أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسكندر أمبروز - الشعب السوري في صحراء الحريّة.














المزيد.....

الشعب السوري في صحراء الحريّة.


اسكندر أمبروز

الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 00:23
المحور: المجتمع المدني
    


لا يخفى على أحد ممن يتابعون مقالاتي على هذا الموقع أنني أكنّ حالة من العداء المطلق مع الأديان عموماً وأديان اله الدم الثلاثة خصوصاً , ولكن ورغم حالة العداء الشديد والحرب على هذه الأفكار الفاسدة والمفسدة , إلّا أنني كنت ومنذ الصغر في حالة إعجاب بقصّة موسى لا لشيء إلّا لأحداثها الفانتازيّة والخرافية الممتعة والمسلّية والتي تحتوي في طيّاتها بعضاً من العبر التي يمكن استخلاصها رغم كون هذه القصّة مجرّد خرافة لم تحدث اصلاً وباعتراف اليهود انفسهم وبشهادة التاريخ المصريّ الذي برّأ نفسه من هذا الادعاء اليهودي والخرافات المتواجدة في سفر الخروج عموماً وعدم تاريخيتها المطلق. ولكن على الرغم من ذلك إلّا أن أحداث القصّة تحتوي على بعض العبر (الفلسفيّة حصراً) والتي تبيّن ان هذه القصص كانت مجرّد خواطر انسانيّة في محاولات بدائيّة لتفسير الوجود البشري والحياة في بيئة قاسية لا رحمة فيها كبيئة العبرانيين في العصر البرونزي.

حيث أن اليهود في القصّة العبريّة الشهيرة , وبعد أن خرجوا من مصر هاربين من طغيان فرعونها الهالك , وجدوا أنفسهم أحراراً طلقاء ولكن وفي الوقت ذاته وجدوا أنفسهم تائهين في صحراء قاحلة لا وجهة لهم فيها ولا طريق ! ومن وجهة نظر عالم النفس جوردان بيترسون الذي ذكر هذا التفسير وهذه النظرة والعبرة في القصة اليهودية , فإن ثمن حريّة اليهود في تلك القصّة الخرافية كان وصولهم ووجودهم في صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا حياة , إضافة الى التيه الذي كاد أن يجهز عليهم جميعاً ! وبعد أحداث سوريا الأخيرة فإنني ارى الشعب السوريّ اليوم حاله من حال اليهود عقب الخروج من مصر ونجاتهم من فرعونها , فثمن الحريّة باهظ جداً لا يمكن دفعه دفعة واحدة , وإنما بالأقساط...والدفعة الأولى هي التيه في صحراء الحريّة.

فأين هي الوجهة , وأين هو الطريق المعبّد ؟ نعم نجونا من طغيان وفساد وإجرام , والعودة له أمر مستحيل , ولكن ما الحل ؟ وفي رأيي الحل هو البدء في دفع أقساط سعر الحريّة...فالتيه في صحرائها هو بداية الطريق الذي يمكن لنا أن نعبّده فيما بعد , ولكن ما هي الوجهة ؟ لا أحد يدري , وهذه هي إحدى النتائج الحتميّة للضياع في صحراء الحريّة. فهل سنصل في نهاية الطريق الى حفرة الاسلام السياسي ؟ أم سنذهب ونجد أنفسنا في حضن فرعون آخر ؟ هل سننجح في العثور على توليفة الحياة المدنيّة العلمانيّة المبنيّة على اساس حقوق الانسان والمواطنة والأخلاق والتعايش ؟ أم سننقلب على ذاتنا في اقتتال داخليّ في وسط هذه الصحراء ونفنى جميعاً ؟

