|
متى يتخلص العرب من العصبية القومية ومن فرض تميزهم وتفوقهم على جميع المكونات القومية والدينية؟
احمد موكرياني
الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 18:11
المحور:
حقوق الانسان
القومية العربية كأيديولوجية ظهرت في بداية القرن العشرين مع سقوط السلطنة العثمانية المغولية، ونتيجة للغزو الأنجلو- فرنسي للمنطقة. ركزت هذه الأيديولوجية على تعزيز الهوية العربية وتخلت عن الهوية الإسلامية في مواجهة الاستعمار والهيمنة الأجنبية وتخلت عن فلسطين للصهاينة، ولكنها همَّشت القوميات والمكونات الأخرى داخل الدول التي سُميت بالعربية، مما أدى إلى توترات بين القوميات المختلفة أسهمَت في اندلاع حروب أهلية في العراق وسوريا والسودان، ما زالت آثارها مستمرة إلى يومنا هذا.
نشر العرب الإسلام في العراق والشام وشمال إفريقيا، واستخدموا اللغة العربية كلغة القرآن الكريم ولغة الدين الإسلامي. ومع ذلك، فإن الدول العربية اليوم، بلا استثناء، بعيدة كل البعد عن أن تكون دولًا إسلامية حقيقية. فهي إسلامية بالاسم فقط، بينما حكامها وسلوكياتهم أبعد ما تكون عن التعاليم الإسلامية كما وردت في القرآن الكريم. فعلى سبيل المثال، لم يتحرك حكام العرب، الذين يدعون أنهم مسلمون، لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة، على الرغم من حملة الإبادة التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الأطفال والنساء وتدمير البنية التحتية في غزة وفي الضفة الغربية. قال رسول الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ"، فهل اشتكى محمد بن سلمان، وحكام الخليج، وحكام مصر والجزائر والمغرب، وتداعوا بالسهر والحمى على إبادة أطفال غزة؟
على حكومات الدول العربية أن تحدد هويتها بوضوح ودون نفاق: هل هي دول عربية أم دول إسلامية؟ • فإذا كانت تُعرِّف نفسها كدول عربية، فيجب أن يقتصر هذا الوصف على دول الخليج واليمن. أما دول الشرق الأوسط الأخرى، فعليها أن تختار بين أن تكون دولًا إسلامية حقيقية أو دولًا مدنية تُقر بالمساواة بين جميع مكوناتها دون تفوق للعنصر العربي على بقية المواطنين والمستوطنين فيها.
وأما بالنسبة للدولة التركية المغولية، فهي كيان استعماري في الأناضول، ودستورها عنصري يميز العنصر التركي المغولي على حساب سكان الأناضول الأصليين، شأنها شأن الدولة الصهيونية في فلسطين. ينبغي على تركيا أن تتخلى عن اسمها الاستعماري "تركيا" وتبقي على اسم الأناضول، وتتبنى دستور لا تمنح التميز العنصري للمستعمر التركي المغولي على شعوب وطوائف في الأناضول، ويعيشون كمجتمع متساوٍ مع بقية القوميات الأصيلة في الأناضول. • إن الحكومة التركية الحالية تواصل قتل المسلمين (الشعب الكردي والعلويين) في تركيا والعراق وسوريا، وتُنكر حقوق الشعوب الأصيلة في الأناضول بما فيهم الأرمن، فأقامت قواعد العسكرية في كردستان العراق، كما أنها ارسلت مرتزقتها إلى سوريا لمحاربة الشعب الكردي في كردستان سوريا، والى ليبيا وغيرها من الدول العربية للمشاركة في الحروب الأهلية، في محاولة لاستعادة أمجاد السلطنة العثمانية المغولية التي استعمرت المنطقة.
لا ننسى الدولة الفارسية الطائفية المستعمرة للشعب الكردي والعربي والبلوشي والأذري في دولة إيران، فلا يَسمحْ من يلقب نفسه بقائد الثورة الإسلامية والولي الفقيه والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية، إقامة مسجد لأهل السنة في طهران بينما تجد عشرة معابد يهودية في طهران.
ان المكونات القومية والدينية في الدول العربية ويسمونهم أقليات تصغير وتحقير لوجودهم، يمثلون الثقافة والتاريخ المنطقة، فبدل الاستفادة من هذا التنوع القومي والديني والمذهبي، تتبنى الحكومات الحالية محاربتهم بتجريدهم من حقوق المواطنة المساوية للمستعمرين اللذين استوطنوا ديارهم من خلال غزواتهم وفتوحاتهم في المنطقة. المكونات القومية في البلدان العربية وتركيا وإيران: 1. الأكراد: ينتشرون في سوريا، تركيا، وإيران. 2. الأرمن: ينتشرون في أرمينيا وفي العرق وسوريا ولبنان. 3. الآشوريون/الكلدان: ينتشرون في العراق وسوريا. 4. الشركس: ينتشرون في الأردن وسوريا. 5. الأمازيغ: ينتشرون في المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، مصر. 6. الاقباط: الأقباط هم أحفاد المصريين القدماء الذين بنوا الحضارة الفرعونية ينتشرون في مصر. 7. النوبيون: يسكنون على طول نهر النيل في شمال السودان وجنوب مصر. 8. الزغاوة: ينتشرون في دارفور وتشاد. 9. الفور: يسكنون في غرب السودان (دارفور)، ولهم تاريخ طويل من الممالك. 10. البجا: يعيشون في شرق السودان (البحر الأحمر).
