مكسيم العراقي
كاتب وباحث واكاديمي
(Maxim Al-iraqi)
الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 01:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقال ان المخابرات الامريكية هي من دعمت البعث في صعودة للوقوف امام المد الاحمر!
وساهمت في دعم البعث في انقلاب شباط 1963 حيث اعترف بالبعث باستقلال الكويت دون مقابل!
ثم جاء صدام وطالب بها عام 1990!
ويقال ان السفيرة, كلاسبي أعطت الضوء الأخضر لصدام لغزو الكويت, مع تحريض الكويت ضد العراق وامدادها بأجهزة السحب المائل للنفط العراقي!
وقد أدت مغامرة صدام تلك في غزو الكويت الى تدمير العراق وتسليمه لإيران!
حارب صدام ايران طويلا في الحرب العراقية الإيرانية ولمدة 8 سنوات وكان الخطر الإيراني مروعا! عندما تفرج العالم والعرب والنظام السوري على ذلك!
لابل ان نظامي القذافي والأسد دعموا ايران في الحرب, واوقف حافظ الأسد أنبوب النفط العراقي عبر سوريا الذي كان يضخ مليون برميل وكان مصدرا مهما لدعم الحرب, مع الانبوب التركي بعد ان تم قفل الخليج العربي بوجه العراق!
بعد حرب عام 1974 التي دامت عاما كاملا في الشمال, والتنازل عن نصف شط العرب تم دحر التمرد البرزاني وكان الخطر الإيراني الكردي ماثلا على العراق!
ولكن صدام ادار ظهره لكل ذلك في حسابات غبية منتشيا بوهم القوة والعظمة الزائف الذي يغذيه جوقة الطبالة والدجالين والمنتفعين والمتزلفين, ودخل مغامرة غزو الكويت دون حساب للمخاطر السابقة, في منازلة غبية حطمت العراق ونظامه وسملته لإيران!
اندحر العراق ودمر جيشه وتدخلت ايران عبر فيلق القدس في التمرد بعد غزو الكويت ورفعت صور الخميني في جنوب العراق من قبل اوباش الرهبر, مستغلين غياب الدولة والسلطة, مما صعق دول الخليج وامريكا!
وكانت أمريكا قد أوقفت الحروب في بداية اذار 1991 وكانت الانتفاضة في بدايتها وقد بدات عندما اطلقت دبابة عراقية النار على صورة لصدام في البصرة!
وعندما تدخلت ايران توقف الجيش عن الانضمام للانتفاضة او التفكير بعمل انقلابي!
وهكذا فان ايران حاضرة مع ذيولها لقمع أي تحرك ثوري عراقي!
وقد رفضت ذيول ايران التعاون مع حسين كامل عندما انشق وعزلوه من اجل ان تكون سلطة العراق ذات يوم لإيران فقط!
وسميت تلك الانتفاضة بالشعبانية! وليس انتفاضة اذار باعتبارها إسلامية رهبرية خالصة!
وعندما تقدمت بقايا النظام لسحقه, فرت بدر والحرس الثوري وتركوا الناس للموت بعد ان ورطوهم ثم قبضوا الثمن عبر مخصصات رفحا والمجاهدين وشهداء بدر! وايران من ميزانية العراق بعد عام 2003!
لقد سميت تلك بالانتفاضة زورا وبهتانا ولو نجحت لتم تسليم العراق لإيران من عام 1991!
وعاد برزاني الى شمال العراق وسيطر عليه مع طالباني وبداوا بالحرب الداخلية واستعان برزاني بصدام بعد ان دعمت ايران طالباني عام 1996! وقتلت قوات النظام اعداد كبيرة مما سمي بالمعارضة العراقية في طريقها!
ولأول مرة في تاريخ التمرد الكردي! يحتلون مدن ومحافظات!
وعادت ايران بعد تدمير العراق كقوة صاعدة في الشرق الأوسط!!!
