أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محفوظ بجاوي - المطر ظاهرة طبيعية: كيف يتم تفسيرها بشكل خاطىء لأغراض سياسية؟














المزيد.....

المطر ظاهرة طبيعية: كيف يتم تفسيرها بشكل خاطىء لأغراض سياسية؟


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لطالما ارتبطت الأمطار في أذهان الكثيرين من شعوبنا بالظروف السياسية والاجتماعية السائدة، وأصبح البعض يربط بين قلة الأمطار أو جفاف الأراضي بمعاصي أو ذنوب جماعية، متناسين أن المطر هو مجرد ظاهرة طبيعية تخضع لقوانين المناخ والبيئة التي تتحكم فيها عوامل جغرافية وفلكية، بعيدة كل البعد عن الخرافات والأفكار السطحية التي تروجها بعض الأطراف.

المطر هو جزء من دورة المياه الطبيعية في الأرض، يتشكل نتيجة تبخر المياه من المحيطات والبحار والأنهار، ثم يتكاثف في السماء ليعود إلى الأرض على شكل أمطار. هذه الظاهرة ليست نتيجة للذنوب أو العقاب الإلهي، بل هي نتيجة لظروف جوية وساخنة، تغييرات في الضغط الجوي، التي تتحكم فيها عوامل متعددة مثل الرياح، درجة الحرارة، والارتفاعات الجغرافية.

لكن، ما يثير الانتباه هو أن هذا الفهم العلمي الصحيح غالبًا ما يُغفل في مجتمعاتنا، وتُستخدم مشاعر الناس وعقيدتهم البسيطة كوسيلة للتلاعب. فالمسؤولون في بعض الأحيان يروجون لفكرة أن قلة الأمطار أو الجفاف هي عقاب جماعي نتيجة لتصرفات الأفراد أو المجتمعات، وهذا ليس إلا أداة للاستغلال السياسي. يتم إقناع الشعوب المغيبة بأنهم مسؤولون عن الكوارث الطبيعية، في حين أن الواقع أبعد ما يكون عن ذلك.

بإبراز الحقيقة العلمية، يمكن أن نساعد في تحرير عقول الناس من هذا الفهم الخاطئ، الذي يُسهم في تكريس الجهل والخوف. ليس من المفيد ربط الظواهر الطبيعية مثل المطر بالذنب أو العقاب، بل يجب على الشعوب أن تدرك أن هناك عوامل أكبر من إرادتهم تتحكم في الطقس، وأن الاستغلال السياسي للظروف الطبيعية ما هو إلا وسيلة لتشتيت الانتباه عن المشاكل الحقيقية، مثل سوء الإدارة، التلوث البيئي، والاستنزاف الجائر للموارد الطبيعية.

إن الطبقات الحاكمة غالبًا ما تستفيد من بقاء الشعوب في حالة من الجهل والتخلف الفكري، فهي تروج للأفكار المغلوطة والبعيدة عن المنطق لتمرير أجنداتها الخاصة. بدلًا من تعليم الناس عن أهمية حماية البيئة والاستدامة في استخدام الموارد، يظل التركيز على اللوم والمغالاة في تفسير الظواهر الطبيعية كعقاب جماعي.

من هنا، يجب أن نُشجع على التفكير النقدي ونشر الوعي البيئي بين الشعوب، لكي يتحرروا من الخرافات التي تُغذيها الأنظمة السياسية التي تتعمد إغفال الحقائق العلمية. فالمطر، في النهاية، هو قانون طبيعي بيئي، وليس شيئًا مرتبطًا بأفعال البشر أو معاصيهم. والوعي بهذا سيمنح الشعوب القوة لفهم العالم من حولهم بشكل أفضل، وبالتالي يُمكّنهم من اتخاذ قرارات أكثر حكمة تجاه البيئة والمستقبل.

الحرية الفكرية والتنوير هما السبيل للابتعاد عن هذه الأوهام. بالتعليم والوعي، يمكن للشعوب أن تفهم أن الطبيعة لا تعاقب، بل هي سلسلة من التفاعلات العلمية المعقدة التي لا دخل للإنسان فيها إلا في ممارساته التي تؤثر على البيئة.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف بين مسؤولية الفكر وإغراء الحياة
- التحديات الفلسفية في حاضرنا المعاصر
- الحرية والمسؤولية : جدلية الفلسفة الحديثة
- وهم التفوق الذكوري : بين تأثير الموروث الثقافي وضرورة التغيي ...
- رأي شخصي حول العلمانية الديمقراطية كسبيل للوحدة والتعايش في ...
- الخوف المصطنع : لعبة الأنظمة بين الإسلاميين والإستبداد...
- الهوية بين الأرض والدين: كيف شكّل الإستعمار العقائدي معالم ا ...
- التحرر الحقيقي والمصالحة مع الذات الوطنية


المزيد.....




- عشرات الآلاف يتوافدون إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة العيد وسط ...
- إقامة صلاة عيد الفطر المبارك بإمامة قائد الثورة الإسلامية
- في العيد.. تنزيل تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصنا ...
- رسائل تهنئة عيد الفطر مكتوبة بالاسم للأصدقاء والأقارب 2025 . ...
- الإمارات تحكم بالإعدام على 3 أوزبكيين قتلوا حاخاما يهوديا
- بزشكيان يهنئ الدول الإسلامية بحلول عيد الفطر
- بن سلمان يبحث مع سلام مستجدات الأوضاع في لبنان ويؤديان صلاة ...
- أهالي غزة.. صلاة العيد على أنقاض المساجد
- المسلمون يؤدون صلاة العيد بمكة والمدينة
- هل الدولة الإسلامية دينية أم مدنية؟ كتاب جديد يقارن بين الأس ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محفوظ بجاوي - المطر ظاهرة طبيعية: كيف يتم تفسيرها بشكل خاطىء لأغراض سياسية؟