أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف توفيق - باتريشيا كرون .. وتعصب الاستشراق الجديد















المزيد.....


باتريشيا كرون .. وتعصب الاستشراق الجديد


أشرف توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 8191 - 2024 / 12 / 14 - 20:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( يقال إن مسجد عمرو بن العاص في الفسطاط كان متوجهاً نحو الشمال البعيد،كان لابد من تصحيحه تحت حكم "قره بن شريك" ) باتريشيا كرون

كتاب باتريشه كورون (HAGARIS) الهاجريون 1977لم نلتفت له لمدة 10سنوات حتى جاء من يريد ترجمته " نبيل فياض" ولو لم يحصل منه على مليم من الترجمة؟!فنبيل فياض كاتب ومترجم له كتابات متناثرة وتائهة وممنوعة،وهو فى كتاباته (مكرا،مفرٍ،مقبل،مدبر،معا ٍضد الاسلام) ليظهر الكتاب بعد عناء مترجم للعربية بعد40 يوما من وفاة الأمام الخومينى لتنفد الباحثة، والمترجم من براثن فتوة بقتلهما من الخومينى وقد تكون حادثة منع رواية "آيات شيطانية" 1988لسلمان رشدي، أشهر حادثة منع عصرناه في التاريخ الحديث.فقد تطرّق رشدي (إلى النبي محمد وإلى القرآن وبحسب الرواية التي استندت إلى كتاب "صحيح البخاري" الديني قام النبيّ محمد بحذف وتغيير بعض الآيات القرآنية لتبريروجود ثلاثة آلهة كانوا مقدسين بمكة،والسبب أن الشيطان نطق على لسانه هذه الآيات.) وفى14فبراير1989صدرت فتوى بهدر دمّ رشدي اصدرهامؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الخميني الذي قال:"إنني أبلّغ جميع المسلمين في العالم بأنّ مؤلف"آيات شيطانية " الذي ألّف وطبع ونشرضد الإسلام والنبيّ والقرآن،وكذلك ناشري الكتاب الواعين بمحتوياته،قد حكموا بالموت،وعلى جميع المسلمين تنفيذ ذلك أينما وجدوا، كي لايجرؤ أحد بعد ذلك على إهانة الإسلام "

وباتريشة باحثة أمريكية ومؤرخة متخصصة بالدراسات الإسلامية ومعها السيد كوك كتبت كتابا ينضح بالمشاكل فعلاً؛ وإذا كنّا لا نوافق السيدين في كل ماكتباه لكن يظل الهاجريون شهادة حيّة على إنشغال الغرب بنا وبديننا الإسلام غير أن الرواية التي يقدمها الكتاب حول أصول الإسلام الأولى ليست تلك التي يقبل بها أيّ مسلم مؤمن؟! لأنها تقدّمه في دور يختلف بالكامل عن ذاك الذي نعرفه عنه من كتب السيرة الإسلامية والتراث فهذا كتاب خطّه كافران بالإسلام.فلن نتفاجأ أبداً منهما وهما يعلنا لنا ان النص القرآني لم يكتمل إلا بعد القرن الثاني أو الثالث بعد الهجرة؟! أوأن سفراً (رؤيوياً يهودياً) يقدّم الفتح العربي الذي أنهى الحكم الروماني لفلسطين كحدث إيجابي يؤرخ به لعلاقة قوية بين عرب وجدوا (بسوريا) ويهود ينسبوا لطائفة اليهودية النصرانية التى كانت قد هربت مطرودة من القدس مع باقى اليهود بمعرفة الرومان لمصلحة المسيحية التى اصبحت ديانة للامبراطورية الرومانية فهما من "المراجعون" ،طائفة متعصبة ضد الإسلام من المستشرقون الجدد.

