أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 16














المزيد.....


من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 16


عبدالرحيم قروي

الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 15:09
المحور: الارشيف الماركسي
    


الحلقة السادسة عشر

ب. العمل الحرفي والاقتصادية

ينبغي لنا أن نتناول الآن سؤالا يدور في خلد كل قارئ بالتأكيد. هذا العمل الحرفي بوصفه مرض نمو يلازم الحركة بمجموعها، هل يمكن أن يقرن "بالإقتصادية" باعتبارها أحد تيارات الاشتراكية-الديموقراطية الروسية؟ نعتقد أن ذلك ممكن. إن نقص الإستعداد العملي، إن عدم المهارة في العمل التنظيمي هو في الحقيقة شيء عام بالنسبة إلينا جميعا، حتى الذين تمسكوا منذ البدء بوجهة نظر الماركسية الثورية. ولا يمكن لأحد بطبيعة الحال أن يلوم المشتغلين في الميدان العملي لنقص الإستعداد بحد ذاته.
ولكن مفهوم "العمل الحرفي" يتضمن، فضلا عن نقص الإستعداد، شيئا آخر: هو ضيق نطاق العمل الثوري كله بوجه عام، وعدم فهم أن منظمة ثوريين جيدة لا يمكن أن تتكون على أساس هذا العمل الضيق، وأخيرا، وهو الأمر الأهم، محاولات تبرير هذا النطاق الضيق ورفعه إلى مقام "نظرية" خاصة، أي تقديس العفوية في هذا الميدان أيضا. ومذ ظهرت هذه المحاولات لم يبق شك في أن العمل الحرفي مرتبط "بالإقتصادية" وأننا لن نتخلص من ضيق نشاطنا التنظيمي إذا لم نتخلص من "الإقتصادية" عموما (أي من المفهوم الضيق للنظرية الماركسية ولدور الاشتراكية-الديموقراطية ولمهامها السياسية). والواقع أن هذه المحاولات برزت في اتجاهين. فقد أخذ بعضهم يقول: إن جمهور العمال لم يطرح هو نفسه بعد مهام كفاح سياسية واسعة كالتي "يفرضها" عليه الثوريون، ولا يزال عليه أن يناضل من أجل المطالب السياسية المباشرة وأن يقوم بـ"النضال الإقتصادي ضد أصحاب الأعمال والحكومة" (وهذا النضال الذي هو في "متناول" الحركة الجماهيرية تلائمه، بصورة طبيعية، منظمة هي في "متناول" حتى الشبيبة الأقل إعدادا). وأخذ آخرون من الذين هم بعيدون عن كل "تدرجية" يقولون: يمكن ويجب "القيام بالثورة السياسية"، ولكن ذلك لا يتطلب البتة إنشاء منظمة ثوريين قوية تربي البروليتاريا على النضال الحازم العنيد، بل يكفينا لذلك أن نتشبث جميعنا بالهراوة المألوفة التي في "متناولنا"، وإذا لم نلجأ إلى التشابيه، نقول أن علينا أن ننظم الإضراب العام، أو أن نهيج بواسطة "إرهاب تهييجي" حركة العمال "الخاملة". هذان التياران، الإنتهازيون و"الثورويون"، يستسلمان أمام العمل الحرفي السائد ولا يؤمنان بإمكان الخلاص منه ولا يدركان مهمتنا العملية الأولى التي لا تقبل التأجيل: إنشاء منظمة ثوريين قادرة على أن تؤمن للنضال السياسي القوة والثبات والإستمرارية. لقد أثبتنا آنفا كلمات ب- ف: "نمو حركة العمال يسبق نمو المنظمات الثورية وتطورها". إن لهذا "النبأ القيم من مراقب عن كثب" (من تقريظ هيئة تحرير "رابوتشييه ديلو" لمقالة ب- ف) أهمية مزدوجة في نظرنا. فهو يبين أننا كنا على حق عندما رأينا السبب الأساسي لأزمة الاشتراكية-الديموقراطية الروسية الحالية في تأخر القادة (من "إيديولوجيين"، وثوريين، واشتراكيين-ديموقراطيين عن نهوض الجماهير العفوي. وهو يبرهن أن جميع هذه الأقوال لواضعي الرسالة "الإقتصادية" ("الإيسكرا"، العدد 12)، ب. كريتشيفسكي ومارتينوف، بصدد خطر التقليل من أهمية العنصر العفوي والنضال الجاري المعتاد والتكتيك-الحركة، الخ.، ليس غير تمجيد للعمل الحرفي ودفاع عنه. فهؤلاء الناس الذين لا يستطيعون النطق بكلمة "نظري" دون أن يكشروا عن أنيابهم باحتقار، والذين يطلقون على سجودهم أمام نقص الاستعداد لأمور الحياة ونقص التطور اسم "حس الحياة" يكشفون في الواقع عن عدم فهم لمهامنا العملية الأكثر إلحاحا. إنهم يصرخون بالناس المتأخرين: وحدوا الخطى! لا تسبقوا! أما بالناس المصابين بنقص الهمة والمبادرة في العمل التنظيمي، المصابين بنقص "المشاريع" للعمل الجريء الواسع، فيصرخون: عليكم بـ"التكتيك-الحركة"! أن ذنبنا الأساسي هو الهبوط بمهامنا السياسية والتنظيمية إلى مستوى مصالح النضال الإقتصادي الجاري المباشرة "الملموسة" "الحسية"، ومع ذلك لا يفتأون يتحفوننا بأغنية: ينبغي أن نضفي الطابع السياسي على النضال الإقتصادي نفسه! نكرر: إنه حقا "حس حياة" أشبه بحس بطل الأسطورة الشعبية الذي أخذ يصرخ وقد رأى موكب جنازة: "إن شاء الله دايمة!" تذكروا كيف أخذ هؤلاء الحكماء يعظون بليخانوف بعنجهية لا تضارعها غير عنجهية "نرسيس"(86)، قائلين: "إن المهام السياسية بمعنى الكلمة الحقيقي، العملي، أي بمعنى النضال العملي المعقول والناجح من أجل المطالب السياسية، ليست بوجه عام (كذا!) في متناول حلقات العمال" ("جواب هيئة تحرير "رابوتشييه ديلو""، ص 24). ثمة حلقات وحلقات، يا سادة! فالمهام السياسية ليست طبعا في متناول حلقة من "الحرفيين"، ما لم يدرك هؤلاء الحرفيون أنهم يعملون على الطريقة الحرفية، وما لم يتخلصوا منها. وإذا ما أظهر هؤلاء الحرفيون فضلا عن ذلك، هياما بطريقتهم الحرفية، وإذا ما أخذوا يكتبون كلمة "عملي" بالحرف العريض على الدوام ويتصورون أن الروح العملية تتطلب منهم الهبوط بمهامهم إلى مستوى فهم أكثر فئات الجماهير تأخرا، عندئذ يتضح أن مرض هؤلاء الحرفيين مستعص وأن المهام السياسية بوجه عام ليست، فعلا، في متناولهم.
يتبع



