أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ماهية الرّوح (3-10)














المزيد.....

ماهية الرّوح (3-10)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 16:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أين هى الحياة الأخرى ؟
وهناك مثال آخر هو أن المخلوقات العليا تحوم حول أدنى المخلوقات وتعيش عليها وتلاحظ في هذا العالم المادي أن كل المخلوقات تعتمد في حياتها على عالم الجماد (المعادن).
في أحد ألواحه بين حضرة بهاء الله أن كل العوالم الروحية تدور حول هذا العالم. وهذا يدل على أن العالم الآخر ليس منفصلا عن هذا العالم ولكنه بالأحرى يحيط به. نرى في الطبيعة أن الطفل ينمو في بطن الأم وهو لا يعلم أن العالم الذي سوف ينزل فيه قريب منه لدرجة مذهلة، فقط حجاب رقيق يفصل العالمين. كذلك ينطبق هذا المبدأ على العوالم الروحية. فالروح عندما تنفصل من الجسد سوف تدرك كم كانت عوالم الروح قريبة منها. ولكن ما دامت هي في الجسد المادي فإن العالم الآخر وعظمته وروعته سوف ظل مختفيا عنها. يقول بهاء الله في أحد ألواحه أنه لو كشفت مرتبة المؤمن الصادق التي سوف يحوزها في الآخرة على قدر ثم الإبرة فإن كل نفس سوف تموت من النشوة. كم أن الجنين في بطه أمه لا يستطيع إدراك عظمة وجمال هذه الدنيا، لا تستطيع الروح أن ترى (تبصر) مملكة الروح الرفيعة وهى ما تزال في الجسد في هذا العالم.
** ما هو الإنسان الحقيقي ؟
الإنسان الحقيقي هو كما ورد في التوراة قوله خلقنا إنسانا على صورتنا ومثالنا بمعنى أنه يستفاض عليه من جميع الكمالات الإنسانية.
** أين يظهر آثار هذه الروح وآثار المظاهر الإلهية؟
هذه الآثار لا تشاهد في عالم الأجساد، ألا إنها موجودة في حيز الملكوت ولهذا فآثارها باهرة وأنوارها ساطعة والشيء المنعدم لا أثر له.

وصف لحالة الوجود والموجودات في عالم المادة كل موجود لابد له من أن يكون إما في حالة ارتقاء أو في حالة تدنى فليس هناك في الكائنات من توقف لان جميع الكائنات لها حركة جوهرية،
هي تنتقل من العدم إلى الوجود أو من الوجود إلى العدم.
وصف لحالة الروح من ناحية الرقى
الروح دائما في حالة رقى أن لم يكن كذلك فهو التوقف ولكن التوقف ليس من صفات الروح، وحين ذلك تبدأ في حركة جوهرية: إما دائمة، أو كيفية، أو كمية أو روحية أو جوهرية. فلا يوجد تدني للروح أي أن الروح في رقى دائم لما لها من حركات جوهرية وبالرغم من أن مراتب الروح في عالم الوجود محدودة إلا أن الكمالات الإلهية غير متناهية ولهذا فالروح في رقي دائم لان اكتسابها للفيض مستمر.

