|
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (145)
نورالدين علاك الاسفي
الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 18:53
المحور:
القضية الفلسطينية
7 - سيوف النهاية التامة. 24 * "ما في الأذهان" سيطابق "ما في الأعيان" مادام "جاء في المظان".
”إننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، لا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال.” آرى شفيت- هآرتس.
سلوك نتنياهو؛ من لحاظ خرجاته الإعلامية؛ يختصر ؛بشكل متقدم في شخصه ؛ وضع صهيوني مستوطن؛ لم يحسم بعد في هويته و انتمائه للكيان المسخ. و من واقع مناوراته السياسية؛ المهرج لا يني يراوح الانتقال على إيقاع؛ يراقص بندول التماهي مع هويته المدخولة؛ بين الفرار بجلد؛ يتفقد مواطنة معلقة؛ حال دونها نزول العوق بساحته جراء فرط الطوفان الذي هزه؛ و ما يعدمه في ذاته من قناعة تدفع باستقلالية القرار؛ إلا ماسكا بقشة العشم؛ تنازعه في حقيقة هويته المضروبة؛ الموصولة بخدمات يقدمها كتابع؛ و يرعاها كوكيل للمركز الامبريالي. و بين • الفرار بجلده بإعمال الرقابة الذاتية بإفراط؛ • و إعمال معول الهد في رقابة المؤسسات المدخولة بتفريط؛ تحصر ازدواجية الهوية النازلة بساحة المستوطن الصهيوني؛ المصابً إلى حد الوسواس القهري باضطراب الإحلال المأزوم. و هذا ما نراه ماثلا في ضافي جرعة فقدان قدرته على التمييز؛ فيزيد تنكيلا بالأبرياء و التهجير و الإبادة الجماعية؛ و من وطأة تلكم الازدواجية القاهرة غدا غير شاعر؛ و المعمورة عليه شاهدة؛ بفداحة ما يأتيه؛ و إن كانت فيها نهايته. و كم كانت كتائب القسام صادقة لما نشرت شريطا بعنوان: "حلم نتنياهو الكبير أن يموتوا جميعاً". سنتعداه مع التقدير؛ فليس الأمر بالأسرى على وجه الحصر بالتعيين؛ و لكن بقصد يتجاوز جمع المستوطنين على الإجمال بالتفصيل. و قد اختصر البهلوان شاخصا في حاله " أنا الكيان و الكيان أنا". المهرج الصفيق يدرك بأن أمن الكيان بات عاريا؛ و لا يستدعي مزيد مغامرة؛ فكل التقارير تفيد أن ردع الكيان ولى بلا رجعة، و كل ما يقوم به عراب السيوف المتشظية يعلقه إلى حين؛ عساه يبقي ائتلافا؛ يحفظ له حماية بماء وجه محتقن رعبا و مفعم ضيقا إلى أن يبتعد أكثر عن بؤرة العوق؛ الذي طاله الهوس منه؛ فقد هد الانتصار الشامل؛ و لاحت حقيقته؛ اندحار كامل. • لا هوية • و لا وطنية • و لا استقلالية؛ إنه الثالوث القار للانهزامية للصهيونية؛ و عبثا يدفعونه و حوله يتدافعون؛ و عنه يدافعون؛ و هو منهم بعد الانفاس؛ و من حياتهم واقع؛ ليس له من حتم الاندحار رافع؛ و لا عن زواله نازع. فمن وطأة الثالوث القاهرة؛ الصهيوني لا يني يجعل من ذاته المتشظية علامة تجارية مسجلة؛ لا تقع تحت تصنيف؛ بل و الأدهى خارج التباري، بفائض استعلاء شوفيني عابر "للأغيار"، حقيقته تنهض دليلا بمحطات تمجها أمم حرة و تعيبها إنسانية صادقة الفطرة؛ و الصهيوني ما برح يجتهد يجد في تكرارها؛ علها توقفه على جديد؛ يتماشى و روح ما تشربه من البصائر التلمودية. و من التجليات؛ ففي مقابلة لفيلم وثائقي(1)، أنتجته وبثته قناة Arte ، بعنوان "إسرائيل: المتطرفون في السلطة"، أقر بتسلئيل سموتريتش؛ صاحب "خطة الحسم"، بأن هدف الإسرائيليين يتمثل بإقامة "دولة يهودية". و أن خطة قيام "إسرائيل الكبرى" يجب أن تحدث، شيئاً فشيئاً، ويقول: "مكتوب أن مستقبل أورشليم هو التوسع"، فخطة اليمين الإسرائيلي هي التمدد؛ الذي يستجيب للاعتقاد السائد بين المستوطنين، بمفاد أن توسعهم وتوحشهم والقيام بالأعمال الإجرامية العنيفة هي "أوامر إلهية". فجماعات اليمين المتطرف ترى اعتداءها على الفلسطينيين والسيطرة على أراضيهم بمنزلة "مهمة إلهية لاستعادة الأرض المقدَّسة، التي وعد بها الرب". وفي " الفداء المقدس"؛ وثائقي آخر، بذات العنوان اللافت؛ يكشف أن الاستيطان هو "جزء من الفداء" عند المتطرفين، و إلى أي مدى يتم استخدام النصوص