|
سقوط المنسحبين إلى الأعلى، طمعا في جلب المزيد من الناخبين، من أجل ارتفاع قيمة التعويضات في الحزب المؤسس، جعلهم لا يفكرون في الصعود إلى الأسفل...
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 8190 - 2024 / 12 / 13 - 02:43
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
بين السقوط إلى الأعلى، والصعود إلى الأسفل، بون شاسع. فالسقوط إلى الأعلى، تحضر فيه الذات، ولا يتغذى لصالح الذات، من الأوضاع المتردية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. الأمر الذي ترتب عنه: أن حضور الذات، يغيب الآخر، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ولا يتم استحضار إلا الذات، وما تستفيد الذات المسؤولة عن العمل الحزبي، أو عن العمل النقابي، أو عن العمل الجمعوي، أو عن العمل الحقوقي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، لتصير الذات محققة لتطلعاتها الطبقية، في مستوياتها المختلفة، مهما كانت، وكيفما كانت.
أما الصعود إلى الأسفل، فإن الصاعد لا ينظر إلى الذات؛ لأنه يصبح جزءا لا يتجزأ من الموجودات، والموجودين في الأسفل، أي جزءا لا يتجزأ من العاملات، والعمال، وباقي الأجيرات، وباقي الأجراء، وسائر الكادحات، وسائر الكادحين، مطالبهن، ومطالبهم، هي مطالبه، واستفادتهن، واستفادتهم، هي استفادته، يعمل على توعيتهن، وعلى توعيتهم، بأوضاعهن، وبأوضاعهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
وإذا كان الأمر يتعلق بالتوعية السياسية، فإن التعبئة تقوم على أساس معرفة علاقات الإنتاج القائمة، وموقع العاملات، والعمال، وباقي الأجيرات، وباقي الأجراء، وسائر الكادحات، وسائر الكادحين، من علاقات الإنتاج، سعى إلى العمل على إذكاء الصراع الطبقي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، سعيا إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، في الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
والسقوط إلى الأعلى، لا يمارسه إلا المرضى بالتطلعات الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهؤلاء المرضى بالتطلعات الطبقية، لا ينظرون إلى الأسفل، ولا يسعون إلى الارتباط بمن يعيشون في الأسفل، كالعاملات، والعمال، وباقي الأجيرات، وباقي الأجراء، وسائر الكادحات، وسائر الكادحين؛ لأن الارتباط بهم، يجر إلى الصعود إلى الأسفل، والمرضى بالتطلعات الطبقية، يفضلون السقوط إلى الأعلى، حتى يصيروا من الأثرياء، ومن أجل أن تتوفر لديهم إمكانيات السقوط إلى الأعلى، انطلاقا من استغلال زعامة، أو قيادة التنظيم، أي تنظيم، سواء كان حزبيا، أو نقابيا، أو حقوقيا، أو جمعويا، لأن من تعود على استغلال التنظيم، أي تنظيم، مهما كان، وكيفما كان، يتهافت على المسؤولية الأولى في التنظيم، حتى يستغلها في ممارسة العمالة للسلطات المسؤولة، كما يستغلها في ممارسة العمالة الطبقية، التي تمكنه من التسريع بتحقيق تطلعاته الطبقية. وخاصة منهم: أولئك الذين ينشئون أكثر من جهة، من أجل تلقي الدعم من الجماعات الترابية، الذي لا يوظف في تنشيط العمل الجمعوي، بقدر ما يوظف فيما يخدم التطلعات الطبقية. ولعل المواطنين، في كل جماعة ترابية، يعرفون:
من أين بنى رؤساء الجمعيات دورهم، وما يملكون من عقارات؟
خاصة، وأنهم قبل أن ينشئوا الجمعيات، لا يملكون حتى قيمة قطمير، إذا كان للقطمير قيمة.
وكيف صاروا الآن بعد تلقيهم الدعم السنوي من كل جماعة ترابية؟
وفيما يخص الصعود إلى الأسفل، فإنه يحتاج إلى ممارسة الانتحار الطبقي: أي التخلي عن ممارسة التطلعات الطبقية: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وأن يرتبط بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين: فكرا، وممارسة.
وإذا كان السقوط إلى الأعلى، مفيدا للبورجوازية الصغرى، فإن الصعود إلى الأسفل، يجعل البورجوازية الصغرى تمارس الانتحار الطبقي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، فإن عملية الانتحار الطبقي، نفسها، تجعل البورجوازية الصغرى، تعيد النظر في ممارستها، وتتخلى عن تطلعاتها الطبقية، لتتصنف إلى جانب العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويعمل معهم، من خلال العمل الجمعوي، والعمل النقابي، والعمل السياسي الحزبي، على تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، التي تنعكس، إيجابا، على المجتمع، ككل، إلى جانب عملهم على تغيير الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، في أفق العمل على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية، في أفق الاشتراكية.
