عبد الحسين العطواني
الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 11:44
المحور:
المجتمع المدني
د .عبد الحسينالعطواني
لايخلو اي مجال من مجالات الحياة من مشكلات ، او ازمات ، سواء كانت داخلية ، اوخارجية ،وقد يكون احد اسبابها ضعف ، او رداءة الاتصال ، فالاتصال يتفاعل مع غيره من خلال التعبير عن ابعاد التفاعل الاجتماعي بين الافراد ، وللاتصال وظيفة تتصل بطبيعة العمل الاداري ، من تخطيط ، وتنظيم ، وتنسيق ، وتوجيه ، ورقابة ، وهو تبادل الافكار والاراء والمعلومات عن طريق الكلام ، او الكتابة ، او الاشارات ، من اجل انجاز المهام الموكله لهذه الجهة او تلك والارتقاء بها نحو افضل السبل ، لكن عندما يتحول الاتصال الى غير اغراضه الاساسية ، فانه يفقد قيمته الانسانية ، وهدفه في النفع العام ، وبالتالي قد يتحول الى الاكراه بمعى الضغط الذي يتولد منه هذا الاكراه ، كالمادي ، او المعنوي ، اما الاكراه المعنوي فهو الذي يتمثل بالخوف والرهبة ، وقد اتسعت صور الاكراه المعنوي في العصر الحالي اتساعا لم تشهد له العصور السابقة ، وتتمثل صور الاكراه المعنوي ، في الاكراه الاقتصادي ، حيث من اليسير ان يخضع الانسان لمن يتحكم في مورد رزقه ، وكذا اكراه الاستيعاب الجماعي بمعنى خضوع الفرد وارغامه على الانسياق في اتجاه معين بسبب انتسابه الى جماعة معينة ، او تنظيم معين تحت تأثير الخوف .
اما الاكراه النفسي فهو صورة انتشرت بفعل الوسائل العلمية الحديثة التي تستخدم الاتصال الجماهيري ، وبث الدعاية ، كالصحافة ، والراديو ، والتلفزيون ، وهذه الصور من الاكراه استخدمت سابقا لاول مرة على نطاق واسع من قبل النظام الالماني ، الا انها اليوم تستخدم بطريقة اكثر اتساعا واكثر تنظيما من جانب الدول الكبرى لاسلوب الاكراه النفسي ، المخترعات العلمية التي تحدث نوعا ما الاكراه النفسي لدى الشعوب ، او الدول الصغيرة ، وانتاج الاسلحة الذرية ، والاقمار الصناعية ، والعقول الأكترونية ، وكذلك المحاولات المتكررة لغزو الفضاء .
وبالتالي فأن الاكراه يجعل الشخص غير حر فيما يقوم به من افعال ، لان من حق الشخص ان يكون مختارا فيما يقول ، وفيما يفعل ، اما اذا كان واقعا تحت تأثير الاكراه ، او حالة ضرورة ، فأن ارادته تصبح معيبة ومقيدة .
#عبد_الحسين_العطواني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