|
الوثيقة الاسلامية التي ينتظرها الاقباط المسيحيون
أسعد أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 1786 - 2007 / 1 / 5 - 11:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تقام الندوات و تنعقد المؤتمرات تحت شعار ما يسميه البعض بحوار الاديان و أحيانا يسمونها حوار الحضارات . و في شهر رمضان و في غيره من المناسبات الاسلامية أو المسيحية تقام المآدب و يتبادل رؤساء الاديان الزيارات و الاحضان و القبلات و علي صفحات الجرائد و أبواق دعاية العرب الوهابيين الذين يندسون تحت عباءة يسمونها الاسلام عنوة و اغتصابا تنطلق حناجرهم و أقلامهم بتكفير المسيحيين داعين إياهم نصاري و ينسبون الي المسيحيين عقائد النصاري الفاسدة التي انتقدها القرآن من كُفر و شِرك و المسيحيون الذي هم أتباع عيسي ابن مريم منها براء و علي أرض الواقع أحداث دامية لمهاجمة الكنائس و حرق بيوت المسيحيين و قتلهم و خطف بناتهم , و تتعاون الحكومة مع المجرمين فتخفي الحقائق و تعنت المظلومين و تضع العراقيل ضد بناء الكنائس أو حتي تجديد ما انهدم منها أو حتي إصلاح دورة مياه تحتاج الي جلدة حنفية و بمتابعة الاحداث المؤسفة ضد المسيحيين في مصر و التي قاد اليها بعض الدعاة الاسلاميين المتعصبين سواء عن جهل أو بغير قصد و بالنظر في كل المجهودات التي تبذل في إطار حوار الاديان فإنه من الواضح أن ما يشعل الفتنة الطائفية هو عدم دراية معظم المسلمين بموقف الاسلام ـ المبيّن في القرآن ـ من العقائد المسيحية السليمة و من معتنقيها . و يبقي الحوار يدور في حلقات مفرّغة طالما يَعتبر المسلمون و يتّهمون المسيحيين إنهم هم الذين دعاهم القرآن نصاري و إنهم كفّار و مشركون و إن كتابهم محرّف و مزوّر و إنهم يعبدون ثلاثة آلهة و المشكلة ليست إجتماعية و لا سياسية , المشكلة نظرة دينية بحتة تتركز في العقيدة التي زرعها العرب الغزاة في الانسان المسلم عن المسيحيين من هم؟ و ما هو إيمانهم الصحيح؟ فاخفوا عنه حقائق القرآن و لا يدري المسلم إن القرآن يصادق تماما علي الايمان المسيحي و إن المسيحي الحقيقي المتدين بحسب التعريف العربي القرآني هو مسلم حنيفي بحسب تعريف القرآن لديانة إبراهيم و عيسي المسيح و ليس كافرا ولا مشركا و لا زنديقا و إذا لم نبدأ بالخوض في النصوص القرآنية و التفتيش و البحث لكشف ما فيها من تأييد و مصادقة علي العقائد المسيحية التي كانت في أيام النبي محمد و ما زالت الي اليوم كما هي و الفصل بين عقائد المسيحيين الصحيحة كما وردت في الكتاب المقدس و بين عقائد النصاري الفاسدة التي انتقدها القرآن , فسيبقي حوار الحضارات و الاديان هو حوار الطرشان و سيبقي الدستور هو الغطاء العروبي الذي يعتمون به علي المستور و سيتحول جهد المفكرين و الكتّاب الي درب من اللغط عن المواطنة و المساواة و الحقوق الدستورية , و هم يتجاهلون إن الدّاء هو في الدين و ليس في السياسة و الدّاء هو في الجامع و موقفه من الكنيسة و ليس في مجلس الشعب و موقفه من الأقلية لذلك لا بد من اللجوء الي العلماء المسلمين الذين يجاهرون باخلاصهم لله أولا قبل إبتغاء رضاء البشر و الذين يجب عليهم أن يفحصوا آيات القرآن طالبين من الله العلم و الهداية أن يكونوا علي استعداد لدراسة الأمر بأكثر تدقيق و أن تكون لديهم الشجاعة معتمدين علي الله لينقذوا الوطن و المسلمين من الفكر العروبي الذي زوّر الاسلام و حوّره ليكون دين عداء لأتباع عيسي المسيح و أنا أطالب أن يهب الازهر بعلمائه ذوي الضمائر الحية أن يظهروا لامّة الاسلام ما حواه القرآن عن أتباع المسيح عيسي ابن مريم فاصلين بينهم و بين دين طائفة النصاري الفاسد في معظمه , حينئذ يكون هذا هو الحوار الصحيح و الوحدة الصادقة و المجاملة القلبية و ليست الظاهرية و أنا من هنا أطالب سيادة الكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر الذي علي عاتقه تقع مسؤلية إرشاد و تعليم المسلمين بكاملها ـ دونا عن رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء أو رئيس مجلس الشعب ـ أن يتفحص الأمر و أن يتبين النصوص القرآنية و أن يرجع الي الكتاب المقدس الذي كان بين يدي النبي محمد و هو اليوم بين يديه بكافة نصوصه كما أوحي بها و أن يحكم : هل العقائد الفاسدة التي ينسبها القرآن الي قبائل النصاري العربية هي عقائد المسيحيين الاقباط الذين يحيطون به و يعانقهم و يأكلون علي مائدته و هو أيضا يأكل علي موائدهم ؟ هل أخلاق النصاري التي انتقدها القرآن و حذّر العرب منها هي أخلاق المسيحيين التي تحضهم عليها نصوص الكتاب المقدس و تعاليم المسيح ؟ الم تذهب هذه القبائل النصرانية و اندثرت و بقيت الشعوب المسيحية شاهدة للمسلمين و أهل القرآن إن الرسالة التي أتي بها الله في التوراة و في الانجيل لا يمكن أن يمحوها السيف العربي ؟ أليس من أول رسالات القرآن العربي أن يكون مصدقا لتوراة موسي و إنجيل المسيح ؟ و أنا أطالب الدكتور طنطاوي أن يحقن دماء الاقباط في مصرـ التي لن يحقنها سواه لا الدستور ولا رئيس الجمهورية ولا وزير الداخلية و لا مجلس الشعب ـ الاقباط الذين هم مسيحيين أتباع المسيح عيسي إبن مريم الذي قال عنه القرآن أنه كلمة الله و روح منه و أن يحسم الأمر و يبطل التلكك و التلكع و التماحك و أن يقطع الخط علي الاعراب الذين وصفهم القرآن بأنهم أشد كفرا و نفاقا الذين اتخذوا من الاسلام و القرآن مِطية و ركابا لاغراضهم بعيدا عن وجه الله و أن يصدر وثيقة رسمية توجه باسم الازهر الشريف الي المسلمين جميعا تحوي الحقائق التالية :
أولا الكتاب المقدس الذي بين ايدينا اليوم بعهديه القديم و الجديد ـ أي التوراة و الانجيل ـ كتاب سماوي موحي به من الله و هو سليم و ليس به أي تحريف و هو نفس الكتاب الذي كان بين يدي النبي محمد وقت بعثه و وقت كتابة وحي القرآن الذي قال فيه : البقرة 176 "ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق و ان الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد" 213 "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبين مبشرين و منذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما إختلفوا فيه..." آل عمران 3و4 "نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه و أنزل التوراة و الانجيل - من قبل هدي للناس ..." النساء 136 "يأيها الذين آمنوا ءامنوا بالله و رسوله و الكتاب الذي نزل علي رسوله و الكتاب الذي انزل من قبل و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الاخر فقد ضل ضلالا بعيدا" و إن الكتاب المقدس مرجعية لتفسير ما عَسِر فهمه من القرآن العربي كما جاء في سورة يونس 94 "فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكن من الممترين" ثانيا المسيحيون ليسوا كفارا و لا مشركين و هم أتباع المسيح عيسي ابن مريم و لا تجوز معاملتهم الا بالمساواة التامة مع المسلمين و يعتبرو بحسب التسمية العربية التي سماهم بها القران مسلمين و قد قال القرآن فيهم: آل عمران 52 "فلما أحس عيسي منهم الكفر(أي اليهود) قال من أنصاري إلي الله قال الحواريون نحن أنصار الله ءامنا بالله و اشهد بأنا مسلمون" آل عمران 55 "إذ قال الله يا عيسي إني متوفيك و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروا و جاعل الذين إتبعوك (أي المسيحيين) فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة..." المائدة 111 "و إذ أوحيت إلي الحوارين أن ءامنوا بي و برسولي قالوا ءامنا و اشهد بأننا مسلمون" و يعتبر أي تمييز ضد أتباع عيسي الذين سماهم الكتاب المقدس مسيحيين و سماهم القرآن مسلمون إنما هو تمييز ضد المسلمين أنفسهم و ضد المؤمنين جميعا
ثالثا الكنائس المسيحية سمّاها القرآن بيعا و هي دور عبادة و مساجد لله الواحد ينطبق عليها قول القرآن في سورة التوبة 18 "إنما يعمر مساجد الله من ءامن بالله و اليوم الاخر..." و لا يجوز منع تشييدها و لا يجوز مهاجمتها و لا منع العبادة فيها بأي صورة كما جاء في سورة الحج 40 "الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله و لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بيع و صلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا و لينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز"
رابعا الصليب ليس علامة حرب و لاشرك و لا كفر بل هو عقيدة مسيحية سليمة لم يقاومها القرآن . و إن آيات القرآن في سورة النساء 157 "و قولهم إنا قتلنا المسيح عيسي ابن مريم رسول الله و ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم و ان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن و ما قتلوه يقينا" موجهة ضد اليهود و عقائدهم و ظنهم بنهاية عيسي المسيح و ليس ضد المسيحيين و لا ضد عقائدهم الذين يؤمنون إن الله بعثه حيا بعد أن توفاه هو حين أراد اليهود أن يقتلوه كما جاء في سورة آل عمران 55 "إذ قال الله يا عيسي إني متوفيك و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروا و جاعل الذين إتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة..."