والصعود إلى الأسفل، نقيض السقوط إلى الأعلى، والصعود إلى الأسفل، ذوبان في صفوف الكادحين، بينما نجد أن السقوط إلى الأعلى، يساهم في تحقيق التطلعات الطبقية، لتتحول البورجوازية الصغرى من مستفيد بين الكادحين، كما يستفيدون هم، إلى محققة للتطلعات الطبقية.
والفرق كبير، بين أن تكون من الكادحين، وبين أن تكون متميزا عليهم، بما تمتلكه من ثروات هائلة، تعمل على حراستها، حتى لا تضيع. ومعلوم أن الضياع، حاضر في السقوط إلى الأعلى، وغائب في الصعود إلى الأسفل؛ لأن البورجوازية الصغرى، في السقوط إلى الأعلى، تتحول إلى مجرد حارس، بخلاف الصعود إلى الأسفل، الذي تعيش فيه كما يعيش الكادحون، كفرد من بينهم، له ما لهم، وعليه ما عليهم، في الحياة العامة، وفي الحياة الخاصة، التي تختلف جملة، وتفصيلا.
فالكادحون، عمالا كانوا، أو أجيرين: منتجين كانوا، أو مقدمين للخدمات الآنية، أو فلاحين صغارا، أو معدمين، أو عاطلين، أو معطلين، يعيشون في أسرهم، نفس نمط العيش: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، لا يختلفون إلا في السكن، وعدد لأفراد الأسرة، سعيا إلى إيجاد مجتمع المساواة، ومجتمع التضحية، ومجتمع التحرير، ومجتمع الديمقراطية، ومجتمع الاشتراكية.
والكادحون جميعا، وخاصة، عندما يجمعهم العمل، في مؤسسة، يسود بينهم الود، والتضامن، فيما بينهم، والتضحية من أجل بعضهم البعض، والنضال المشترك، من أجل تحسين أوضاعهم: المادية، والمعنوية، في أفق تحقيق المكاسب: المادية، والمعنوية، التي تنعكس على مستوى العيش، وتزيد من توطيد الروابط، التي تجمعهم على جميع المستويات: الاقتصادية: والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، وإذا احتاج بعض منهم إلى مساعدتهم، تكالبوا عليه، من أجل تلبية مطالبه: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، إلى أن يتجاوز الوضعية التي يعاني منها، إلى درجة أن العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن بينهم المنتحرون طبقيا، سنجد أنهم يشكلون وحدة متماسكة، فيما بينهم، كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الأعضاء: بالسهر، والحمى.
وهذه الوحدة تزداد توطيدا، وقوة، بالانتماء إلى نقابة مبدئية مبادئية، تهدف إلى تحرير الإنسان، وديمقراطيته، واشتراكيته، عن طريق السعي إلى تحقيق التحرير: تحرير الإنسان، والأرض، والاقتصاد، من العبودية، ومن الاحتلال الأجنبي، ومن التبعية للرأسمال العالمي، ومن خدمة الدين الخارجي، والعمل على تحقيق الديمقراطية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والنضال من أجل تحقيق الاشتراكية.
