أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - الفرق بين الاصلاء وبين اشباه الحرباء















المزيد.....

الفرق بين الاصلاء وبين اشباه الحرباء


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8187 - 2024 / 12 / 10 - 00:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


للإنسان الاصيل سمات تميزه عن غيره ؛ وصفات يعرف بها , والاصالة ها هنا نعني بها شخصية المرء وتربيته واخلاقه ومبادئه ؛ وبغض النظر عن لونه او عرقه او لغته او ديانته ؛ فالناس متساوون مثل أسنان المشط من وجهة النظر الدينية والإنسانية ، لكن الواقع يثبت الاختلاف والتباين في الطبائع والسمات الشخصية ، حيث تجد الإنسان الأصيل صادقا شجاعا واعيا محترما ؛ بينما تجد المزيف والمتلون نرجسيا مصلحيا كذابا مراوغا ماكرا منعدم المرؤة والحمية وفاقد للغيرة والشرف ؛ لذا تجدهم يسارعون الى ظلم الناس واذلال الاتباع والكذب عليهم وتهميشهم والتغرير بهم بمجرد استلامهم المناصب وتبوؤهم للكراسي والمسؤوليات العامة ؛ ولعل تصرفاتهم هذه ناشئة من عقد النقص والدونية او بسبب المكر والخبث واللؤم الدفين ... ؛ فالشخص الاصيل أصيل في كل تصرفاته وتعاملاته مع الغير ، اذ تجد اقواله متوافقة مع افعاله , وشعاراته تنسجم مع حركاته , وخريطة فعالياته ونشاطاته تنبئك عن عقائده وافكاره ؛ وهذه السمات تجدها في الاغلبية من العراقيين الاصلاء واتباع الامام علي ؛ الا ان الجسم السليم يفرز فضلات ؛ كذلك الطائفة الشيعية الكريمة افرزت البعض من الدونية والمخانيث والمنبطحين والمتلونين والمنافقين والكذابين والدجالين والمنكوسين ؛ وهؤلاء الشراذم يتسمون بالنفاق والخداع والكذب ؛ ويعد الكذب والتلون بالنسبة لهم أمرا عاديا , والتقلب وتغيير المواقف والعلاقات - كالعاهرة التي تنتقل من حضن الى اخر - ؛ سلوكا طبيعيا ؛ بينما كانوا بالأمس القريب يعيرون اغلبية الساسة من بقية الطوائف والقوميات العراقية والعربية وغيرها لاتصافهم بهذه الصفة الذميمة .
لقد كان الرجل الشيعي عموما والعراقي الأصيل خصوصا مثالاً للتحدي والمبدئية والنزاهة والصراحة والطيبة ومعارضة الظالمين ومقارعة المجرمين والارهابيين وبغض وشنان الفاسدين والجلادين ؛ فكان اذا خاصم لم يسب او يشتم او يعير , واذا عارض وقاتل لا يمارس الرذيلة والخديعة بحجة الغاية تبرر الوسيلة , ولم يلحق هاربا او يجهز على جريحا او يضرب امرأة او صبيا , واذا عاهد لم يخلف وعده , واذا حدث لم يكذب وان كلفه الصدق حياته ؛ ومهما تعرض لشتى الضغوط والظروف لا يخرج عن طور أصالته العريقة ... الخ ؛ ولعل هذه السمات هي التي أدت الى الخسائر الفادحة بالأرواح والممتلكات التي اصيبوا بها ؛ جراء معارضتهم للحكومات الظالمة والحركات الاجرامية والقوى الدولية ؛ والتي اخرجتهم من اللعبة السياسية ولعقود طويلة جدا .
الا ان العراق كسائر البلدان العالمية والطائفة الشيعية الكريمة لا تختلف عن بقية الطوائف والمذاهب والفرق الدينية ؛ فالإنسان هو الانسان في كل مكان وزمان , ولكل قاعدة شواذ , فكل الشعوب فيها الصالح والطالح والصادق والكاذب والمبدئي والمتلون ، اذ لا يوجد مجتمع خال من العيوب , او جماعة او طائفة تخلو من الفاسدين والمنافقين والكاذبين والظالمين .
وقد ابتلى العراق والطائفة الشيعية الكريمة ببعض الامعات والشخصيات التي تغير جلودها كالحرباء بين الفينة والاخرى , وتبدل مواقفها بين ليلة وضحاها , و تُبطل‌ ادعاءاتها بنفسها ؛ فما يتفاخرون به بالأمس يتبرؤون منه اليوم , وما يؤيدوه في السابق ينقلبوا عليه في الوقت الحاضر ؛ وهكذا عندما تتابعهم وتلاحظ تحركاتهم ؛ ستجد بونا شاسعا بين اقوالهم وافعالهم وبين شعاراتهم وادعاءاتهم وبين سلوكهم البعيد كل البعد عن الاصالة وما يدعون .
واغلب الذين حكموا العراق او من الذين تصدروا المشهد الديني والاجتماعي ومنذ العام 1920 والى الان ؛ إما مزيفون أو خليط بين الاصالة والزيف ... ؛ فهؤلاء المرضى يلبسون أقنعه تتغير مع كل موقف، أو قناعا واحدا يناسب كل المواقف... ؛ فالشخصيات المزيفة تتغير بتغير المناصب والاحوال وتدور مع الكرسي حيثما دار ؛ أما الشخصيات الأصيلة فهي التي تبقى ثابتة على المبادئ والقيم ؛ ولا تغيرها مجريات الاحداث ولا تغيرها المناصب والامتيازات .