وبسرعة ينقل كتاب (الهاجريون) الإسلام من صحراء الجزيرة العربية لصحراء الشام جاعلا النشأة الأولى للإسلام والوجود (بسوريا والقدس) بدلامن (مكة ويثرب)؟!وتعلل ذلك باتريشه كورون بقولها:(لايوجد مصدر واحد فى ذلك الوقت يذكر مكة وأحوالها؟! وتقول (أن يكون هناك مكان اسمه مكة حيث تقع مكة في يومنا هذا وأن يكون فيها حَرَمْ وثني "الكهبة"،فهو أمرمقبول تماما لبلاد العرب التى كانت مليئة بالكعبات (ولكن هذا المقبول الأن) نحن لانملك ادلة تاريخية مقنعة عليه؟! فباتريشا كورون ترى قبيلة قريش قبيلة عربية وجدت على سواحل سوريا وأخذت اسمها من القرش "فقريش" - تصغيرقرش"!! وتقول كما أخبر النبي معارضيه عن عدة أمم مندثرة مشيرا الى بقايا وآثار قوم لوط في مدينة سدوم وعامورة قائلا:[وإنكم لتمرون على ديارهم مصبحين وممسين]بينما هذا المكان يقع على البحر الميت فكيف يمر عليها المشركون والنبي يخاطبهم وهو في مكة او المدينة فهل هم في مكة يصبحون ويمسون على آثار سدوم وعامورة التي تبعد عن مكة آلاف الأميال؟! وتقول( هذا يدل ايضا بكل تأكيد ان كتابة القرآن كانت في بيئة البحر المتوسط وليس في صحراء مكة والمدينة)

وترد على المفسرون الذين قالوا أن قريش كانت تمر بخرائب قوم لوط أثناء رحلتهم السنوية إلى سوريا، بأن السبيل الوحيد ليمر المرء من مكان ما صباحا ومساءً،هو ان يعيش في مكان ما على مقربة منه أو يعيش فى نفس المكان.ومن مرجع ضعيف يعرف بالقصيدة الرؤيوية «الأسرار» يقدّم الكتاب دورالإسماعيليين ونبيّهم محمد باعتباره جوهرياً بالنسبة للحوادث المسيانية فمحمد مبشر بمجىء المسيح وهذا التفسير يصبح ذا معنى حين يوضع بجانب شهادة «عقيدة يعقوب» القائلة إن النبي العربى كان في الواقع يعلن عن مجيء المسيا ويبشر بنهاية العالم ويدع لليوم الآخر ويثبت يوم القيامة،وفي الوقت ذاته نجد تأكيداً مستقلاً قد يبدو غريباً بقبول اليهود "اليهود النصارى" بخاصة بأوراق اعتماد "محمد" كنبيٍ عربي مفترض وهكذا تقدّم لنا باتريشه دلائل على حميمية العلاقات بين العرب واليهود فالحرارة في ردة الفعل اليهودية على الغزو العربي للقدس وفتحه التي يشهد عليها سفر«عقيدة يعقوب» هى الأكثر وضوحاً،فى مقابل غياب هذه الحرارة من ردات المسيحيين المعاصرين سواء أكانوا أرثوذكساً اوهراطقة. في الوقت الذى يُكَتمّل الدليل على العلاقة الحميمة "اليهودية العربية" عبر إشارات عدائية متميزة ضد المسيحيين.فاليهودي الذي اعتنق المسيحية في «عقيدة يعقوب»يحتج بأنه لن ينكر المسيح ابن الله،حتى لو أمسكه اليهود والسرسنيون "المسلمين" وقطعوه إربا! العقائدية لهذا كلّه تجد تعبيراً دقيقاً لها حين يجعل المرجع الأرمني حاكماً اسماعيلياً قديماً يطلب من الإمبراطور أن يشجب «ذلك اليسوع الذي تدعونه المسيح والذي لم يستطع أن يخلّص حتى نفسه من اليهود» لأجل هذا ترجع إلى أقدم رواية ذات الصلة بالموضوع والتي تتحدث عن سيرة النبي رواية مقدّمة في تاريخ أرمني مكتوب في العقد السادس من القرن السابع