الدينية من أجل الزعم أن "الفلسطينيين ليس لديهم حق شرعي في الأرض"، وأن التوسع، استيطانياً وسكانياً، يُعَدّ أمراً توراتياً. و هم على استعداد لمواجهة جنود كيانهم المسخ، إذا صدرت أوامر بتفكيك المستوطنات، غب حل سياسي مع الفلسطينيين. و بسعي الصهيوني الحثيث في تكريس و تعزيز سيطرة نزعة تتصور أن "ما في الأذهان" سيطابق مطابقة تامة "لما في الأعيان"(2) مادام "جاء في المظان"؛ و "النص" له بيان؛ و "السلطة" دانت له؛ و " الحقيقة " لم تعد تهمه في شيء، فليترك ترهاته تتنازعها " إرادة معرفة " لا تني واخذة " بإرادة الهيمنة " و لا ترعوي؛ إلى أن لاح في المنعطف فرط طوفان؛ خرق كل الحجب التي كانت تستر عورات الكيان.
----------- -1- - https://www.almayadeen.net/articles /اليمين-الإسرائيلي--مستقبل-أورشليم-التوسع-إلى-دمشق
-2- - كثير من العداء في مجال الفكر بصفة خاصة يرتد إلى "عدم الفهم" آو إلى عمليات "التباس"ناتجة عن سيطرة نزعة تتصور أن "ما في الأذهان" مطابق مطابقة تامة "لما في الأعيان" و تتزايد درجة "التباس" و ما تفضي إليه من "عدم الفهم"، و ما يترتب عليها من "عداء" و رفض ، حين يكون "ما في الأذهان" قديم راسخ، لأنه يكتسب من "القدم" صفة العراقة التي تضفي عليه مشروعية لا يجوز المساس بها أو الاقتراب منها، لأنها مشروعية مقدسة. كثير هي الأفكار التي يحدث لها ذلك في أذهان العامة، لذلك تكون مقاومتهم لها يناقض أفكارهم تلك، أو حتى يخالفها مخالفة جزئية، مقاومة عنيفة. نصر حامد أبو زيد. النص والسلطة والحقيقة - إرادة المعرفة وإرادة الهيمنة. المركز الثقافي العربي، بيروت- لبنان، الدار البيضاء- المغرب. ط 1. 1995.ص 67.
#نورالدين_علاك_الاسفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (144)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (143)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (142)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (141)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (140)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (139)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (138)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (137)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (136)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى. حتى لا ننسى (135)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى حتى لا ننسى (134)
-
حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (133)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (10)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (09)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (08)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (07)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (06)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (05)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (04)
-
الدولة العميقة (ديرين دولت) - الكسندر دوغين (03)
المزيد.....
-
هل يكترث الحوثيون بما يُخطَّط لهم بعد انهيار -محور المقاومة-
...
-
الحوثي يتحدث عن -المسار الذي يعمل عليه الإسرائيلي- في سوريا
...
-
بوتين: عن التحديات بصراحة وعن الفرص بأمل
-
بعد سقوط الأسد.. النمسا تعلق طلبات لجوء السوريين وتخطط لترحي
...
-
تتراوح بين 12 و16 مليار دولار... أين ثروة الأسد وعائلته وهل
...
-
أطفال في خضم حرب السودان.. الموت جوعا وتحت القصف
-
غوتيريش يرى -بصيص أمل- في سوريا ويرفض غارات إسرائيل
-
6 شهداء بالضفة والاحتلال يقتحم طولكم
-
بعد 14 شهرا على حرب غزة.. ماذا حققت المنظمات الحقوقية الفلسط
...
-
دير الزور تستعيد نبض الحياة وسط تحديات إعادة الإعمار
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|