وإذا كان النضال من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، يتحول إلى نضال من أجل الرفع من قيمة التعويضات، التي يتلقاها الحزب سنويا، والتي تحدد بعدد الأصوات، التي حصل عليها الحزب، في آخر انتخابات، فكأن الانتخابات، عندنا، في المغرب، حرة، ونزيهة، وكأن بيع الضمائر، والاتجار فيها، لم يعد متفشيا في المجتمع المغربي، وكأن السلطات لا تزور الانتخابات، لصالح الحزب الذي تريد إيصاله إلى الحكومة، وهو ما يترتب عنه: أن المنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لا يمكن أن نعتبرهم إلا خونة، لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي؛ لأنهم:
1) يدركون جيدا، أن عملية الاندماج التي انتظرناها، لعدة سنوات، غير واردة في التقارير المعتمدة، في المؤتمر التأسيسي، لحزب فيدرالية اليسار، وأنهم لم يتموقفوا من عبارة: (الاشتراكية الأيكولوجية)، الواردة بالخصوص، في التقرير التنظيمي، وهي عبارة، لو وردت في تقرير لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، صادر عن أحد مؤتمراته، لتصدى له الجميع، وبدون استثناء، بما في ذلك معدوا التقرير، الذي وردت فيه، وما داموا قبلوا بهذه العبارة، بعد قبولهم بالانسحاب من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، بهويته: الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الكادحين، والالتحاق بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي لا هوية له، والذي يعمل على إقرار ديمقراطية الواجهة، باعتبارها هي الديمقراطية الحقيقية، بدل التمسك بالديمقراطية الشعبية، بمضامينها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والاكتفاء باعتبار عبارة: الاشتراكية الأيكولوجية، هو الاشتراكية، التي يجب أن يناضلوا من أجلها، في مقابل التنكر للاشتراكية العلمية، التي أصبحت (متجاوزة) في نظرهم، بالإضافة إلى تخليهم عن تحرير الإنسان، والأرض، والاقتصاد، من العبودية، ومن الاحتلال الأجنبي، ومن التبعية، ومن خدمة الدين الخارجي، طمعا في الحصول على رضى الدولة المخزنية، التي تعطي أمرها بتصعيد مرشحي حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذين قد لا يكونون من المنسحبين، من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أو قد يكونون من المنسحبين، من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، كجزاء لهم، على خيانة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وعلى تنكرهم للاشتراكية العلمية، وللمركزية الديمقراطية، ولأيديولوجية الكادحين، وقبولهم بكل ما يقرره المخزن.
2) يستوعبون جيدا، أن الإدارة المخزنية، ليست ديمقراطية، وأنها لا زالت، بطريقة، أو بأخرى، تزور الانتخابات، وأن هذا التزوير، أصبح لا يناقش: جملة، وتفصيلا، على المستوى الإعلامي، مع تغييب الدور الإعلامي، الذي يلعب دوره، في عملية التزوير، التي تعرفها الانتخابات الجماعية، والبرلمانية، وفي حالة تزوير النتائج لصالح حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، سيختفي مصطلح التزوير، من أدبيات الحزب، ومن الإعلام الحزبي باسم حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، وسيسود تمجيد ديمقراطية الواجهة، باعتبارها هي الديمقراطية الحقيقية، ونحن نعرف: أن العديد من المرشحين باسم فيدرالية اليسار الديمقراطي، سابقا، كانوا يشترون ضمائر الناخبين، ومنهم من يقدم رشوة إلى المسؤول الأول عن الإقليم، في الانتخابات البرلمانية. إلا أن من يدفع أكثر، هو الذي يحظى بالفوز، وفي ظل الشروط الحالية، لا مكان في الممارسة المخزنية، للانتخابات الحرة، والنزيهة؛ لأن استمرار إشراف وزارة الداخلية على الانتخابات، هو الدليل القاطع، على أن تزوير الانتخابات، سيستمر، إلى مالا نهاية، ما لم تكن هناك هيأة للإشراف على الانتخابات، من ممثلي الأحزاب المختلفة، والمعترف بها رسميا، وتحت إشراف القضاء، بعد أن يصير حرا، ومستقلا، عن المؤسسة المخزنية، ولا تتحكم فيه أية جهة، مهما كانت، وكيفما كانت.
3) يعلمون جيدا: أن الفقر المدقع، الذي يعاني منه معظم المغاربة، وخاصة في البادية المغربية، لا يمكن أن يصوتوا على أي مرشح، مهما كان، وكيفما كان، إلا بمقابل، يمكن الاتفاق عليه، على أن يكون أعلى مقابل، يقدم للناخب، بعد التصويت على مرشح معين، وإلا، فإن الناخب لن يصوت أبدا، لأنه لا يدرك البرامج الحزبية: المحلية، أو الإقليمية، أو الجهوية، أو الوطنية، ولا يستطيع التمييز بين بين البرامج الحزبية، لا لشيء، إلا لأنها لا تقدم له، ولا تشرح، خاصة، إذا كان هذا الناخب لا يعرف الكتابة، والقراءة، لأميته، لأنه لم يعرف الجلوس على المقعد الدراسي، والمغرب الذي حصل على الاستقلال الشكلي، سنة 1956، لا زالت نسبة مهمة من سكانه، تعاني من الأمية، على مستوى القراءة، والكتابة، أو ما يسميه البعض: بالأمية الأبجدية.
