أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد زناز - هل خوفًا من -ما بعد الأسد- تريدون سوريا ما قبل الأسد.. إلى الأبد!



هل خوفًا من -ما بعد الأسد- تريدون سوريا ما قبل الأسد.. إلى الأبد!


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 17:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما كان الأطفال يُلقَون في السجون، وكانت النساء تُغتصب، والمدن تُقصف، ويَعتدي النظام الحاكم على الشعب السوري، جهارًا نهارًا، لم نرَ منكم مظاهرات ولا اعتصامات ولا تعاطفًا على الأرض. كنتم تتوجهون إلى المساجد تجرّون بطونكم المتخمة وكأنما لا جريمة تُرتكب في سوريا ولا استغاثة تسمع.

يا أيها الذين آمنوا، شيعة كنتم أم سنة، لماذا تركتم الشعب السوري وحيدًا، واليوم تتباكون على سوريا التي تخافون سقوطها تحت حكم الأصوليين، ألم تصوتوا بأغلبية لهؤلاء الإسلاميين في بلدانكم كلما أتيحت لكم فرصة الاقتراع الحر؟ ألا تشكل مادة “الإسلام دين الدولة” في دساتيركم أروع هدية للإسلاميين، سواء جاءوا عن طريق العنف أو الاقتراع، ليطبقوا نسختهم من الإسلام؟

رفضتم التدخل الدولي بشكل مطلق، حتى لا أقول بشكل مَرَضي، ولم تطالبوا بتدخل حكوماتكم، وكان الحل الوحيد لإنهاء مأساة السوريين، ولم يكن لديكم حلّ بديل كفيل بردع النظام الدكتاتوري المسلط على أهل سوريا، ليس منذ بداية المظاهرات في سنة 2011 فحسب، بل منذ قيامه وتسلطه على سوريا وشعبها.
بشار الأسد ورث سوريا وشعبها كمن يرث مزرعة أو قطيعًا من الغنم، فاتحًا عهد الجمهوريات الوراثية. عن أي شرعية يتحدث أتباعه اليوم؟ ألم يأتِ الأب عن طريق الانقلاب؟ وأي خطر من الإسلاميين تهابون؟ أليس هو من دفع البلاد نحو الأسلمة؟ أليس هو من نكّل بالديمقراطيين والعلمانيين واليساريين والعباد الصالحين؟

يقول أهلنا في الجزائر في أمثالهم: “قل لي من هو صديقك أقلْ لك من أنت”، والملالي هم أصدقاء الأسد. هل في نظام هؤلاء ذرة من الحرية أو العلمانية أو الإنسانية؟ ودون ذكر الأصدقاء الآخرين من روسيا إلى الصين!
هذه بديهيات تفضلون عدم رؤيتها، وربما هذا ما يبعدكم عن لب المشكلة التي هي أساسا احتكار الحكم في سوريا من قبل عشيرة نصبت نفسها وصيا على شعب بأكمله. وهو ما يؤدي دائما بمثل هذه العصابات السياسية إلى انتهاج سبيل العنف والقتل والتدمير، لأن ذلك هو السبيل الوحيد أمامها للمحافظة على السلطة وفرض الأمر الواقع.

عدم التدخل الخارجي الحاسم على الأرض لردع النظام السوري وإيقافه عند حده، جعله يرتكب جرائم هي من أسوأ المجازر التي ارتكبت في حق الإنسانية. لقد ذهب هذا النظام بغبائه وجهله ولا مسؤوليته وقصر نظره إلى حتفه كسابقيه ولاحقيه.

لا أحد يحبذ وصول الإسلاميين إلى الحكم، ومجنون من يدعو لذلك في أي بلد من البلدان. لكن لا يمكن لإنسان له ضمير حي أن يقبل بإبادة شعب خوفًا من استيلاء أصوليين على مقاليد الحكم. هل خوفًا من “ما بعد الأسد” تريدون أن تبقى سوريا ما قبل الأسد إلى الأبد؟
لم يكن بشار الأسد ونظامه مهتمّيْن بازدهار البلد ولا بحقوق المواطنين، كما تبين تنازلات بشار اللامعقولة للروس وللملالي والإسرائيليين من أجل البقاء في الحكم. لقد كان طائفيًا، لم يكن يعادي الأصولية إطلاقًا، بل كان يرعاها ويعادي فقط الأصوليين الذين يريدون أن يفتكوا منه السلطة. أما العلمانيون فكان يعتبرهم أعداء له سواء أرادوا الوصول إلى الحكم أم لا، لأنه يختلف معهم جذريًا في مشروع المجتمع.

الأصولي والمحتل هو الأسد الذي اعتدى على الشعب السوري وحاول كسر إرادته بقوة السلاح. مشاهد الرعب في سجن صيدنايا والزنازين السرية أظهرت وحشية لا مثيل لها. وبغض النظر عن كل ما حدث، وما سيحدث، ألا تفرحون لإنقاذ هؤلاء المساجين من فم جهنّم؟ ألا ترون أنه من العار إطلاق اسم فلسطين على جناح في سجن تهان فيه كرامة السوريين، أطفالًا وشيوخًا، رجالًا ونساءً؟

مهما كان الأمر والصعوبات المستقبلية مع السلطة الحالية التي نعرف من أين جاءت وكيف تفكّر وقد ترتكب حماقات، لن تعيش سوريا مرة أخرى توحشًا سلطويًا أشد مما عاشته خلال أكثر من خمسة عقود. فما تركه النظام وراءه من شر لا يمكن أن يكرره نظام آخر، وكل تغيير سيكون حتمًا نحو الأفضل.

السلطة الجديدة الإسلاموية تعرف جيدًا أنها أمام شعب متعدد الإثنيات والديانات والمشارب قاوم نظامًا من أخطر الأنظمة، وهو قادر على مقاومة أي نظام إن حاول ممارسة الاضطهاد والتطرف والإقصاء. السلطة الجديدة تدرك أن الظرف الدولي لا يسمح بميلاد داعش آخر في المنطقة. ومع ذلك لا يجب التفاؤل المطلق، ولا التشاؤم المطلق أيضًا.



#حميد_زناز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا سيفوز دونالد ترامب على كامالا هاريس
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
- لا حل في حل البرلمان.. فرنسا نحو المجهول
- لهذه الأسباب سيحكم حزب مارين لوبان فرنسا
- مؤسسة تكوين/ الازهر ذراع داعش الايديولويجية
- الأمم المتحدة: لماذا تعادي العلمانية
- سقوط الغرب.. ذلك الوهم المزمن
- كيف يتفلسف اليابانيون
- الغرب.. المرض العضال للشرق الإسلامي
- الفريق الوطني الجزائري، ذلك الفشل المبرمج
- لماذا نحن شعوب انتحارية تمجّد الموت ؟
- ما يؤخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة .. تلك الاكذوبة الكبرى
- رسالة من المثقفين العرب إلى مثقفي الغرب.. سطحية و أصولية مست ...
- أخطار بقاء حماس في السلطة بعد الحرب
- طوفان الأقصى .. أغرق غزة
- لماذا فشل التنوير في الجزائر؟
- لماذا سينهار نظام الملالي في إيران؟
- حتى لا يبقى الناقد في بلداننا سجين التراث
- من القومية العربية المتطرفة إلى الإسلام المتطرف
- إلى متى يبقى سيف الردة مسلطاً على الرِقاب؟


المزيد.....




- قوات جيش الاحتلال تقتحم مدينة سلفيت في الضفة الغربية
- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد زناز - هل خوفًا من -ما بعد الأسد- تريدون سوريا ما قبل الأسد.. إلى الأبد!