أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حكيم أحمد حميد - أعدام صدام .. قصاص عادل أم أنتقام














المزيد.....

أعدام صدام .. قصاص عادل أم أنتقام


حكيم أحمد حميد

الحوار المتمدن-العدد: 1785 - 2007 / 1 / 4 - 12:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بداية , لست بصدد الدفاع عن صدام حسين ,أو أستحقاقه لحكم الأعدام الصادر بحقه من عدمه , وكذلك لست بصدد سرد الجرائم التي أرتكبها النظام السابق , تلك الجرائم التي أرتكبت بحق العراق وشعوبها وبكل أطيافها والعرب . بأعتقادي أن الأمر قد تجاوز مرحلة الشك , لمعظم العراقيين , أن لم يكن للجميع , عن الجرائم الكثيرة التي أرتكبها نظام صدام حسين طيلة العقود الماضية من حكمه , بحيث أن آثارها طالت جميع العراقيين دون أستثناء , ولو أمعنا قليلآ بالوضع العراقي الحالي من كافة النواحي الأقتصادية والأجتماعية والسياسية والثقافية والعلمية , لأدركنا الوضع المأساوي التي اوصلتنا اليه السياسات الفاشلة لتلك الحقبة المظلمة من تأريخ العراق . فجميع العراقيين كانو ضحية تلك السياسات , عدا فئات قليلة من الذين أرتضوا لأنفسهم أن يصبحوا أدوات بيد النظام لتطبيق سياساتها القمعية , فقط هؤلاء كان المستفيدين الحقيقيين من هذا النظام ولكن بالمقابل حتى هؤلاء أيظآ كانوا ضحية النظام , نتيجة فقدهم الشعور والضمير الأنساني , بعدما أغر بهم السلطة بمكاسب مادية .
كنا نأمل ونتمنى وبعد سقوط النظام السابق, من السلطة السياسية العراقية الجديدة والأحزاب العراقية بكل أطيافها , أن يتجاوزو الأخطاء التي أرتكبتها النظام السابق بحق العراق وشعبها , والأستفادة منها لأرساء رؤيه سياسية تتخذ من الوطن والوطنية هدفآ لبناء نظام سياسي تستطيع أن تلم شمل جميع العراقيين بعد أن فرقتهم سياسات الحكومات السابق وخاصة النظام الدكتاتوري الصدامي , بعيدآ عن فكرة الأستحواذ على السلطة والتطرف الديني الطائفي والحقد والأنتقام .
لا أريد أن أتوقف عند أجراءات المحكمة كثيرآ , بالرغم من المآخذ الكثيرة عليها , من حيث أطغاء الطابع السياسي والصبغة الطائفية والضعف في الأداء . لكني أريد أن أتوقف عند تنفيذ حكم الأعدام الصادر بحق المجرم صدام وما رافقها من أمور لم تخدم العدالة ولا العملية السياسية المستقبلية للعراق بالقدر التي تزيد من الفرقة الطائفية بين مكونات العراق , وهنا اؤكد للمرة الثانية لست في موضع الدفاع عن صدام ونظامه الدموي , بل أريد أن أركز على عملية تنفيذ حكم الأعدام , والتي كنا نتمنى أن تكون قصاص وتحقيق للعدالة الألهية عن ما أرتكبه بحق العراقيين من جرائم تنفر منها البشرية , وأظهارها بهذه الصورة للرأي العام العربي والعالمي ولمنظمات حقوق الأنسان والتي لطالما كانت بعيدة , أو أبعدت عن كل ما كان يرتكب في العراق من جرائم بحق الأنسان طيلة العقود الماضية , وبذلك كنا نكسب عطف كثير منها الى جانبنا , لو تم تنفيذ الحكم لهذه الجريمة ولجرائم أخرى كثيرة أقترفها النظام السابق , وخاصة أننا كنا في المراحل الأخيرة لجلسات المحكمة لقضية الأنفال والتي راح ضحيتها 182 ألف مواطن من القومية الكردية , مما كان يضفي قدرآ أكبر لصفة جرائم حرب وجرائم ضد الأنسانية والأبادة الجماعية, ويقوي من الموقف كثيرآ ويبعدها عن المسحات الطائفية والحقد والأنتقام , التي طغت وبشكل واضح كثيرآ على عملية تنفيذ حكم الأعدام , ومما زادها , الأختيار الخاطئ لتوقيت تنفيذ لحكم في أول أيام عيد الأضحى متحديآ مشاعر الملايين من المسلمين .
الحقد والكراهية والروح الأنتقامية , هي بلا شك صفات تؤدي بالأنسان الى أخطاء كثيرة , وتكون لها آثار محدودة وعلى نطاق ضيق , تقتصر على الأنسان المعني الذي يمارسه وعلى الأشخاص الذين يدخلون معه في الصراع , ولكن عندما تتسم حكومة بهذه الصفات , وبالذات الحكومة العراقية الحالية والتي ينتظر منها أن تقود برنامج سياسي توافقي و تصالحي , تضم جميع العراقيين الذين مزقتهم السياسات الخاطئة للحكومات السابقة و وزادت من حدتها التوجهات الخاطئة للعملية السياسية الفاشلة للسنوات الثلاث الأخيرة ومع وجود قوات الأحتلال . ولكن ما قامت بها الحكومة من تنفيذ خاطئ في الأسلوب والتوقيت معتمدآ على فئة ميليشاوية , نعرف جميعآ أن لها الدور الأكبر في أحداث العنف الطائفي وفرق الموت التي تمارس في الشارع العراقي من عمليات قتل وخطف وتهجير طائفي وبأجندة خارجية خدمة لمصالح أيران الطامحة في العراق , وأن الحكومة بعملها هذا تكون قد نسفت كل الآمال القليلة لو كانت موجودة لعملية سياسية قائمة على المصالحة الوطنية ولبناء مؤسسات دولة يمكن للعراقيين أن ينعموا في ظلها بالأمان والسلام والعدالة الأجتماعية .
أذا كانت الحكومة تفكر وتعمل بهذا الشكل , فكيف تستطيع أن تتعامل مع مختلف الأطياف العراقية وتقنعهم بالأنخراط في العملية السياسية , وكيف لهؤلاء الوثوق بهذه الحكومة الآن وفي المستقبل.
وأخيرآ أن الحكومة بأسلوبها الخاطئ في تنفيذ الحكم الصادر يحق صدام حسين , قد زادت من كرامة ومكانة هذا المجرم وزادت من الشعور التعاطفي تجاهه لكثير من الشعوب العربية والأسلامية , وظهرت هذا في التظاهرات الأحتجاجية ومراسم العزاء التي أقيمت في عدد من الدول العربية والأسلامية , في الوقت الذي كنا قادرين أن نكسب هذا التعاطف الى جانب شعبنا المظلوم والى جانب العدالة الأنسانية , لو كانت الحكومة متعقلة في ممارستها , تحكمها دوافع وطنية وأنسانية , بعيدة عن الطائفية والحقد والكراهية والنفس الأنتقامي .




#حكيم_أحمد_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى الخامسة لأنطلاق الحوار المتمدن ثقافة الحوار والأختلاف
- أين العراقيين من مفاهيم الوطن والوطنية والشعور الوطني
- المشكلة العراقية بين الحل السياسي والحل العسكري
- الأكراد والدولة العراقية : الماضي , الحاضر وآفاق المستقبل


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حكيم أحمد حميد - أعدام صدام .. قصاص عادل أم أنتقام