أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فلك محمد - الجولاني من العسكرة الى التمدن!














المزيد.....


الجولاني من العسكرة الى التمدن!


فلك محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 20:19
المحور: القضية الكردية
    


الجولاني من العسكرة الى التمدن؟
في بداية الأحداث السورية، عاد بعض الكورد السوريين الذين قاتلوا في قنديل لحماية أهاليهم ومناطقهم في شمال شرق سوريا، خاصة بعد ظهور الفصائل الإسلامية المسلحة. هذا التغيير خلق فجوة بين الكُردي السوري المدني والعسكري الثوري، الذي كان قد خاض سنوات طويلة من القتال ولم يعش حياة المدينة منذ فترة طويلة. كنت من الذين لاحظوا تلك الفجوة، وكنت أرى أن الشعب السوري الكُردي لم يكن معتادًا على ممارسات العسكر في المدن، بينما لم يكن العسكري أيضًا قد تعود على التعامل مع المدنيين. هذه الأخطاء نشأت بسبب عدم فهم الناس البسطاء لكيفية التعامل مع العسكرة، وعدم فهم العسكريين لطبيعة الحياة المدنية. على الرغم من انهم كانوا يحملون بعض الأفكار الماركسية مثل الحرية الشخصية، والحرية الدينية أو العقائدية، واحترام التنوع الإثني لباقي مكونات المنطقة. والذين كان لهم الحظ الاوفر للمشاركة في الإدارة الذاتية فيما بعد في شمال شرق سوريا، إلى جانب مشاركة المرأة في جميع جوانب الحياة.
مشهد دخول الجولاني (أحمد الشرع) الى دمشق يعيد إلى الاذهان تلك التي رأيتها في روج آفا سابقا. مع الاختلاف الفكري الشاسع بين الجولاني المتأسلم ومقاتلي الكورد .
فعند دخول الجولاني عمت الأفراح والليالي الملاح الأوساط السورية والكُردية على حد سواء. لكن بصراحة، لا يستطيع عقلي الصغير أن يستوعب هذا المنطق البراغماتي، الذي يتيح للإنسان أن يغير جلده ويتنكر لماضيه بهذه السرعة! كيف لشخص حارب في تنظيم القاعدة في العراق لعقد من الزمن، ثم في سوريا في صفوف جبهة النصرة، وارتبط بمنظمة داعش الارهابية، إضافة إلى فكره العقائدي المتطرف أن يصبح مدنياً بين ليلة وضحاها؟ كيف له أن يحكم دمشق، تلك المدينة العريقة المختلطة والمتمدنة؟ هناك حلقة مفقودة تثير الكثير من التساؤل بحيث يصعب على السوريين البسطاء مثلي الإجابة عنها.
كمراقب للأحداث السورية المتسارعة تشعر بأن هناك عاصفة بعد هذا الهدوء في طريقها . فمثلا تم تشكيل الحكومة الانتقالية الحالية من قبل الشرع دون إشراك باقي فئات المعارضة أو النخب السورية !
الشرع يتخذ القرارات ويلغيها كما يحلو له وبذلك يعطي لنفسه الشرعية المطلقة باتخاذ قرارات استراتيجية مثل إيقاف الدستور وإلغاء الخدمة الإلزامية، والتي بحد ذاتها خدعة لباقي فئات الشعب السوري وعلى وجه الخصوص الكورد وكي لا يتم إشراك باقي الأقليات ويقتصر( الجيش الوطني السوري )على تلك الجماعات دون غيرها.
يقولون أن الاغنام تعيش خوفا من الذئب فيأكلها الراعي.
انضم الكورد الى التحالف الدولي في محاربة داعش، آملين بذلك الحصول على حقوقهم في سوريا المستقبل. بالاضافة الى جانب خوفهم من تركية التي تقف ضد تطلعات الشعب الكوردي في اي مكان في العالم، وليس فقط في اجزاء كوردستان الاربع . لكن هل ستقف الولايات المتحدة الى جانب الكورد في تحصيل حقوقهم بسوريا الجديدة ؟ وإن تعارض ذلك مع مصالحها مع تركيا، حليفها الاستراتيجي؟ أم تتركهم لمصيرهم ؟

إن سلمنا جدلاً أن تصريحات حكومة البشير وأحمد الشرع، التي تطمئن باقي الأقليات وعلى وجه الخصوص الكورد، ستتحول إلى فعل حقيقي، فإن السؤال الذي يظل قائمًا هو: كيف سيتم إرضاء تركيا، الراعية والداعمة الأساسية لهذه الحكومة والفصائل؟ تركيا تسعى بكل الوسائل إلى دفع هذه الجماعات لخوض حرب مع "قسد" والقضاء على القوات الكوردية، ولا تقبل بأن يكون للكورد أي دور في سوريا المستقبل.

فتركيا لن توافق على أي شكل من أشكال الاعتراف بالإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، لأن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على وضع الكورد في تركيا، الذين يتجاوز عددهم ٢٥مليون نسمة. فإذا تم الاعتراف بحقوق ٤ ملايين كوردي في سوريا، فكيف سيكون الحال على المطلب الكوردي في تركيا نفسها.
جميع الفصائل في سوريا مسيرة لا مخيرة وتتحرك وفقًا لمصالح مموليها وداعميها، وهذا من شأنه أن تجعل سورية من جديد ساحة للصراعات الدولية والاقلمية والتي سيؤدي في نهاية المطاف الى انقسامها لمناطق نفوذ.



#فلك_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقسام السوري بين بشار والبشير
- سقط الأسد أم سقط البلد؟
- نعوة الانسانية
- في رثاء حبيبة القلب
- في عذابات الحبيبة
- كورونا تقلب علي المواجع
- روج آفا حيث الحب والخوف
- التقاء أمة الكفر مع أمة الإسلام في نبع(الارهاب)
- عارية ام عراة !!
- حوار مع الفنان بيشوا
- الثقافة العراقية في مواجهة حرائق داعش .. في اعادة اعمار مكتب ...
- تقرير حلقة 2
- استهتار السلاح واختطاف أفراح – فلك محمد - تقرير
- دفاعاً عن رجلً من هذا الزمان
- ظروف المرحلة وخبز الحزب وزاده
- في الرد على السيد عبد الرزاق عيد
- عن المرأة والادارة الذاتية في روج آفا ..حوار مع سينم محمد
- من قنديل، سرحد ايمانوس*: نناضل من اجل السلام واخوة الشعوب في ...
- انا كافرة
- المرأة وحجاب الحزب الثوري


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة اعتقالات ومداهمات ليلية واسعة في الضفة
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- مسئول بحماس: إسرائيل تريد اتفاقا بدون توقيع.. ولم توافق على ...
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد يؤثر سلبا على اقتصاد ألمان ...
- إيران تُسرع تخصيب اليورانيوم والأمم المتحدة تدعو لإحياء الات ...
- اعتقال أوزبكستاني يشتبه بتورطه في -اغتيال جنرال روسي بتعليما ...
- مسئول أمريكي سابق: 100 ألف شخص تعرضوا للإخفاء والتعذيب حتى ا ...
- تواصل عمليات الإغاثة في مايوت التي دمرها الإعصار -شيدو- وماك ...
- تسنيم: اعتقال ايرانيين اثنين في اميركا وايطاليا بتهمة نقل تق ...
- زاخاروفا: رد فعل الأمم المتحدة على مقتل كيريلوف دليل على الف ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - فلك محمد - الجولاني من العسكرة الى التمدن!