فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 20:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
--.أن تكون علمانيا، لايعني أنك (كافر)فالعلمانية نهج سياسي تنهجه الدول ذات التركيبة السكانية المتنوعة عرقيا ومذهبيا خاصة حين تقترن بالديمقراطية وبدون هذا الاقتران تصعب المساواة أو تستحيل،ناهيك أنها تفصل الدولة عن كل الأديان، لكنها تحمي الجميع والجميع يتساوى ويحكم بقانون واحد لايميز طرف عن آخر،ففي منطقها لاتوجد مفردة(أقلية أو أكثرية...سواء بالعدد أو المذهب أو العرق أو الجنس).. فرنسا دولة علمانية...حكمها ويحكمها اليمين واليسار، وكلاهما حريص على تطبيق دستور العلمانية،" شيراك" كان مؤمنا يصلي الأعياد مع برناديت في الكنيسة" "وميتيران" كان بلا دين، يقضي الأعياد في قريته مهبط رأسه...لكن في تطبيق القانون.. لم يختلف عند هذا أو ذاك..
إن حرصت ورفعت الصوت وكلي أمل أن أرى سورية دولة علمانية -ديمقراطية...فهذا حقي كمواطنة...لكني لا أفرضه على أحد ،أقبل كل مكونات وتوجهات الشعب السوري وأتمنى أن نتعاون جميعا لنصل لدولة الحلم التي يتمناها معظمنا...كما أرفض إلغاء أحد وأدافع عن حق كل فرد بالوجود والتعبير عن حلمه وأمله بالوطن الذي يتمناه،بالمقابل أتمنى أن يقبلني الآخر كما أقبله ...إن نختلف بالرأي فهذه سمة الكون...لكن علينا أن نتقبل بعضنا البعض كما نحن ولا يحق لأحد إلغاء حق الآخر.
قريبا سيكون لنا دستور...أتمنى أن يضعه مختصين من أهل القانون ومن مختلف أطياف الشعب السوري،وسنقوم بالتصويت عليه... ومن خلاله سنناضل كل في دربه وحسب طريقته مع احترام الاختلاف... والتعددية السياسية وتشكيل أحزاب متنوعة،تنتخب ممثليها في برلمان يمثل الجميع...
طلعنا على الحرية وتخلصنا من عبودية طويلة...فلنكن على قدر المسؤولية لتأسيس دولة العدالة والكرامة والمساواة التي سنتركها للأجيال القادمة أتمنى على من يحاول الالتفاف والتحايل على اللغة واختراع تعابير لاوجود لها في قاموس السياسة ك( مدنية- شرعية)! ،وعلى من يصعب عليه التحرر من عبادة الفرد أن يريحنا من غوغاء المصطلحات والصور...التي ناضلنا طويلا لنتخلص من عبئها..وآثارها..
أحييكم جميعا وأتمنى لسوريتنا الملونة أن ترفع رأسها عاليا وتفخر بأنها دولة تشعل بزهو قوس قزح في سماء الحرية.
فلورنس غزلان -باريس
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