المكونات الدينية 1. الإسلام: o السنة: ينتشرون في معظم الدول العربية وتركيا وإيران. o الشيعة: ينتشرون في إيران والعراق والبحرين، وفي لبنان واليمن والسعودية. 2. المسيحية: o الأرثوذكس: ينتشرون في سوريا ولبنان. o الكاثوليك: ينتشرون في لبنان والعراق. o البروتستانت: ينتشرون في معظم الدول العربية. 3. اليهودية: ينتشرون في إسرائيل، وقبل الهجرة الجماعية كانوا أكثر أنتشار في العراق، اليمن، والمغرب. 4. الإيزيدية: ينتشرون في العراق (سنجار) وسوريا. 5. الزرادشتية: ينتشرون في إيران وأجزاء من كردستان. 6. البهائية: ينتشرون في بلدان الشرق الأوسط. 7. الدرزية: ينتشرون في سوريا ولبنان وفلسطين. 8. العلويون: ينتشرون في سوريا وتركيا. 9. الأحمدية: ينتشرون في بلدان الشرق الأوسط.
كلمة الأخيرة: • لا تعاتبوا الدول الغربية، أو الحركة الصهيونية، أو الترك المغول، أو حكام الفرس الطائفيين على استعمار وتخلف المنطقة وعدم استقرارها، فالعيب فينا نحن. لقد تخلينا عن مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، الذي يساوي بين الشعوب والأعراق، ولا يفضل أحدًا على آخر إلا بالعمل الصالح والتقوى. إن ضحايا شعوب المنطقة، بسبب حكامها والتعصب القومي والديني والمذهبي، يفوقون ضحايا أي منطقة أخرى في العالم. o قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "(يا أيها الناسُ: إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإن أباكم واحدٌ، ألا لا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أحمرَ إلا بالتقوى إنَّ أكرمَكم عند اللهِ أتقاكُم)، ألا هل بلَّغتُ؟ قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ قال: فيُبَلِّغُ الشاهدُ الغائبَ"، فلم يقل يا عرب، وإنما الناس جميعاُ.
#احمد_موكرياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يساوي الدستور التركي بين المواطنين عرقيًا ودينيًا وثقافيً
...
-
من يحلم باستقرار المنطقة بإعادة رسم خارطتها فهو جاهل.
-
الدور الطاغية اردوغان في اسقاط بشار الأسد
-
مبروك للشعب السوري على تحرره من السفاح الأحمق بشار الأسد وعا
...
-
رغم التقدم العلمي واستكشاف الفضاء، فإن تجار الحكم من القتلة
...
-
يا حكام العرب والمسلمين، تحرروا من الاستعمار الأمريكي وتعاون
...
-
يجب أن توثّق جرائم نتن ياهو في غزة ولبنان وتُدرَس في المدارس
...
-
مقارنة بين نتن ياهو والفلسطينيين وأردوغان والشعب الكردي
-
بسبب إصدارها وعد بلفور، يحق للفلسطينيين مطالبة الحكومة البري
...
-
مهزلة الانتخابات الرئاسية الأمريكية
-
رسالة الى رئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني: كيف
...
-
إلى متى تستمر حرب إبادة الفلسطينيين وحكام العرب يتفرجون؟ سيأ
...
-
نتن ياهو وجو بايدن وجورج بوش الأبن من أجرم خلق الله على الأر
...
-
هل ستصبح شعوب المنطقة ضحية لحرب نووية بين إسرائيل وإيران؟
-
تمكن المجرم ضد الإنسانية نتن ياهو من تحويل حملته لإبادة الشع
...
-
يجب محاكمة حكومة نتن ياهو والقادة العسكريين والطيارين كمحكمة
...
-
هل شخصية أردوغان إسلامية أم علمانية أم عنصرية أم فاسدة أم يُ
...
-
هل تستطيع حكومة نتن ياهو القضاء على الشعب الفلسطيني؟
-
هل يمكن ان يستمر حكم الشعوب بقوة السلاح؟
-
حكامنا الجهلة لا يدركون أننا في بداية نهاية عصر الذهب الأسود
المزيد.....
-
حماس: شهادات جنود الاحتلال بشأن غزة دليل جرائم حرب غير مسبوق
...
-
إعدام باكستاني في السعودية بعد إدانته بمحاولة تهريب مخدر اله
...
-
السعودية: الداخلية تعلن إعدام شخصين بقضيتين مختلفتين وتكشف م
...
-
حماس: ما نشرته هأرتس من شهادات دليل جديد على جرائم حرب غير م
...
-
حماس: ما نشرته هآرتس من شهادات دليل جديد على جرائم حرب غير م
...
-
حماس: نطالب الامم المتحدة والعدل والجنايات الدوليتين بتوثيق
...
-
صحف عالمية: سقوط نظام الأسد كشف تفككه داخليا وسمح للاجئين ال
...
-
ليبيا.. معرض -صادم- عن الواقع المرير لآلاف المهاجرين
-
العودة للوطن بعد سقوط الأسد.. سؤال يحير اللاجئين السوريين في
...
-
هيومن رايتس: إسرائيل منعت المياه عمدا في غزة والأمراض الفتاك
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|