أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - انا متشائل















المزيد.....

انا متشائل


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 08:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في خضم موجة عالية من موجات التسونامي الإعلامي الذي رافق مراحل انتزاع سوريا من مخالب بشار الأسد، لم أكن أستطيع ان افهم كيف استطاع بعض (الكتاب) تدبيج بعض الاسطر التي تتناول التحليل السياسي او البعد الاستراتيجي الذي سوف يرافق مرحلة ما بعد الأسد.
اعلم جيدا ان (الإعلامي) مهما بلغ من المعرفة واللباقة والفضول لا يستطيع ان يتجاوز مبدأ الحيادية حين يكتب ويغطي حدثا مهما بحجم سقوط نظام دموي استمر لمدة 54 عاما، اذاق فيها شعبه وشعوب البلدان المحاددة لبلده أصناف الدمار والخوف والعدائية التي لا تستند الا لعقيدة مذهبية كان يؤمن بها غير مبال بعقائد الملايين من شعبه او شعوب جيرانه.
فأحداث سوريا التي أدت الى سقوط نظام البعث لم تستغرق أكثر من 12 يوما، ولكن التقدم التي بدأت بأحرازه التنظيمات الإسلامية المتمردة على نظام بشار الأسد كان سريعا وخاطفا ولم ترافقه تغطية إعلامية موثوقة تظهر نشوب معارك كبيرة بين المتمردين والموالين للسلطة، هنا كان يجب ان يبرز السؤال المهم: هذه الانتفاضة من يقودها وضد من؟ حيث لا مدفعية فيها ولا طائرات ولا مشاهد قتالية ولا خنادق ولا جثث حتى!! واغلب ما كانت تنشره وكالات الاعلام العالمية والمحلية هي مشاهد للأهازيج التي يستقبل بها (الفاتحون) واقتحامات المدن التي تتساقط كأنها علب كارتون فارغة في عاصفة هوجاء.
ولعل من الواضح لكل متابع لأخبار سوريا ان النظام الحاكم كان يستند على ثلاث ركائز أساسية لبقائه في السلطة بعد انتفاضة 2011، وهذه الركائز هي:
أولاـ حزب الله اللبناني المدعوم لوجستيا واعلاميا وماليا من الحرس الثوري الإيراني مباشرة. والذي تم تدميره بشكل شبه كامل من قبل اسرائيل والذي أصبح بل رأس يقوده.
ثانيا ــ القوات الروسية وقواعدها الجوية والبحرية في طرطوس واللاذقية ومدن سورية أخرى، والتي بدأت بمغادرة البلد لحظة دخول الفصائل المسلحة الى مدينة حلب.
ثالثا ــ إضافة الى سجله المتخم بالدم والضحايا، فمذابح حماة ضد الاخوان المسلمين عام 1982 مثال لا يمكن نسيانه، حيث قتل 30 ألف سوري في أيام، فقبضته الحديدية التي كانت تمسك البلد بالدم والرصاص تهاوت فجأة ولم تعد فاعلة، حتى فوجئنا بمشهد الحرب الاليفة ضد هذا النظام الذي سلم عاصمته بلا قتال.
اذن علينا ان نسأل عن دوافع ما حصل وكيف حصل؟
كانت حرب غزة التي تم فيها قتل 1200 إسرائيلي اعزل وخطف 250 في السابع من تشرين الأول من عام 2023 هي الشرارة التي أحرقت حماس و حزب الله ونظام بشار الأسد والتي من المحتمل ان تمتد نارها الى بغداد وطهران، فإسرائيل تقولها بالفم المليان( لا نسمح بوجود أنظمة معادية للدولة العبرية على حدودنا)، ولكن مبدأ ( وحدة الجبهات) الذي اخترعته ايران لحماية حدودها و مشروعها النووي املا بإقامة امبراطوريتها الفارسية أجبر جميع من انضووا تحت عباءة المرشد الإيراني ان يلتزموا بالتكافل والتكامل في ما بينهم، ولعل أي متابع للأحداث يعرف كيف استطاع نظام الولي الفقيه ان يربط مصير العراق وسوريا ولبنان واليمن بمصيره.
اذن أحد أسباب هذا الاكتساح الجارف لنظام الأسد هو عدم قبول إسرائيل بوجود من يحرض على قتل اليهود ويأوي الإرهابيين الذين يمارسون هجماتهم ضد المدن والقرى الإسرائيلية. وانشاء جسر بري وجوي بين طهران لإمداد معاقل الموالين لها في جنوب لبنان والقرى القريبة من الجولان.
والسؤال الذي يجب ان يثار بعد سقوط الأسد هو: لماذا لم يحدث هذا الاكتساح في العراق الملاصق للحدود الإيرانية، والذي يستطيع بواسطة حكومة قوية، تتم مساندتها من الغرب وإسرائيل ان يكون سداً يمنع مرور الأسلحة والأموال والمقاتلين والخبراء الإيرانيين الى سوريا ولبنان؟؟ وللإجابة أستطيع القول ان النسيج الديمغرافي والسكاني والعقائدي في سوريا مختلف تماما عما هو في العراق، أستطيع القول ان صناع قرار اكتساح نظام الأسد قد فكروا بـ(الضد النوعي)، فأغلبية سكان سوريا هم من المذهب السني الحنفي ومن الشوافع والحنابلة و الصوفية، ونسبة الشيعة بكل فرقهم الاثني عشرية والاسماعيلية والعلوية لا تتجاوز 10 بالمائة من عدد السكان قبل عقد من الزمان. والان ربما أصبحت 15 بالمائة. بينما نسبة الشيعة في العراق فهي أكثر من 50 بالمائة في أكثر التقديرات حيادية، هذه المعلومات رجحت التغيير في سوريا وليس في العراق، رغم ان المتمردين المعارضين الذين ينوون تشكيل حكومتهم في دمشق في هذه الاثناء ليسوا محل ثقة من قبل إسرائيل على الأقل، والدليل هو الغارات الجوية المركزة على مراكز الاستخبارات والبحوث و مذاخر الأسلحة الاستراتيجية والكيمياوية وربما البيولوجية التي تركها النظام السوري البائد خلفه، وقد كان تصريح الجيش الإسرائيلي واضحا حول سبب تدمير هذه المواقع، حيث قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي ان الهدف من هذه الغارات هو تجنب وقوع هذه الوثائق والأسلحة في اليد الخطأ، والمقصود بعض فصائل ( هيئة تحرير الشام)، كما ان إسرائيل ــ للدلالة على عدم ثقتها بالمسلحين الذين يريدون تشكيل الحكومة الجديدة في دمشق ــ باشرت الدخول بشكل مؤقت كما أشار وزير خارجيتها الى ما يسمى بـ( المنطقة العازلة) بين إسرائيل وسوريا وهي الشريط الحدودي الذي انسحب منه الجيش السوري قبل سقوط الأسد بأيام، وحسب معاهدة وقف اطلاق النار الموقعة في 1974 يجوز للجيشين السوري والإسرائيلي ملء الفراغ الذي قد يحصل من جانب احد الطرفين وبموجب الاتفاقية ايضا تمت سيطرة إسرائيل على القمم الشرقية من جبل الشيخ الذي يبعد 40 كيلومترا عن دمشق ويطل على منطقة واسعة في لبنان والأردن أيضا.
ان كل هذه الحوادث تدلل بما لا لبس فيه ان إسرائيل لا تثق بالمسلحين التكفيريين الذين يراد تسويقهم على انهم مجموعات معتدلة.
فاليوم الاثنين التاسع من كانون الأول 2024 قال جيك سوليفان مستشار الامن القومي الأمريكي في مقابلة مع شبكة (سي بي اس) الامريكية: " إن التصريحات ـ التي صدرت عما وصفها بالمجموعات المتمردة ـ في سوريا، بما فيها المصنفة ضمن قائمة الإرهاب، جيدة"
في ظل الحقائق الموثقة عن (حركة تحرير الشام)، طرحت تساؤلات عن كيفية تعامل الولايات المتحدة مع الحركة، التي تصنفها واشنطن "إرهابية"، وكذلك زعيمها الذي وضعته من قبل على لائحة الإرهاب. فلم يستبعد مسؤول أميركي، تحدث مع صحيفة واشنطن بوست أن تقدم واشنطن على إزالة هذا التصنيف. وقال المسؤول الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته ردا على سؤال ما إذا كانت الإدارة الأميركية ستزيل التصنيف: "يتعين علينا أن نكون أذكياء.. وأن نكون أيضا واعين جدا وعمليين بشأن الحقائق على الارض". وأكد المصدر ذاته أن هناك حالة كبيرة من عدم الثقة في أن "المتمردين سيحكمون بطريقة إنسانية أو منتجة" بعد رحيل الأسد، ومع ذلك، فإن المسؤولين الأميركيين "على اتصال بجميع الجماعات المشاركة في القتال في سوريا، بما في ذلك الجماعة الرئيسية التي أطاحت الأسد، وهي "هيئة تحرير الشام"، التي لاتزال مدرجة على قائمة الإرهاب الأميركية".
والأمر ذاته ينطبق على أبو محمد الجولاني، زعيم الحركة التي كانت يوما ما فرعا لتنظيم "القاعدة" في سوريا، والآن بات يتصدر المشهد بعدما دخل وقواته، الأحد، العاصمة دمشق، بالتزامن مع هروب الأسد.
لقد كان نظام الأسد نظاما دمويا بنى سمعته على جماجم ضحاياه، وبعد 54 عاما من حكم هذه الدكتاتورية العسكرية لا يمكن ان يكافأ الشعب السوري بنظام راديكالي تكفيري ذي سجل إرهابي!
ان الحديث بهذه العجالة هو لوضع بعض النقاط على الحروف، وانا لا اظن ان ربيع دمشق المقبل سيكون ربيع ياسمين، فالمشاهد المسربة عبر فيديوهات شبكة التواصل الاجتماعي تشير الى (مباديْ) تكفيرية لا يمكن التنصل منها وان كانت لغة قائد الجمع الذي اكتسح العاصمة دمشق قد تم تشذيبها وتهذيبها وتزيينها بعلامات التسامح واحترام الاخر والعدالة.



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فقيهان لا يفقهان
- مليشيات و صواريخ وحشيش
- تفاصيل صغيرة من الصورة الكبيرة
- بلبل ال ( دي. ان . اي)
- الرفسة الاخيرة للثور المعمم
- فيل قريش وابابيل خيبر
- موالي مهدوية العراق
- فيل قريش!
- الارضة القطرية!
- صلعميون بهلويون وطورانيون
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!
- المستوطنون الفلسطينيون!!
- جاهلية محمد بن سلمان!


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - انا متشائل