أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - کاوە نادر قادر - سوريا أمام نظام الفيدرالية أو التقسيم: تحديات وآفاق














المزيد.....

سوريا أمام نظام الفيدرالية أو التقسيم: تحديات وآفاق


کاوە نادر قادر

الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 21:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


کاوە نادر قادر
مرت سوريا منذ اندلاع الحرب في عام 2011 بتطورات سياسية وعسكرية كبيرة، جعلت من فكرة النظام الفيدرالي أو التقسيم خيارًا مطروحًا بشكل متزايد. تزايدت الدعوات إلى تقسيم البلاد أو اعتماد نظام فيدرالي في أعقاب فشل العديد من محاولات الحل السياسي، والاختلافات العميقة بين الفصائل المختلفة، وكذلك التدخلات الإقليمية والدولية. ولكن، هل الفيدرالية هي الحل المثالي، أم أن التقسيم سيكون الخيار الأنسب لحل الأزمة السورية؟.
الفيدرالية: خيار يعزز التنوع المحلي
النظام الفيدرالي هو نوع من الحكومة التي تقسم السلطات بين حكومة مركزية وحكومات إقليمية أو محلية تتمتع بقدر من الاستقلالية. في السياق السوري، يرى بعض الأطراف أن الفيدرالية يمكن أن تكون حلاً مناسبًا للنزاعات العرقية والطائفية التي نشأت خلال الحرب. على سبيل المثال، في المناطق غرب کردستان(شمال شرق سوریا) ، هناك رغبة كبيرة في تأسيس الادارة الذاتية تحت نظام فيدرالي يسمح لهم بالتحكم في شؤونهم المحلية دون التدخل المباشر من الحكومة المركزية.
من جانب آخر، يمكن أن يساعد النظام الفيدرالي في تأمين حقوق الأقليات وتعزيز الاستقرار في المناطق المتنوعة. فالفيدرالية قد تمنح الفصائل المختلفة، مثل العلويين، السنة، الدروز، الکرد، القدرة على الحكم الذاتي ضمن إطار الدولة الواحدة، مما يحول دون تحوّل النزاع إلى صراع مستمر على السلطة.
التقسيم: حل أم كارثة؟
من ناحية أخرى، يذهب البعض إلى أن سوريا قد لا تكون قادرة على الحفاظ على وحدتها بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب. التقسيم، وفقًا لهذا الرأي، قد يكون الحل الأمثل لضمان استقرار كل طائفة أو مجموعة عرقية في منطقتها الخاصة. هذا السيناريو قد يؤدي إلى نشوء مناطق مستقلة أو شبه مستقلة، مثل كردستان سوريا في الشمال، والدولة العلوية في الساحل، والعديد من الكانتونات السنية في وسط البلاد.
إلا أن التقسيم قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. أولاً، سيكون من الصعب تحديد حدود دقيقة بين المناطق المتنازع عليها، مما قد يؤدي إلى المزيد من العنف والصراعات الحدودية. ثانيًا، التقسيم قد يعزز الفتن الطائفية والعرقية، ويجعل من الصعب بناء دولة موحدة ومستقرة في المستقبل. إضافة إلى ذلك، فإن التدخلات الإقليمية والدولية في سوريا قد تتصاعد بشكل كبير في حال تم تقسيم البلاد، وهو ما قد يزيد من تعقيد الأمور.
التحديات أمام الحلول الفيدرالية أو التقسيم
كل من الفيدرالية والتقسيم يواجهان تحديات كبيرة في سوريا. فإلى جانب الصراع العسكري المستمر، هناك أيضًا قوى دولية وإقليمية متورطة في النزاع، ولكل منها مصالحها الخاصة في سوريا. ، في حين أن الولايات المتحدة وتركيا و دول اوربیة تدعمان أطرافًا أخرى في الحرب. هذا الوضع يعقد أي محاولة للوصول إلى حل شامل، سواء كان عبر الفيدرالية أو التقسيم.
كما أن هناك تحديات داخلية، حيث يظل الشعب السوري منقسمًا حول فكرة الحل الفيدرالي أو التقسيم. البعض يرى في الفيدرالية فرصة لتأسيس دولة مدنية تضم جميع أطياف الشعب، بينما يرى آخرون أن أي نوع من التقسيم سيؤدي إلى عواقب كارثية ويزيد من حجم الانقسامات داخل المجتمع السوري.
الخلاصة
إن مستقبل سوريا يعتمد بشكل كبير على قدرة القوى المختلفة في البلاد، وكذلك المجتمع الدولي، على التوصل إلى حل يراعي التوازن بين الحفاظ على وحدة البلاد وبين منح الأقليات والمناطق المختلفة حكمًا ذاتيًا. الفيدرالية قد تكون الخيار الأمثل للحفاظ على وحدة البلاد في ظل التنوع العرقي والطائفي الكبير، لكن نجاحها مرهون بتحقيق تسوية سياسية شاملة. أما التقسيم، فهو خيار قد يبدو جذابًا للبعض، لكنه يحمل في طياته الكثير من المخاطر على المدى الطويل.