أنا شخصيّاً دخلت في تقلّبات سياسيّة فكريّة كثيرة في فترة الثورة السورية على مدار السنوات ال13 الماضية , وتوصّلت الى أنّ شعبي ليس على اتمّ الاستعداد لتكسير قيود الطاغية , رغم فظاعتها ! حيث أن التخلّص منها يعني استلام المسؤوليّة السياسيّة والإداريّة التي لا يمتلك شعب سوريا القدرة على التعامل معها على الإطلاق والدليل هو حال المعارضة السوريّة في ادلب قبيل سقوط النظام السوريّ. ففي منشورات سابقة ارتأيت ان الحل الأمثل للوضع الحاليّ هو الاستقرار الذي يوفّره هذا الطاغية ودفع ثمن ذلك الاستقرار دماً ريثما يصل حال العقل الجمعي السوري لمرحلة مابعد الفكر الديني وما يسببه ذلك الفكر من فساد في الأرض , ولكن التغيّرات الدوليّة أدّت الى ما وصلنا اليه اليوم من سقوط للنظام وطاغيته والتسريع في خروج الشعب السوريّ عن ارادة المستبدّ , وبدئ رحلته في صحراء الحريّة التي ستكون رحلة صعبة وقاسية والتي قد تنتهي بالوصول الى برّ الأمان أو العكس. وقد أكون مخطئاً في تقييمي لمستوى الوعي السياسي والفكري لدى عموم الشعب السوري , حيث أنني اتمنى أن اكون كذلك , وأن لا يصل بنا الحال الى التحوّل الى افغانستان جديدة , وأن لا نستبدل طغياناً بطغيان , وطائفيّةً بطائفيّة , أو إجراماً بإجرام.



#اسكندر_أمبروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا الاسلام من المسلمين , غزّة كمثال.
- ثقافة التدليس ومعاداة المعرفة.
- مصيبة السعي وراء الدوبامين عند البشر , كأس العالم كمثال.
- مشاكل الفلسفة اللا إنجابيّة , وتقديم لفلسفة أفضل.
- نظريات المؤامرة حول فرنسا وأفريقيا الغربيّة.
- هل كانت هناك ايجابيات لظاهرة الاستعباد ؟ طبعاً لا !
- الحجاب ومنع الاختلاط بين الجنسين هو أحد أهم أسباب تخلّفنا... ...
- لماذا يفرحون عندما ترتدي المرأة الحجاب ؟
- وباء الإيدز والله الشرير.
- لماذا يحقدون على أشكال الحياة ؟
- مذبحة الشركس 1864 , مجزرة التطهير العرقي المنسيّة.
- مجاعة الله الستالينيّة.
- شيوخ التخريف , راتب النابلسي كمثال.
- ما هي الماسونية ؟ بعيداً عن سخافة نظريات المؤامرة.
- إسلام العوامّ , ومصائب الأقوام.
- الإسلام و تجربة سجن ستانفورد.
- علاقة الدين بالعنف الأسري.
- نحن بحاجة الى ثورة نسوية...والآن !!!
- تخلف مبدأ العين بالعين.
- أهم سبب لاستمرار الخرافات الدينيّة.


المزيد.....




- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصوت لصالح قرار يطالب بوقف إطلا ...
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى قرارا داعما للأونروا
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قراراً يدعو لوقف إطلاق نا ...
- الأمم المتحدة تعتمد مشروعي قرارين لوقف إطلاق النار بقطاع غزة ...
- الأمم المتحدة تتبنى قرارا بوقف إطلاق النار في غزة فورا
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تطالب بوقف إطلاق النار في غزة ب ...
- المرصد السوري: نحو 105 آلاف شخص قتلوا تحت التعذيب بالسجون خل ...
- تونس: المفوضية الأوروبية تعتزم وضع شروط صارمة لاحترام حقوق ا ...
- وسط جثث مبتورة الأطراف ومقطوعة الرؤوس... سوريون يبحثون عن أق ...
- مسئول بالأونروا: ظروف العمل في غزة مروعة.. ونعمل تحت ضغوط لا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - اسكندر أمبروز - الشعب السوري في صحراء الحريّة.