خزامي مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 14:24
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
إذا كان لفظ slave سابقًا يعني "العبد" في انتقال غريب للعبارة من أصقاع روما ليصل إلى العالم أجمع، حتى انحصرت دلالته لتعني الأفارقة المسترقين وغير المسترقين في عصور العبودية القديمة، فإن عبارة الجنقو هي ذات العبارة، ولكنها تأتي في سياق العولمة والعصور الحديثة.
تعود جذور المسألة إلى ثلاثة قرون من الاستعباد المنظّم عبر تجارة الرق العابرة للأطلسي، حين استنزف الاستعمار الأوروبي قارة إفريقيا، مسترقًا أكثر من 40 مليون إنسان إفريقي، معظمهم من الشباب في ذروة عطائهم. بجهود هؤلاء المستعبدين الأفارقة، ازدهرت أوروبا، وتحققت الثورة الصناعية (مع التحفظ على عبارة الثورة الصناعية ).التي غيّرت مسار الاقتصاد العالمي لصالح القوى الاستعمارية.
ومن هنا جاءت التحولات في النظام العالمي، التي لم تكن في صالح الشعوب الإفريقية بأي حال من الأحوال. فاليوم، نجد الملايين من الأفارقة يعبرون البحر الأبيض المتوسط، لا طلبًا للحياة الكريمة، بل هربًا من الحروب والجوع والأوبئة، التي تظل أوروبا أحد الأسباب الجوهرية لها. إنها ذات الحلقة التاريخية تُعاد بصورة أخرى، أي عبودية الأزمنة الحديثة كما يقول المعلم فانون، حيث يستمر المركز الرأسمالي في نهب الجنوب العالمي — إن صح هذا التقسيم — بينما يُحاصر الإنسان الإفريقي في خيارين كلاهما مرّ: الموت في أرضه أو الموت في البحر.
إنها مأساة مستمرة تفضح زيف الخطاب الإنساني الذي ترفعه الدول الأوروبية، بينما تغلق حدودها أمام أولئك الذين ساهم أسلافهم في بناء مجدها.
"يا جنقو العالم أتحدو ليس لديكم ما تخسروه سوى الأغلال"
#خزامي_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