تبدأ القصة بخروج اللاجئين اليهود من الرها بعدما استردها هرقل من أيدي الفرس،خرجوا للصحراء وجاءوا إلى العرب عند أبناء اسمعيل فقد التمسوا العون منهم وأفهموهم أنهم أقاربهم "ابناء العم" وانهم مثلهم مختارين من الرب بحسب الكتاب المقدس،ومع أنهم [الإسماعيليون] كانوا على استعداد للقبول بهذه القرابة الحميمة،إلا أنهم [اليهود] لم يستطيعوا إقناع عامة الناس،لأن عباداتهم مختلفة.ولكن سهل ذلك أنه فى ذات الوقت كان هناك اسماعيلي اسمه "مهميت" وكان يعمل تاجراً؛ لقد قدّم لهم نفسه كما لو أن الله أمره بذلك،كبشير كطريق إلى الحقيقة وعلّمهم كيف يعرفون إله ابراهيم،لأنه كان مطلعاً على قصة موسى وملمّاً بها للغاية ولأن الأمر جاء من العلى،فقد توحدوا كلهم تحت سلطة رجل واحد في ظل شرع واحد وعادوا إلى الإله الحي الذي كشف ذاته لأبيهم ابراهيم ،بعد أن هجروا عباداته.حرّم عليهم "مهميت" أكل أي حيوان ميت، وشرب الخمر، والكذب،والزنى.لكنه أضاف «لقد وعد الله بهذه الأرض لابراهيم ونسله من بعده إلى الأبد والآن،أنتم أبناءابراهيم وسينجز الله الوعد الذي أعطاه لابراهيم ونسله أحبوا فقط إله ابراهيم اذهبوا وخذوا بلدكم التي أعطاها الرب لأبيكم ابراهيم،فما من أحد سيقدر على مقاومتكم،لأن الله معكم» وخرج"مهميت" قائدا عسكريا ب(اليهود النصارى والعرب الهاجرية) معا باعتبار الاثنين معا من سلالة ابراهيم من سارة الزوجة، ومن هاجر الأمى المصرية.اجتمعوا كلّهم حتى شكّلوا جيشاً عظيماً يريد تحرير القدس ثم أرسلوا بسفير إلى امبراطور اليونان،ليقول له: «لقد أعطى الله هذه الأرض إرثاً لأبينا ابراهيم ونسله من بعده؛ونحن أبناء ابراهيم؛ وأنت أخذت بلدنا بما فيه الكفاية؛تخلَّ عنها بسلام، وسوف لن نغزو بلادك، وإلا فسوف نسترد ماأخذت ونزيد عليه»
تبدو هذه الرواية المتعلقة بأصول الإسلام وكأنها رواية غيرمألوفة.ولكنها النظرية التى يحاول اثباتها الكتاب:(فمحمد النبى موجود ولكن ليس الذى نعرفه والإسلام موجود ولكن باعتباره طائفة أو فرع من اليهودية هى طائفة مهرطقة تدعى النصارى تؤمن بعيسى المسيح كنبى وليس آله) هكذا تبين لها من أدلة أثرية أرمنية وقبطية ويونانية وعبرية

تقول باتريشة كورون: (أخلي سبيل النبي من المغامرة الفلسطينية الأصلية عن طريق تنقيح تأريخي جعله يموت قبل سنتين من بدء الغزو وبُحث في الغزوات غير الفلسطينية عن وجهة أقل إرباكاً للخروج: يحفظ لنا التقليد الاسلامي آثارنقل فكرة الأرض الموعودة إلى غزو العراق وتعميم الخروج بحيث يشمل كل الأراضي المغزوة لكن الحلّ المحدّد كان في فصل الخروج عن الغزوات بالكامل وإعادة موضعته داخل شبه جزيرة العرب وهكذا أصبح «يوم الفرقان»في القرآن حدثاً في التقليد الإسلامي مع موقعة (بدر)، مع إنه هو يوم اورشليم ودخول العرب القدس.وعلى نحو معكوس صار تجمّع المنفيين اليهود في فلسطين على يدي الفادي طرداً لهم من شبه جزيرة العرب على يدي خليفة مسلم وصار المتعاونون اليهود في المغامرة الفلسطينية أنصار المدينة المنورة) ومن ثم ينبغى أن نفتح عيوننا لنرى مايقوم به الذين يحاولون العبث بتاريخنا.ففى الكتاب علاقة العرب باليهود تحت امارة محمد كانت فى صحراء الشام ليتم الأنطلاق منها لتحريرالقدس،وليس كما هو وارد فى الرواية الإسلامية
( العلاقات بين محمد وأسباط اليهود في المدينة )ورغم وجود وثيقة تعرف باسم «عهد المدينة» لكنها تهرطق لتقول أنها عقدت فى مكان ما غير يثرب وترجح أن يكون (مدين)؟! الذى حرف فى اللسان مع الزمن للمدينة.ولا تنتهى فواجع باتريشة فعلى عكس التقليد الإسلامي الذى يجعل الفتح لمكة يصر الكتاب بمراجعها الأجنبية الضعيفة بأن الفتح كان للقدس!!وبالطبع لايخلو الأمر من بعض التوتر فالكتاب لا يعتمد على آى مرجع من التراث الإسلامى،معتقدة أن هذه نزاهة علمية فى البحث؟!فالتراث الإسلامى تراه قصص وحكايات قصاصين

