|
في شباك العصافير؛ وليد الهودلي ]2[
مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 04:13
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
في شباك العصافير مجموعة قصصية للاسير المحرر وليد الهودلي وهي من سلسلة ادب السجون التي تحمل الرقم ١٤ والتي تصدرها وزارة الثقافة في السلطة الوطنية الفلسطينية، تلك السلطة التي لم يرحمها وليد بكتاباته، بل ويلقي عليها بكثير من اللوم لتقصيرها في مفاوضات الاسرى كما جاء في قصته المعنونة "كل اتفاق وأنتم بخير" على ظهر الصفحات ٩٢ الى ١٠١.
المجموعة على العموم كتبت بنفس طيب ونية سليمة وباعث محبب ولغة بسيطة ، والمجموعة يُعد لها في باب المناقب الجيدة انها تطلعنا على خط خاص من ادب السجون وهو الادب ذي الاستعارات والتشبيهات والتصويرات الدينية؛ مثل ثغر من ثغور الاسلام ص ١٤٢، فالله جل جلاله لا يكلف نفسا إلا وسعها ص ١٤١، فككت رقبتي من الدنيا ومتاعها الزائل ص ١٤٠، فالعين تدمع والقلب يحزن ص ١٣٨، وراح يتذوق من المعاني الايمانية ص ١٣٤، وهي مصطلحات ذات لغة تقريرية وانشائية وغير مستخدمة في عموم الادب الفلسطيني بهذه السطحية، ولا ضير من ورودها ان كان صاحبها يعتقد انه جاء بشيء جديد ، لكن ما هو مطلوب وضروري في هذه المصطلحات عند استخدامها ان تعرف معنى الوطن جيدا وتقف على حدوده، اما بقية الثغور في بقية ديار الاسلام والوقوف عليها فلقد لمسه جيدا اهل افغانستان وشعبها اكثر من اي احد آخر.
ورغم ان هذا الخط الادبي ما زال ضحلا وسطحيا كثيرا لاعتبارات كثيرة ليس هذا مكان مناقشتها؛ إلا ان هذه المجموعة تشكل اضاءة جيدة لدراسة هذا الخط الصاعد حاله من حال التيار الديني الذي يمثل.
المجموعة بقصصها الستة عشر متنوعة تتناول عذابات الأسر والاعتقال واثرها على الحياة الاجتماعية للافراد والاسر، وتتناولها بزوايا انسانية متعدد بحيث نجحت مجموع هذه القصص بالتقاط صور هذه الماساة من عدة زوايا وتقديمها من خلال وجهات نظر متعددة.
تضم هذه المجموعة قصصا محكية تلامس حدة الوجع الصارخ الذي يتسبب فيه الاعتقال والاحتلال، وهذه ما نجح الكاتب في تجسيده ونقله الينا بصور معبرة وبسيطة، وهذا كله واكثر تتلمسه وانت تطالع مجموعته القصصية بعناوينها المختلفة: في شباك العصافير، هندسة الهروب، زيارة الى عسقلان، توبة مجنون، دموع مكبوتة، مجاهدة وذئاب، اعرف عدوك، المعبر الآمن، عمران واليمامة، كل اتفاق وانتم بخير، ساعة الصفر، زيارة غريبة، شهيد العيادة، راية تحت الاقدام، اب بالمراسلة، خطوبة في مهب الريح.
هذه المجموعة القصصية تعد حلقة من حلقات السلسلة التي انتجها وليد الهودلي فيما يصنف بأدب السجون، والتي بلغت خمسة عشر مؤلفا ما بين رواية ومجموعة قصصية، حاول فيها رسم مساحة من مساحات هذا المشهد، وهذه بدورها نقلت مجموعة من الاحداث الواقعية كان الصدق عنوانها، ولم ينجو من همزه ولمزه احد.
وجب ان نقول بأن حالنا كحال وزارة الثقافة الفلسطينية نشجع ونحترم كل قلم فلسطيني ينقل ويصور ويرسم معالم الوجع الفلسطيني ويساهم بنشره للعالم، علاوة على مساهمته بحفظ هذه الذاكرة من الغياب والذوبان، وإن كان على طريقته الخاصة واسلوبه الخاص، لكن حتما ليس على حساب الاوطان.