** ما هي أسباب الرقى المستمر لروح وعقل الإنسان ؟
الرقي مستمر للروح والعقل لأن الإنسان علمه دائما في ازدياد لهذا فمعلوماته لا تتناقص بل تتزايد حتى انفصال الروح عن الجسد فهي تظل في رقى دائم لأن الكمالات غير متناهية وهذا هو السر في الأديان الإلهية تأمر بالخيرات والمبرات من اجل الأموات لان ذلك سبب في علو الدرجات والعفو والمغفرة.
** ما هي أسباب بقاء الروح ؟
الجسم يتكون من عدة عناصر ولأن هذا التركيب ليس باقيا إذا لابد له من تحليل فإذا تطرق إليه التحليل كان معنى ذلك انعدام الجسم، أما الروح الإنسانية فليست مركبة وليست مكونة من عناصر مختلفة بل إنها مجردة من العناصر منزهة عن عناصر الطبيعة ولما كانت كذلك فهي حية باقية في النشأة الأبدية.
** ما هو الدليل على بقاء الروح؟
لاحظوا النفوس المقدسة وكيف أن آثارها مازالت باقية وثابتة ومن أمثلة ذلك آثار السيد المسيح فهي مازالت ظاهرة وباهرة مما يدل على أن روح السيد المسيح موجودة ويترتب على وجودها هذه الآثار إذا لا يمكن أن يترتب على المعدوم أي اثر إذا فالروح التي لها كل التأثيرات موجودة فعلا ولا يمكن أن تكون معدومة.
دليل عقلي آخر على بقاء الروح :
لو كان الإنسان يحيا في هذا العالم حياته القصيرة هذه في منتهى التعب والمشقة ثم يمضي وينعدم لكان عالم الوجود هذا محض أوهام وسراب لا نهاية لها فهل من الممكن أو المعقول أن يكون هذا الكون اللامتناهي على هذا النحو من العبث وعدم الجدوى أن لهذه الكائنات العظيمة سرا وثمرا وأن وأن لمصنع القدر هذا فائدة ومنفعة وأن لهذا المبادئ نتيجة وإلا فهي في خسران.
دليل آخر على بقاء ووجود الروح :
إن الوجود الناسوتي في حد ذاته دليل على وجود الملكوت ذلك لأن الفناء في حد ذاته دليل على البقاء فلو لم يكن هناك بقاء لما كان هناك فناء. فالظلمة دليل على النور والفقر دليل على الغناء والجهل دليل على العلم والعجز هو عدم القدرة والضعف عدم الاستطاعة.
ما فائدة تحمل أنبياء الله لكل ما تحملوه من عناء وشقاء لو لم يكن للروح بقاء فكان من الأفضل لهم أن يقضوا أيامهم في فرح وسرور.
مفهوم الماديون عن الروح :
الماديون يسألون أين هي هذه الروح؟ نحن لا نرى شيئا ولا نرى روحا ولا نسمع صوتا ولا نشم رائحة إذا فالروح لا وجود لها بل إنها معدومة ؟
شرح حضرة عبد البهاء للروح:
إن الجماد دخل إلى عالم النبات فنشأ ونما وفاز بالقوة النامية ودخل في عالم آخر وأصبح شجرة. جهل عالم الجماد بعالم النبات لم يكن دليل على عدم وجوده والنبات لا يشعر بالحيوان فلا ينفي ذلك وجوده وكذلك الحيوان لا علم له بعقل الإنسان وقد يقول وهو في عالمه الخاص أين عقل وروح الإنسان؟ ولا يكون ذلك دليل على عدم وجود روح الإنسان.
ولو كان للإنسان أدنى مستوى للإدراك لأدرك إن الكائنات ترتقي على الدوام من رتبة أدنى إلى رتبة أعلى من رتبتها، ومن قال أن الرقي ينقطع، ذلك لأنه لا علم له بشيء على الإطلاق مثله مثل الجماد الذي ينفى كمالات العالم الإنساني ذلك لان الجماد لا يحتوى وجود غير الوجود الجمادي. فهؤلاء الماديون ينطبق عليهم مقولة السيد المسيح لهم عيون ولا يبصرون بها ولهم أذان ولكن لا يسمعون بها.
كما قال أشعيا: " انتم تسمعون ولكنكم لا تفهمون وانتم تبصرون ولكن لا تدركون .



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الرَّوح (2-10)
- ماهية الرَّوح (1-10)
- الأمنيات للسلام ووحدة العالم
- تبني أسس الترابط المتبادل من أجل عالم في مرحلة انتقالية
- نداء بوحدة العالم الإنساني
- استبدال السيف بالكلمة- مفهوم حضرة بهاءالله للسلام – (4-4)
- استبدال السيف بالكلمة- مفهوم حضرة بهاءالله للسلام _ (3-4)
- استبدال السيف بالكلمة- مفهوم حضرة بهاءالله للسلام – (2-4)
- استبدال السيف بالكلمة- مفهوم حضرة بهاءالله للسلام – (1-4)
- الحضارة والنظام العالمي - الحداثة كعصر انتقالي (2-2)
- الحضارة والنظام العالمي - الحداثة كعصر انتقالي (1-2)
- البشرية تتجه نحو السلام رغم المحن والمصائب التي تمر بها
- مرحلة مخاض تمر بها الإنسانية اليوم
- مستقبل البشرية
- السّلامُ العَالميُّ هو مستقبل العالم 5-5
- السّلامُ العَالميُّ هو مستقبل العالم 4-5
- حتمية السلام العالمي
- السّلامُ العالميّ هو مستقبل العالم 3-5
- السلام العالمي واقع وليس بخيال
- السّلام العالميّ هو مستقبل العالم 2-5


المزيد.....




- عيد الفطر في مدن عربية وإسلامية
- العاهل المغربي يصدر عفوا عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة ق ...
- المرصد السوري يطالب بفتوى شرعية عاجلة لوقف جرائم الإبادة
- عبود حول تشكيلة الحكومة السورية الجديدة: غلبت التوقعات وكنت ...
- بقائي: يوم الجمهورية الإسلامية رمز لإرادة الإيرانيين التاريخ ...
- الخارجية الايرانية: يوم الجمهورية الإسلامية تجسيد لعزيمة الش ...
- الملك المغربي يعفو عن عبد القادر بلعيرج المدان بتهمة قيادة ش ...
- بكين: إعادة التوحيد مع تايوان أمر لا يمكن إيقافه
- العالم الاسلامي.. تقاليد وعادات متوارثة في عيد الفطر المبارك ...
- اتصالات هاتفية بين الرئيس الإيراني وقادة الدول الإسلامية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - ماهية الرّوح (3-10)