وهى ومن معها تقدم شذوذا تاريخى جاعله البتراء بالاردن مكان مكه ومنها خرجت جلجلات الإسلام الأولى."فبتريشا كورونة" أضطرت للقيام بأكروبات تاريخية،تعتمد فيها على أدلة تخمينية،مترددة،واحيانا متعصبة تصل للتحريف كما يقول "روبرت سيرجن" برفضها أن تكون مكة هى "ماكورابه" القديمة مدينة التجار عند بطليموس - والتى على ذلك إجماع علمى- والتى كانت قبل زمن الإسلام وكان يحج لكعبتها الوثنية وقتها

.. وقد جاء في (أخبار مكة – للأزرقي):
(أن العرب في الجاهلية زوقوا سقف الكعبة وجدرانها وجعلوا في دعايمها صور الأنبياء،وصور الشجر، وصور الملائكة فكان فيها صورة إبراهيم خليل الرحمن شيخ يستقسم بالأزلام،وصورة عيسى بن مريم وأمه، وصورة الملائكة عليهم السلام أجمعين،فلما كان يوم فتح مكة دخل رسول الله (صلعم ) فأرسل الفضل بن العباس بن عبد المطلب فجاء بماء زمزم ثم أمر بثوب وأمر بطمس تلك الصور،فطمس.قال:ووضع كفيه على صورة عيسى ابن مريم وأمه عليهما السلام وقال:امحوا جميع الصور إلا ما تحت يدي فرفع يديه عن عيسى بن مريم وأمه ونظر إلى صورة إبراهيم فقال: قاتلهم الله جعلوه يستقسم بالأزلام ما لابراهيم وللأزلام.)،

أجل سيطر عليها حلم نقل الإسلام من صحراء الحجاز لبساتين الشام؟!
فالكتاب يأتى بالغريب فى كل فصل رغم حجمه الصغير ولغته التأويلية، فالكاتبة تطرح أسئلة وتجيب عنها بأحوبة مضللة لاغيه المنطقى وأثبات عكس ماهو ثابت.يفاجىء المسلم بالعجيب فنجد أن الخروج "الهجرة" من مكة إلى المدينة يقدم الكتاب بديلاً عنه وهو هجرة الإسماعيليين "الهاجريون" إلى الأرض الموعودة فلسطين؟! تحت ادعاء (سوف تكون هنالك هجرة بعد هجرة،لكن أفضل الناس هم الذين سيتبعون هجرة ابراهيم) وجرى تفاهم مع اليهود مفاده أنه (يمكنك أن تكون في حلمي إذا استطعت أن أكون في حلمك) ولليهود،عبارة مفادها أن الملك الثاني الذي يظهرمن اسمعيل سيكون حبيب إسرائيل وهوالذي «يرمم صدوعاتها وصدوعات الهيكل» آى أن فتح القدس وبناء الهيكل كان هدفا عند القائد الهاجرى وفي هذه التورية يكمن الدين عند"مهميت"الذي عند تمام الزمن سيصبح الإسلام. لكن من ناحية أخرى لدينا الرواية التي يقدّمها سيبيوس حول نزاع علني بين اليهود والعرب بشأن ملكية موقع قدس الأقداس، والذي أحبط فيه العرب خطة اليهود لاسترداد الهيكل وبنوا عوضاً عنه مصلى خاصاً بهم "مسجد الصخرة" فقد اكتشف الهاجريون بعد فتح القدس(خداع اليهود) وهكذا انسلخ الهاجريون عن رعاياهم اليهود السالفين، تحلّل الهاجريون بدورهم من الالتزام بالقدس كان باستطاعتهم تقديم نموذج مناسب لخلق حرم جديد خاص بهم. هو الحرم المكي

