عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 15:23
المحور:
الادارة و الاقتصاد
هناك "طريق حرير" تركي(قيد التأسيس الآن)، يمتدّ من قطر إلى أوروبا عبر سوريا- تركيا.
هناك "طريق حرير" هندي تمّ تأسيسهُ بالفعل، ويمتدّ من الهند إلى الإمارات العربية، ومنهُ إلى بقيّة العالم.
هناك "طريق الحرير" الصيني "القديم"، وهناك المبادرة الخاصة بـ "الحزام والطريق" الصيني "الجديد".
هذه "المُبادرة" الصينيّة (ولأسباب سياسيّة، وجيوسياسيّة، بل وحتّى"عقائديّة") تتعرّض لضربات قد تكونُ مميتة، أو(على الأقلّ)هي واقعة، أو قد تقع، تحت "حصار" اقتصادي- سياسي (و جيو- سياسي) مُحكَم، يستنزفها تدريجيّاً، وقد يُفرغها من محتواها وجدواها الاقتصاديةـ السياسية في نهاية المطاف.
"طريق التنمية" العراقي التركي (اذا تجاوَز نطاقه الإعلامي- السياسي- العقائدي- الشعبوي)، وأصبح "مشروعاً اقتصاديّاً" يتكوّن من "وحدات استثمارية" متعدّدة الأنشطة، وواسعة النطاق، وتهدف إلى ترابط وتكامل اقليم غرب آسيا مع بقيّة العالم، يمكن أن يكونُ هو الخيار الصحيح للبدء بـ "عملية تنمية" شاملة ومُستدامة وحقيقية في العراق، ويمكن أن يكون بالتالي أفضل الإنجازات الاقتصادية للنظام السياسي القائم(الذي لا يمتلك أيّ انجاز اقتصادي- استراتيجي حتّى الآن).
"طريق التنمية" العراقي – التركي، يمكن أن يكون هو "الطريق الرئيس"، أو يمكن أن "يرتبِط" و "يتكامَل" مع طريق الحرير الهندي الإماراتي(المؤسَّس حديثاً)، أو مع طريق الحرير القَطَري- التركي(قيد التأسيس)، أو مع الطريقين معاً.. دون التفريط طبعاً بعلاقاتنا الاقتصادية الوثيقة مع الصين(وبالذات ما يتعلّق منها بصادراتنا النفطية إليها، وبعموم مفردات التبادل التجاري معها).
أرى أنّ هذا الموضوع يستحّق الوقوف عنده، أو التحسّب له، من قبل الجهات التي تتولّى إدارة ملفّ الاقتصاد والتنمية في العراق الآن، وأنّ هذا هو التوقيت المناسب لذلك، قبل أن نجد أنفسنا بعيدين، بل وبعيدين جدّاً عن جميع "طرق الحرير" و جميع "طرق التنمية" في هذا العالم.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