|
إن كان شهيداً ... فماذا نسمي أبناء العراق
نبيل تومي
(Nabil Tomi)
الحوار المتمدن-العدد: 1785 - 2007 / 1 / 4 - 13:02
المحور:
حقوق الانسان
هل يحتاج الأمر للأستغراب ؟ هل المواقف أتخذت بتحكيم العقل والحكمه والأنسانية .... أم بالعاطفه فقط ؟ لا إستغراب في الأمر، عندما تساق الشعوب العربيه كالنعاج الطائعة الخانعه والتي لاحول لها ولا قوة ، لأنها هكذا تربت ، وكان البدء منذو النشأة الأولى والدرس الأول هو الطاعة العمياء للأب والأم والأخوال والأعمام والكبير من الأخوة ثم المعلم والمدير والضابط ثم القائد وآخيراً الرئيس .... [حتى وأن كان معتوها ً أو مجنونا أوناقص عقل ودين ، وهو ليس ألا بلطجي وزنديق وكافر بكل القيم السماويه والدنيوية يتشبث ويتلون كما يريد و (يخيط ويخربط ) ولا أحد يقف بوجهُ والعجيب الأعجب أن يحتظن القرآن كوليّ تقي من آولياء الله قضى حياتهُ في البر والتقوى والعمل الصالح ، فهو الذي أستحوذعلى السلطه مع بعض من ألمجرمين والكلاب السائبه والتي حتما ً ألتقت مصالحها الجشعة، وليس مهم عندها إلا التشبث والبقاء حتى لو كلف ذلك الدمار والموت ] وأعود بكم إلى النشأة حين يفقد الطفل شخصيته ُ وحريته ُ قبل تعلم النطق والتعبير عن الذات وخلجاتها هو ضرب من المستحيلات . أحاسيسهُ و إرادتهُ أو آرائهُ ليست لها أي قيمة ..... بسبب وجود من يفكر عوضاً عنه ُ، و ما دامت السلطة بيد أحد آخر أسمهُ الأب أو القائد أو الرئيس الأوحد والأعظم والذي سرق من الله حتى أسمائه ُ الحسنى ،وللعلم كان يعاقب بالأعدام من يسب أو يغلط بالسوء بأسم صدام ،ولكن لا ضير أن تكفر بالله العظيم ، ..... فعلام يتعب نفسهُ ويجتهد أو يجهـّدها في البحث عن الحل أوالأجابه أو أتخاذ القرارات ، فبهذا يصبح الأنسان أبله ويساق كالخراف إلى المصير المجهول كما يفعل القادة العرب في الشعوب( المتنعّجه) الطائعة ً قسراً وليس رغبة منها ، فهكذا يخلق القاده والرؤساء في هذا الوطن العربي المبتلى على أمره بالأوجاع والامراض ، من قسوة السلطه وبطشها و قسوة الدين والتقاليد البدويه العريقه المتأصلة في أشد الناس منا تحرراً ........ كل ذلك يـّولد البطش والتعسف ومسخ الشخصية وفقدان الحقوق والهويه والخضوع للقويّ المتجبر عندما نمزجهاونجمعهافي الشخص الواحد ( أي السلطه والدين و لتقاليد ) . والدليل هنا ما أشاهد وأسمع وأرى من أبناء الشعوب العربيه ( المتنعجة ) كيف إنها لم تولي أي أحترام أو قدسية أو حتى رحمة إلى الشهداء الحقيقيين من أبناء العراق الذين أنتهكت أعراضهم وبيوتهم وشردّوا في أصقاع الدنيا وبقاع الأرض كلها ( مرغمين وليس سياحة وترفيه ) ، والسياسي المعارض منهم قطع إربا ً أو دفن حيا ً أو ثرم في ماكنة تقطيع اللحم العملاقه ، أو أنزل في أحواض ماء الذهب ( التيزاب ، حامض الكبريتيك) لكي تمحى أثار وجوده ُ على الأطلاق ، وأختار أبناء العربان العاطفه (لا أدري إن كانت العاطفه أم الغباء ) ليقفوا إلى جانب الجلاد والقاتل والذي يمكن أن يكون بينهم وهو الحاكم عليهم بأمر الله ..... كفى أيها الناس حكمّوا العقل والضمير ..... إن كان لكم بقية منه ُ ، للأن أساليب وأدوات التنظيف والمسخ واللعب بالعقل العربي أكبر من حجم الرفض ذاته ُ . ما كنت ُ أرغب أن أعبر عن رأي في مسألة إعدام المذلوّل .... فأر الفئران ، ولكن متابعتي للأخبار والفضائيات العروبية والقومجية والأسلاموية والقنوات المغرضه والمنافقة والأفاقة والكاذبة وما تبثه ُ من سموم في عقول أبناء الأمه العربيه التعبه واللهثه وراء لقمة العيش والنجاة من أجهزة الحكام القمعية قاطبة ، والتي هي بألساس غير ناضجه .... لم أستطع السيطرة على نفسي أمام ذلك وبالأخص ما جاء في مقال تحت أسم ( صدام حين قـُدم قربانا في يوم العيد ) نشرت في موقع إيلاف الأحد 31/12/06 وفي الصحافه المصريه والعجب أن يكون مفتي الديار المصريه السابق الشيخ نصر فريد واصل بطلها وهو يقول ( مات شهيداً لانهُ دافع عن وطنه ضد الاحتلال ) قاصدا فأر الفئران صدام . لاأدخل في نقاش طويل مع هكذا بشر ولكن يقال في المثل العراقي ( من هل مال حمل جمال ) . وسؤالي إلى ذلك المفتي السابق ....... هل كنت نائما ً لثلاثين عاماً لكي لاتعرف ماذا كان يجري في العراق أم كنت بعيداً عن الأمه وشعوبها ومشاكلها ،حتماً كنت منزويا ً ناسكا متعبدا طالبا اليه تعالى الرحمة والشفقة والتوحد تحت طاقية الجبه والأسلام ، والدعاء بجعل الصالح صالحاً على الدوام ، وما كنت تفعل طوال سنوات المحن العراقيه والتي كانت قصصها تذوّب الصخر وتقشعر منها الابدان ، علهُ كنت مشغولاً في ( السنطلة وتعاطي الحـِكم التي تقربك الى السماء وتبعدك عن الارض ) ، أعتقدُ أنك كنت مشغولاً في صناعة ترياق جديد لتخدير أبناء مصر (المخدوعيين ) الذاهبين بنية الجهاد في أفغانستان ، من أجل أبعادهم من تعاطي الحقيقه والعمل من أجل التخلص منك ومن أمثالك من الذين كان لهم اليد الطولى في خلق الأرهاب والأرهابيين خدمة لمصالح حكامكم وأسياد الحكام ، وما هذا الذي تسميه شهيد ألا ابن عاق ولقيط خرج من طوعهم ، فما كان من الواجب الحزن عليه بل العكس كان من المفروض أن نسـّعد بالتخلص منهُ وإن كان متأخرا ً . كم مؤلم أن تكون مفتي الديار المصريه ( أحمد الله أنك سابق ، ولكن ما الفرق بين السابق والحاضر أو القادم ) وأنت لا تعرف أو لا تريد ذلك ، علهُ أنك تتغابى عن جرائم إبنك البار المجرم صدام .....!!!! ما هذا الضمير الحي عندكم أنتم يا من تزعقون وتنهقون وتتحلفون العراقيون بالويل والثبور والانتقام ...... ! كن مطمئنا ً بأنك وأمثالك هم السبب في أن تصل الشعوب العربية إلى..... الأنفاق والدهاليز التي لا نهاية لها ولا نور فيها أو منفذ للخلاص ..... وبتالي فلن يكون مصير أي شعب ألا مثل ما وصل أليه مصير الشعب العراقي لآنهُ سمح لأمثال الفأر صدام وعصابته ان يتولى آمرهُ ، ثم سلم رقبتة بيد معتوه وجبان والناكث لكل العهود و المواثيق ..... أنا لا أعرف كيف ومتى دافع صدام عن وطنه ُ أو أرضهُ أوعرضِهُ ؟ ..... هل مثلاً رفع السلاح بوجه الامريكان يوم كانوا يتقدمون نحو العاصمه بغداد ؟ ؟ وهل أوقف زحف (150000) عسكري لثانية واحده على الاقل داخل الأراضي العراقيه وهم يدنسونها ؟ ؟ ؟ وهل تلوثت أسوار بغداد بدم غير الدم العراقي .... ؟ ؟ ؟ ؟ مثلاً . وهل مات صدامكم وهو يقاوم والسلاح بيده مثلاً .... ؟ ؟ ؟ ؟ ؟ لكي تعطوهُ وللأسف صفة الشهاده . كفى نفـاقـا ًوتزويراً للحقائق لأن البطل القومي العربي والبعثعـفـلقي ومحرر القدس من براثن الصهيونيه المار بعبادان الايرانيه....!!! هرب من المواجة في أول نزال حقيقي وأختفى في الحفر والمجاري النتنة من أجل الخلاص وكان من الرعب فيه يوم عثر عليه منفوش الشعرممتلئ بالقمل أقسم أنه كان مستعد لتقـبيل أحذية أتفه جندي من جنود رفاقهِ السابقين الأمريكان . فليخجل كل من يصف ذاك الفأر بالشهيد ..!!! لأن لهذه الكلمه من القدسّيه والأكرام والجلااله ما لم تطلق على كل من هب ودب !!! و كـفى حماقة ورعونة وكذباً وغبائاً .... فلستم أقل منهُ عمـّالة وجبنا وخوفا ......... أنتظروا أيها الساده فسترون آي منقلباً سوف تنقلبون ، وتأكدوا بأن مصائركم لم تكون أفضل من مصير ذاك السفاح والقاتل الذي داس كل القيم والمبادئ الدينية والدنيوية بعقب حذائه من أجل وحدانية السلطه وليحترق العالم من بعده ، فلم يوقفه وازع من أن يقضي على كل من لايطأطئ أمامهُ برأسه ُ ، فالويل والثبور لمن يخالفه في الرأي أو يعصيه .... فشهيدكم ذاك هو الذي أحرق الأخضر واليابس وهو الذي تسبب في أمتهان كرامة الشعب والوطن وهو الذي سلمهُ ..... بيد الامريكان والايرانيين وغيرهم من اللصوص والذئاب المتعطشه للدم من العربان والطالبان وزمرة بهائم المفخخات ، وترك العراق كأمراة ينهش ويغتصب جسدها .... القاصي والدآني ، وتتناسون أن العراق وشعبه هو الشهيد الأول والأخير .... فأحذروا أن القادم أظلم ومصيركم لن يكون أفضل ، لأنه مهما خيم الظلام فلابد للنور أن ينجلي .... ولا بد للقيد أن ينكسر.
#نبيل_تومي (هاشتاغ)
Nabil_Tomi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إن كان شهيداً ..... فماذا يكون أبناء العراق
-
شكراً لكم .... لآنهُ لاعيد لي
-
تهنئه قلبيه حزينه ..... بحجم العراق
-
تأريخ الفن الأولابي الحديث الرمزية-4
-
تأريخ الفن الأوربي الحديث
-
تأريخ الفن الأوربي الحديث 2
-
الحق ... الحق أقول لكم ...وأكثر
-
تأريخ الفن الحديث في أوربا
-
العلم العراقي وأشياء أخرى
-
اليمني ..عبدالله الغير صالح
-
نداء الغد الأفضل
المزيد.....
-
الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
-
أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
-
معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد
...
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|