تقول باتريشة (وكأنها تحكى تصورها):[التشابه مدهش.فكل طرف يقدّم البنيان الثنائي الجانب لمدينة مقدسة مرتبطة بقوة مع جبل مقدّس قريب منها وفي الحالتين نجد أن الطقس الأساسي يتمثل في حج من المدينة إلى الجبل.في الحالتين الحرم هو موضع أسسه ابراهيم،فالدعامة التي قدم عليهاابراهيم قربانه في شكيم تجد ما يقابلها في ركن الحرم المكي.]
وبسرعة اكتسب"المسلمون" أعداداً ضخمة من المسيحيين،حتى راحت عدائيتهم البدئية للمسيحية تتعرض للتآكل بشكل واضح وهكذا كتب نسطوري آخر يذكر(أن الغازين كانوا يحملون أوامرمن قادتهم لصالح المسيحيين في الوقت ذاته فإن قصة حياة البطريرك اسحق الراقوطي القبطية تشهد على العلاقات الرائعة بينه وبين الحاكم" عبد العزيز بن مروان" في ثمانينات القرن السابع) وفي رواية محفوظة في كسرة من تأريخ ماروني قديم لأعمال "معاوية" الخليفة المسلم بعد إذ صار ملكاً» في القدس عام659فهو يبدأ بالصلاة في الجلجلة الجثمانية،وقبر العذراء،وهذه موافقة مسلكية على تقاليد المسيحية (النسطورية).وهو بالطبع أكثرمما كان يسلّم به التقليد الإسلامي.والكتاب يرى أن محمد وبشكل خاص استلهم رب ابراهيم من أجل تقديم توحيدية عربية وذلك باعتبارها ديانة أسلافهم مع تطوير ديانة ابراهيمية بالمعنى الكامل للكلمة في القرآن فتبدو فكرة ديانة ابراهيم بوضوح كديانة مستقلة بذاتها بل إنه وللمرة الأولى يُمنح لها كتاباً مقدساً يدعى (صحف ابراهيم ).وهكذا وصنع محمد مشروع عيني ومتكامل لديانة هاجرية.ويعوّض عن هذا وذلك عن طريق تقديمه لفكرة"وصايا ابراهيم"-مشارإليها في«الاسرار»-وتحديدها بأنها (الختان والأضحية) وهكذا فالهاجرية "الإسلام الأول" تصنّف كديانة تؤمن بأسفار التوراة الخمسة الأولى بعد ذلك يتحوّل النقاش إلى مسألة ألوهية يسوع ومكانته كابن لله،لم يقبل هذا وإنما اعتبرته نبى ورفضت أسفار الأنبياء من الكتاب المقدس وتحدثت عن انجيل واحد هو انجيل "متى" تحاوا باتريتشه اقناعنا أن الاسلام كان هو الظهور المتطور لليهودية أوهو"اليهودية الثانية".؟!

