التونسي للشغل هي أزمة غير مسبوقة، بإعتبار أن المنظمة الشغيلة كانت تغوض معركة الإستقلالية عن السلطة و محاربة تدجينها و ربطها بدوائر حزب الحاكم آنذاك و ليس وجودها كمثل اليوم الذي أضحى جليّا ان سلطة قيس سعيد ناصبة رماحها لتفكيك الإتحاد و ذلك لسببين على الأقل : أولا النظام القاعدي الذي تراه السلطة بديلا عن الاجسام الوسيطة و هو تحليلها لبنية المجتمع و تطوره و ما تفرزه من بنى فوقية، و ثانيا هو أنّ تونس موقعة بكما إتفاقيّة أغرقت البلاد في الديون و ارتبطت هيكليا بمقررات للهيئات المالية الدولية على غرار اتفاقية الاليكا، اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الاوروبي، اتفاقيات مع هيئات التنمية الدولية على غرار وكالة التعاون الالماني التي اضحى تدخلها في شركتنا سافرا و بل انها اضحت تضع ايظا قوانين و معايير تقنية في الكهرباء، شروط صندوق النقد و البنك الدوليين... و حتى تكون السلطة في طريق لا ينغص مسلكه أحد: فلا بدّ من الانتهاء من الاتحاد !
فالإتحاد العام التونسي للشغل في أزمته الخانقة و الخطيرة اليوم، لم يعد يدافع ، كما أسلفنا الذكر، عن استقلاليته، او في مستوى تمثيلته في الشركات او المؤسسات، او في التفاوض الاجتماعي بل لا الاتحاد اضحى جليّا للعيان أنهّ مهددّ بانقسامه على شاكلة ما حصل في الثمانينات إثر طرد سبعة أعضاء من المكتب التنفيذي وظهور “الاتحاد الوطني” (UNTT) و دلالة ذلك هو القيادة الحالية انقسمت الى شقين : فريق عشرة و فريق خمس (مكونّا من الاخوة : أنور بن قدور،منعم عميرة و الطاهر البرباري و صلاح الدين السالمي وعثمان الجلولي)، و جرّوا بذلك المكتب التنفيذي و الاتحادا الجهوية و الهياكل القطاعية (جامعات و نقابات عامة)، و الخطير أنّ كافة المؤشرات تؤّشر الى انقسام الاتحاد بمباركة من السلطة و من ارباب العمل و من الرجعيات الاسلامية و الاحزاب الليبرالية حيث انهم اضحوا يغذون الخلافات الداخلية لاضعافه و الهائه بمشاكله، عوض التصدي لميزانية التفقير و حشد الطاقات للتصدي لمشاريع الخوصصة و تحقيق الدعم و الزيادة في الاجور.
نشر الرفيق بالمكتب التنفيذي للاتحاد أنور بن قدور -عضو المكتب التنفيذي الوطني- رسالة للرأي العام النقابي و الوطني
مشيرا الى الملفات و القضايا الحارقة تقتضي حتما انعقاد الهيئة الادارية الوطنية او مؤتمرا استثنائيا في الربع الاول من سنة 2025 عوضا عن فيفري 2027 و لم تلبث ان ردت المعارضة النقابية داخل الاتحاد على انور بن قدور و اعلنت عن رفضها لدعوة المؤتمر الاستثنائي و اعتبرت انه لا يمكن الثقة في من مارس الانقلاب على المنظمة سابقا و دعت الى رحيل كامل المكتب التنفيذي الحالي و اسقاط كل المقررات و القوانين التي ادت للانقلاب على ديمقراطية المنظمة
في خضم ذلك، يعاني أغلب الشغالين من التفقير الممنهج في ظل الغلاء الفاحش للاسعار، و ندرة بعضها، مع غياب الأمان الإجتماعي و الصحيّ، هذا في ظرف تتفاقم فيه البطالة و اشكال التشغيل الهشّ (منها وضعية زميلتنا عاملة النظافة مثلا)، و ارتفاع نسبة الفائدة على قروض الاستهلاك الخ...
ان المشكلات التي تعصف بالاتحاد ليست خلافات فردية او سياسية بل هي مشكلات هيكلية اساسا دلت عليها غياب الانسجام داخل القيادة النقابية (و قد فسر بن قدور في رسالته تحايل قيادة نور الدين الطبوبي في المجلس الوطني المنعقد في سبتمبر 2024: القرارات المتسرعة وغير الموزونة في استعجال رفع أشغال المجلس الوطني والإقدام على التصويت دون توفر النصاب القانوني والمرور بقوة كان نتيجة تقديرات خاطئة للتطورات التي ستنجم عن ذلك) و عدم وجود رؤية واضحة للتعامل مع السلطة تكتيكيا و استراتيجيا و التلاعب بالقانون الداخلي من خلال تعديل الفصل 20.
إن الاتحاد اليوم وأكثر من أي وقت مضى في حاجة إلى خيارات وسياسات جديدة تقوم على استقلاليته حيال السلطة والقوى الرجعية وعلى التسيير الديمقراطي صلبه وعلى الكفاحية في الدفاع على مطالب الشغالين المادية والمعنوية. وهو اليوم في حاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى إلى قيادة جديدة تتبنى هذه الأرضية وتكرسها في عملها لأن الفريق الحالي فقد كل أهلية للقيام بذلك عبر إصلاحات داخلية: إنهاء الصراعات واحترام النظام الداخلي، بما في ذلك معالجة مسألة الفصل 20 و تحديد دوره الوطني: تحديد موقف واضح من السلطة والعودة إلى دوره كمدافع عن القضايا الديمقراطية والاجتماعية.
سفيان بوزيد - جبنيانة 20 /12 /2024



