أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - راقي نجم الدين - سياحة المؤتمرات: وهمٌ أكاديمي أم فرصة للظهور؟














المزيد.....


سياحة المؤتمرات: وهمٌ أكاديمي أم فرصة للظهور؟


راقي نجم الدين
(Raqee S. Najmuldeen)


الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 20:12
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


تخيل أنك باحث طبي دُعوت لتقديم عرض في مؤتمر حول صحة العين في لندن. تصل إلى المؤتمر لتجد أن المشاركين الآخرين متخصصون في مجالات مختلفة تماماً، مثل طب الأسنان، الصيدلة، والقبالة. الجميع، الذين جاءوا من أنحاء العالم، توقعوا حضور مؤتمرات متعلقة بتخصصاتهم. لكن سرعان ما يتضح أن الأمور غير واضحة: لا أحد يعرف ما هو المؤتمر الذي يُعقد فعلياً، لماذا تم إلغاء بعض الجلسات، أو لماذا لا يوجد منظمو المؤتمر. تدريجياً، يتكشف الوعي لدى الجميع: الجميع تعرضوا للخداع.
هذا ليس سيناريو افتراضي. كما يوضح فريق وظائف "الطبيعة" (المجلة الدولية للعلوم) في تحقيق مكون من جزأين، فإن الباحثين يدفعون لمقدمي المؤتمرات التجارية مبالغ تعادل مئات أو حتى آلاف الدولارات لحضور ما يُعرف بـ "المؤتمرات المفترسة". المؤسسات والجهات الممولة لا تبدو على دراية بحجم هذه الظاهرة. ولكن ينبغي عليهم أن يدركوا ذلك، وبسرعة.
المؤتمرات الأكاديمية تُعد إحدى الوسائل الرئيسة لتطوير مسيرة الباحثين المهنية. أفضل الأحداث تحتوي على محتوى مُنسق بعناية تم مراجعته من قبل لجان مختصة. تُدار الجلسات بشكل احترافي، ويتم تخصيص وقت كافٍ للمناقشات. وهناك فرص كبيرة للتواصل والتشبيك، وحتى جودة الطعام في هذه المؤتمرات لا تُهمل.
في المقابل، تهدف "المؤتمرات المفترسة" إلى جمع المال من الباحثين دون تقديم مردود علمي فعلي. كثيراً ما تنشأ هذه المؤتمرات بسبب نقص المساحات المتاحة في المؤتمرات المرموقة، ولأن الباحثين في بداية مسيرتهم المهنية يشعرون بضرورة حضور مؤتمرات دولية لتعزيز ظهورهم الأكاديمي. هنا تتدخل شركات غير نزيهة لملء هذا الفراغ، مستغلة حاجة هؤلاء الباحثين.
ولكن وراء انتشار هذه الظاهرة تقف تجارة تُعرف بـ "سياحة المؤتمرات"، حيث يسعى بعض الباحثين أو الأطباء للظهور الاجتماعي والمهني دون تقديم أو تلقي أي جديد. تجد الباحثين يتهافتون لحضور هذه المؤتمرات فقط لأخذ صورة أمام شعار المؤتمر أو أثناء إلقاء محاضرة مكررة قد لا تحتوي على أي قيمة علمية حقيقية. هذه الظاهرة أصبحت ملاذاً للبعض ممن يسعون فقط لإضافة سطر إلى سيرتهم الذاتية أو نشر بعض الصور على الفيسبوك التي تُظهرهم كمتحدثين في مؤتمرات عالمية، رغم أن المحتوى قد يكون بلا فائدة تذكر.
مراسلنا حضر مؤتمرات عدة في لندن بين مارس ويوليو، وفي بعضها كان المحتوى الأكاديمي والتنظيم أقل من المتوقع. في حالات أخرى، كانت المؤتمرات أفضل تنظيماً، لكنها تضمنت عروضاً لم تخضع للمراجعة العلمية الدقيقة. غالباً ما يقع الباحثون الناشئون، وخاصةً أولئك الذين لا يتحدثون الإنجليزية كلغة أولى، ضحية لهذه المؤتمرات.
إذًا، ما الحل؟ فيما يلي خمس اقتراحات للتدخل:
1. زيادة الوعي بين الباحثين والمؤسسات: الشراكة بين الأكاديميات الدولية، وهي شبكة عالمية مقرها في إيطاليا وواشنطن، تحاول تتبع ومحاربة هذه المؤتمرات المفترسة. ومع ذلك، لا يزال حجم المشكلة والخسائر المالية غير واضح تماماً.
2. نصح الباحثين الناشئين: يجب على الباحثين المتمرسين تقديم النصح لزملائهم الناشئين حول المؤتمرات التي تستحق الحضور بالفعل. يستهدف منظمو المؤتمرات المفترسة الباحثين الكبار أيضاً بعروض مغرية لإلقاء كلمات رئيسية، ما يجذب الباحثين الناشئين. يجب الحذر من هذه العروض المشبوهة.
3. نشر معلومات حول ممارسات المؤتمرات الجيدة: ينبغي على المجتمعات البحثية نشر معلومات بانتظام حول ممارسات المؤتمرات المثلى، مثل ضرورة المراجعة العلمية الدقيقة، وتقديم روابط لمنظمات موثوقة.
4. زيادة وعي سلطات حماية المستهلك: تحتاج سلطات حماية المستهلك إلى وعي أكبر بظاهرة المؤتمرات المفترسة. هناك قوانين في العديد من الدول لحماية حقوق المستهلكين، ويجب تفعيلها في هذا السياق.
5. الحد من الدوافع لوجود المؤتمرات المفترسة: يتعين على المجتمع البحثي العمل على تلبية احتياجات الباحثين الناشئين بشكل أفضل، مما يقلل من حاجتهم لحضور أي مؤتمر فقط للظهور.
المؤتمرات المفترسة ليست فقط مضيعة للوقت والمال، بل تشكل خطراً على الثقة العامة في البحث العلمي إذا تُركت تنتشر. يجب على الباحثين والجهات الممولة التعاون لوضع حد لهذه الظاهرة السلبية التي تُعززها تجارة "سياحة المؤتمرات".