وتكتب بكتابها "وهكذا وقف النذير العربي (محمد) في صف واحد ليس مع هود وصالح،بل مع موسى طور سيناء.سمتان في التركيبة الموسوية سهّلتا هذا الاصطفاف.الأولى كانت السهولة التي يمكن بها الانتقال ضمن المثال الموسوي من الفداء إلى الوحي،من البحرالأحمر إلى سيناء.
لم يكن صعباً رؤية محمّد في دور قائد الخروج الموسوي،وهو يقود جيوش فتح اورشليم ولم يكن هنالك ما يمنعه من إكمال عمله بتلقي وحي على جبل مقدّس مناسب التوكيد ملاحظ على نحو ممتاز في الصيغ المتقابلة التى تراها باتريشية لعلاقة موسى بمحمد والتي يقدّمها لنا تاريخان أرمنيان عن "فسيبيوس":"يبدو أن محمداً مطلع جيداً على قصة موسى" في حين يرى "صموئيل الآني" الأكثر تأخراً، أن اطلاعه على شريعة موسى غير كامل .لكن الشاهد الأكثر لفتاً للنظرعلى هذا التبدل هو التطور الغريب في علم دلالة الألفاظ للمصطلح " فرقان" من معناه الآرامي الأصلي «فداء» إلى المعنى العربي الثانوي «وحي» في الصورة الواردة في سفر(اشعيا7:21)حوّل الخلاص للراكب على الحمار إلى سِفر مقدس للراكب على الجمل.وباتريشه كورونا فى كل فصل تحيطنا علما بأنها تقدم محمد التاريخى وليس محمد الإسلامى والأصول الحقيقية لديانة الهاجرية التى بالطبع هى اصول الإسلام،فالتاريخ يعرف "مهميت" ولاشك عندها كباحثة ان محمدا كان موجودا.فقد سمع أهل سوريا (البيزنطيون) به بعد سنتين من وفاته وبالتالى ممكن أن نعطيه مزيدا من العمر لصالح فتح اورشليم!! وترى محمد الإسلامى لم تعرفه سوى المصادر الإسلامية العباسية التي تتحدث عن حياته في الفترة بين 750 – 800) أي بعد مرور اربعة اوخمس أجيال بعد موته .كما لم يظهر اسم محمد على قطع النقود المعدنية او الوثائق او مخطوطات البردي إلا بعد خمسين سنة بعد وفاته أي بحدود عام 680م وهذا كلها أسباب التشكيك بوجود محمد اصلا فالتاريخ يكتب بناء على الدليل الوثائقي والنقوش على الحجارة والمخطوطات الجلدية أو البردية أو الآثار المستخرجة من بقايا تحت الأرض المحافظة على شكلها الأصلي.وليس على ما يتم تناقله شفهيا.

وبالطبع لاتترك القرآن وتهتم بأمره على طريقتها فى الالتفاف فتكتب: فكان الوعد الذي يرد في سفر التثنية حول «نبي مثل موسى».مشجعا ليبدو محمداً هو النبي الذي يتحدث عنه سفر التثنية ومن أجل إعادة صياغة دورمحمد كحامل لوحي جديد.كان على الهاجريين الإتكال على أنفسهم في تأليف كتاب مقدس فعلي لنبيهم،أقل غرابة من كتاب موسى وأكثر واقعية من كتاب ابراهيم لكن ما من مصدر قديم يلقي بأي ضوء مباشر حول كيف ومتى تَمَّ هذا.؟!

تقول( لقد تبين لنا بما يكفي تأكيده ان القرآن عبارة عن مجموعة من الأقوال التي نطق بها محمد بشأن الدين،والتي زعم أنها موحاة له من الله. قد لا يكون الكتاب (القرآن) قد احتفظ بجميع السور و الرسائل التي يزعم أنه تلقاها من ربه .ويصعب الشك أنه نطق أغلبها أو بعض منها ففيما يتعلق بطريقة الإنشاء،ثمة سبب ما يدفعنا للافتراض بأن القرآن جُمع من عدد وافر من الأعمال الدينية الهاجرية الأقدم منه. وهو نفسه الادعاء ضد الخليفة عثمان بأن القرآن كان كتباً عديدة لم يترك منها غير واحد.