الأسد واجه أمريكا وإسرائيل وعبث معهما بدعم حزب الله وايران, وتدخل في دعم حزب العمال التركي مجابها لتركيا العضو في حلف الأطلسي والدولة القوية, ولم يخشى العواقب وشعبه ذو توجهات إسلامية سنية! واضحة!
بعد ان اشتعلت المنطقة بوصول خميني للسلطة وتمويل الخليج للظاهرة الدينية الإرهابية في الشرق الأوسط والعالم.
كانت سوريا, محاطة بالعدو التركي والإسرائيلي, وعداء نظام صدام وعداء الشعب اللبناني! وعداء الخليج وعداء الشعب السوري في غالبيته!
لم يحسب حسابا لكل هذا! ولا لفقر ولا لقمع شعبه وهزال جيشه!
عندما يقرر ديكتاتور اعمى البصيرة, يعتمد على تقارير واراء الانتهازيين والمتسلقين والدجالين فان النهاية المحتومة ستقع اجلا او عاجلا!
تم في العراق في نيسان 2003, حل الجيش والداخلية والامن والمخابرات والقوا تلك القوات, في البداية دون رواتب تقاعدية بعد تجلي أفكار الجلبي والمعارضة في محاولة بائسة لاستنساخ التجربة الألمانية! بعد الحرب العالمية الثانية!!
ثم عاد النظام وهو صاغر لمنح هولاء رواتب تقاعدية بل شملوا مجرمي فدائيي صدام بتلك الرواتب في اطار صفقة وسخة لتمرير رواتب رفحا وهم بضعة الالاف من الفارين للسعودية كان الكثير منهم مجرمين وقتلة حرقوا وخربوا ودمروا واعتدوا على ممتلكات الدولة! ومنهم المعارض فائق الشيخ علي وشملوا حتى الرضع بتلك المخصصات او من ولد هناك!
كان فائق قد ترك السعودية الى ايران ليجد مستقبله السياسي هناك وهو لم يخدم في الجيش يوما واحدا ولم يعاني ولكنه عاد للسعودية بعد ان تم إهانة العراقيين وفر هناك الى لندن بسبب صلاته مع احد امراء ال سعود!
كان التعامل مع العراق قد نقل تجربة من بلد راسمالي متطور الى بلد فيه راسمالية دولة متخلفة! تحولت الى راسمالية عائلة وعشيرة متخلفة!
وكما قسمت برلين بين الأطراف المنتصرة, قسمت بغداد بين البيشمركة والحرس الثوري الإيراني (بدر) وحمايات المسعولين بمستوى فوج او اكثر لكل منهم مع القوات الامريكية!
على أساس انهم جميعا قد انتصروا على النازية البعثية وانهم ديمقراطيون احرار اقحاح وليسوا عتاكة من سقط المتاع جهلاء اذلاء, صباغي احذية الاستعمار الفارسي والامريكي!
أدى ذلك مع عوامل أخرى, منها فتح الحدود واطلاق سراح صدام للمجرمين قبل سقوطه, والسماح لبدر بالدخول والعمل وتشكيل مجلس الحكم بصيغة طائفية, الى نشوء التمرد الذي ساهمت فيه القوات المسلحة وخصوصا في المناطق السنية, التي اجتثت من السلطة والقوة! بخطا ارتكبته أمريكا بعد تشكيل مجلس الحكم وقيام دولة التوافق والمحاصصة, حيث يحكم الكل حسب نسبهم في البرلمان ويتقاسمون كل شيء وكل له دولته وقواته ومصالحه وشركاته واشقياءه, حسب المحاصصة والمغانم بتوصية من الإيرانيين والاكراد!
وقد يتكرر ذلك في سوريا!
تم تنفيذ اجتثاث البعث واستثني منهم من كان سيدا او من تعاون مع النظام الجديد وافسد معهم!