تُرجم المقال بتصرف عن المجلة الدولية للعلوم، 1 أغسطس، 2024. عنوان المقال باللغة الإنجليزية:
What is it like to attend a predatory conference?



#راقي_نجم_الدين (هاشتاغ)       Raqee_S._Najmuldeen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاغة الاختصار
- سباق الضفادع: عندما يصبح الجشع رياضة وطنية
- التطور المفاهيمي لتعليم التصميم
- أصداء الابتكار: صراع وجهات النظر
- التسلسل الهرمي للمهن: تأملات في شذوذ الإدراك البشري
- دور ركوب الدراجات في الاقتصاد والبيئة ونظريات المؤامرة وسط ا ...
- فضح النفاق: سيكولوجية انتقاد الآخرين وتجاهل عيوبنا
- إعلانات التوظيف الأكاديمي: هل تفتقر الجامعات العربية إلى الش ...
- سباق التسلح الأكاديمي: مستوعب سكوباس وتصنيف الجامعات
- التصميم الجرافيكي ليس اتصالاً بصرياً
- سحر المؤثرات البصرية
- البلاغة البصرية والتصميم الجرافيكي
- صُنع في التصميم: تبادل الادوار بين الوظيفية والجمالية
- نتائج البحوث في حياتنا
- غلاف الكتاب يتحدث
- الجمال والوظيفة: تحليل مؤسسي
- النقد التصميمي وتدريسه
- الواقعية السحرية: منطقية اللامنطقي
- الفرق بين الفن والتصميم
- الغيرة المهنية: هزيمة الحاسد النذل


المزيد.....




- إسرائيل تتوغل في قرى سوريّة وتقر بإطلاق النار على المحتجين
- أي مستقبل للعلاقات بين المغرب ودول كونفدرالية الساحل؟
- الآلاف يحتشدون بمهرجان -النصر- في السويداء بعد انهيار حكم ال ...
- حريق هائل يلتهم مستودعًا في تايوان ويودي بحياة تسعة أشخاص
- اتصال بين ولي العهد السعودي والعاهل المغربي
- مسؤولة ألمانية تكشف جنسية السائق منفذ عملية الدهس في ماغدبور ...
- ستارمر يعرب عن تضامنه مع الشعب الألماني بعد الهجوم الإرهابي ...
- السعودية تصدر بيانا بعد حادث الدهس المروع في ألمانيا
- ماسك: ألمانيا وأوروبا مهددتان بخطر -الانقراض-
- مصر.. الأزهر الشريف يصدر بيانا بشأن حادث الدهس في أحد أسواق ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - راقي نجم الدين - سياحة المؤتمرات: وهمٌ أكاديمي أم فرصة للظهور؟