#سفيان_بوزيد (هاشتاغ)       Soufiene_Bouzid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس - مهرجان التراث بجبنيانة تحت شعار -تراثنا ... رؤية تتطو ...
- من تونس ، تذكير لألمانيا بقتلها اليهود في غرف الغاز
- لأجل مدرسة عمومية متطورة بديلة ، لأجل حقوق الجيل الحالي
- حزب التحرير المتخلف يهدد بصفة جادّة مدنيّة الدولة التونسية
- في المبيت الجامعي ، أنا و قصص الطلبة العاشقين
- في قاعة تشريح الموتى ، قصّة
- تونس : ملخص الندوة الصحفية لهيئة الدفاع عن الشهيدين شكري بلع ...
- ديوان إلى حبيبة لن أسميّها
- رئيس الجمهورية يكذبّ بشدة عدم صحّة التسريبات حول قانون ميزان ...
- إلى السلطة الثورية الجديدة … أحلامنا لا تعرف حدودا
- الجيش التونسي يطلّ برأسه بجدية
- تونس : الشعب في مواجهة حكومة -الحرب ضد الوباء-
- تونس : منظومة الحكم العاجزة والفاسدة برمتها رهنت البلاد و شع ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل ، الخيمة التي تجمع الطبقة العامل ...
- اتحاد الشغل بجبنيانة يطالب باطلاق سراح الموقوفين و يحذّر من ...
- على خلفية الايقافات الاخيرة ، اتحاد الشغل بجبنيانة يطالب باط ...
- رئيس مركز شرطة يعتدي على مواطن لانّه مرّ باغنامه امام الولاي ...
- الحركة الشيوعيّة في تونس و المرأة
- شعر - إلى الطبيّب الشهيّد بدر الديّن العلوي
- لماذا تكرر تمردّ عمّال الشركة التونسية للكهرباء و الغاز على ...


المزيد.....




- موعد صرف رواتب المتقاعدين شهر يناير 2025 والسلم الجديد
- متقاعدو الأرجنتين يتظاهرون ضد تدابير التقشف التي فرضها الرئي ...
- احتجاجات عمالية غير مسبوقة: ستاربكس تواجه إضرابًا شاملًا قبل ...
- وزارة المالية العراقية توضح حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين في ...
- 100 ألف دينار زيـادة رواتب المتقاعدين في العراق شهر يناير !! ...
- وزير التجارة السوري: زيادة الرواتب 400% مع تحرير السوق ورفع ...
- زيادة رواتب التقاعد في العراق 2025 حقيقة ام خيال هيئة التقاع ...
- أعرف حالًا .. جدول صرف رواتب الموظفين هذا الشهر ديسمبر 2024 ...
- وزارة المالية العراقية تحسم الجدل حول.. حقيقة زيادة رواتب ال ...
- سارع بالتسجيل قبل الإغلاق.. رابط تجديد منحة البطالة الجزائر ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سفيان بوزيد - أزمة خطيرة تهددّ وجود منظمتنا العتيدة : الاتحاد العام التونسي للشغل : الجذور، الأسباب، الحلول