في استنساخ مريض للتجرية الألمانية باجتثاث النازيةّ!
ولم يسلم حزب البعث العراقي سلاحه ولا أمواله بل فضل الانخراط في التمرد او التحول الى تنظيمات دينية سنية إرهابية او التعاون معها كما حدث في سقوط الموصل وقد سارع البغدادي الى تصفيتهم!
وقد فضل كثير من البعثيين الانزواء والصمت غير ان بنادق ايران وبرزان لاحقتهم وقتلتهم دون أي محاكمة!
اما البعث السوري فكان اكثر طاعة فقد سلم سلاحه وامواله للنظام الجديد!
لم تكن أخطاء النظام العراقي والسوري هي أخطاء للبعث بصورة حتمية, فقد تحول النظام من نظام الحزب الى نظام الطائفة والعشيرة والعائلة وتم اختزاله بالفرد الصمد والقائد الأوحد!
انتهبت أموال وممتلكات الدولة من قبل الأحزاب الحاكمة في العراق ونشا وضع جديد عن نهب الميزانية في جوانب أخرى بين الشهداء والسجناء ورفحة والفارين ومخصصات المجاهدين! فضلا عن نهب الدولار والمناقصات والأراضي وكل ممتلكات الدولة!
وان تم ذلك في سوريا فسيتم الاجهاز على ماتبقى من الدولة!
ستتحالف النصرة مع تركيا كما تحالف نظام الأسد مع ايران تحالفا ستراتيجيا وربما مع قطر ودول أخرى لتابيد نظام الإرهاب الجديد!
وكما دخلت داعش وعاملت الناس بكياسة, أولا, كما قال الخائن اثيل النجيفي, فان النصرة بدات نفس البداية!
حتى تتمكن ثم تجهز على كل الحريات والمعارضين!
وهذا مافعله الضد الإسلامي الشيعي الفارسي بعد تسلق الخميني للثورة الإيرانية!
لم يسبق لاي مليشيا إسلامية ان امنت او درست شيئا ما عن الحرية والديمقراطية والوطنية والمصالح الوطنية والنزاهة والحريات الشخصية فتلك مصطلحات لاوجود لها في عقولها!
فالديمقراطية هي سلطة الشعب والإسلاميين ينفذون سلطة الله المزعومة التي انزلها قبل 1400 عاما في مجتمع بدوي قروي متخلف بعلاقات بدائية بثقافة مريضة يراد ان تسود العالم في كل مكان وزمان!
بدلا من سلطة العقل والعلم والمساواة والحرية والتقدم!
اقام نظام الأسد وحزب الله امبراطورية مخدرات خطيرة! في انعكاس اخر لما اشتهرت به ايران من دولة المخدرات مع أفغانستان!
من اجل المال والتمويل والمصالح الخاصة للطغمة السورية الحاكمة, تم ذلك دون التفكير بمصالح الشعب العربي والدول العربية وغيرهم!
لم يفعل ذلك نظام صدام وفضل التعاون مع ايران لتهريب النفط عبر الحرس الثوري, وكانت تلك الشبكات قد أسست لتهريب النفط بعد عام 2003!
كان نظاما صدام والأسد غير مهتمين على الاطلاق بجوع وعوز العراقيين والسوريين ولابجوع القوات المسلحة لابل ان صدام الذي انفصل عن الواقع انغمس في بناء القصور وركب العربة الذهبية اثناء الحصار في احد أعياد ميلاده, منفصلا عن الواقع وثورية واشتراكية البعث المزعومة, وكانت مشاريعه وتصريحاته تزيد من هبوط قيمة الدينار العراقي! حيث يدفع ثمن ذلك جياع العراق! وزاد الطين بله انه لايحاسب نفسه على سياساته الاقتصادية والخارجية بل قام بإعدام بعض التجار لانهم رفعوا أسعار المواد التجارية بعد ارتفاع أسعار الدولار!
