صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 23:15
المحور:
المجتمع المدني
"أعلنت المنظمة العربية للسياحة، عن اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، بعد اجتيازها المعايير التي وضعتها المنظمة لاختيار عاصمة السياحة العربية".
هكذا صيغ الخبر على وسائل الاعلام، وقد دفعنا الفضول لمعرفة ماهية تلك المعايير التي على أساسها تم اختيار بغداد لتكون عاصمة السياحة، ونقرأ من تلك المعايير الاتي:
"توافر البنية الأساسية الضرورية مثل طرق- مواصلات-مطارات-سكك حديد-شبكات اتصالات".
ترى هل صحيح تتوفر مثل هذه البنى؟ طرق معبدة وجيدة وكبيرة ونظيفة؛ سكك حديد في بغداد، اين هي هذه السكك؟ يجوز انهم رأوا سكة حديد الذي يمر من ساحة عدن؛ ثم ان هناك مطار واحد في بغداد، وهو قديم جدا، ويعد من أسوأ المطارات في المنطقة؛ اما قضية شبكة الاتصالات فهي الأسوأ دون منازع، وشركات الاتصالات همها الوحيد السرقة والنهب من المواطنين.
"نوفر الخدمات المختلفة المرتبطة بالسياحة: مكاتب الاستعلامات-المصارف-المستشفيات والمراكز الصحية-شرطة السياحة".
الجميع يعرف ان العراق بلد غير سياحي، فهو منذ زمن بعيد انقطع عن العالم، بسبب الحروب والنزاعات، اما الان فأن الحكم بيد ميليشيات وعصابات وفصائل ومسلحة، لهذا فأن الخدمات السياحية تكاد تكون معدومة، او بأقصى الحالات فأنها مخجلة، ثم من يعرف أو رأى ما يسمى "شرطة السياحة"؟ الناس تعرف "شرطة اتحادية، رد سريع، مكافحة الاجرام، شرطة النجدة، قوات شغب".
"الفعاليات والأنشطة"
ما هي الفعاليات والأنشطة في بغداد؟ لا مهرجانات ولا احتفالات ولا مؤتمرات ثقافية ولا محافل من أي نوع، لدينا فقط فعاليات وانشطة الميليشيات أو فعاليات النهب والسرقات.
لنفترض ان هناك بعض السياح يتجولون في بغداد، وهؤلاء من دول أوروبية، رغب أحدهم بالجلوس بناد ترفيهي، او أراد شرب "قوطية بيرة"، ترى ماذا ستفعل له شرطة السياحة؟
بغداد ذات العشرة ملايين انسان، بغداد المكتظة بالسكان، المزدحمة طرقها ليل نهار، بغداد ذات المستويات العالية من التلوث البيئي، بغداد المولدات وشبكات الاسلاك، بغداد ذات المستويات العالية بنسب الفقر والبطالة، بغداد التي تفتقر لأغلب الخدمات، الغارقة في الشتاء، بغداد النفايات والازبال المتراكمة، بغداد الاحياء الوسخة، بغداد العشوائيات المنتشرة، بغداد العصابات والمافيات، بغداد السلب والنهب، بغداد الدگات العشائرية، بغداد الاتجار بالنساء، بغداد التسول والأطفال المشردين، هذه هي الصورة الحقيقية لبغداد.
انها سخافة ان يتم اختيار بغداد كعاصمة للسياحة، بغداد ليست أجمل من أية عاصمة في المنطقة العربية، ليست أفضل من عمان او عواصم دول الخليج او دول المغرب، انها كذبة سمجة هذا الاختيار، فبغداد اليوم تعيش أسوأ ايامها، باتت مدينة لا تصلح للعيش.
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