أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أنصتوا… الملائكة تغنّي …. في مسرح النيل














المزيد.....


أنصتوا… الملائكة تغنّي …. في مسرح النيل


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 12:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


Facebook: @NaootOfficial

وقف في كامل هيبته الممزوجة بالتواضع وخفّة الظل، وملامحه الطيبة الطافرة بالأبوة والبِشر، وأشار نحو أطفال، تتراوح أعمارُهم بين الثلاثة أعوام والأعوام العشرة، قائلا: “رغم أنني مُعلِّم، إلا أنني أتعلّم من هؤلاء الصغار! أتعلّمُ منهم الالتزامَ والشعور بالمسؤولية والإصرار على إتقان العمل. أولئك الصغار يعرفون كيف ينظمون وقت طفولتهم بين المدرسة والاستذكار والتفوق الدراسي، والانتظام في حضور البروفات، حتى تتجلّى مواهبُهم في هذا الكونشرتو وبهذا الأداء المدهش.” المتحدثُ هو الأب "ممدوح شهاب" رئيس دير الآباء الفرنسيسكان في مصر، الذي كرّس حياتَه لتعزيز روح المحبة خلال العمل الروحي والتعليمي والاجتماعي المتحضر والأنشطة الثقافية التي تبني جسور التواصل وتجمع أطيافَ الشعب المصري في نسيج متين لا تنفصمُ عُراه. وأما الصغار الذين أشار إليهم، فهم أحدثُ أجيال فريق كورال "سان جوزيف" الاحترافي الجميل الذي يشدو في مصر وخارجها وقد تعلّم على يد كبار الموسيقيين العالميين. بلغ عددُ الأطفال في الكورال هذا العالم ٣٥ طفلةً وطفلاً، إلى جوار الأجيال الأكبر وقد بلغ عددهم ٥٧ صوتًا من أجمل الحناجر المغرّدة، التي تشدو في منتصف ديسمبر، لتودّع عامًا وتستقبل آخرَ بترانيم الفرح، والإيمان برحمات الله التي نرجوها جميعًا مع كل خفقة قلب وكل نبضة وريد. ننتظرُ هذا الحفل الأوبرالي الصادحَ عامًا بعد عامٍ لكي نغتسل من الهموم ونشدو مع صوت الطفولة الكامن في أعماقنا أغنياتٍ عرفناها في طفولتنا وغنيناها في أعياد الكريسماس، ونحن ننسق شجرة الميلاد ونجهز الهدايا التي تجمع قلوب الأسرة والعائلة والأصدقاء وزملاء المدرسة. وكالعادة يجلسُ الأب المثقف "بطرس دانيال" إلى البيانو يعزفُ ألحان الأغنيات التي قام بتوزيعها؛ فهو موسيقارٌ مبهر، عطفًا على كونه أحد كبار رُعاة الفن الرفيع في مصر بقيادته "المركز الكاثوليكي المصري للسينما"، لإيمانه بأن الفنَّ أحدُ حصون الوطن وأحد أهم جسور تآلفها وتضامّها وحمايتها من التصدع وتعزيز القيم الإنسانية والأخلاقيات في المجتمع، بالإضافة إلى دوره المشهود في العمل الإنساني خلال دعم المرضى والمعوزين وتنظيم رحلات جماعية لزيارة المستشفيات ودور الأيتام والمسنين. وفيما نشهدُ هذه الكوكبة المشرقة من المرنمين والعازفين تشدو حناجرهم بأغنيات الميلاد بالعربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية، نملح عصا القيادة في يد المايسترا الجميلة "ماجدولين ميشيل" تقود كل هذا الجمال والإتقان والتناغم البشري الثري، الذي يُؤدَى بمنتهى الجدية ومنتهى الفرح ومنتهى الإيمان بسموّ ما يصنعون.