وبلغ به الاستهتار انه قال للجنود "من لايكفيه الراتب فليعمل عمالة( عامل بناء) في الاجازة!"
عندما سقط نظام صدام تاثر خامنائي وارتعب وقال " الخزي والعار على جيش العراق"
ولكنه لم يكرر الان كلماته عن الجيش السوري!
اما السجون والمعتقلات والاعدامات والتعذيب فيبدو ان كلا النظامين متكافئين في ذلك!
واجه نظام الأسد تمرد الاخوان المسلمين الذين دعموا من الغرب وصدام, في حماه عام 1982 من اجل تغيير النظام العلماني الاشتراكي المتصدي لإسرائيل, كما ثار حزب الدعوة في العراق بسبب فساد النظام والمجتمع!!!
والفساد في عرفهم ليس الفساد المالي والإداري بل انتشار البارات والملاهي والاختلاط!
لقد تاجروا بالمقدسات والأعراف المتخلفة من اجل السلطة وعندما تسلموها افسدوا في الأرض ايما فساد وبكل الاتجاهات! تحدو بهم فتاوي دينية تعمل على تدمير الدولة ونهبها وخيانتها وتدميرها!
كان صدام قد اخطا في ترك الشمال بيد الاكراد وانسحب بعد عام 1991!
واخطا الأسد في ترك ادلب بيد الإرهاب وقد تكدس فيها الارهابيون بعد عمليات النقل لها من مناطق أخرى باتفاقات روسية او حكومية!
كما نقل حسن نصر الله الارهابيون من غرب سوريا الى قرب الحدود العراقية, التي ندد بها حيدر العبادي ذاته!
واسف نصر الله على حال عوائل الإرهابيين (المسلمين) وقام بنقلهم بسيارات مكيفة!
تركيا عضو في حلف الأطلسي ولها علاقات مع إسرائيل وبلد مهم ومتطور اقتصاديا ولايهددها غير التمرد الكردي!
والمشاكل الاقتصادية, اما نظام الملالي وعبر الحشد الشعبي يرتبط ويمول حزب العمال في شمال العراق!
أي ان كلا الطرفين الإيراني والتركي كانا ومازالا يتصارعان على النفوذ والقوة والأرض على حساب العرب.
كان حزب العمال قد تركز في شمال العراق باتفاق بين برزاني واردوغان, مقابل ربط نفط شمال العراق بالخط العراقي التركي! بعد سقوط الموصل, بامتيازات خطيرة لتركيا!
كما قام برزاني قبل ذلك بمنح امتيازات خطيرة لشركات نفطية غير معروفة يتناصف معها الأرباح!
ولم يكن التمرد البرزاني من أيلول 1961 صعودا, غير تعبير صارخ عن مصالح الشركات النفطية الأجنبية التي دعمت التمرد أولا ضد نظام الزعيم الذي ضيق الخناق عليها في عهده, لمصالح الشعب العراقي!
وكان الاب برزاني (الخالد) حسب كتاب شلومو نكديمون "الموساد في العراق ودول الجوار" يرغب في منح نفط كركوك للشركات الأجنبية بينما كانت تديره بارخص التكاليف شركة النفط الوطنية العراقية بعد التاميم!
وبينما لايكلف استخراج نفط الجنوب والوسط الا بضعة دولارات فان نفط شمال العراقي قد باعه برزاني للشركات التي تشفط اضعاف ذلك المبلغ الذي قد يصل الى 30 دولارا للبرميل! ولابد ان للعائلة المقدسة حصة في ذلك نظير نضالها الطويل وتكبيدها العراق خسائر لاتقدر بثمن ودورها في محاربة الجيش العراقي وعلاقاتها القديمة بإسرائيل, واخر تلك الأدوار الاشتراك مع القوات الامريكية في الزحف من الشمال نحو بغداد! عام 2003!
#مكسيم_العراقي (هاشتاغ)
Maxim_Al-iraqi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.