بقي ان نعرج على بطاقة السيرة الذاتية للاسير المحرر وليد الهودلي والتي جاء فيها [حسب موسوعة ويكيبيديا] نبذة تعريفية شاملة والتي تفيد بأن صاحبنا وليد إبراهيم عبد الله ولد في السابع من تموز- يوليو 1960، في مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين، شمال مدينة رام الله، لعائلة فلسطينية من قرية العباسية، ويرجع أصله إلى العباسية قضاء مدينة يافا، وهو خريج معهد المعلمين في رام الله. أنهي المرحلتين الدراسيتين الابتدائية والإعدادية في المخيم؛ والثانويّة في رام الله.
وتشير موسوعة الويكيبيديا ايضا الى ان صاحبنا عمل في حقل التدريس أربع سنوات وبانه اعتقل مع الانتفاضة الأولى سنة 1990 على خلفيّة فعاليات انتفاضة. وحكم عليه في محكمة عسكريّة بالسجن الفعلي 12 سنة؛ وتم إطلاق سراحه سنة 2002..
عمل صاحبنا طيلة فترة الاعتقال في العمل الثقافي والتعبوي داخل السجون. وقضى أغلب فترة سجنه في الكتابة الأدبية حيث خرج من السجن بثلاث روايات وسبع مجموعات قصصية، وشارك في بعض الأبحاث والدراسات ومراسلات صحفيّة في كتابة القصة القصيرة والمقالة السياسية. طبع روايتان ومجموعتان قصصيتان بالإضافة إلى مجموعتين للفتيان والبقيّة قيد الطباعة. شارك في تحرير مجلة؛ ورئيس تحرير لمجلة "نفحة" التي تعنى بشؤون الأسرى والمعتقلين. حصل على شهادة في مسابقة الإعلام والصحة والمرتبة الثانية في الكتابة تحت عنوان الصحة والمرض في السجون والمعتقلات. شارك في جمعيّة أنصار السجين كمتطوع في أنشطة هذه الجمعيّة .. صدر له عن مركز البراق للبحوث والثقافة/ البيرة – فلسطين/2004؛ كتاب بعنوان "منارات"... ومن مؤلفاته: مدفن الأحياء 1998 (رواية) الشعاع القادم من الجنوب 1999 (رواية) ستائر العتمة 2000 (رواية) ليل غزة الفسفوري (رواية) أبو هريرة في هداريم (مجموعة قصصية) مجد على أبواب الحرية (مجموعة قصصية) أحد أحد تحرق ستائر العتمة وهي استكمال للطريق الذي بدأته ستائر العتمة مجد على بوابة الحرية (رواية) رحلة عالم مدارج السالكين (دراسة) أذكار الأحرار (دراسة) لا تصدق كل ما تسمع..
هذا فيض من غيض لسيرة كاتب واديب فلسطيني مناضل جعل من الاسر نافذة يُطل منها على الحرية ولم تفلح كل قيود السجان في حبس كلماته ... فطوبى لوليد ولامثاله من حملة مشعل الحرية...
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفلسطينيون من حرب إلى حرب ؛ ايريك رولو
-
امرأة الموساد، قصة موردخاي فعنونو ، بيتر هونام
-
سافوي 26
-
رشاد ابو شاور؛ سيرة من الزمن الفدائي الجميل
-
تحت ظل الخيمة
-
سافوي 25
-
سافوي 24
-
#دروس_وتجارب؛ فتح وجدت لتبقى ولتنتصر..
-
دروس وتجارب ثورية؛ -فتح مرت من هنا-
-
دروس وتجارب ثورية؛ نحن والآخر وأدوات التغيير
-
في شباك العصافير؛ وليد الهودلي
-
القدس؛ صورة اخرى للحنين ...
-
وداعا مريم؛ زياد عبدالفتاح
-
غزاوي: سردية الشقاء والأمل؛ جمال زقوت
-
منازل القلب؛ فاروق وادي
-
أمريكا و إسرائيل -علاقة حميمة- التورط الأمريكي مع إسرائيل من
...
-
أرض القمر؛ عبد الكريم عيد الحشاش
-
عصا الراعي ؛ زكريا محمد
-
بيت للرجم بيت للصلاة؛ احمد عمر شاهين
-
لست حيوانا؛ وليد عبدالرحيم
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|