في حين أن ليفون يجعل الامبراطور ليون يصف كيف أتلف "الحجّاج الثقفى" فى العصر الاموى «الكتابات» الهاجرية القديمة فالمصادر المسيحية والإسلامية على حد سواء تعزو إلى الحجاج دوراً ما في تاريخ الكتاب المقدس الإسلامي وفي الرواية التي يعزوها ليفون إلى ليون، يقال(إن الحجاج جمع الكتابات الهاجرية القديمة وأتلفها ثم أحلّ محلها كتابات أخرى ألّفت وفق مذاقه) وهكذاتقهقرالحضورالموسوي بشكل أو بآخر والتوراة أُغرقت في بحيرة طبرية بنوع من التوقير وتم إدخال الديانة التوحيدية الأكثر قدماً في منظور أكثر راحة.بالمقابل صار الهاجريون الآن في موقع يؤهلهم للاعتراف بأنبياء الشرع اليهودي ولتوسيع دور يسوع بوضعه بين موسى ومحمد في سلسلة متعاقبة من مشرعين عظام. وصار الدين الجديد " الإسلام" واثقاً كفاية الآن، وابتعد بقوة عن أصوله اليهودية بحيث واجه اليهودية على أرضها الوطنية بالقدس: (حين بنى عبد الملك بن مروان القبة التي أذاع فيها رسالة محمد النبوية، وضعها على صخرة الهيكل بالذات وفيها "محمد رسول الله" واضعا القبلة فى
إتجاة الكعبة)



#أشرف_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسوية الدولة بين حواجب درية شفيق وبياض لطيفة الزيات عن كتاب ...
- أنا ولميس جابر وحرس فاروق الحديدى
- تاريخ القبلات والاهات يكتبها أشرف توفيق
- وكان البحر بيننا,, اقتباس من رواية (قرصان يسرق بحرى) للكاتب ...
- مارلين مونرو الذ اختراع امريكى بعد الكوكا كولا - بتصرف عن كت ...
- وكانت اسمهان تقصد التابعى حين غنت (ياحبيبى تعالى الحقنى شوف ...
- من قتل اسمهان؟ هل فعلتها المخابرات؟! ولا يهم بعد ذلك مخابرات ...
- مع اليفة رفعت... اللقاء الأول والأخير.
- أنا وصنع الله ابراهيم نلنا آمانينا
- القبض على بائع الجرائد بأعتباره يبيع أسلحة الكلاشنكوف... عن ...
- احبوها الثلاثة أنيس منصور ورفاقه !!
- ملك الصحافة والنساء.. .. وملكة بحق وحقيقي !!
- من السير والتراجم إلى الفضائح والتعرية
- في وصف الهوى
- الحب ... أوله هزل وأخره جد!
- لطيفة الزيات ..والذى اسقط الامبراطورية الرومانية ؟!
- الزعيم والحريم النسوية المصرية فى ثورة 1919 وسبق سعد زغلول ق ...
- تكتب بجسدها نظرية جديدة فى الأدب النسائى ( 2 من 5 )
- تكتب بجسدها نظرية جديدة فى الأدب النسائى (1من 5)
- يطحنون الزعفران فى اضواء الريمبو المبهجة!


المزيد.....




- اسلامي:  يجب تحقيق التطور دون الاعتماد على نظام الهيمنة العا ...
- الشرع خلال اجتماعه مع الطائفة الدرزية: سوريا يجب أن تبقى موح ...
- خالد نبهان.. الشهيد المبتسم الذي سلبه الاحتلال -روح الروح-
- بايدن خلال احتفال بعيد يهودي: أنا صهيوني.. ولن أتوقف حتى أعي ...
- فيديو مؤثر من غزة.. صاحب عبارة -روح الروح- يلحق بحفيدته
- -ستكون طبيعية-.. أحمد الشرع يتحدث عن فرض الشريعة الإسلامية ف ...
- ثبتها الآن لأطفالك .. تردد قناة طيور الجنة 2025 على العرب وا ...
- مقتل 4 أشخاص وإصابة 5 آخرين في إطلاق نار في مدرسة مسيحية بول ...
- لماذا يعاني المسلمون في شمال الهند أكثر من جنوبها؟
- بقذيفة -دبابة إسرائيلية-.. مقتل خالد نبهان صاحب مقولة -روح ا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف توفيق - باتريشيا كرون .. وتعصب الاستشراق الجديد