#عبدالرحيم_قروي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 15
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 14
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 13
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 12
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 11
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 10
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 9
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 8
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 7
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 6
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 5
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 4
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 3
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 2
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 1
- من أجل ثقافة جماهيلرية بديلة-غورباتشوف والغورباتشوفية -عن من ...
- من أجل ثقافة جماهيلرية بديلة-غورباتشوف والغورباتشوفية -عن من ...
- من أجل ثقافة جماهيلرية بديلة-غورباتشوف والغورباتشوفية -عن من ...
- من أجل ثقافة جماهيلرية بديلة-غورباتشوف والغورباتشوفية -عن من ...
- من أجل ثقافة جماهيلرية بديلة-غورباتشوف والغورباتشوفية -عن من ...


المزيد.....




- تخصص هذه الحلقة لاستعراض تاريخ التعاون الممتد بين القارة الإ ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- «المحكمة العسكرية» تحبس 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«حق ال ...
- منظمات دولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن أشرف عمر
- متضامنون مع الصيادين في «البرلس» و«عزبة البرج» الممنوعون من ...
- تأييد حكم حبس الطنطاوي وأبو الديار عقابًا على منافسة السيسي ...
- متضامنون مع “رشا عزب”.. لا للتهديدات الأمنية.. لا لترهيب الص ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبدالرحيم قروي - من أجل ثقافة جماهيرية بديلة - ما العمل - لينين 16