عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8189 - 2024 / 12 / 12 - 12:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
راودت الملك فاروق، آخر ملوك مصر، قبل انقلاب الضباط الأحرار يوم 23 يوليو 1952 بعامين، فكرة إعلان نفسه خليفة للمسلمين. كان ذلك عام 1950، في ظروف الصراع بين القصر والحكومة والأحزاب. وقد مهد الملك لذلك بتعيين وزير أوقاف اسمه حسين الجندي. غداة تعيين هذا الأخير، أصدر فتوى تؤكد أن الملك فاروق يمت من جهة أمه بصلة نسب إلى الرسول. وبهذا الخصوص، يقول رئيس وزراء مصر آنذاك مصطفى النحاس في مذكراته:" سار الجندي في الأوقاف سيراً عجيباً كأنه موظف في الخاصة الملكية... وعلى حين غرة نشرت الصحف خبراً مؤسفاً مضحكاً هو إلى الهزل أقرب منه إلى الجد، بل هو إلى الغفلة أقرب منه إلى العقل... قالت الصحف إن جلالة الملك المعظم ينتسب من جهة والدته الملكة نازلي بنت عبدالرحيم صبري إلى الرسول الأعظم محمد (ص)، وأعلنت الصحف أن هذا الاكتشاف اكتشفه وزير الأوقاف الهمام صاحب المعالي حسين الجندي باشا، وأن الذي أرشده إلى هذا الاكتشاف الخطير وباركه هو السيد محمد الببلاوي نقيب السادة الأشراف في مصر وخطيب مسجد الإمام الحسين..." (مذكرات مصطفى النحاس، منشورات العصور
الجديدة، القاهرة 2000، ج1، ص243-244).
بالمناسبة، العائلة التي حكمت مصر حتى انقلاب الضباط الأحرار، بقيادة جمال عبدالناصر في 23 تموز 1952، تتحدر من أصول ألبانية.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