4) يتيقنون: أن من يتواجد معهم، في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، لا بد أن يتناقض معهم، في فكرهم، وفي ممارستهم، وأن عليهم أن يتخلوا عن كل ما كانوا يقتنعون به، في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أملا في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، بما في ذلك تحريفاتهم، التي كانوا يروجون لها، خاصة، وأنهم لم يعودوا في حاجة إلى التحريف، لأن الحزب، الذي التحقوا به، بدون هوية، ولأن هوية حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لم تعد مقبولة، لا من قريب، ولا من بعيد، عند المنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
أما التوجهات الأخرى، المتواجدة في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، فإنها لا علاقة لها بالاشتراكية العلمية، ولا بالمركزية الديمقراطية، ولا بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن يتواجد معهم، في حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، تحضر، عند كل واحد منهم، الذاتية، بشكل كبير، ولا يسعى، أبدا، إلى التضحية، لا بالوقت، ولا بالعمل، ولا بالمال، ويحرصون على أن يحتلوا جميع المناصب الحزبية. وكل الترشيحات الحزبية في الانتخابات، وسيحسب عليهم، من يدفع أكثر في التزكية، من أجل الترشيح، باسم الحزب، كما يحصل في جميع الأحزاب، التي تنعدم فيها الديمقراطية، التي لا يترشح فيها باسم الحزب، إلا الأثرياء، الذين يستطيعون شراء التزكية، وشراء الضمائر، من أجل الوصول إل المجلس الجماعي، أو إلى البرلمان؛ لأن الانتخابات الحرة، والنزيهة، كما تسعى إلى ذلك الأحزاب اليسارية النظيفة، والمتأصلة، غير قائمة في المغرب، خاصة، وأن الناخبين في المغرب، تعودوا على بيع ضمائرهم، وأصبحوا ينتظرون أي محطة انتخابية، من أجل الحصول على مقابل، يزداد ارتفاعا، في كل انتخابات، تبعا لارتفاع الأسعار بصفة عامة، نظرا لحاجة البيت، أي بيت، إلى مصروف، لبضعة أيام.
5) يحرصون على أن يستفيدوا من تجربة الحزب الجديد، حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي لم نعرف بعد كيف يتعامل مع الانتخابات، ومع الترشيح إلى الانتخابات، سواء كانت جماعية، أو برلمانية، وهل يصير الفائزون فيها مطالبين بمقابل كبير، كناخبين كبار، حتى يستفيد الفائزون في الا نتخابات، من أجل الشروع في تكوين ثروات هائلة، للتنظيم المعتبر يساريا، بدون هوية. والتجربة الانتخابية المقبلة، ستبين:
هل هو تنظيم يساري منسجم؟
أم هو تنظيم لا ينتمي إليه إلا أصحاب المصالح؟
كما هو الشأن بالنسبة للمنسحبين من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والملتحقين بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، الذي لا يحمل أية هوية، يمكن أن تجذب إليه المناضلين المخلصين، الذين يسعون إلى تغيير الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي؛ لأن المشكلة القائمة عندنا، ليست في إصلاح ما صار فاسدا، بل في تغييره. والتغيير، يحتاج إلى عمل صادق، والعمل الصادق، يحتاج إلى الصدق في الانتماء إلى التنظيم، الذي يعمل على تغيير الواقع: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، من أجل أن يصير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، والأمل في التغيير، يحتاج إلى حمل للأمل، صادق في القول، وفي العمل. والقول الحقيقي، هو الذي يصدقه الفعل، أو تصدقه الممارسة، ونحن عندما نمارس القول، الذي يصدقه الفعل، نعمل على تغيير الواقع، تغييرا شاملا، اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، ليصير في خدمة العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، وفي خدمة الشعب المغربي الكادح، على خلاف الذين جمدوا حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، منذ مرض الفقيد أحمد بنجلون، وخاصة، عندما صارت الزعامة بيد كبير المحرفين، كما تدل على ذلك كل الأدبيات، التي أسند إليه إعدادها، والتي كان يعجب بها التبع، الذين يصفقون للتحريف، مما جعل مرحلته في زعامة حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أسوأ مرحلة في تاريخ الحزب الاشتراكي العلمي، والمقتنع بأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والمقتنع، كذلك، بالمركزية الديمقراطية. وحزب كهذا، عندما يلتحق به المحرفون، يستطيعون أن يعملوا على جعله عاجزا عن التطور، والتطوير، وعن النمو، في بنياته القاعدية، وخاصة عندما يصل المحرفون، إلى قيادة المجالس الإقليمية، والجهوية، والوطنية، ليصير الحزب منطويا على نفسه، منتظرا ما تجود به القيادة، التي كشفت عن انحرافه، بالانسحاب من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ليبقى الحزب متحررا من تحريفاتهم: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والأيديولوجية، والفكرية.
وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عندما يتحرر من التحريفيين، مهما كانوا، وكيفما كانوا، يتحرر من التحريف، الذي أساء إليه، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والأيديولوجية، والتنظيمية، فأخذ يجمع أنفاسه، ويتقوى بتنظيمه، ويعمل على تكوين مناضليه، بتثبيتهم على المبدأ، وعلى العطاء، بدون حدود، وعلى التضحية، من أجل بناء التنظيم: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، مما يجعل الأمل يتلأللأ في عنان السماء، في إعادة الاعتبار لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، عن طريق إعادة بنائه، طبقا للنظام الداخلي، في أفق انعقاد المؤتمر الوطني التاسع، الذي ينعقد بمناضلي حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الطيبين، المقتنعين بالاشتراكية العلمية، وبالمركزية الديمقراطية، وبأيديولوجية الكادحين، ليستمر على نفس نهج الشهيد عمر بنجلون، وعلى نفس نهج الفقيد أحمد بنجلون، وعلى النهج الاشتراكي العلمي، بإعادة بناء أدواته المختلفة: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والتنظيمية، والأيديولوجية، وكل ما يتعلق بالفكر الاشتراكي العلمي، الذي يعتبر ضرورة تاريخية، مهما عمل التحريفيون، الذين لا يخدمون، بتحريفاتهم المتوالية، إلا الرأسمالية، والإقطاع، والتحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، الذي لولا التحريفيون، الذين كانوا يحاربون الفكر الاشتراكي العلمي، من موقع القيادة، كأعضاء الكتابة الوطنية، وأعضاء اللجنة المركزية، إلى أن كشفوا عن هويتهم التحريفية، في السنوات الأخيرة، قبل انسحابهم من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، والالتحاق بحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، ليغادروا حزبا، بهويته الاشتراكية العلمية، والمركزية الديمقراطية، وأيديولوجية الطبقة العاملة، أو أيديولوجية الكادحين، أو أيديولوجية العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ويلتحقوا بحزب، بدون هوية.
فهل يقوى مناضلو حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، على مواجهة التحديات، التي تحول دون قيامه بدوره التاريخي، في هذه المرحلة العصيبة؟
وهل يتحمل مناضلوه الأوفياء، ومناضلاته الوفيات، مسؤولية إعادة الاعتبار للحزب، ولتاريخه النضالي، باعتباره استمرارا لحركة التحرير الشعبية؟
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المركزية الديمقراطية تستلزم صدق الانتماء، وصدق النضال في صفو
...
-
التمتع بالحقوق الإنسانية، والشغلية، ممارسة تهدف إلى تجنب إهد
...
-
عندما يتخلى المنسحبون عن المركزية الديمقراطية، يتخلون عن صدق
...
-
عندما نسعى إلى تحقيق التحرير نسعى إلى التخلص من العبودية وال
...
-
ألا يحق للشعب المغربي أن يطالب باسترجاع ثرواته المنهوبة، وال
...
-
ألا يحق للشعب المغربي أن يطالب باسترجاع ثرواته المنهوبة، وال
...
-
ألا يحق للشعب المغربي أن يطالب باسترجاع ثرواته المنهوبة والم
...
-
ألا يحق للشعب المغربي أن يطالب باسترجاع ثرواته المنهوبة، وال
...
-
أليست أموال الارتشاء من أموال المواطنين؟ أليس مكانها الحقيقي
...
-
أليست أموال الارتشاء من أموال المواطنين؟ أليس مكانها الحقيقي
...
-
أليست أموال الارتشاء من أموال المواطنين؟ أليس مكانها الحقيقي
...
-
أليست أموال الارتشاء من أموال المواطنين؟ أليس مكانها الحقيقي
...
-
أليس المال المنهوب من أموال الشعب، وحقا لخزينة الشعب؟
-
أليس المال المنهوب من أموال الشعب وحقا لخزينة الشعب.....2
-
أليس المال المنهوب من أموال الشعب، وحقا لخزينة الشعب.....1
-
النهب بين، والرشوة بينة، والموظفون من مختلف الإدارات، يتباهو
...
-
ألا يحق للناهبين، والمرتشين، أن يعيشوا سعداء بما نهبوا، وارت
...
-
ألا يحق لأعضاء الجمعية، أن يسائلوا أي مكتب عن التردي الذي تع
...
-
ألا يحق لأعضاء الجمعية، أن يسائلوا أي مكتب، عن التردي الذي ت
...
-
ألا يحق لأعضاء الجمعية، أن يسائلوا أي مكتب، عن التردي الذي ت
...
المزيد.....
-
صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال
...
-
الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
-
الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
-
كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال
...
-
الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم
...
-
الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
-
مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال
...
-
مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم
...
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|