خامسا كل ما جاء في القرآن لدحض بعضا من العقائد التي نسبها الي من دعاهم أهل الكتاب أو النصاري لا تنطبق علي المسيحيين أتباع عيسي المسيح و هم لا يتبعون عقائد النصاري التي فندها القرآن , و القرآن يصادق علي كل ما جاء في الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد فالمسيحيون لا يعبدون المسيح من دون الله و المسيحيون لا يتخذون عيسي و أمه إلهين من دون الله و المسيحيون لا يعبدون الصليب و المسيحيون لا يتخذون أحبارهم أربابا من دون الله و المسيح ابن مريم و المسيحيون لا يقولون إن الله ثالث ثلاثة و المسيحيون يقول عنهم القرآن في سورة العنكبوت 46"و لا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم و قولوا آمنا بالذي انزل الينا و انزل اليكم و الهنا و الهكم واحد (أي إله المسيحيين) و نحن له (أي لاله المسيحيين) مسلمون"
سادسا العقيدة المسيحية في الله عقيدة توحيدية لا شرك فيها و إن ما يعسر من فهمها لا يوجِب تكفير المسيحيين فإن إختلَف التعبير و تفرّق بحسب تباعد التعبيرات اللغوية التي عبّر بها رُسل الديانات كل إلي قومه لكن المضمون واحد و التوحيد في الله أنه لا شريك له لا خلاف عليه
سابعا إنجيل المسيح عيسي ابن مريم عن صلبه و موته و بعثه حيا و رفعه الي الله مثبت قرآنيا و لا ضلال فيه و لا تكفير للمؤمنين به كما جاء في القرآن لاخوف عليهم و لا هم يحزنون
و إلي أن تصدر هذه الوثيقة فإن كل ظلم يقع علي الاقباط في مصر و كل إنتهاك لحرية العبادة و كل إساءة و سوء يصيب الاقباط في مصر بسبب ديانتهم و عبادتهم لله سيكون كصوت صارخ في البرّية ينادي هل من مسلم أمين يبحث الامر و يفتّش عن الحق و يري و ينظر هل الاقباط كافرين و مشركين؟ أم أنها كانت كذبة عربية كبري و خدعة استحل بها العرب الغزاة خيرات مصر و أرضها, فأي ضمير يقبل الان أن يكون مسلمو مصر المخلصون المثقفون الباحثون و قادتها الدينيون حلفاء و خلفاء لشعب غزي مصر تحت سِترة و تمويه إدعاء كاذب و استحل دماءها و أعراضها بافتراء علي دينها و معتقداتها
#أسعد_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يُصر العرب علي إنكار صليب المسيح و رفض إنجيله الصحيح ؟
...
-
الحوار المتمدن تهنئة و تمنيات
-
الاسلام الصحيح المبني علي التوراة و انجيل عيسي المسيح
-
التعامل مع الواقع .... فاروق حسني يجب أن يذهب
-
رد علي تعقيب الاستاذ نهرو طنطاوي في مسألة تحريف المسيحية
-
بين إجتهاد الشيخ عمرو خالد في التدريس و حقيقة القس سامح موري
...
-
رد علي الدكتور أيمن الظواهري: الاسلام الصحيح لا يناقض المسيح
...
-
رد علي الاستاذ الشيخ نهرو طنطاوي في مسألة من هو المسيح
-
النصرانية و القبطية بين المسدس و الكتاب المقدس
-
بحسب اللغة العربية و القرآن و المفهوم العربي .... المسلمون ل
...
-
جمال مبارك أول رئيس للجمهورية المصرية الثانية
-
الدستور المصري القادم بين الاسلام و الجزية و السيف
-
لعبة التلات ورقات الامريكية ...السنيورة ... نصر الله ... أول
...
-
نهضة مصر بين تمثال مختار و آمال المصريين و واقع مصر المنهار
-
أحلام كاتب بائس : العراق شهيد العروبة و لبنان ضحيتها و فلسطي
...
-
العلمانية الكاملة -إعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله-
-
بعد أن هرب من تناحر السنة و الشيعة في العراق الاستاذ عامر ال
...
-
فلسطين أرض مصرية
-
أطالب الحكومة المصرية بالسماح بعرض فيلم شفرة دافينشي
-
الاستاذ / عامر الامير : يسوع ليس أسطورة ...... يمكنك مقابلته
...
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|