"أنصتوا! أصيخوا السمعَ: إن الملائكةَ تُغنّي". ربما تنطبقُ هذه العبارة وصفًا دقيقًا لهذا الحفل السنوي الجميل، لكنها في الواقع واحدةٌ من ترانيم الميلاد الأربع وعشرين التي أبهجت أرواحَنا أولَ أمس على "مسرح النيل"، التابع لكنيسة "سان جوزيف" للفرنسيسكان. ودائمًا ما أقول إن لا شيء أجمل من الموسيقى، ولا شيء أرقى من صوت الإنسان حين يناجي الله. الموسيقى هي صوتُ الملائكة تُغّني وهي تسكبُ الفرحَ على الأرض كلَّ صباح لكي نتنفس. صدّقوا الموسيقى واذهبوا إليها؛ فهي الدليلُ على أننا نتنفس.
شكرًا لهذا الحفل الغني الذي يجمعنا كل عام، مسلمين ومسيحيين، على المحبة والفرح والإيمان بإله واحد ينشر رحماته على جميع بني الإنسان. شكرًا لهذه الموسيقى المضبوطة على إيقاع الكمال والبهاء، وشكرًا للأصوات المصقولة على نوتة العذوبة، والحناجر المُدوزنة على ماجير شدو الملائكة. شكرًا للعيون الطيبة المستبشرة برضوان الله، الواثقة في أن الله يُنصت إلى دعائنا وتضرعاتنا أن يُنجّي البشرية من الصراعات والحروب والعنصرية.
في نهاية هذا العام، الذي نودِّعَه كهلًا يتوكأُ على عصاه ويتأهبُ للمُضي في غياهب كهف الزمان، ونستعدُّ لاستقبال عامٍ طفلٍ جديد يُشرقُ مع ميلاد السيد المسيح عليه وعلى أمّه مريم البتول السلام، نرفع دعاءنا لله الواحد من مساجدنا وكنائسنا أن يرزقنا عامًا طيبًا واعدًا بالسلام والمحبة والأمن والرغد علينا وعلى العالم بأسره، وأن يمد يده الطيبة بالسلام والحرية لأشقائنا في فلسطين المحتلة ولبنان وسورية وجميع بلدان العالم. ندعو الله إلا يبيتَ طفلٌ يتيمًا ولا جائعًا ولا محرومًا من بيته ومن حق الحياة الكريمة. ندعو الله ألا تثكل أمٌّ وليدها. ندعو الله أن يشفي كل مريض ويجبر خاطر كلَّ قلب كسير، وأن يعمَّ السلامُ والفرح في أرجاء الأرض. “المجدُ لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرّة" وميري كريسماس يا مصر العزيزة التي كرّمها الإنجيلُ المقدس: "مباركٌ شعبى مصر"، ثم كرّمها القرآنُ الكريم بعد ذلك بستة قرون: "ادخلوا مصرَ إن شاءَ اللهُ آمنين".



***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سارقو الثورات والثروات
- “الملحد-… مغالطة: “الكتابُ يُقرأ من عنوانه-!!!!
- إشراقة -الأكسجين- في صالون -وسيم السيسي-
- خيال … -صلاح دياب-
- -نجم- … في قاعة -إيوارت-
- -دولة الأوبرا- … منارةُ البهاء
- المحبة التي لا تسقط … في -أروم-
- كتابايَ الجديدان … و حدوتةُ الحاج -مدبولي- (١)
- حدوتةُ الحاج -مدبولي- (٢)
- -غيَّروا وجه التاريخ-… بينهم المصريان: “نجيب ونوال-
- اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
- الدوجمائيُّ … ومعركةُ التقاويم!!
- -أوديب- … وقد غادر الطائرة
- الثعبانُ والعقربُ … الراهبُ والمؤمن
- ٧ شمعات … يا -كاريزما-
- -كيميت-... تُحيِّي القانونَ في عيده
- رفعت عيني للسما
- رحلةُ العائلة المقدسة … و-الوعي الشعبي-
- -فيروز-… عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم
- المُلحد … الشيطان!!


المزيد.....




- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - أنصتوا… الملائكة تغنّي …. في مسرح النيل