ومهما حاول الشخص المزيف اخفاء حقيقته ؛ كشف امره ولو بعد حين ؛ فالزمن والوقت كفيل بتسليط الاضواء على تناقضاته وتقلباته وتلونه ؛ وابتعاده عن ما يدعي الايمان به , وما يرفعه من شعارات .
وهؤلاء يتعاملون مع جماهير الاغلبية وعوام الطائفة بفوقية واستخفاف ولامبالاة ونرجسية , وهم لا يأبهوا لشؤونهم ومشاكلهم ولا يهتموا بمشاعرهم واحلامهم , انما يحرصوا على انفسهم وعوائلهم وامتيازاتهم الخاصة فحسب , ويستحوذوا على كل شيء باسم الوطن والطائفة , ويعرضوا اتباعهم للخطر والفقر والضرر - فالأصيل يؤتمن في عداوته اما قليل الاصل لا يؤتمن حتى في صداقته وزعامته - , ويعشقوا الاستعراضات والتحدث بالخرافات والغيبيات والعنتريات , والظهور في كل مناسبة علنية أو إعلامية , وليتهم التزموا الصدق او المبدئية او اكرمونا بصمتهم ؛ ففي كل حديث تبان لهم عورة وفي كل لقاء تكشف لهم مثلبة ...!!
وهذه الظاهرة التي ذكرناه انفا ؛ لا علاقة لها بالتحديات الخارجية السياسية وضرورة التماهي معها , او تغير ردة فعل السياسي تبعا لتغير الظروف الدولية والاحوال المحلية وبما يرجع بالنفع العام ؛ او التكيف مع الضغوط والازمات , او بتغيير الانتماءات والقناعات النابعة من البحث والحوار والتأمل ؛ فهذا أمر وتلك الظاهرة امر مختلف تماما ؛ اذ لابد للإنسان المحترم فضلا عن القائد المحلي والسياسي الوطني من العمل والتحرك وفقا للرؤية العقائدية والسياسية والثقافية التي يؤمن بها ؛ فلست مجبرا على ان تصرح بكل مناسبة , او ان تدلي برأيك الصريح امام كل احد , او ان يسيل لعابك وتضعف شخصيتك امام هذا الاعلامي او تلك الاعلامية لاسيما ان كانت لك مندوحة من الامر ؛ بما يوقعك بالتهافت والتناقضات , بحيث تظهر امام الجماهير والمتابعين بمظهر الضعيف المهزوز او المنافق المتلون او المصلحي النفعي ... ؛ وطالما شاهدنا ساسة الغرب الذين لا يجيبون عن كل الاسئلة الصحفية ويكتفون بعبارة ( لا تعليق ) او أولئك الساسة الذين لا يجاملون الاخرين على حساب مصالح بلادهم العليا ولا يأبهوا لانتقادات المخالفين ؛ اذ يصرحون بآرائهم من دون لف ودوان , وعندما تفشل سياساتهم او لا تصيب توقعاتهم او عندما يرتكبون الاخطاء ؛ يعترفون بالخطأ ويعتذرون للشعب وعلى رؤوس الاشهاد .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب هزلية بأدوار كوميدية ونتائج كارثية ؟!
- بشار الاسد والرقص مع الأفاعي
- تغدوا بتركيا قبل لا تتعشى بالعراق
- حياة الناس رهينة بيد الارهاب ؟!
- المستنقع السوري والسيناريوهات المتعددة والاحتمالات المفتوحة
- تقارير دولية مكذوبة وتصنيفات خارجية مغلوطة تستهدف العراق
- تعداد سكاني ... ولكن ؟
- امة عراقية بلا طائفية ولا عنصرية ولا قومية
- اما ان نحكمكم او نقتلكم ؟!
- الجاليات الاجنبية والعمالة الخارجية والمجنسون يمثلون خطرا عل ...
- الارهاب الورقة الرابحة بيد الامريكان والصهاينة
- الكذبة الدجالون والمرتزقة المدلسون
- السياسي بين تحديات الواقع الراهن والرؤية المستقبلية الواعدة
- لم ولن اخضع لمقص الرقيب او سطوة المؤدلج
- التعاون الارهابي والتنسيق الاجرامي بين الامريكان والصهاينة
- رحل الصديق (ابو مسلم الساعدي ) دون وداع
- الفاسدون الكبار مجرد جباة
- هيبة الدولة بين تكرار الخروقات وغياب الردع المناسب ؟!
- المسألة مسألة وقت ؟!
- مخاطر الخروج عن اجماع الاغلبية الشعبية والنخبة السياسية الوا ...


المزيد.....




- بيستوريوس: لا يجوز أن نكون في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في س ...
- أردوغان يعلن -مصالحة تاريخية- بين الصومال وإثيوبيا
- الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين ...
- قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
- -CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه ...
- مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م ...
- العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
- موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
- قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
- رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - رياض سعد - الفرق بين الاصلاء وبين اشباه الحرباء