١٦ کانون الاول ٢٠٢٤



#کاوە_نادر_قادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهجية السلطة السورية الجديدة: تحول في المواقف أم إعادة إنتا ...
- صراع المحاور الإقليمية في سوريا: توازن بين الاستقرار والأهدا ...
- الوساطة الأمريكية بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية: تكتيك أ ...
- الحملة الأمنية البريطانية ضد الكردستانيين: هل هي حماية للأمن ...
- التصعيد النووي الروسي: تهديدات فعلية أم مجرد -حرب كلامية-؟
- الرد الإسرائيلي على التهديدات: استهداف للقادة أم ضربات انتقا ...
- التنسيق الأمني بين العراق وإيران وتداعياته على شرق كردستان
- الدبلوماسية السرية بين إيران والولايات المتحدة: فرص التفاوض ...
- . التأثيرات المحتملة للانتخابات الرئاسية الأميركية على كردست ...
- انتخابات إقليم كردستان ام لعبة إقليمية ودولية جديدة
- عملية انتحارية في شركة توساش: انتقام للمذابح في كردستان أم ر ...
- إسرائيل وإيران: كيف تحدد أسواق الطاقة مسار التصعيد العسكري
- تسليح البنتاغون للبيشمركة: بين الجدل السياسي والأمني القومي ...
- في ضوء ثورة 19 يوليو 2012 في غرب كردستان تطویرهيكل الد ...
- قمة أمنية عراقية تركية في أنقرة لاجل التوصل إلى اتفاق يشبه ا ...
- ایران یعمل في اتساع نطاق الحرب بين حماس وإسرائيل
- تصاعد الضربات للطائرات التركية لا تنحني من عزيمة شعب كردستان ...
- رداً على التهديدات التركية على أراضي -روزافا- تكتسب المقاومة ...
- قانون الغابة لا یستطیع كسر إرادة الشعوب
- اعادة انتخاب رئيس الجمهورية العراقیة / الشيعة في عجلة ...


المزيد.....




- ما الأضرار التي تسببها منتجات التنظيف؟ وهل يمكن استبدالها؟
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- و-مصدوم- إثر استشهاد 14 ...
- الأمن اللبناني يوقف مشتبها بهم في إطلاق صواريخ نحو إسرائيل
- واشنطن وبكين تتنافسان على بناء روبوتات بخصائص بشرية
- حماس توافق على مقترح مصري جديد لإطلاق سراح رهائن
- انتشال جثث 15 مسعفا قتلوا بقصف إسرائيلي في رفح.. والصليب الأ ...
- إعلام إسرائيلي: تل أبيب تشترط لإنهاء الحرب وتقدم مقترحا جديد ...
- 76 شهيدا في غزة بأول أيام العيد وحماس تدعو للتحرك لوقف العدو ...
- الاتحاد الدولي للصليب الأحمر -غاضب- إثر مقتل مسعفين في غزة
- قطع شجرة تاريخية في البيت الأبيض.. وترامب يكشف السبب


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - کاوە نادر قادر - سوريا أمام نظام الفيدرالية أو التقسيم: تحديات وآفاق